"استيقظ... هيا كي تتنفس روحي من نظراتك، استيقظ أيها النائم.."أغلقت الشرفة كي لا يتسرب إليها الهواء البارد من الخارج و عادت نحوه تداعب خصلات شعره البنية بينما يغط في نومه في سلام.. ابتسمت و همست له في تذمر "حبيبي! ألن تستيقظ؟.."
فابتسم هو كذلك مغلق العينين و سحبها نحوه كي يعانقها ظنا منه أنها وسادة لكنه تدارك الأمر و فتح عينيه بسرعة و استقام جالسا على السرير غير مصدق لما رآه للتو؛ فايا مجنونته تتربع أمامه فوق السرير بعينين مرهقتين فاتنتين كالعادة..
"هل أحلم أم ماذا؟ هيا تحدثي إلي حبيبتي كي أصدق وجودك أمامي الآن! اقرصيني!"
أطلقت قهقهات و ألقت بحملها فوق السرير تحدق بسقف الغرفة المزخرف هي تعرف تفاصيل منزله كما تعرف تفاصيل روحها.. لطالما تاهت في ألوانه و نقوشه التي طبعها على السقف دون علم منه..حدق بساعة الحائط ثم استلقى قربها في دهشة و قال "إنها الساعة الثالثة صباحا... كيف تخرجين وحدك في مثل هكذا وقت! ثم ماذا ستفكر والدتك حين لا تجدك حولها!.. مجنونة! لما لم تتصلي بي كنت قد أتيت لك أنا لا أنت !"
أجابته بلامبالاة "لم تجب على رسالتي الأخيرة.. لقد أردتك حولي بشدة حينها.. و ساعدني السلم الذي بورشتك على بلوغ الشرفة . "
مد جون ذراعه ليسحب هاتفه من تحت الوسادة و يتفقده فيجد رسالة فايا..
"يا ويلي و تسلقتي ! !! رسالة؟ تبا لقد نمت كالغول ! حتى أني لم أنتبه لصوت الهاتف مع وصول رسالتك.. حبيبتي أعذريني!""لا عليك.. أعلم أني أرهقتك كثيرا في الآونة الأخيرة.. "
تحدثت بفراغ عميق يقرع الروح كصدى صخرة تم القاؤها ببئر.. و عينيها لا تزال معلقة بتلك الزخارف لتظيف..
"و ما أشد خوفي بأن أرهقك أكثر في الغد..."
اتسعت حدقتا عينيه لصرامة الهدوء و الاستسلام في نبرة صوتها فاستند على مرفقه ليقابل نظرها و يحول بينها و بين السقف.. يحاصر نظرتها التي تبث الرعب و القلق به، تنعقد حاجباه فيطلق سؤالا متعطشا للإجابة " فايا... ؟ ما قصدك بهذا الحديث فايا؟.. أهناك ما لا أعرفه؟ حبيبتي هل من شيئ ما يضايقك؟"
حدقت به في صمت زاد من قلقه.. لتتوه كما تتوه في تلك الزخارف لكنه الآن بدالها، كل جزء من ملامحه يترأس محط أنظارها..
أومأ لها منتظرا إجابة ما تبرد نقاط الضباب بعقله لكن صمتها و تحديقها به أصبح أكثر غرابة.. إلى أن ابتسمت في هدوء و قالت " لقد قصدت أن غدا صباحا سأجعلك تقضي اليوم بأكمله معي، لذلك قلت بأني أخاف أن تشعر بالإرهاق.. لا تضخم كلماتي أيها الأبله..."
أنت تقرأ
(مكتملة) V A Y A | That Stranger |
רומנטיקהهل تنتهي الأشياءُ قبل بدئها؟ "قد تساءلتُ عنك بين أمس و غد.. حيث السراب في ذهني ينمو ببطئ.." ما بين بشاعة《الحرب》 و جمال《 الحب》تلك هي حكايتها مع الحياة، حكايتها معه ،قد تلوح لهما في خبايا الأحلام، دنيا من ألوان لم يشهداها قط؛حقيقة هي تبدو من شدة نقائ...