مقتطفات

2.2K 59 0
                                    


.

البعض يتجاوز المحن ليثبت أن الحياة ليست سوي للأقوياء، و البعض يصبح أسيراً لها ليثبت أن الضعف ذل لمن أراد.

التحدي هي تلك الحالة التي عاش بها كريم في الماضي ليتخلص من الغبار الذي علق به من تلك الحرباء التي ظهرت أمامه بغتة اليوم، ماضي أراد أن ينسي به طعم الخيانة و الكذب.

وقفت أمامه في بيته الخاص، تلصصت للتأكد من مغادرة زوجته بصحبة رفيقتهما لتريها شيئاً جديداً كانت تحضر له في مطبخ بيتها، تمني لو لم تغادر فتلك الأفعي هي الأسواء في الإلتصاق به كمضغة اللبان السيئة.

وبخها بثبات إنفعالي يحسد عليه :

- لم أري في حياتي إمرأة أكثر منكي وقاحة، تعودين لتطرقين باب بيتي مرة أخري بعد أن خنتني و كذبتي علي.

حاولت إدعاء الضعف، فقالت بصوت متوتر ضعيف :

- لم يكن بيدي يا حبيبي، بل أجبرت عليه، فذلك الرجل هددني لو لم أنصاع له لكن قتلك.

ضحك بقوة أي إجبار ذلك هل هو أحمق لتتصور عدم تفهمه و إستيعاب عقله للوضع الذي رأها به، فقال بعنف و غضب :

- هل تظنيني أحمق.. رأيتكم و سمعت إتفاقكم بنفسي، لم يكن هناك أحد ليضحك علي، رأيتك عشيقته و زوجة غير شرعيه له، سمعتك تسخرين مني علي تفهمي لمشاكلك العائلية، سمعتك و رأيتك و أنت تسلمين له أوراق صفقاتي و تخبرينه بأنها أول خطوات تدميري.

صمت ليستدير ليبعد نظره عنها، فأكمل بعد أن إستعاد ثقته بقوته الداخليه :

- كريستينا.. لم أسلمك من قبل للشرطة، لكن اليوم لو رأيتك تحومين حولي أو تقتربين من عائلتي سأجعلك تندمين،  فلتبتعدي قدر ما تستطيعين حتي تأمني شري، و الأن فلتذهبي قبل عودة زوجتي فأنا لا أريد لها أن تشوه عيناها برؤيتك.

نظرت له بحقد و بغض صمتت و تكلمت بحنق لتبث مخالب الأفعي في حياته :

- أعدك يا  عزيزي كيم، أن أجعلك تندم علي كل كلمة أسمعتني إياها الأن، سأدمرك و أدمر حياتك بكل سهولة.

و خرجت لتصفع الباب خلفها و هي تستشيط غضباً، بينما هو تقزز من رؤيتها فهي أشبه بالقاذورات المغلفة بغلاف ذهبي لتغري الأخرين، لكنه يعرفها و يعرف كيف تنسج خيوط الضعف لتغرز سمومها في الجسد لتدمره، من هي من زوجته التي أصبح لها عاشقاً، تختلفان كالسماء و الأرض.

أفقدتنى صوابى.             بقلم Ami Ismael حيث تعيش القصص. اكتشف الآن