مقتطفات

2.1K 83 16
                                    

تأملهما فابتسم و انسحب بهدوء ليبدل ملابسه ليتركهما معاً فقد تكون تلك البداية التي سيحصلان عليها ليعيد حياتهما نقطة ما، استمرت عيناهما في الحديث الذي لم يستطع كلاً منهما قوله، فعيناه تحمل شوقاً و حباً لها فقد غرق في تلك العينان منذ أول نظرة إلتقى بها فيها ، و عيناها تحمل تسائلاً عن هذا الإنسان و لما يجعل قلبها يدق بسرعة و الفراشات تحلق في عالمها لأول مرة بحياتها.

لكنها تدراكت نفسها و أستطاعت التمسك لتهرب من هذه اللحظات العفوية، فاستدارت لتبتعد لكن يده قد أوقفتها عن إتمام مخططها المتضمن الهرب.

قال بصوت يحمل نغمات العشق و الوله الممتزجة بالشجن و العرفان :

- شكراً.

فلمح التساؤل عن سبب الشكر الذي قدمه، فبادر بالتوضيح، بنفس النغمة الهادئة :

- شكراً لإنك خرجتينا من حالة الضياع و الغضب.

فنظرت إليه و أبتسمت بشعور يدل علي مبادلته بعض مشاعره المضطربه، و أردفت بصوت خجل متلقلق :

- علي الرحب والسعة.

قامت بسرعة متناهية بسحب يدها منه و الهرب من أمامه لتدلف للقصر و منها إلي غرفتها و هي تسابق الريح و أساطير العشق التي قرأت عنها في رواياتها القابعة علي أرفف المكتبات.

فها هي علمت و لأول مرة معني أن تعشق العين من نظراتها السابحة في كون العاشق، و علمت معني دقات القلب النابضة بالحب و الوله، علمت معني الشوق لسماع صوت من تحب، علمت معني الخجل من نظرات الحبيب، و علمت ماذا تعني الإبتسامة المتبادلة التي تعني عالم أخر لا يجمع في طياته المتداخله سوي عاشقين.



أفقدتنى صوابى.             بقلم Ami Ismael حيث تعيش القصص. اكتشف الآن