نزل كلاً من ريم و رامي من السيارة التي كانوا يستقلونها ، ليستقر بهم الحال أمام مدخل لأحد العقارات الجديدة، التي تشبه الأيقونةِ الهندسية الحديثة فقد تداخلت الهندسة المعماريه مع التاريخ بتناغم فتشعر بعبق الفراعنة من نقوش اللوتس و البردي، و تستنشق عبير اليونانية و الرومانية من المداخل البرونامية، و تتذوق القرون الوسطي بالنسيج الفلكوري، الذي يسحبك الي الهندسة الحديثة بضخامتها و عمارتها الفنية الحديثة الممتزجة بالتشكيلات الزجاجية.فدخل رامي و ريم من مدخل العقار الذي ما أن تطائه قدماك و إلا قد أصبحت في عالم اخر من العشق المحرم.
فأردف رامي محدثاً ريم بنبرة شاكرة :
-الحاجة ال خدمنا فيها جدو، أنه بني البيت دا لينا، و إلا كان زماني لايص و حايس.
نظرت له ريم و هي تتعجب، فكيف لشاب بذلك المستوي و ذلك التعبير قد رادفه فأنفجرت ضحكاً فلم تستطع مقاومته، لتعقب بعدها و هي منقطعة الأنفاس ضحكاً :
- دي اخرت صحبيتك مع الشباب، حايس.؟.....انت لو قعدت عمرك ال جاي و ال عدي مش هتجيب تمن اوضه هنا.
فقال لها مستعطفاً، فقد كان يريد إبدال شقتيهم، فهي أبدعت في تصميم الديكور الداخلي لشقتها :
-طب متسلفيني شقتك و خدي بتاعتي.
فهمت ما كان يقصد، فقالت بنبرة قاطعه حازمة لتضع له حداً :
-لا و النبي....بعد تعبي و شقاي فيها و لفي علي المولات و وقفتي مع العمال.
فنظر إليها نظرة طفل برئ يستهدف عطف والدته :
_طب حني علي أخوكِ الغلبان و صممي ديكور شقته.
فقالت له بإنتهازية و فكر الرأسمالية :
-ادفع و أنا اصمم.
فقال معاتباً :
-انتهازيه.
وصل كلا من رامي وريم لشقة يوسف،فقام رامي برن الجرس و لم يرفع يده عنه قط فحدثته ريم مؤنبة :
-كفاية بقي شيل ايدك من علي الجرس اعطيه نفس
فقال لها بخفة ظله الظاهرة :
-عادي و لا تفاح.
فنظرت اليه بإستنفار أردفت لتفحمه :
- لا مشمش يا خفيف.
وفي هذه الأثناء فتح يوسف الباب صدم عندما فتح الباب ليري من هو الزائر، فقال بصدمة :
- بسم الله الرحمن الرحيم.
فأسرع رامي ليقول رامي بفرح :
-يا مرحب يا جو.
فقال لهم يوسف بحزم و هو يشير لهم براحة يده و أطرافها ليطردهم :
-روحوا مش عايز أشوف وشوشكم ...
فصمت ليكمل ليقطع عليهم أي بوادر للحديث :
-و احنا اصلا كنا خارجين برة.
فاردفت ريم بحزن لعلمها أنه غاضب منهم :
-ايه يا ابيه مش عايز تشوفنا و لا ايه.
تجاهلها يوسف و التفت ينادي علي داليا :
-يالا يا داليا جهزتي انتي و الاولاد و لا لسه.
ردت عليه داليا و هي قادمة في طريقها و تصاحبها حالة حالة استغراب شديدة :
-جهزت ليه يا يوسف.
اجابها ليوضح سبب ندائه :
- مش قلتي هنروح عند طنط النهاردة يالا نروح
فاردفته بخوف عليه فقد يكون قد نسي حديثهم معاً :
-سلامتك يا يوسف... مالك في ايه انت مش قلت
فعادت بذاكرتها لتلك اللحظة التي طلبت منه أن يذهبا لزيارة والدتها و قد كان يوسف جالس يشاهد المباراة عندما دخلت عليه داليا لتقول له برجاء :
-ممكن اكلمك يا يوسف.
فطمئنها لتطلب ما تشاء :
-اتفضلي يا حبيبتي.
فقالت بهدوء يناسب ملامحها :
_انا بقالي فترة مروحتش عند ماما ممكن اروح ليها النهاردة و خصوصا انك اجازة فتيجي معانا علشان نفسها تشوفك.
فقال لها معتذراً بأسف :
_معلش يادودي المرة دي، للأسف في ناس اصحابي جايين النهاردة
فأستغربت من تلك الزيارة التي لم تعرف عنها شيئاً :
ً_اصحابك انت مقلتش يعني.
فأعتذر لها و وضح سبب عدم معرفتها :
_اسف ياعمري..... بس و الله هما لسه قافلين معايا من خمس دقايق و بلغوني انهم هنا في مصر لمدة يومين و جاين ليا كمان ساعتين.
فقالت له بهدوء لتستعتبه :
_ولا يهمك... بس مش تقول علشان نجهز غداء ليهم.
مازحها يوسف بمرح ليقول لها :
- هو جوزك تفوته حاجة زي دي.... انا اتصلت بالمطعم و طلبت اوردر جاهز في خلال ساعة هيجي ميرضنيش تعبك يا دودي
فقالت شاكرة ليفهم :
_ميرسي يا جو
أنت تقرأ
أفقدتنى صوابى. بقلم Ami Ismael
Ficción Generalنسير في طرقنا لا نعرف كيف نواجه العالم، هل نحن حقاً غير متصلين ببعضنا البعض، أم نحن نحلق لنسطر تلك الروايات التي كتبت لأجلنا. هل عالمك و عالمي منفصلان، أم هما أحجية نظمت بعناية لتصنع صراع الأقدار، أحجية نحلق بها لنجمع قطعها المتناثرة. نعيش في تلك ا...