part 2

1K 84 7
                                    

مضت الأيام الأولى بسرعة ، ها قد مضى أسبوع منذ قدوم الفتاتين الى منزل عائلة لي . 
كانت خارجة من المنزل مسرعة عندما اصتدمت به بقوة حتى كادت تسقط أرضاً لولا انه أمسك ذراعها وثبتها 
انهيوك : كينشانا ؟؟ 
مي سن : دييه ، بياانييه لم أنتبه لوجودك 
هيوك : لا بأس لكن لماذا العجلة ؟ 
مي سن : لقد تأخرت ، لن ألحق بالحافلة الان : ( 
هيوك : الى أين كنت ستذهبين ؟ 
مي سن بحزن : أردت زيارة والداي ، لم أراهما منذ شهر تقريباً 
هيوك : يمكنني ايصالك اذا أردت ؟ 
مي سن : شينشاا ؟ اوه لكن منزلنا بعيد >< 
هيوك : أين تسكنون ؟ 
مي سن : في قرية قريبة من سيئول ، لكن ذلك بعيد عليك 
هيوك : في الحقيقة انا متفرغ الان ، لا مشكلة لدي بإيصالك 
مي سن : حقاً !! كوماااواااايووو 
هيوك : هههه لا بأس هيا بنا ، لكن ماذا عن صديقتك ؟ 
مي سن : ستبقى هنا 
صعدت مي سن في سيارة انهيوك بسعادة ، لابد أنها فعلت شيئاً جيداً حتى تكافء هكذا ، هذا ما كانت تفكر به لفرحتها 
أثناء الطريق ، شعرت ببعض الملل وهي تراقب النافذة ، انتبه هيوك عليها وهي تنفخ بملل فأراد تغيير هذا الجو 
هيوك : كيف وجدتم منزلنا ؟ 
مي سن : الحياة معكم ممتعة جداً ، خاصة أنت ودونغهي ^ ^ 
هيوك بغرور : بالتأكيد فنحن التوأم جالب السعادة 
مي سن : لم أعد أدري ، الاحمقان ام جالبا الحظ او جالبا السعادة !! 
هيوك : كل شيء جيد يأتي منا 
مي سن : احسدكم ، انتم اخوة ثلاث ، تضحكون وتشاجرون وتعتنون ببعضكم ، تمنيت دائماً لو كان لدي أخوة أمرح معهم ! 
هيوك : انت الان من عائلتنا ، يمكنك الانضمام لي انا ودونغهي 
مي سن : بالتأكيد ^ ^ 
في المنزل ، خرج الى الحديقة بملل بعد أن أنهى مكالمته مع انهيوك ، بدونه يتحول دونغهي الطفل الزعج الى طفل وحيد 
في الحقيقة هو شاب وحيد جداً ، ملجأه اخوه هيوك ، يبدو كالضائع بدونه ولا يستطيع فعل شيء سوى انتظاره 
ركل الكرة المرمية على الأرض بغضب ، كيف استطاع الخائن ان يذهب بدونه ؟ انتبه أخيراً الى تلك التي تغفو بهدوء على المقعد في الحديقه وهي تضع رأسها على المنضدة أمامها 
خطرت في باله فكرة شريرة ليبعد ذلك الملل ، وبسرعة اتجه نحوها لينفذ ما يفكر به ، ألتقط حشرة مقرفة من بين الأشجار واتجه اليها 
جلس جانبها بهدوء ، لأول مره يكون بهذا القرب منها ، يستطيع الان التبحر بملامحها دون ان تشيح وجهها عنه ببرود 
يستطيع ملاحظة رموشها الطويلة المنحنيه ، حاجباها اللذين فكت عقدتهما للمرة الأولى منذ رآها ، شفتيها الورديتين وبشرتها الصافية 
شيئاً فشيئاً اختفت ابتسامة التسلية التي كانت تعتلي وجهه ، يتأمل جمالها الذي لم يلحظه من قبل 
الجو هادئ الا من صوت حفيف الأشجار الذي يعزف لحنا ً يوازي اللحن الذي تعزفه أنفاسها 
ببطء مد يده ليمسح على شعرها الكستنائي ، ملمسه الحريري يلائم ملامحها الناعمة ، يتسائل بداخله ما الذي يجعل فتاة بهذا الجمال تختبئ خلف قناع البرود دائماً ! 
ما الذي يجعلها ترتدي ذلك العبوس طيلة الوقت ، حتى بالكاد يستطيع سماع صوتها الرقيق ، ولا يذكر أنه رأى ابتسامتها من قبل ! 
انتبه للكتاب الذي كانت تمسكه بيدها ، لابد أنها نامت وهي تقرأه ، سحبه بهدوء حتى لا يوقظها وألقى نظرة عليه . 
لم يتخيل ان فتاة هادئة كالموت مثلها قد تكون مهتمة بقصص العشق والحب ، ويستطيع من قراءة ملامحها انها في حلمها تسافر الى تلك البلاد أيضا ً . 
أسند رأسه على يده واكتفى بالبقاء هكذا ، لا رغبة لديه بفعل شيء سوى التحديق بوجهها الملائكي اكثر وقت ممكن . 
بالنسبة لها كانت ترى نفسها في حديقة خضراء جميلة مليئة بأشجار مزينة بالورد الأبيض والأحمر 
أخذت تتنزه بين تلك الورود مأخوذة بجمالها ، لا تعلم من أو لماذا ، لكن احدهم قدم لها وردة بيضاء نقية . 
أعجبتها كثيراً وأحبتها ، لكنها تركتها ، أهملتها حتى جفت وبدأت أوراقها تتآكل ببطء ، بدا منظرها حزيناً جداً ، كما بدأت هي تشعر بالوحدة والفراغ وهي تحدق بزهرتها الذابله . 
بدأ حاجباها ينعقدان مجدداً ، يبدو أن الحلم الجميل لم يكتمل ، بهذه الدقائق القليلة تمكن من رؤية جميع تعابيرها قبل أن تفتح عينيها ببطء 
حدقت به لوهله قبل أن تستوعب كم كان قريباً منها ، اتسعت عيناها ، رفعت رأسها بسرعة وابتعدت عنه بخوف 
دونغهي : اووه بيانييه لم أقصد اخافتك ، هل انت بخير ؟ 
نظرت اليه ومازال الخوف عنوان ملامحها ، أرادت ان تنهض ، ان تبتعد عنه بأسرع وقت لكنه أمسك بيدها 
دونغهي : انتظري .. 
جا اون بغضب : اتركني . 
ترك يدها مصعوقاً من نبرتها الغاضبة ، تلك الفتاة التي لا تتحدث الا نادراً ، لماذا تصرخ عليه هكذا وهو لم يفعل ما يؤذيها 
جااون : اياك ان تلمسني ثانية ، ولا تقترب مني أبداً هل فهمت ! 
دخلت المنزل مسرعة دون حتى ان تلتفت لذلك الذي تركته خلفها يحاول تحليل ما حدث للتو . 
ما الذي تقصده بإياك ان تلمسني ثانيه ، ليس وكأنه فعل شيئا ً خاطئاً ، ما الذي تخفيه تلك الفتاة وراء ردة فعلها الحادة هذه ؟ كلها أسئلة كانت تتدفق الى عقله دفعة واحدة ولا يستطيع ايجاد جواب لها . 
تنهد بغيظ وهو يستلقي على المقعد بأكمله ، آثر التوقف عن اتعاب عقله بالتفكير بها واغلق عينيه عله يغفو لوقت قصير ، لكن صورتها الهادئة ، وجهها الطفولي وجمالها الأخاذ يرفض مغادرة مخيلته! 
أوقف سيارته أمام منزل قديم الطراز ، صغير جداً بالنسبة لمنزلهم لكنه يناسب البيئة الريفية التي بني فيها 
هيوك : هذا منزلكم ؟! 
مي سن بخجل : انه لا يقارن بمنزلكم ههه 
هيوك : على العكس يبدو لطيفاً ، متى ستعودين ؟ 
مي سن : سأقضي الليلة هنا وأعود في الغد ، ما رأيك أن تبقى بضيافتنا ؟ 
هيوك : ااه لا أريد ازعاجكم أتمنى لك وقتاً ممتعاً ^_^ 
مي سن : ارجوك ان تبقى سنستمتع معاً حتى الغد 
هيوك : بما أنك تصرين على ذلك ... 
جلس في الصالة البسيطة فرحاً باستقبال والديها الهرمين واحتفائهما بابنتهما وضيفها . 
وكعادة العائلات القروية أسرعت والدتها بتحضير العشاء للضيف ، وطلب والد مي سن من ابنته أن تحضر زجاجات الشراب من الرف العلوي في المخزن بينما يقوم هو بتجهيز مكان الجلوس 
بالنسبة لانهيوك ، كان يتجول في المنزل ، باعجاب ينظر الى تصميم المنازل الريفية القديمة والمحاطة بالأشجار والأزهار 
انتبه لمي سن وهي تدخل الى المخزن فلحقها بهدوء ، راقبها وهي تضع الكرسي وتصعد عليه تحاول جاهدة الوصول الى الرف العلوي 
بدت في تلك اللحظة كقطة ظريفة تحاول تسلق جدار عالٍ ، ربما بسبب قصر قامتها وربما بسبب ملابسها الطفولية 

ملاك الجليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن