مضت الأيام الأولى بسرعة ، ها قد مضى أسبوع منذ قدوم الفتاتين الى منزل عائلة لي .
كانت خارجة من المنزل مسرعة عندما اصتدمت به بقوة حتى كادت تسقط أرضاً لولا انه أمسك ذراعها وثبتها
انهيوك : كينشانا ؟؟
مي سن : دييه ، بياانييه لم أنتبه لوجودك
هيوك : لا بأس لكن لماذا العجلة ؟
مي سن : لقد تأخرت ، لن ألحق بالحافلة الان : (
هيوك : الى أين كنت ستذهبين ؟
مي سن بحزن : أردت زيارة والداي ، لم أراهما منذ شهر تقريباً
هيوك : يمكنني ايصالك اذا أردت ؟
مي سن : شينشاا ؟ اوه لكن منزلنا بعيد ><
هيوك : أين تسكنون ؟
مي سن : في قرية قريبة من سيئول ، لكن ذلك بعيد عليك
هيوك : في الحقيقة انا متفرغ الان ، لا مشكلة لدي بإيصالك
مي سن : حقاً !! كوماااواااايووو
هيوك : هههه لا بأس هيا بنا ، لكن ماذا عن صديقتك ؟
مي سن : ستبقى هنا
صعدت مي سن في سيارة انهيوك بسعادة ، لابد أنها فعلت شيئاً جيداً حتى تكافء هكذا ، هذا ما كانت تفكر به لفرحتها
أثناء الطريق ، شعرت ببعض الملل وهي تراقب النافذة ، انتبه هيوك عليها وهي تنفخ بملل فأراد تغيير هذا الجو
هيوك : كيف وجدتم منزلنا ؟
مي سن : الحياة معكم ممتعة جداً ، خاصة أنت ودونغهي ^ ^
هيوك بغرور : بالتأكيد فنحن التوأم جالب السعادة
مي سن : لم أعد أدري ، الاحمقان ام جالبا الحظ او جالبا السعادة !!
هيوك : كل شيء جيد يأتي منا
مي سن : احسدكم ، انتم اخوة ثلاث ، تضحكون وتشاجرون وتعتنون ببعضكم ، تمنيت دائماً لو كان لدي أخوة أمرح معهم !
هيوك : انت الان من عائلتنا ، يمكنك الانضمام لي انا ودونغهي
مي سن : بالتأكيد ^ ^
في المنزل ، خرج الى الحديقة بملل بعد أن أنهى مكالمته مع انهيوك ، بدونه يتحول دونغهي الطفل الزعج الى طفل وحيد
في الحقيقة هو شاب وحيد جداً ، ملجأه اخوه هيوك ، يبدو كالضائع بدونه ولا يستطيع فعل شيء سوى انتظاره
ركل الكرة المرمية على الأرض بغضب ، كيف استطاع الخائن ان يذهب بدونه ؟ انتبه أخيراً الى تلك التي تغفو بهدوء على المقعد في الحديقه وهي تضع رأسها على المنضدة أمامها
خطرت في باله فكرة شريرة ليبعد ذلك الملل ، وبسرعة اتجه نحوها لينفذ ما يفكر به ، ألتقط حشرة مقرفة من بين الأشجار واتجه اليها
جلس جانبها بهدوء ، لأول مره يكون بهذا القرب منها ، يستطيع الان التبحر بملامحها دون ان تشيح وجهها عنه ببرود
يستطيع ملاحظة رموشها الطويلة المنحنيه ، حاجباها اللذين فكت عقدتهما للمرة الأولى منذ رآها ، شفتيها الورديتين وبشرتها الصافية
شيئاً فشيئاً اختفت ابتسامة التسلية التي كانت تعتلي وجهه ، يتأمل جمالها الذي لم يلحظه من قبل
الجو هادئ الا من صوت حفيف الأشجار الذي يعزف لحنا ً يوازي اللحن الذي تعزفه أنفاسها
ببطء مد يده ليمسح على شعرها الكستنائي ، ملمسه الحريري يلائم ملامحها الناعمة ، يتسائل بداخله ما الذي يجعل فتاة بهذا الجمال تختبئ خلف قناع البرود دائماً !
ما الذي يجعلها ترتدي ذلك العبوس طيلة الوقت ، حتى بالكاد يستطيع سماع صوتها الرقيق ، ولا يذكر أنه رأى ابتسامتها من قبل !
انتبه للكتاب الذي كانت تمسكه بيدها ، لابد أنها نامت وهي تقرأه ، سحبه بهدوء حتى لا يوقظها وألقى نظرة عليه .
لم يتخيل ان فتاة هادئة كالموت مثلها قد تكون مهتمة بقصص العشق والحب ، ويستطيع من قراءة ملامحها انها في حلمها تسافر الى تلك البلاد أيضا ً .
أسند رأسه على يده واكتفى بالبقاء هكذا ، لا رغبة لديه بفعل شيء سوى التحديق بوجهها الملائكي اكثر وقت ممكن .
بالنسبة لها كانت ترى نفسها في حديقة خضراء جميلة مليئة بأشجار مزينة بالورد الأبيض والأحمر
أخذت تتنزه بين تلك الورود مأخوذة بجمالها ، لا تعلم من أو لماذا ، لكن احدهم قدم لها وردة بيضاء نقية .
أعجبتها كثيراً وأحبتها ، لكنها تركتها ، أهملتها حتى جفت وبدأت أوراقها تتآكل ببطء ، بدا منظرها حزيناً جداً ، كما بدأت هي تشعر بالوحدة والفراغ وهي تحدق بزهرتها الذابله .
بدأ حاجباها ينعقدان مجدداً ، يبدو أن الحلم الجميل لم يكتمل ، بهذه الدقائق القليلة تمكن من رؤية جميع تعابيرها قبل أن تفتح عينيها ببطء
حدقت به لوهله قبل أن تستوعب كم كان قريباً منها ، اتسعت عيناها ، رفعت رأسها بسرعة وابتعدت عنه بخوف
دونغهي : اووه بيانييه لم أقصد اخافتك ، هل انت بخير ؟
نظرت اليه ومازال الخوف عنوان ملامحها ، أرادت ان تنهض ، ان تبتعد عنه بأسرع وقت لكنه أمسك بيدها
دونغهي : انتظري ..
جا اون بغضب : اتركني .
ترك يدها مصعوقاً من نبرتها الغاضبة ، تلك الفتاة التي لا تتحدث الا نادراً ، لماذا تصرخ عليه هكذا وهو لم يفعل ما يؤذيها
جااون : اياك ان تلمسني ثانية ، ولا تقترب مني أبداً هل فهمت !
دخلت المنزل مسرعة دون حتى ان تلتفت لذلك الذي تركته خلفها يحاول تحليل ما حدث للتو .
ما الذي تقصده بإياك ان تلمسني ثانيه ، ليس وكأنه فعل شيئا ً خاطئاً ، ما الذي تخفيه تلك الفتاة وراء ردة فعلها الحادة هذه ؟ كلها أسئلة كانت تتدفق الى عقله دفعة واحدة ولا يستطيع ايجاد جواب لها .
تنهد بغيظ وهو يستلقي على المقعد بأكمله ، آثر التوقف عن اتعاب عقله بالتفكير بها واغلق عينيه عله يغفو لوقت قصير ، لكن صورتها الهادئة ، وجهها الطفولي وجمالها الأخاذ يرفض مغادرة مخيلته!
أوقف سيارته أمام منزل قديم الطراز ، صغير جداً بالنسبة لمنزلهم لكنه يناسب البيئة الريفية التي بني فيها
هيوك : هذا منزلكم ؟!
مي سن بخجل : انه لا يقارن بمنزلكم ههه
هيوك : على العكس يبدو لطيفاً ، متى ستعودين ؟
مي سن : سأقضي الليلة هنا وأعود في الغد ، ما رأيك أن تبقى بضيافتنا ؟
هيوك : ااه لا أريد ازعاجكم أتمنى لك وقتاً ممتعاً ^_^
مي سن : ارجوك ان تبقى سنستمتع معاً حتى الغد
هيوك : بما أنك تصرين على ذلك ...
جلس في الصالة البسيطة فرحاً باستقبال والديها الهرمين واحتفائهما بابنتهما وضيفها .
وكعادة العائلات القروية أسرعت والدتها بتحضير العشاء للضيف ، وطلب والد مي سن من ابنته أن تحضر زجاجات الشراب من الرف العلوي في المخزن بينما يقوم هو بتجهيز مكان الجلوس
بالنسبة لانهيوك ، كان يتجول في المنزل ، باعجاب ينظر الى تصميم المنازل الريفية القديمة والمحاطة بالأشجار والأزهار
انتبه لمي سن وهي تدخل الى المخزن فلحقها بهدوء ، راقبها وهي تضع الكرسي وتصعد عليه تحاول جاهدة الوصول الى الرف العلوي
بدت في تلك اللحظة كقطة ظريفة تحاول تسلق جدار عالٍ ، ربما بسبب قصر قامتها وربما بسبب ملابسها الطفولية
أنت تقرأ
ملاك الجليد
Fanfictionعندما يتخطى ما يسمى بالحب كل الحواجز ليقفز بنا في دوامة متضاربة من المشاعر.. ما بين الحب والحلم بالسعادة وبين الخوف من المستقبل.. وهناك.. يحلق بك ملاك من جليد ليضعك فوق السحب هائماً متلذذاً حتى بلحظات التعب والالم...