Part 27

695 53 16
                                    

عند غروب الشمس ، كانت تقرأ كتاباً بتركيز عندما رن هاتفها برسالة نصية تحمل اسمه ، قرأتها ثم ألقت الهاتف باستخفاف 
" اصعدي الى السطح بسرعة لأمر ضروري " 
قررت تجاهل تلك الرسالة ، لكن بعد ثوان قليلة تنهدت بانزعاج وهي تحمل هاتقها وتخرج بغيظ 
جا اون : اذا كان ذلك أحد مقالبه السخيفة سيندم .. 
صعدت الى الأعلى ، نظرت حولها فلم تجده هناك في ذلك المكان الواسع والفارغ ، تخصرت بغيظ حتى سمعت صوته خلفها فالتفتت اليه .. 
كان يرتدي ملابس أنيقة ، ويخفي يديه خلف ظهره وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة لم تفهم مغزاها .. 
جا اون : ما الأمر الضروري الذي تحدثت عنه ..؟ 
اقترب منها بخطى هادئة وبطيئة حتى أصبح أمامها مباشرة ، وفي كل خطوة يقترب فيها كان يختصر المسافة بين قلبيهما أكثر مما يختصرها بين جسديهما 
أخرج يده ليقدم لها وردة حمراء بلون الدم ، ورفع بها شعرها عن عينيها لتظهرا أمامه بوضوح بينما هي لم تحرك ساكنا ً .. 
تكلم أخيراً : بيانييه ، هذا حقاً ما أرغب بقوله لك ، أشعر بالأسف اتجاهك لانه أنا ، أعلم مدى صعوبة أن تهتمي برجل بائس مثلي .. 
أعلم انني سأسبب لك الكثير من الألم بسبب أنانيتي ، لأنني تمسكت بك بتلك الطريقة وجعلتك تفكرين بي .. 
لكنني رغم محاولاتي اليائسة بمحوك ، رغم محاولتي بمنع نفسي من التعلق بك ، كنت دائماً ما أهرب منك إليك .. 
لا يمكن لشخص مثلي أن يعدك بالبقاء معك الى الأبد ، رغم علمي أنك بحاجة ماسة الى شخص يكون بجانبك دائماً ، لكن كل ما استطيع فعله ان أحبك أكثر .. 
حتى لو لم أتمكن من البقاء معك ، أريد أن اقدم لك كل ما استطيع ، سأحبك بجنون ، وأرويك عشقاً .. لا أريد ان ابتعد عنك حتى النهاية .. 
رجل مثلي بلا قدر ولا حياة ، يريد أن يجعلك حياته ، أريد امنحك كل ما أملك لأوفيك حقك .. 
هل ستسمحين لي بالبقاء معك ، أن أعيش بداخلك وانتمي اليك ، هل ستقبلين برجل لا يملك ما يقدمه لك سوى روحه السقيمة وحبه اللامتناهي ..؟ 
جا اون : انت .. قد أعطيتني بالفعل ما لم يستطع انسان اخر ان يعطيني اياه ولا أريد منك شيئاً اخر سوى ان تبقى بجانبي .. 
دونغهي يبتسم وهو يحتوي وجهها بين يديه : جا اونيي .. أحبك .. 
أغلقت عينيها لينصت كلاهما لمعزوفة قلبها ، استغرق دقائق ليفهم ما يوحي به قلبها قبل أن يضم شفتيها بشفتيه .. 
يقبلها بحب ، يتنفس عبير أنفاسها المرتجفة والمثيرة ، يتعمق أكثر وأكثر فيغرق بلذة شفتيها ولا منقذ له . 
بادلته تلك القبلات الحارة ، ذابت بين ذراعيه ، فقدت توازنها فلم تعد ترى الا عينيه ولا تشعر سوى بمذاق الحب المفضوح في شفتيه 
ارتفعت يدها تدريجياً لتتمسك به ، لم تعد قادرة على السيطرة على نفسها أكثر ، تشعر أنها ستذوب ، ستسقط بين ذراعيه 
وأخيراً خارت قواها ، ابتعدت عن شفتيه بقدر بسيط وقد ارتفعت حرارتها الى فوق ما تتحمل ، دفنت وجهها في عنقة لتتشبع برائحته العطرة وتهدئ من ثوران قلبها .. 

من الجهة الأخرى ، عاد الى المنزل مبكراً على غير العادة وألقى الأوراق بيده غاضباً بينما انحنت هي بهدوء لجمعها بعد ان انتثرت على الأرض 
وضع احدى يديه على خاصرته بغضب ورفع الأخرى الى رأسه وهو مغمض العينين يفكر بانزعاج 
دا يانغ بحزن : كينشانا ، ما الذي حدث بينكما لتكون غاضباً هكذا ؟ 
أجابها بالصمت الذي استمر عليه منذ خروجه من مكتب والده في الشركة رغم محاولتها العديدة بحثة على التحدث وغادر تاركاً اياها تتخابط بين حيرتها مما حدث له وبين قلقها عليه .. 
جلست على الأريكة تفكر بما ئالت اليه حاله وتعلم يقيناً انها السبب في ذلك ، رفعت يديها الى رأسها تمسكه من شدة الصداع الذي ينتابها وذهبت لتستحم علها بذلك تنعش جسدها المرهق .. 
مضت عدة أيام ، كان الاينوهي يمشيان معاً بملل عندما وجدا والدتهما تستلقي في الحديقة أمام البركة الصغيرة وهي تضع قناع التجميل على وجهها 
نظر كلاهما للاخر وابتسما تلك الابتسامة العابثة واتجها نحوها بينما هي تغمض عينيها وتستمع للموسيقى دون ان تشعر باقترابهما 
بهدوء أخذ دونغهي علبة الملح وسكبها بأكملها في كأس العصير الخاص بها بينما بخفة غير هيوك اعدادات الكرسي الذي تمد نفسها عليه 

ملاك الجليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن