استعد الجميع للخروج وسط جو من البهجة لهذه الرحلة الفريدة من نوعها ، كان ليتوك قد حجز حافلة صغيرة للرحلات مسبقاً حتى تقلهم الى الجبل
انطلقت الحافلة الصغيرة التي تقلهم الى الجبل ، بداخلها جلس الاينوهي بجانب بعضهما ، أما مي سن ويورا جلستا معاً وأخيراً ليتوك وجا اون معاً ..
هيوك : بيانييه لأنني لم أعتني بك جيداً تلك الليلة
دونغهي : توقف عن ذلك ، كل شيء بخير الان
هيوك : متى وكيف حدث لك هذا ؟
دونغهي : بعد أن تركتكم مع مي سن ويورا ، عدت الى غرفتي لأنني شعرت ببعض الارهاق
هيوك : ايقوو ظننتك ذهبت لرؤية جا اون !
دونغهي بهدوء : انيي ، لم أتحدث معها ..
هيوك : على أي حال وجب عليك إخباري بما تشعر به
دونغهي : لم ارغب بجعلك تقلق ، انسى الأمر الان ^^
من مقعد قريب كانت تراقبه ، تراقب ابتسامته المزيفة ، ومرحه المصطنع ، شعرت بشيء يثقل على قلبها أخرجته على شكل تنهيدة مختنقة لفتت انتباه ليتوك الذي كان على وشك أن يغفو ..
ليتوك : ما بك ؟
جا اون : لا شيء
ليتوك : ما سر هذه التنهيدة ؟
جا اون : انسى الأمر ودعنا نكمل حديثنا في ذلك اليوم ، قلت ان هناك فتاة تعجبك ، من تكون يا ترى ؟
ليتوك باباتسامة : قصة طويلة ، هل ستستمعين لها ؟
جا اون : لا شيء اخر أفعله ..
ليتوك : طبيبة شابة ، قابلتها قبل ثلاث سنوات بينما كنت أجوب في رحلاتي ، قابلتها في مستشفى سيئول
جا اون : اذن هي من كوريا !
ليتوك : دييه ، ولأكون صادقاً هي سبب عودتي الى كوريا الان ، أعجبت بها في ذلك الوقت لكنني تكبرت على مشاعري وفضلت الرحيل دون الاعتراف ..
جا اون : وهل قابلتها ؟
ليتوك : ليس لدي الجرأة لذلك ..
جا اون : وييه ؟
ليتوك : كنت أعلم انها أحبتني حينها ، رغم ذلك تجاهلت مشاعر كلينا وأدرت لها ظهري ، لست متأكداً ان كانت ستتقبلني الان ..
شعوري بالندم متأخر جداً ، مع انني ذهبت الى المشفى عدة مرات ، في كل مرة أراها من بعيد وأتجنبها حتى لا تراني .. ههه أبدو سخيفاً .!
جا اون : ان كنت تحبها لماذا تخليت عنها ؟
ليتوك بحزن : كنت احمقاً ، لم أدرك عمق مشاعري اتجاهها الا في غيابها ، أحياناً عندما تخسر الشخص الذي تحبه تدرك كم كان مهماً بالنسبة لك ..
صمتت لوهله ، تكرر صدى كلماته في عقلها عدة مرات ، ان تشعر بالندم متأخراً ، ان تدرك عمق مشاعرك بعد خسارة من تحب ..
لم تختبر مثل هذه المشاعر من قبل ، لكنها وبطريقة ما أصابت صميم قلبها جعلتها لا شعورياً تلتفت لذلك الذي أسند رأسه الى الزجاج جانبه واستسلم للنوم ..
بعد مضي عدة ساعات وصلو الى الفندق في الجبل الجليدي الذي كانو يقصدونه ، كان ليتوك قد حجز غرفتين واحدة للفتيات وأخرى للشبان .
رتبو أمتعتهم في غرفهم وتجهزوا للخروج وتناول الغداء ، وبعدها تسوقوا في المولات التجارية لشراء أدوات التزلج وغيرها ..
أثناء التسوق ، وقفت بجانبه تنظر الى القبعات الصوفية ذاتها التي كان ينظر اليها ، فالتفت ناحيتها
مي سن : واوو تبدو دافئة !
هيوك : هممم لذلك أفكر بشرائها
مي سن تجرب واحدة : هذه تناسبني صحيح ؟
نظر اليها يتمعن عاقداً حاجبيه كأنها لم تعجبه واختار واحدة أخرى وردية اللون ووضعها على رأسها وهي تنظر اليه
ابتسم وهو يراقب تورد لون بشرتها البيضاء ليتناسب مع لون القبعة لتتوسع عيناها متفاجئة تلك الابتسامة الجذابة التي تثير بداخلها خفقات مجنونه تنطق باسمه وحده ..
هيوك : ما بالك تزدادين جمالاً يوماً بعد يوم ؟!
ازداد تورد وجنتيها وهي تبتسم برقة ، بادلت نظرته المجنونة بنظرة أكثر جنوناً وعشقاً جعلته ينفخ خديه وهو يبعد نظره عنها
مي سن : لماذا تنفخ خديك هكذا كالأطفال ؟!
أعاد نظره إليها ، كيف يجيب على هذا السؤال ، أيخبرها كم هو ضعيف أمام أنوثتها الشقية ، كيف يشرح لها كم يتوق لها .. لجعلها أنثاه الوحيدة ..
هيوك بهمس : هل تختبرين مدى صبري ؟!
مي سن بتعجب : ماذا ؟؟
هيوك : لا شيء ..
من الناحية الأخرى ، كان يمشي خلفها وهي تجره رغماً عنه ، اختارت سترة وعرضتها عليه ليعطيها رأيه بينما نفخ بضجر
دونغهي : لماذا تأخذين رأيي أنا ، الفتيات أدرى بهذه الأمور
يورا : اوباا انت الوحيد الذي اهتم برأيه ، لانني احاول اثارة اعجابك
دونغهي يتجاهلها : سأذهب لرؤية الزلاجات
يورا : اوباا انتظر
مشى دون ان يلتفت لندائها حتى وقع نظره عليها ، تقف بين الرفوف تنظر اليه مباشرة ، منذ تلك الليلة المشؤومة لم تتقابل عينيهما حتى اللحظة ..
نظرت اليه بحزن ، تأمل أن يبتسم لها ، لو كان بيدها فقط اعادة الوقت للوراء لتمتنع عن نطق اي كلمة من ذلك لكنه فوق طاقتها
التصقت يورا بذراعه دون ان تنتبه على الجو الغريب بين هذين الاثنين لكنه لم يلتفت لها ، أكمل سيره وتخطى جا اون ..
تخطاها ببروود يضاهي البرود الذي اعتادت ارتدائه ، لم يلق بالاً لنظرة الاعتذار التي كانت تعلو وجهها الهادئ
مضى مخلفاً رائحة عطره النفاذة لتخترق قلبها كأنها سكين حاد استقر هناك ، لملمت شتات كبريائها وأكملت طريقها بصمت ..
لا تلومه مهما فعل لها ، حتى لو انها لم تقصد ما قالته لكنها تبقى المخطئة التي قتلت كل ما فيه بقسوتها ..
___________________________________________
بالعودة الى طيور الحب في عش الزوجية ، عند شيون الذي قرر أخذ دا يانغ الى برج نامسان والتنزه خارجاً ..
كانت ساحة النوافير هي محطتهما الأولى بعد شراء العصير ، جلسا أمام نافورة الماء مستمتعين برذاذ الماء الذي يرتد عليهما بسبب الهواء ..
دا يانغ : شعور راائع !
شيون : سألتقط لك صورة في الحال اذن
التقط كلاهما العديد من الصور التي ستبقى لهما ذكرى جميلة مدى الحياة ، ثم أكملا تنزههما الى برج نامسان وأيديهما متشابكة ..
استرق نظرة سريعة اليها ليجدها تجاهد لكتم ضحكة صغيرة مما أثار تعجبه
شيون : ما الذي يضحكك ؟
دا يانغ : لا شيء فقط ، لم اتوقع انك رجل رومانسي !
شيون : وييه ؟؟
دا يانغ : ان نمشي هكذا بين العديد من الناس وأيدينا متشابكة ، لم أتخيلك يوماً تفعل هذا !!!
شيون يبتسم : منذ اليوم تطلعي للكثير من المفاجئات ، سترين جانباً اخر مني لم تعرفيه ..
أفلتت يده فجأة وتقدمت عنه بعدة خطوات بينما هو ينظر اليها متعجباً ، وقفت مقابلاً له بينما هو توقف عن المشي بدوره
دا يانغ بصراخ : شيون شي ، سارنهييييييه
وصنعت بيديها شكل قلب جعله يضحك بقوة ويتقدم خطوة وكذلك فعلت ، تقدم خطوة أخرى ثم توقف وفعلت مثله
حاول مجاراتها بجنونها الذي بات يعشقه ، وهل يخلو الحب من الجنون ، يسمح لها ان تتمادى أكثر ليعلم الى ماذا ستصل
ظل يتقدم نحوها خطوة خطوة وكذلك هي حتى لم يعد يفصلها سوى خطوة واحدة كانت من نصيبه بينما لف ذراعه حول خصرها وألصقها بصدره العريض ..
دا يانغ بخجل : هناك الكثير من الناس ينظرون !
شيون بصوت جذاب : وما شأننا بهم ؟!
دا يانغ وهي تتفلت منه : رغم ذلك ، انه محرج قليلاً
شيون يزفر بانزعاج : يالك من خجول !!
دا يانغ بمرح وهي تسبقه مجدداً : لك الغزل ولي الخجل ، فأنا امرأة وانت رجل ..
اطلق ضحكة في الهواء وهو يسرع للحاق بها ، عاد ليقبض على يدها بين يديه كأنها طفله قد تتوه بدونه
شيون : وما قصة " شيون شي " هذه ؟؟
دا يانغ : ما بها ؟
شيون : انت الان فتاتي ولازلت تنادينني بشكل رسمي ><
دا يانغ : وكيف يجب ان اناديك ؟
شيون : اوبا ، عزيزي ، حبيبي أي شيء من هذا القبيل
دا يانغ وهي تغطي خديها بيديها : اومووو ، قد أذوب اذا ناديتك هكذا ، لا استطيع ، مجرد التفكير بالأمر يشعرني بالخجل !!
شيون : ههههه هناك دخان يتصاعد من رأسك
دا يانغ : شعرت بذلك ...عند جبل الجليد ، وبعد أن بدأ الجميع بالتزلج على الثلج الأبيض الذي امتد على مساحات شاسعة مد البصر ..
وقف يراقبها بصمت ، يبتسم ابتسامة صغيرة على مظهرها وهي مغطاة بالثلج وكيف تصرخ كالأطفال مع كل قذيفة تلقيها عليها يورا
دون أن ينتبه على أخيه الذي يراقبه بجانبه حتى تثائب الأخير فالتفت اليه بسرعة متسائلاً
هيوك : ما بك هل تشعر بالملل ؟
دونغهي : أجل مللت منك ..
هيوك : مني أنا ؟؟
دونغهي : كفاك عناداً واذهب اليها في الحال
هيوك : ياا ما الذي تتحدث عنه ، لنصعد على الزلاجة الكهربائية ما رأيك ؟
دونغهي : لا تحاول تغيير الموضوع ، انت تحبها اذن توقف عن العناد
هيوك : ألن تتوقف عن قول هذه السخافات
دونغهي بغضب : ألن تتوقف عن معاملتي كطفل مريض ؟ هل تخطط بأن تدوس على سعادتك من أجلي ؟؟
هيوك : هل تريد شجاراً الان ؟
دونغهي : ان لم تتحدث معها سأفعل انا ، سأخبرها عن مشاعرك بنفسي !
هيوك : لماذا تتصرف كالأطفال ؟!
دونغهي : لأنني أحبك ، يالك من سخيف ، هل تظن أنني سأشعر بالحزن اذا كنت معها ، أثق انك لن تتخلى عني لكنك لا تفهمني
متى ستدرك انني أشعر بعبئي عليك هكذا ، متى ستفهم أن سعادتي بسعادتك وستكون في قمتها اذا كنت مع الفتاة التي تحبها ؟؟؟؟
هيوك : اهتم بأمورك فحسب ، لماذا لا تعترف لجا اون اذن ؟
صمت لوهله قبل أن يجيب بهدوء : فعلت ..
هيوك : بوو ؟ متى ؟؟ ماذا قالت لك ؟
دونغهي : فعلت ذلك منذ مدة طويلة وتم رفضي
هيوك : ولماذا لم أعلم بالأمر حتى الان ؟!
دونغهي : لأنك ستصر على ما تفعله الان ، وهذا ما لا أريده ، شيبال اذهب إليها لا اريد ان احمل خطيئتك معي الى القبر
هيوك : ما الذي تتحدث عنه ، لابد انك جننت !
دونغهي : اجل جننت وسأذهب اليها في الحال
هيوك يوقفه : ياااا الى اين ؟؟
دونغهي : الى العزيزة مي سن ، سأخبرها عن مشاعرك اتجاهها بدلاً منك
هيوك : توقف !!!!!!!!
دونغهي بهدوء : هيوكي ، اذا أردت ان أكون سعيداً ، يجب أن تكون كذلك
هيوك بابتسامة : اراسوو
دونغهي : معك حتى غروب شمس اليوم ، ان لم تفعلها بنفسك سأخبرها
هيوك : اششششششش ارااااااسوووو
دونغهي بسعادة : هيونغ فاااايتييينغ ^ ^
هيوك : ايقوو الان أصبحت هيونغ !! دييه فايتينغ ^_^
دونغهي يصرخ مبتعداً : مي سنآآآآآ هيوكي يريد التحدث معك
مي سن : معي ؟
هيوك : ياااا سأقتلك
دونغهي يمد لسانه : لن تتمكن من ذلك ..
ذهبت اليه بأيديها المتشابكة ، بينما هو ابتعد عن أعين البقية وهي خلفه ، تنظر اليه متعجبة ارتباكه الواضح وهو يتمتم بكلمات غير مسموعة ويضرب رأسه ..
مي سن بقلق : هل حدث شيء ما ؟
هيوك : انييي ..
وقفا بضع دقائق تحت سلطة الصمت ، هي تنتظر منه أن يبدأ الكلام وهو يحاول ترتيب الكلمات في رأسه وكلما وقعت عيناه على عينيها تبخرت الكلمات ..
تحدث أخيرا : قد يبدو ما سأقوله غريباً بعض الشيء ، وان لم يرق لك كلامي فقط تجاهليني وامضي كأن شيئاً لم يحدث ..
مي سن : انت تقلقني !!
هيوك يتنفس بقوة كأنه مقبل على حرب : مشاعري اتجاهك .....
أنت تقرأ
ملاك الجليد
Fanfictionعندما يتخطى ما يسمى بالحب كل الحواجز ليقفز بنا في دوامة متضاربة من المشاعر.. ما بين الحب والحلم بالسعادة وبين الخوف من المستقبل.. وهناك.. يحلق بك ملاك من جليد ليضعك فوق السحب هائماً متلذذاً حتى بلحظات التعب والالم...