part 6

745 70 9
                                    

دخل الى مصعد المشفى بحلته الأنيقة وبيده باقة من الورود البيضاء ، نظر الى نفسه في مرآة المصعد وأخذ يعدل شعره 
رغم انه ليس من اللائق ان يكون سعيداً بمصائب الاخرين ، لكنه في قرارة داخله كان يخفي بعض السعادة 
فمنذ دخلت جدة دا يانغ المشفى أصبح يراها كل يوم حتى خارج نطاق الشركة ويتحدث معها في أمور بعيدة كل البعد عن العمل مما فتح له فرصة التقرب مما يصبو اليه أكثر ، وهو قلبها . 
طرق باب الغرفة بخفة حتى لا يزعج الجدة التي قد تكون نائمة وما ان سمح له بالدخول حتى ولج ووقف أمامهما 
دايانغ : شيون شي ، انت هنا مجدداً ! 
شيون : عذراَ ان كنت ضيفاً ثقيلاً .. 
دا يانغ وهي تأخذ منه الزهور : انيي نحن فقط لا نريد ازعاجك 
شيون وهو يجلس بجانب الجدة : وهل رؤية الجدة كل صباح يعد إزعاجاً ؟ّ! 
الجدة : على أية حال سترتاح من ازعاج هذه الجدة العجوز اليوم ، فقد سمح لي بالعودة الى المنزل أخيراً 
شيون : هذا رائع ، اذن قد تحسنت صحتك كثيراً 
ألقى نظرة على تلك التي تقف جانباً ، تصف الزهور التي أحضرها في اناء زجاجي وتسقيها بالماء 
كأنها كل يوم تزداد جمالاً وتألقاً ، لا يستطيع حتى مقارنة جمالها بالزهور التي في يدها ، فهو بذلك يظلم الجمال ويظلمها ! 
جُل ما يتمناه في هذه اللحظة ، بل وفي كل اللحظات هو احتضانها حتى يلتصق عطرها في ملابسه فيبقى دليلاً على انه احتواها لبعض الوقت ! 
يؤنب نفسه على حماقته ، يظن انه لو كان هيوك او دونغهي في مكانه لكان استغل تلك الفرصة عندما كانت حزينة على جدتها واحتضنها .! 
لكنه ترك خجله الأحمق يتحكم به مجدداً واكتفى بان تركها تسند رأسها على كتفه ، رغم ان ذلك الشيء البسيط كان كفيلاً بخلق عاصفة من المشاعر في قلبه .. 

مشى خلفها بملل وغيظ ، يحدق فيها بشيء من الغضب ، بينما هي تتجول بمتعة بين رفوف الكتب في مكتبة الجامعة 
وكل ما اختارت كتاباً تقرأه يحمله هو حتى اصبح يحمل جبلاً من الكتب المملة بالنسبة له . 
دونغهي : ألا يكفي هذا ؟؟ 
نظرت اليه بتفكير : ممم ربما يكفي لبعض الوقت ، هيا بنا 
غادرا الى حديقة الجامعة ، ووقفا أمام احدى المقاعد الملتصقة بالمنضدة ، أرادت أن تجلس عليه لولا انه متسخ بسبب بعض المخلفات 
جا اون : قم بتنظيفه حالا أريد أن أجلس هنا 
دونغهي : هناك في الكافتيريا المكان أنظف لنذهب هناك >< 
جا اون : انياا ، هنا الهدوء الذي أحتاجه للقراءة ، هيا تحرك 
دونغهي بتأفف : اراسو >< 
بعد ان انتهى من تنظيفها وجلست عليها كأحد الأميرات ، انطلق ليشتري لها العصير كما أمرت وهو يشتمها بداخله .. 
جلس بجانبها بعد أن جلب لها العصير ، أخيراً لا مزيد من الاوامر فقد انهمكت في القراءة كعادتها وهو يحدق فيها بصمت حتى قطعه 
دونغهي : ألا تملين ذلك ؟ 
جا اون : * تجاهلته * 
دونغهي : يااا أنا اتحدث اليك .. 
استمرت بتجاهله حتى سحب الكتاب من يدها بسرعة مما أجبرها على النظر اليه بينما ألقى نظرة على ما كانت تقرأ 
دونغهي : المزيد من خرافات الحب ! 
جا اون : أعده حالاً 
دونغهي : أخبريني عن قصة الكتاب 
جا اون : ان لم تعده حالاً سأضطر لأخذه بالقوة 
دونغهي : وهل تستطيعين فعل ذلك بجسدك الهزيل هذا ، انت حتى لا تتناولين كل وجباتك ! 
جا اون : انت مزعج 
دونغهي : سأعيده اذا رويت لي قصته 
جا اون : انها قصة حب بين أمير وعاملة في القصر ، اذا كنت مهتماً اقرأه بنفسك بعد ان انتهي منه 
دونغهي : لماذا تقرأين قصص الحب كثيراً ؟ 
جا اون : لانه ليس بشيء متواجد في حياتنا ، لذلك على الأقل نلجأ للحكايات لنرتوي من سعادتها الوهمية 
دونغهي : ألا تؤمنين بالحب ؟ 
جا اون : وهل وقعت فيه مسبقاً ؟ 
دونغهي : ليس بعد .. 
جا اون : أرأيت ! 
دونغهي بصوت هادئ : لكنني أحبك ... 
ألجمتها الصدمة ، هذه الكلمة المفاجئة وأسلوبه الهادئ في نطقها وصوته المنخفض كأن قلبه من نطقها 
بينما هو استمر بهدوئه لثواني قبل أن ينفجر ضاحكاً على وجهها فتبدلت ملامحها من صدمة الى حيرة .. 
دونغهي : لقد صدقت ذلك ههههههههههههههههههه 
جا اون بغضب : اصمت عليك اللعنة .. 
دونغهي : هل تتمنين الوقوع في الحب ؟ 
تجاهلته هذه المرة أيضاً ، فقد أزعجها فعلاً بتصرفه ذاك ، رغم انها لم تكن لتصدقه لو فكرت بالأمر جيداً لكن المفاجأة غلبتها 
دونغهي : اجيبيني 
جا اون : عندما أجد الفتى المناسب 
دونغهي : وكيف هو ذلك الشاب ؟ 
جا اون : ليس مثلك ، هذه أهم الصفات المطلوبة 
دونغهي : -_- 
جا اون : شاب ذكي ، مثقف يحب القراءة مثلي ، يحبني بصدق ويعاملني كأنني أميرة قلبه ، يفعل من أجلي أشياء مميزة فقط ليراني سعيدة 
توقفت عن الكلام بعد ان رأت تعابيره وهو يحاول جاهداً كتم ضحكته حتى وصل لأقصى حد وانفجر ضاحكاً بسخرية 
دونغهي : ههههههههههههه سأجلبه لك من أحد رواياتك ههههههههههههه 
امتلأت عيناها بالغضب ، تكره هذا الشاب الساخر ، الذي لا يفهم شيئاً عن المشاعر السامية والصادقة 
كل ما يفكر به هو الضحك والمتعة ، تكره هذه النوعية من الأشخاص اللذين لا ينظرون الى الحياة بجد ، يعيشونها كأنها مهزلة ويجارون أيامهم كما تأتي دون خطط للمستقبل .. 
كل ما تمكنت من فعله في فورة الغضب هذه هو سحب الكتاب من يده وضربه به على رأسه حتى توقفه عن الضحك 
والتفتت مغادرة بعد أن أعطت أمراً بأن يحضر بقية الكتب الى غرفتها بعد انتهاء الدوام ، وهو خلفها يتأوه ألماً 
نظر اليها بحقد ، عاقداً حاجبيه ومكوراً شفتيه بانزعاج ، وشيئاً فشيئاً ارتسمت على شفتيه ابتسامة جانبية ليست من المتعة .. بل الاعجاب .. 
أخيراً تمكن من التحدث معها لمدة أكثر من دقيقة واحدة في غير الدراسة ، وعلم قليلاً من مكنونات قلبها .. 
عرف طريقة قد تجبرها على أن تريه ابتسامتها مجدداً ، لديه رغبة عارمة تتدفق عبر عروقه برؤية تلك التعابير والملامح الجذابة .. 
عند شيون الذي ساعد دا يانغ في توقيع أوراق خروج الجدة من المشفى ، أقلهما بسيارته الى منزلهما بعد ان أصر على ذلك بسبب المطر الغزير 
وقف أمام منزلها الذي يبدو صغيراً جداً بالمقارنة بمنزله الضخم ، يعلم مسبقاً انها من عائلة فقيرة لكنه لم يتخيل انها ستكون الى هذا الحد من الفقر . 
أدخل الجدة الى المنزل بعد أن حملها على ظهره وأوصلها سريرها ثم جلس بجانبها ليستريح قليلاً بينما أسرعت دا يانغ باحضار المناشف ليجفف نفسه . 
دا يانغ : تفضل ، لقد أتعبناك معنا كثيراً 
شيون : ليست مشكلة ^ ^ 
دا يانغ : لقد تبللت تماماً ، اخشى ان تصاب بالزكام اذا خرجت الان هكذا 
شيون : اوتوكيه ؟ 
الجدة : اذهب لأخذ حمام دافئ وبهذا الوقت تقوم دا يانغ بتجفيف ملابسك 
شيون : اوه ، لا اريد ازعاجكم 
دا يانغ : لا بأس الحمام جاهز على أي حال والماء دافئ 
شيون : كوماوايو ^ ^ 
دخل ليستحم واعطى ملابسه لدا يانغ التي بدأت مباشرة بتجفيفها ، استرخى تحت المياه الدافئة التي تتدفق عليه بسخاء 
طاف بمخيلته الى ما وصل به الحال ، ها هو الان بمنزلها ، في المكان الذي تعيش به ، يجلس كأنه شخص مقرب منها وليس كمديرها في العمل ! 
كأنه يعيش في احدى أحلام اليقظة التي كانت شريكته الوحيدة فيها ، بعد قليل سيخرج ليجدها تبتسم له بلطف 
كأنهما زوجين حديثي العهد ، ستقدم له القهوة الدافئة وتجلس معه ، يمكنه في هذه اللحظات ان يتخيل اي شيء ويحاول ان يجعله حقيقة 
بالنسبة لها لم تكن أفضل حالاً منه ، اغتنمت الفرصة لتستنشق بقايا عطره الرجالي على ملابسه التي رغم تبللها لا زالت تحمل شيئاً من دفئه . 
احتضنتها وراحت بخيالها الى انها تحتضنه بالفعل ، انها بين ذراعيه القويتين وتستند على صدره العريض طربة بصوت نبضاته وهذا جل ما تتمناه ! 
بعد وقت قصير خرج ، كانت قد جهزت بنطاله بالفعل لكنها لم تنتهي من قميصه مما اضطره للخروج بدون القميص 
شيون : ألم ينتهي القميص بعد ؟؟ 
نظرت اليه ، توقفت حتى عن التنفس ، فقط حدقت فيه لبضع دقائق قبل ان يغطى وجهها باللون الأحمر وتخفض رأسها خجلاً 
تعلم يقيناً من كثرة تأمله انه يمتلك جسداً لا مثيل له ، لكنه وعند رؤيته بهذه الطريقة فهو يفوق الوصف والخيال .. 
جسده المتناسق وعضلات صدره المثيرة ، كل شيء فيه خلق ليكون مثالياً ، بوجهه الوسيم وجسده المثير وطوله المهيب واخيراً عائلته المرموقه 
كأنه امير من أحد الأساطير ، امتلك علامات الكمال ليصبح مراد كل أنثى تقع في سحره ، لكنه لن يكون الا لمن يختارها بنفسه .. 
شيون : دا يانغ شي ؟!! 
دا يانغ : ديييه انهيته للتو ، تفضل 
نظر لها بتعجب ، لماذا تعطيه القميص دون أن تنظر اليه حتى ، ليس هذا ما تخيله تماماً ، لكنه وبطريقة ما تمكن من ملاحظة يدها المرتجفة فابتسم ... 
دا يانغ : لقد حضرت الشاي ، ارجوك استرح قليلاً حتى أحضره 
شيون : اراسو ، ماذا عن هيلموني ؟ 
دا يانغ : لقد غطت في النوم لابد انها متعبة 
شيون : اهاا . 

دخل المنزل لتوه ليراها تشاهد التلفاز ، مندمجة بما تشاهده ، وهناك خطة سريعة خطرت في باله للحصول على بعض المتعة 
ببطئ اقترب من خلفها ، ثم فجأة أمسك برقبتها كأنه سيخنقها لتطلق هي صيحة عاليه من الخوف 
بعد ان رأى وجهها الذي غرق باللون الأزرق كأن الاكسجين انقطع عنه توقف عن الضحك بهستيرية وحدق بها خائفاً 
رغم نوبة الخوف التي سببها لها حتى كاد قلبها يسقط من مكانه ، ما ان رأت ضحكه المستفز ثم خوفه المفاجئ كان لابد لها من مجاراته .. 
أكملت الأمر وألقت نفسها كأنه مغماً عليها ، نهض مسرعاً ، ينادي باسمها ويضرب خدها بنعومة لتستيقظ لكنها لا تجيب .. 
استمرت كذلك قليلاً حتى شعرت بيديه المرتجفتين اللتين تتمسكان بجسدها ، وصوته الخائف يناديها بأنفاس متقطعة 
أشفقت على حاله ، ففتحت عينيها ، وكانت ردة فعله الأولى ان احتضنها بقوة بينما تجمدت تماماً في حضنه حتى ابعدها قليلاً 
لاحظت عينيه المحمرتين اللتين تنذران بالبكاء والدموع على اطراف عينيه خير دليل على ذلك 
انهيوك : أخفتني .. 
مي سن : هههههه انتقمت منك ههههههههههه يبدو أنني نجحت في خداعك 
هيوك : كنت تكذبين ! 
مي سن : تظن نفسك الوحيد القادر على صنع المقالب ! 
هيوك بغضب : اشششششش كاد قلبي يتوقف عن العمل >< 
مي سن تضحك : وهكذا عرفت شعوري بعد ما فعلته 
هيوك : اووه هذا الفيلم انه المفضل لدي ! 
مي سن : اجل انه مضحك جداً 
استرخى على الأريكة ومد قدميه على المنضدة أمامه ، بدا مستمتعاً بمشاهدة التلفاز ، أما هي فقد شغلها حتى عن اكمال متابعة الفيلم 
فقط جلست على الطرف الاخر من الأريكة ، تنظر اليه ، تعشق ضحكته التي تظهر لثته بشكل مثير 
وعينيه اللتين بالكاد تظهران بسبب الضحك ، حتى تفاحة ادم البارزة في رقبته ، كله بالنسبة لها شيء تحبه .. 
أعادت نظرها الى الشاشة وأفكارها مشوشة به وبحالها ، كيف وقعت في حبه بتلك السرعة بينما هو لا تظهر على وجهه اي مشاعر 
بالتأكيد هو لا يرى فيها سوى ضيفة مؤقتة في منزلهم ، يستمتع بازعاجها أحياناً ، أو يملئ وقت فراغه بها عندما يكون توأمه منشغلاً عنه 
أزعجتها تلك الأفكار وأغرقت قلبها في ألم غامض ، هكذا هو الحب ، ضيف ثقيل يأتي بلا موعد 
ومنذ اللحظة التي يطرق بها أبواب قلوبنا يملؤها بأفكار غريبة ، ويغرقنا في بحر متلاطم من الفرح ، الحزن ، الوحدة والغربة ، الضياع والأمان . 
خليط من المشاعر المختلفة يحملها الحب في جعبته ، فيجعلنا نحزن لأتفه الأسباب ونفرح لأمور أكثر بساطة ! 
شعرت بشيء يقع على طرف كتفها ، نظرت اليه بطرف عينها لترى رأسه يستند عليها ، نادت عليه عدة مرات بلا اجابه 
استنتجت انه غط بالنوم ، ابتسمت بخفة حتى لاحظت انه غير مرتاح بنومة وخاصة انها بعيدة عنه قليلاً لذلك فقط جزء من رأسه يلامس كتفها . 
ببطء وهدوء حتى لا تزعجه ، مدت جسده على الأريكة بأكملها ، وساعدها على ذلك كونه نحيلاً جداً , 
وضعت رأسه في حضنها ، تحرك بخفة فانتشر شعره الطويل قليلاً ذو اللون البندقي على قدميها 
ابتسمت وهي تداعب شعره الحريري ، واتسعت ابتسامتها على صوت شخيره الخفيف .. 
وهكذا ، كما اعتاد ان يفعل بها ، ينتشلها من ظلال الحزن فجأة ويغمر قلبها بالسعادة بحركة عفوية دون ان يشعر بما يفعله ... 

ملاك الجليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن