Part 28

825 55 8
                                    

سحبها من يدها دون ان يفسح لها مجالاً للاعتراض وانطلقوا الى منزلها ، دخلت بخجل لا تفهم ما ينوي فعله حتى تكلم أخيراً 
دونغهي : اتصلي بمي سن وهيوك في الحال 
جا اون متعجبة : وييه ؟؟ 
دونغهي : حان الوقت لانتهاء المهزلة التي تحدث بينهما ، كما أفسدت الأمر بنفسي سأصلحه بينهما 
جا اون : لكن كيف ، ولماذا في منزلي ؟ 
دونغهي : فقط افعلي ما أقوله لك ... 
اتصلت على مي سن التي سرعان ما أجابت : يبوسايو 
جا اون : اين انتي ؟ 
مي سن : في المنزل وييه ؟؟ 
جا اون بصوت حزين : هل يمكنك المجيء الى منزلي في الحال ، أشعر وكأنني لست بخير 
مي سن بقلق : ويه ما الذي حدث لك ، أين دونغهي الم يكن معك ؟؟؟ 
جا اون : شيبااال ، لقد أصبت قدمي أنا في المرآب الصغير خلف المنزل 
مي سن بقلق : ارااسو اصمدي سأكون هناك في لحظات 
اغلقت الهاتف وجرت مسرعة دون تفكير من القلق على صديقتها ، في الجهة الأخرى كان هيوك أيضاً يقود سيارته بجنون متجهاً الى منزل جا اون 
ما ان وصله اتصال جا اون تخبره ان دونغهي متعب جداً وانه سقط أرضاً في المرآب وهي عاجزة عن فعل شيء حتى هرع اليها كالمجنون 
مرت لحظات فقط قبل أن يدخل المرآب المظلم بقلق ، يجوب بعينيه المكان باحثاً عن أخيه لكنه فوجئ عندما سمع صوت اغلاق الباب من الخارج 
أسرع الى الباب يطرقه دون ان يجد اجابة حتى شعر بأحد خلفه ، ظهرت مي سن خائفة وقلقة مما فاجئ كليهما 
هيوك : ما الذي تفعلينه هنا ؟ 
مي سن : اتصلت بي جا اون ، اوموو من الذي أغلق الباب 
هيوك بتفكير : لا يمكن ... اشششش دونغهيييييي افتح الباب أيها الأحمق 
مي سن بخوف : ما الذي يحدث هنا ؟؟ 
هيوك وهو يجلس على المقعد الخشبي الرث : لابد انها احد أفكار دونغهي الأحمق اشششششششششش تباً له 
ما لبث أن وصلته رسالة على هاتفه ليجدها من دونغهي " لن تخرجا حتى تصلح الأمور .. " 
وضع يديه على رأسه كأنه يحاول تهدئة نفسه ، بسبب كذبة أخيه كاد يفقد عقله ، ظن ان كل شيء انتهى ، دب في قلبه الرعب من خسارة أخيه .. 
أما مي سن فلم تنتبه له ، بدأت تضرب الباب بخوف وهي تصرخ حتى يخرجوهما بعد أن فهمت الخدعة 
هيوك : توقفي عن ذلك ، كله بلا فائدة ، دونغهي العنيد لن يستمع لنا حتى لو استمريتي بالصراخ حتى الصباح 
مي سن بخوف : اوتوكييه ، هل سنبقى هنا ، قاربت الشمس على المغيب ! 
هيوك : مولا ، سننتظر حتى يتوقف دونغهي 
جلست جانبه بهدوء ، استمر الصمت بينهما لبعض الوقت ، خلاله تمكنت من قراءة خوفه وتعبه ومدى انزعاجه دون ان تفهم السبب 
مي سن : كينشانا ؟ 
هيوك يتنهد : ظننت انني سأخسره .. ترعبني مجرد فكرة انه قد يرحل ويتركني خلفه 
وضعت يدها تربت على ظهره بنعومة وهدوء فتبعث الطمأنينه في عروقه كجرعات مخدرة تطرد القلق من داخله 
مي سن : على الأقل ، هو لازال بخير ..! 
ابتعدت عنه وعادت بظهرها الى الخلف تسنده للحائط وهي تضم قدميها بيديها وتنظر في المكان 
مي سن : مكان مخيف ، هل علينا البقاء هنا حقاً ..! أشعر بالجوع ..! 
هيوك : ليس لدينا حل اخر ! 
نهضت من مكانها تبحث عن شيء يؤكل وهو يراقب حركاتها الطفولية بهدوء ، يتعجب كيف استسلمت بسهولة وهدأت 
ظنت أنها رأت شيئاً في أحد الرفوف العلوية حيث لا تصل لقصرها ، وقفت على الرف السفلي وتشبثت به محاولة رؤية ما يوجد في الأعلى حتى فقدت توازنها مما جعلها تسقط 
أغمضت عينيها مستسلمة والخوف ينهش أوصالها ، لكنها لم تشعر بشيء غير ارتطامها بالأرض وصوت سقوط الأشياء من الرف 
فتحت عينيها ببطء لتجده جاثياً فوقها تماماً ، يتأمل عينيها وملامحها وقد اوقف الرفوف بظهره وكتفه الأيمن 
عقد لسانها وكبلت أطرافها ، لم تدري ما عليها فعله بنظراته المشبعة بالفتنة والحب ، بدا كأنه ثمل وهو يقترب من شفتيها متناسياً الألم 
بينما هو كان تائهاً بمنظرها كاملاً ، عينيها الخائفتين وشعرها المبعثر بغجرية حولها وارتجاف شفتيها .. 
أسدلت عينيها بخضوع لنظراته الجائعة لها حتى وصل مبتغاه ، كان تلامساً خفيفاً لشفتيهما عندما فتح عينيه وحدق بوجهها الهادئ والمرتخي 
يشعر بشفتيها وكل جوارحها تناديه ، تطالبه بالمزيد ليمحو بلذة شفتيه كل الألم والحسرة التي تركها فيها 
لكنه تراجع ، فتحت عينيها عندما شعرت به يبتعد ويزيح الرفوف من فوقه ووقف باعتدال ، بينما هي مشوشة التفكير 
نهضت تراقبه وهو يعود الى المقعد بصمت ، كيف لذلك التلامس الطفيف بين شفتيهما أن يخلق كل تلك الفوضى بقلبها 
تلك القبلة اليتيمة التي لم تكتمل ، النبضة العاشقة التي انبعثت فيها الروح من جديد ثم سرعان ما انقطع عنها الأكسجين فاختنقت .. 
أيقظها من سيول الحزن الجارفة بقلبها صوته يتأوه من الألم فأسرعت اليه بينما كان يشكو من ألم كتفه وظهره 
مي سن بقلق : كينشانا ؟ 
هيوك : اشششش لا بأس ضربه بسيطة 
مي سن : بيانييه انه بسببي 
لم يجب عليها ، رغم رغبته العارمة بضمها وإغراقها بسيل من القبلات الحارة العاشقة والمشتاقة والمعتذرة 
لكنه نفسه يجهل سبب بروده معها ، يجهل ما يمنعه من الارتماء في حضنها والبكاء حتى يفرغ كل ما في قلبه ويستمد طاقته من دفئ حبها 
ابتعدت عنه لتتكور بحزنها ، تضم جسدها الصغير كله بيديها وتخفي رأسها في حجرها ، ربما تبكي بصمت على حبها الضائع ..! 
في الناحية الأخرى بداخل المنزل الضخم والفارغ الا من انفاسهما ، بعد أن هبط الظلام ناشراً هدوءه في الأرجاء 
دلته على احد الغرف لينام بها وتركته هناك لتحضر له كوباً من الماء حتى يشرب دواءه 
بعد عودتها ، طرقت الباب ودخلت ولم تجده ، سمعت صوتاً من الحمام فعلمت انه هناك ، انتظرته دقائق حتى خرج وسرعان ما ابتسم عندما وجدها بانتظاره 
دونغهي : بيانيه ، هل تأخرت عليك ؟ 
جا اون : انيي ، أحضرت لك الماء لتأخذ الدواء 
خلع قميصه بينما بقي بالتيشيرت الأبيض الصيفي وألقى جسده على السرير ، في الوقت الذي حركت رأسها بضجر من هذا الطفل المدلل وهي تقدم له دواءه 
دونغهي : ماذا هل تقولين انني أحمق في عقلك ؟ 
جا اون بابتسامة : بل طفل .. 
دونغهي بخبث : ألن تسقي هذا الطفل الدواء بيديك الحانيتين ؟ 
جلست بجانبه على السرير وأسقته الدواء بينما لم تغادر الابتسامة وجهه الذي ينطق بمدى سعادته بها 

ملاك الجليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن