وقف أمامها بطوله ، يقتلها ذلك الصمت الذي يسيطر عليه منذ دخوله منزلها ، تخشى انها تعلم ما خلف هذا الصمت ..
هل ستنتهي قصتهما التي للتو بدأت هنا ؟ وهل كان على الحياة ان تكون بهذه القسوة لتقتلع جذور الحب من قلبها قبل ان تنمو وتزهر حتى !
قطع ذلك الصمت أخيراً : تحدثت مع والدي بالأمس ، وهو يريد رؤيتك الليلة
دايانغ بغير تصديق : هل وافق ؟!
شيون بارتباك : نوعاً ما .. بعد ان علم انك حامل ...
دا يانغ مصدومة : لم تفعل ذلك .. !
شيون : لم أمتلك خياراً اخر ..
دا يانغ : أخبرتك انه لا يمكنني خداعهم هكذا !
شيون : لا يهمني أي شيء طالما سنكون معاً ، أخبرتك مسبقاً أنني لن أتخلى عنك أبداً
دا يانغ والدموع في عينيها : قد تندم على ذلك لاحقاً !
شيون : بل كنت سأندم دوماً لو لم أبذل كل ما بوسعي لتكوني لي ..
دا يانغ : انت ... مجنون حقاً ....!
شيون يبتسم : مجنون بحبك صدقيني ..
جثى على ركبته أمامها وأخرج علبة مخملية كحلية اللون زينتها بعض الكريستالات الصغيرة منحتها رونقاً لامعاً
نظرت بغير تصديق لذلك الخاتم من الذهب الأبيض تتوسطه ألماسة كأنها قطعة من الضوء بدأت تتموج بعينيها مع تموج الدموع ..
شيون : هل ستقبلين الزواج بي ؟
انهالت على عقلها سيول من الكلمات ، توافق ، بل أن هذا أقصى ما حلمت به ، وكأنها في عالم الخيال ، لكنها جميعاً تزاحمت في عقلها وأبت الخروج !
ليس للكلمات مكان في مثل هذه اللحظة التاريخية الراقية ، انحنت اليه ببطء ولامست شفتيه بقبلة رقيقة تنطق بقبولها
ابتعدت بعد وقت قصير لترى ابتسامته الواسعة التي عشقتها وجعلتها عنوان السعادة بالنسبة لها ، بينما وضع هو الاخر الخاتم في يدها ليعلنها ملكة قلبه للأبد
ليعلنها اسيرة عينيه ، حبيسة قلبه ، لا يسمح لغيره بالتقرب منها او حتى النظر اليها ، في هذه اللحظة أفصح للعالم عن عشقه الأبدي لها ..جلس يراقبها بصمت وهي تحاول العزف على البيانو بيأس ، مهما حاولت هي غير قادرة على حفظ النوتات الموسيقية وتأدية اللحن بشكل جيد
مي سن : اااااااااه لن أنجح أبداً ، سأرسب بمادة الموسيقى بالتأكيد ><
ابتسم وهو ينهض ويقترب منها حتى جلس بجانبها ، وهي بدورها لم تمانع جلوسه المفاجئ بجانبها
هيوك وهو يقلب أوراق المقطوعه : هذا اللحن سهل جداً ، يمكنني تعليمك اذا أردت
مي سن : هل تعرفه حقاً ؟؟
هيوك بفخر : بالتأكيد
يورا بملل : أنتما تزيدان الجو مللاً ..
هيوك : لا أحد يهتم بك انت -_-
يورا : غبي ><
هيوك : سخيفة
مي سن : ألن تبدأ بتعليمي ؟
هيوك : أجل لنتجاهلها فحسب
ألقت يورا نفسها على الأريكة واستسلمت للنوم ، بينما بدأ هيوك بالعزف أمام مي سن وهي تحاول جاهدة التركيز في حركاته
في يديه اللتين تتجولان بخفة بين الأزرار وتعزفان اللحن بدقة ، غرقت به ، رغماً عنها تذكرت ملمس هاتين اليدين ..
قد تبدو سخيفة عندما تفكر أنها تحسد البيانو لانه يلمسه ، لأنه يبدو مستمتعاً برفقته ، وتتمنى لو انه يكون هكذا معها ..!
أيقظها من شرودها صوته الساخر : ايقوو انت لا تركزين حتى !
مي سن : اوه بيانيه
هيوك : لنعزف معاً
مي سن : لكني سيئة جداً
هيوك : فقط اتبعي حركات اصابعي
مي سن بتردد : سأحاول ..
كأنها تعيش في أحد أحلامها ، وهي الان تعزف بجانب أميرها الوسيم ويمكن ليديهما ان تتلامس بنعومة لتخلق رجفة في قلب كليهما ..
من الجهة الأخرى ، كان يتمشى في انحاء المنزل باحثاً عنها ، لاتزال كلمات مي سن عن خيط الحب الذي أمسكت به يقلقه
تذكر أخيراً اين يمكن أن تكون ، المكتبة ، كيف غابت عن ذهنه وهي احدى الأماكن المفضلة لديها في منزلهم
تسلل ببطء عندما سمع صوت ضحكة عذبة غير مألوفة بالنسبة له ، أيعقل أنها هي ! بالفعل انها هي وتضحك معه
تجمد في مكانه وهو يراقب تلك الضحكة اللطيفة التي تبادلها مع ليتوك ، بدت بغاية السعادة وهي تتحدث بسلاسة معه
تسمر في مكانه واكتفى بالمراقبة ، أيعقل ان ليتوك هو المعني بما قالته مي سن سابقاً ، لكن لماذا كأنها تبدو فتاة أخرى بعيدة عن برودها المعتاد
هل الحديث مع ليتوك يجلب لها كل هذه السعادة ! بدت مرتاحة جداً كأنها تعرفة منذ وقت طويل
جا اون : هل قرأت ذلك الكتاب حقا ً !
ليتوك : انه المفضل لدي
جا اون : اتمنى الحصول عليه
ليتوك : لو أنه معي الان لأعرتك اياه ..
جا اون : هناك شيء اريد سؤالك عنه ...
انسحب بصمت ، يعلم تماماً ان هذا ليس مكانه ، وقف يسند نفسه على الجدار غارقاً بتفكيره وكم يبدو مثيراً للشفقة
هو حتى لا يملك القدرة على جعلها بهذه السعادة ، كأن المساحة الفاصلة بينهما تتسع أكثر بسبب تردده
حتى الان لم يتخذ قراره ، لا يعلم اذا كان عليه ان يطلق العنان لمشاعره او ان يكتمها في داخله فحسب حتى يموت ويحملها معه الى قبره ..
بينما هو غارق في حيرته خرجا معاً ووقفا أمامه ، بدت متفاجئة بعض الشيء لسبب لا يعرفه
ليتوك يبتسم : هي دوني ما الذي تفعله وحدك هنا ؟
دونغهي : ااه لا شيء فقط كنت اتمشى
ليتوك : لابد انك تشعر بالملل !
دونغهي : نوعاً ما ..
ليتوك : لذلك فكرنا انا وجا اونآآ بالذهاب للتزلج على الثلوج ، ما رأيك ؟
دونغهي بهدوء : هذا .. سيكون رائعاً
ليتوك : ايقوو ظننتك ستكون أكثر حماساً !
دونغهي : بالتأكيد انا متحمس وهيوك سيكون أكثر حماساً ^ ^
ليتوك * يتحدث مع جا اون * : لنذهب لإخبارهم
نظر الى يده وهو يمسك بيدها ليذهبا معاً ، شعر بنار تتأجج بداخله ، بدون أن يدرك سحبها من يدها الأخرى باتجاهه
ليتوك : ما الأمر ؟
ألجمتها الصدمة فلم تنطق حرف وهي تحدق بعينيه اللتين تلمعان صوب عينيها بنظرة غريبة
أما هو فلم يعلم سبب تصرفه المفاجئ ، ونطق بأول حجة خطرت على باله
دونغهي : أريد منها مساعدتي بشيء ما ..
ليتوك :حسناً اذن ساذهب وحدي ^ ^
ابعدت يده عنها بقوة بعدما ابتعد ليتوك ورمقته بنظرة غاضبة : ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟!
دونغهي : هل انت منزعجة لانني قاطعت جلستكما الحميمية ؟
جا اون : أحمق ابتعد عني
دونغهي : انت هل ... هل انت معجبة به ؟
لم يتمكن من نفسير صمتها ، او حتى فهم ملامحها من الخلف وهي تغادر ، لكنه متأكد انه شعر برجفة يديها عندما أمسكها ، هل كان ذلك بسبب ليتوك ..! هذا ما كان يفكر به ..
في المساء ، وقفت امام منزلهم الضخم بتوتر ، لولا وجوده بجانبها ممسكاً بذراعها لفرت هاربة ، لكنه وحده من يمدها بالشجاعه
شيون : هل ندخل الان ؟
دا يانغ : أشعر بالتوتر ...
شيون : أنا بجانبك لذلك لا تقلقي
تنفست الصعداء وهي تومئ له بالدخول ليجدا العائلة مجتمعة بانتظارهما في غرفة الضيوف الكبيرة والفاخرة
انحنت باحترام لوالديه وحيت العائلة بأدب ثم جلس الجميع ، كانت تحدق بالتصميم الفاخر للغرفة
لم تتخيل يوماً انه قد يوجد منزل كهذا حقاً ، قطع الأثاث الفاخر ، الترتيب الأنيق للديكورات كل شيء بدا مثالياً حتى قطع تأملها صوت والده ..
السيد لي : يسرنا حضورك لزيارتنا
دا يانغ : كوماوايو سيدي
السيدة هانا بمرح : اذن انت هي الحسناء التي روضت قلب ابني الأكبر ! كم انتي جميلة *^*
شيون : اوماا ماذا تقصدين بروضت قلبي -_-
السيد : متى نستطيع زيارة والديك يا ابنتي ؟
دا يانغ : لقد توفي والداي سيدي ، أعيش مع جدتي ويمكنك زيارتنا في أي وقت شئت
السيد : بيانيو
دا يانغ : لا داعي لذلك
السيدة هانا بحماس : منذ متى وانت حامل ؟ متى بدأت علاقتك بشيون أخبريني كل شيء عنكما
هيوك : اوماا أنت تربكينها -_-
دونغهي : اعذري والدتي فهي متحمسة أكثر من اللازم
دا يانغ بابتسامة : ههه لا بأس بذلك
السيد : اذن هل نتحدث الان بشؤون الزواج والزفاف ؟! ..
أنت تقرأ
ملاك الجليد
Fanfictionعندما يتخطى ما يسمى بالحب كل الحواجز ليقفز بنا في دوامة متضاربة من المشاعر.. ما بين الحب والحلم بالسعادة وبين الخوف من المستقبل.. وهناك.. يحلق بك ملاك من جليد ليضعك فوق السحب هائماً متلذذاً حتى بلحظات التعب والالم...