جا اون : ما الذي تخطط لفعله ؟
دونغهي بابتسامة عريضة : قضاء وقت ممتع ^__^
جا اون : وهل تظن ان هذا هو الوقت المناسب ؟
اقترب منها حتى بات لا تفصلهما الا خطوة واحدة جعلت من روحها ترتبك لتذكرها كيف كانت في حضنه قبل وقت قصير
دونغهي بصوت هادئ : اعلم انني سيء في مواساة الاخرين ، لكن على الأقل يمكنني محاولة جعلك تبتسمين من جديد ...
في مكان اخر ، اطفأت الأنوار وفرغت الشركة تقريباً من الموظفين عندما خرج مغادراً فتفاجئ بوجودها في مكانها رغم تأخر الوقت
كانت منشغلة بالطباعة على جهاز الحاسوب الذي كان مصدر الضوء الوحيد في المكان فلم تنتبه عليه حتى أصبح بجانبها تماماً
دا يانغ : اوموو ، لقد اخفتني حقاً !
شيون : ما الذي تفعلينه حتى الان ، ألن تغادري ؟
دا يانغ : علي إنهاء تقرير المشروع الأخير ، يمكنك المغادرة أولاً
ابتعد عنها وأحضر كرسياً ثم جلس بجانبها وهي تحدق فيه باستغراب
دا يانغ : ألن تغادر ؟
شيون : سأنتظرك ، هيا أكملي عملك
دا يانغ : اوه لا ، يمكنك المغادرة لا بأس سأكون بخير
شيون : لا تحاوي التخلص مني وأنهي عملك
دا يانغ تبتسم : دييه كامساميدا
عادت لتنهمك بالعمل ، بينما وضع يده على خده متكأً على مكتبها واكتفى بتأملها ، رغم الضوء الخافت الذي ينعكس من الشاشة على وجهها وعينيها .
لكنه لم يغفل ولو شيء بسيطاً من ملامحها الرقيقة ، يعلم الان يقيناً انها هي الفتاة التي كان يحلم بها وعاش يتمناها له وحده
هي الجوهرة الثمينة التي سيحتفظ بها ، وهي الكنز الخاص به ، مهما حاول جاهداً التفكير في السبب الذي جعله أسيرها فهو لا يجد إجابة لسؤاله .
ربما هو القدر ، يقودنا من نواصينا ويلقي بنا في متاهة الحب ، وهناك يخلق في قلوبنا نبضة أخرى وليدة اللحظة
لحظة تلاقي نظرتين ، لحظة تلامس روحين وجدتا حبل نجاة يخرجهما من متاهة الحياة الى دوامة الحب ...
الان هو يحظى بدقائق ثمينة يتأمل فيها عينيها التي أسرته وسرقته من العالم ، الان فقط يطمئن قلبه المجنون بها ويسقيه جرعات من أنفاسها العطرة ..
أنهت عملها أخيراً ، نظرت اليه لتجده يسند رأسه على المكتب ، بهدوء ذاهباً في غفوة بسبب الارهاق
ابتسمت وهي تسند رأسها بجانبه تحدق في وجهه النائم ، ملامحه الرجولية المرتخية وشعره الاسود الذي تبعثر بغجرية على بشرته الحليبية
وكأنها تملك العالم بين كفيها بوجوده هنا بجانبها وهذا يكفيها ، سعادتها ارتبطت به منذ عرفته وكم هو جميل ان يكون مصدر سعادتك قربك في كل وقت ...دخلا أحد المتاجر وأخذا يتسوقان لاحضار بعض الاشياء لليلتهم الحافلة ، بينما كانت تنتقي بعض الأطعمة المعلبة كان هو ينظر في الشموع
مي سن : ما الذي تفعله ؟
هيوك : سنأخذ الشموع فهي ستزيد الجو متعة
مي سن : علينا احضار الاشياء الضرورية فحسب
هيوك : هذه ليلتنا يجب ان نستمتع بها ، لا تنسي احضار زجاجات السوجو
مي سن : دعنا لا نشرب الليلة
هيوك : وييه ؟
مي سن بتردد : مممم جا اون لا تشرب وكذلك دونغهي بقينا نحن الاثنين وفي الحقيقة أنا لا أذكر ما فعلناه اخر مرة في الكاريوكي لكن جا اون قالت انني قمت بأشياء فظيعة !
هيوك : وانا أيضاً لا أذكر شيئاً لكن دونغهي يحاول ازعاجي بشأن ذلك !!
مي سن : ماذا فعلنا يا ترى !
هيوك : انسي الأمر وانظري هنا
مي سن : ما هذا ؟
هيوك بابتسامة خبيثة : هذا ما سنرعبهما به
مي سن : هل تفكر في مقلب ما -_-
هيوك وهو يمسك يدها : أجل وانت ستساعديني
مضى وهو يسحبها خلفه ، بصمت تحدق به بكل مشاعرها التي تتفجر مع كل لمسة عابرة وكل نظرة ساحرة
كأنه ساحرها الخاص ، او الموسيقار الذي يشير اليها بعصاه فيثير بداخلها معزوفات متناغمة يصدح بها قلبها
من الجهة الأخرى وقفت مكتفة يديها وتحدق فيه بغضب بينما كان يفتش في خزانة ملابسها بعشوائية
جا اون : ألن تتوقف عن ذلك ؟!
دونغهي : لديك الكثير من الثياب ، أين ملابس النوم ؟؟؟
جا اون : توقف الان
دونغهي : اووه هذه جيدة
جاون : لن أبدل ثيابي ولست موافقة على كل ما تفعله ><
دونغهي : ان لم ترتديها حالاً سألبسك إياه بنفسي
خرج من غرفتها دون ان يترك لها مجالاً للاعتراض حتى واتجه الى المطبخ ليحضر شيئاً يتناولوه على العشاء
بعد وقت قصير خرجت اليه لتجده يرنم بعض الألحان وهو يرتدي إزار المطبخ ، انتبه عليها تقف بنظرتها المستخفة والمعتادة له
دونغهي : اومووو تبدين جميلة جداً حتى في ملابس النوم !
وسرعان ما تورد وجهها ، حتى نظراته المتأملة التي تفضح شيئاً من اعجابه بها باتت تشكل خطراً على قلبها وتهدد بفضح مشاعر مكبوته ترفض حتى ان تعترف بها لنفسها ..
جا اون : ماذا تفعل الان ؟
دونغهي بابتسامة : أود تحضير شيئاً للعشاء قبل وصولهما
جا اون : وهل تجيد الطبخ ؟
دونغهي : أحاول التعلم ^ ^
نفخت بضجر وهي تقترب منه لمساعدته وهو يكاد يطير من فرط السعادة ، أخذت تحضر الأرز وتركت له تقطيع الخضار
دونغهي : اششششش كم هو مزعج
التفتت اليه لترى عينيه حمراوان كالجمر وغارقتين بالدموع من أثر تقشير البصل ، لكن ما جعل عيناها تتسعان حركته تلك
عندما رفع طرف التيشيرت ليمسح عينيه فظهر جزء من عضلات بطنه بشكل مثير رفع درجة حرارتها الى فوق ما قد تتحمل فأدارت وجهها بسرعة
دونغهي : يااا ألا يوجد علاج لهذا .!
جا اون وهي تحاول الظهور باتزان : التخفيف من غبائك
دونغهي بسخريه : هاهاها مضحك -_-
جا اون : اشششش لماذا الجو حار هنا !
اقترب منها حتى أصبح خلفها تماماً فالتفتت بسرعة عندما شعرت بقربه
دونغهي : الجو ليس حاراً لكن وجهك مشتعل بالفعل * وضع يده على جبينها * أيعقل أنك اصبت بالحمى !
جا اون وهي تدفعه : ابتعد عني فقط
أنقذها من احراجها صوت جرس الباب فهرعت اليه قبل ان تنفجر من شدة خجلها ...
دونغهي : ما بها ؟!!
فتحت الباب ولم تجد أحداً أمامه ، نظرت حولها جيداً لكن لا أحد ، عادت للداخل وهي تفكر هل كانت تتوهم سماع صوت الجرس
فجأة وبدون سابق انذار انقطعت الاضواء وعمت الظلمة المكان ، رجفت أطرافها من الخوف وأسرعت الى حيث تركته واقفاً تمد يديها حتى لا تصتدم بشيء
جا اون : دونغهي ... ياا اين ذهبت ؟ هل هذا احد مقالبك السخيفة ؟
دونغهي : بالتأكيد لا ، ما الذي يحدث الان ؟!
جا اون وهي تقترب منه : اذا كان احد مقالبك ستندم بالتأكيد
دونغهي بتفكير : لم افعل شيئاً لكنني اعرف شخصاً يفعلها
جا اون : انهيوك !!
دونغهي يبتسم : يبدو ان اخي العزيز يحاول اللعب معنا الان !
جا اون : لنشعل الاضواء اولاً
دونغهي : سيتوقع ذلك وهو ينتظرنا هناك ، ما رأيك ان نحول الكرة الى ملعبنا
جا اون : انسى الأمر سأجلس هنا حتى يمل من لعبته السخيفة
دونغهي : لا تكوني مملة هكذا ><
تجاهلته وجلست على الأريكة مما جعله ينفخ بضجر وهو يجلس جانبها ، وبقيا على حالهما عدة دقائق بصمت حتى قطعه
دونغهي : بماذا تفكرين الان ؟
جا اون : لا شيء
دونغهي : لا أشعر بالارتياح ... اكره الظلام والشعور بالوحدة ..
جا اون : ويه ؟
دونغهي يبتسم : انسي الأمر ..
عاد كلاهما للصمت ، هو يفكر الى متى سيبقيان في الظلام هكذا وهي تفكر بما يشعر هو به وأخيراً تحركت يدها ببطء لتستقر فوق يده
التفت اليها بسرعه بينما هي تجنبت النظر اليه ، ساد الهدوء ، هي بالنسبة له جرعات مخدرة تنسكب بدفء في مصب وريده تمسح كل غبار الألم والحزن منه ..
قطع ذلك السكون ظهور هيوك ومي سن وعودة الآنوار فجأة مما جعلها تبتعد عنه مسرعة كأن شيئاً لم يكن
هيوك : انتما مملين ><
دونغهي : هه لن تخدعني أبداً
مي سن : انت سيء في تدبير المقالب -_-
هيوك : لست كذلك ، لكن دونغهي يعرفني جيداً
جا اون : الطعام جاهز
مي سن : جيد فأنا أشعر بالجوع
جلس الأربعة لتناول الطعام في المطبخ وهم يتحدثون
هيوك : لدي خبر لك دوني
دونغهي : ما هو ؟
هيوك : ليتوك ويورا المزعجة سيصلان في الغد
توقف فجأة عن تناول الطعام ، بدا كمن ضرب على رأسه ، رفع نظره الى اخيه بقلق
دونغهي : تمازحني صحيح ؟!
هيوك : أخبرتني والدتي بذلك
دونغهي بصراخ : لاااااااااااااااااااااااااااااااا
مي سن : ياااا توقف عن الصراخ
دونغهي : لا يمكن ليس يورا مجدداً
مي سن : ما بها ؟
دونغهي : انها أسوء مخلوق على هذه الأرض ><
هيوك يحاول كتم ضحكته : هي مغرمة بدونغهي ومقتنعة تماماً انها ستكون زوجته في المستقبل
جا اون بهدوء : جيد ان هناك من يجعلك تعاني كما تفعل معنا !
دونغهي : انتم لا تفهمون ، انها مهووسة ...!!!
مي سن : لننسى ذلك الان ولنستمتع الليلة ..
هيوك : اذن ماذا سنفعل الليلة ؟
دونغهي : هل أحضرت ملابس النوم خاصتي ؟
هيوك : بالتأكيد
دونغهي : اذن لنبدل ملابسناً أولاً
مي سن بملل : وماذا بعد ...!
دونغهي وهو يضربها على رأسها بالوسادة : هذا ^_^
مي سن : حسناً انت من بدأ
انقضت عليه تضربة وهو يجاريها ببعض الضربات بالوسائد حتى انطفأت الأضواء مجدداً وانضم اليهم هيوك
هيوك : هذا سيزيد الأمر متعة ^^
بسبب الظلام الذي خيم على المكان استغل الفرصة السانحة أمامه ، يحفظ مكان جلوسها الذي لم تغيره أبداً فاتجه اليها
سحبها من يدها لتسقط من الاريكة في حضنه وبالتأكيد عرفته ، عرفته من يده التي حفضت تفاصيل رجولتها عن ظهر قلب
عرفته من هدوئه المفاجئ كأنه يتلذذ باللحظة ، فيقلب كينونتها ويبعثر برودها يسقطه كبلورات الثلج على حقول صدره الجافة فتنعش قلبه
جا اون : ما الذي ...
دونغهي : استمتعي بوقتك معنا
تتعجب من نفسها كيف تنصاع لكلماته اللطيفة كأنها أوامر ، ربما لانها تدرك التهديد من اطالة النقاش معه ..!
في الغرفة ذاتها اختبئت خلف الآريكة على أمل ان لا يجدها بهذا الظلام لكن هيهات ، كيف سيخطئ أنفه رائحتها الطفولية
عادا يتضاربان بالوسائد الرقيقة التي بدورها بدأت بنثر الريش من جوفها للخارج فيختلط بصوت ضحكاتهما
مي سن : هههههههه توقف ههههه هذا يكفي
أسندت ظهرها للأريكة ترتجي الهواء ان يدخل حنجرتها المتعبة من كثرة اللعب والضحك وكذلك فعل هو
مي سن : ههه انتم رائعون حقاً ، لم أستمتع هكذا في حياتي !
هيوك : ههههه لا داعي للمديح
بترت ضحكته السخيفة بتصرفها ذاك ، ألجمته بالصمت عندما أسندت رأسها على كتفه وقد أغلقت عينيها واسترخت هناك
لم يعلم ما عليه فعله وهو يشعر بخصلات شعرها الحريرية تتراقص بنعومة على رقبته وتحفر على جلده عنوان المشاعر المتدفقة بداخله ، رغم ذلك ينكرها ...
اكتفى بالصمت ، لن يسمح له قلبه بابعادها ، ولا يستطيع الخنوع لمشاعره وضمها او حتى التربيت على رأسها ..
رغم كرهها باللاشيء منه ، لكنها تحاول مواساة روحها التائهة فيه ، تحاول الاكتفاء بهذا القدر وان تستمتع ولو بهذا القدر البسيط من السعادة المؤقتة ..
أنت تقرأ
ملاك الجليد
Fanfictionعندما يتخطى ما يسمى بالحب كل الحواجز ليقفز بنا في دوامة متضاربة من المشاعر.. ما بين الحب والحلم بالسعادة وبين الخوف من المستقبل.. وهناك.. يحلق بك ملاك من جليد ليضعك فوق السحب هائماً متلذذاً حتى بلحظات التعب والالم...