Part 18

658 59 5
                                    

جا اون ببرود : وهل تظنني غبية ، لن تنطلي علي خدعتك مرة أخرى ! 
دونغهي : بوو ؟؟ 
جا اون : تحاول أن تسخر مني مجدداً ، أعلم انها مجرد كذبة ، أعتذر عن اعادتك خائب الأمل لانني لم أخدع بسخافاتك .. 
أدارت ظهرها له ببرود ، متجاهلة ملامحه المتعجبة ، ابتسمت بداخلها ظنناً منها انها انتصرت هذه المرة ولم تخدع بكلماته .. 
آخر ما سمعته صوته يزفر بغضب قبل ان تشعر بيديه تجذبها نحوه بقوة ، لم تدرك ما يحدث الا بعد بضع ثوان .. 
كأن عقارب الوقت تجمدت ، وتوقف الزمن عند هذه اللحظة المفاجئة ، بصعوبة تحاول تفسير كل ما تشعر به في وقت واحد .. 
عضلات صدره ترتفع وتهبط بقوة أسفل يدها اليسرى ، ويده الدافئة تثبت يدها اليمنى بقوة كأنها ستهرب .. 
شعره الأسود الحريري يتراقص بنعومة على جبينها يدغدغها بلطف ، وأخيراً أنفاسه تخالط أنفاسها بينما تشعر بشفتيه تتمايلان على شفتيها بشكل مثير .. 
حدقت بملامح وجهه الملاصقة لوجهها ، تفكر كيف أصبحت على هذا الحال ، وفي الوقت ذاته تشعر بخفقات قلبها تثور حتى خشيت أن يسمعها .. 
أبعدته عنها بقوة ولم يقاومها بدوره ، نظر الى عينيها مباشرة ليجدهما كالجمر تنذران بتساقط الدموع 
تداركت نفسها ودموعها ، غطت عينيها بكومة من البرود كغيوم داكنة حجبت جمال عينيها وسحرهما وقتلت كل معالم الحياة فيهما 
أقلقه صمتها ، وأحرقه برودها وتلك النظرة الصارمة ، بينما يراقب يدها ترتفع لتمسح شفتيها بهدوء كأنها تمسح اثاره .. 
دونغهي : بيانييه ، لانني لا أسخر منك بل أحبك بصدق .. 
لم يتمكن من إكمال اعتذاره ، بدت له كصخرة بلا مشاعر ، جبل من جليد متحرك لن يتمكن اي كلام من إذابته .. 
تكلمت بكل ما تملكه من غرور ، بكل ما لديها من برود ، نطقت لتقتل كل أحلامه وآماله : الحب .. وهل شخص مثلك يدرك معنى الحب ! 
رجل بلا هدف ، بلا حياة ، هل تظن أنني قد أحمل اتجاهك أي مشاعر لمجرد انني اتعامل معك بلطف ! 
هل من الصعب على شخص مثلك أن يميز مشاعر الشفقة من مشاعر الحب ، لن أغضب على ما اقترفته للتو ، فقط ستبقى دائماً مثيراً للشفقة بالنسبة لي .. 
ضربته بسياط الكلمات الحادة ، انهالت عليه كلماتها كصخور من نار أحرقته لم تبقي منه إلا الرماد ، مثيراً للشفقة .. هذا ما كان عليه وما سيكون .. 
عادت لتدير ظهرها لما بقي منه ، لم تأبه للجروح التي خلفتها فيه ، غادرت دون ان تلتفت الى بقايا حطامه من ردها المدمر .. 
وهذه كانت نهاية الحفل العامر بمشاعر مختلطة ، حب وحياة جديدة ، ارتباك وحيرة وقلوب نازفة محترقة .. 

وقفت جانب السرير الأبيض الواسع ، تشابكت يديها بارتباك وهي تشعر انه سيغمى عليها من شدة التوتر . 
بدا وكأنها وصلت الى أصعب جزء في هذا الزفاف ، زاد توترها وهي تسمع صوته يدلف الى الغرفة ويغلق الباب 
والان هما وحدهما في الغرفة الفارغة ، صوت انفاسه يقترب منها حتى باتت تصطدم في الجزء العاري من ظهرها فتقلب كيان نبضاتها 
امتدت يده الى سحاب فستانها ينزله ببطء بينما تجمدت في مكانها ، وبدون سابق انذار سرت قشعريرة في جميع أنحاء جسدها عندما لامس اصبعه البارد جسدها 
شعر بتوترها ورجفة جسدها الصغير بين يديه ، ابتعد عنها بعد ان فتح سحاب الفستان بأكمله حتى بات لا يمسكه على جسدها سوى يديها المرتجفتين .. 
شيون بابتسامة : اذهبي للاستحمام أولاً 
دا يانغ بارتباك : بوو ؟ 
شيون : لقد ساعدتك بفتح الفستان لتخلعيه بسهولة ، بعد انتهائك من الاستحمام سأستحم انا .. 
دا يانغ : اراسو 
دخلت الحمام بسرعة تحاول يائسة اخفاء توترها تاركة اياه يقهقه خلفها ضاحكاً على خجلها المبالغ فيه .. 
بعد انتهائها من الاستحمام وقفت امام المرآة تنظر الى نفسها ، تفكر كيف عليها ان تقابله بعد انتهائه من الاستحمام بملابس النوم القصيرة هذه 
تنهدت لتخرج ما يجوفها من خوف لكنها لم تنه تنهيدتها حتى كانت قد اختفت أسفل الغطاء بسبب خروجه من الحمام .. 
نظر اليها متعجباً ثم أطلق ضحكة صغيرة على هذه الطفلة رغم ما يبدو عليها من وقار وهدوء 
ازداد توترها وهو يقترب ليجلس على جانبه من السرير يرتدي البنطال فقط وعلى رقبته منشفة صغير كان يجفف بها شعره 
شيون بابتسامة جذابة : لماذا انت خائفة جداً أيتها الطفلة ؟ 
دا يانغ بخجل : لست كذلك ، كما أنني لست طفلة 
مد يده لتمسح على شعرها بحنان ودفء أذاب كل توترها ، أسرت بابتسامته الرقيقة لتنسى كل شيء 
كأن عالمها بأكمله يتمحور حوله ، هو كل ما أرادته من هذه الحياة ، من الان ستتقاسم معه كل شيء ، عمرها حياتها وحتى أنفاسها .. 
فتح ذراعيه لها وبسرعة رمت نفسها في حضنه ، ترتشف من دفئ صدره ، تستنشق عبق رائحته المليئة بالرجولة .. 

ملاك الجليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن