مضت عدة أيام كانت هادئة ، كل يوم نسخة طبق الأصل عن اليوم الذي قبله ، مملة بطيئة لا شيء فيها جديد
حتى أطل ذلك الصباح ، استيقظت مرهقة وبصعوبة تمكنت من النهوض لارتداء ملابسها وتخرج للعمل
مرت عليها ساعات العمل بطيئة كالموت ، مرهقة كأنها سنوات ، أخيراً طلبت منه الأذن للمغادرة
شيون بقلق : هل انت بخير ؟
دايانغ بتعب : مولا ، أشعر بالارهاق
شيون : اذن لنذهب معاً
دايانغ : الى اين ؟
شيون : الى المشفى بالتأكيد ، لنتأكد من صحتك
دايانغ : ليس الأمر ضرورياً انه مجرد ارهاق ، ولا أشكو من اي شيء اخر
شيون : لنذهب لنطمئن عليك فقط
استسلمت لاصراره وذهبا معاً الى المشفى ، بعد دقائق خرج الطبيب مبشراً
الطبيب : مبارك لكما
شيون : لماذا ؟؟
الطبيب : زوجتك حامل سيدي ، اتمنى ان يتم الأمر بخير لكما ^ ^
دايانغ : شينشااا !!
الطبيب : اجل مبارك ، اعذراني الان
نظر كلاهما للاخر بغير تصديق وسرعان ما ضمها اليه بسعادة ، بعد الكثير من الايام المرهقة أخيراً هناك ما يفرحه
عاد كلاهما محملين بالخبر السعيد لوالديه فطارت السيدة هانا من الفرح وضمتها بحب وسعادة
اما السيد لي هونغ ، نظر اليهما بحده : هل هذه كذبة جديدة ؟
السيدة هانا تلكزة : يبوو لا تكن هكذا
شيون : بالتأكيد ليست كذبه ، حفيدك الأول في طريقه
حاول الظهور متزناً لكن الابتسامة أبت الا ان تفضح سعادته وتحطم عناده مما جعل الجميع ينخرط بضحك طويل على مظهره
شيون : ابي .. هل ستغفر لنا الان ؟
السيد لي هونغ : سأفعل ليس من أجلك ، فقط من اجل حفيدي لا أريدة ان يكبر ويظن انني جد سيء
عاد الجميع للضحك وهم بقرارة نفسهم يعلمون ان تلك لم يكن سوى حجة يحمي بها السيد لي غرورة ، فقد كان قلبه أكثر حناناً ويرغب بالغفران لكن عناده منعه ..في اليوم التالي ، وتحديداً في قاعة المحاضرة ، بصعوبة كانت تحاول التركيز لكن بلا فائدة
ذلك الفتى المزعج ، يستمر بالنظر اليها ، وكلما تقابلت عينيهما أهداها غمزة تقفز بقلبها عالياً ثم يعود ليهوي على أرضية حبه
تأففت بضجر من حركاته اللعوبة وهي تتوعده بعقلها ان يندم بعد انتهاء المحاضرة ، وهذا ما حدث بالفعل
ما ان خرج الأستاذ حتى خرجت مسرعة وهو لحق بها لكنها تجاهلته مما ازعجه وجعله يلح أكثر عليها طالباً الاهتمام
توقفت ونظرت اليه ببرود : ماذا تريد ؟
دونغهي : لماذا تتجاهلينني ؟
جا اون : لانك مجنون
دونغهي بابتسامته الأخاذة : مجنون بحبك صدقيني ..
وهكذا مجدداً يضرب قلبها بقطرات من كلمات الحب ، ولا يكون منها سوى ان تتورد وجنتيها وتبعد نظرها عنه حتى لا تنصهر بحرارة نظراته
دونغهي : جا اونييي حبيبتي ، جميلتي الخجولة ، ملاكي الذي هبط من السماء نعمة يمن علي القدر بها
أعادت نظرها اليه ترجوه ان يتوقف ، خجلها ، ضعف قلبها امام غزله المجنون ولهفة عينيه اللتين لا تكتفيان من تأملها ..
اوقف كلماته وصول هيوك ومي سن مما جعله ينفث بضجر
دونغهي : لماذا تأتيان دائماً في الوقت الخاطئ -_-
مي سن : ياا اياك ان تكون قد أزعجت جا اون
دونغهي : لا شأن لك انت ايتها الصعلوكة
هيوك : يااا ابتعد عن حبيبتي والا ندمت
دونغهي : اذن ابعدها عني انها تزعجني
جا اون : لنذهب تبدون كالأطفال -_-
دونغهي يجرها : تعالي معي انتي
جا اون : يااا
مي سن : الى اين تأخذها
كادت تلحق بهما لولا يد هيوك التي التفت على كتفها وسحبتها لتصتدم بصدره فتتوقف رغماً عنها
مي سن : ما .. ماذا ؟؟
هيوك يهمس باذنها : دعيهما وابقي معي انا ، لا تهتمي بأحد غيري ..
مي سن بخجل : نحن في منتصف الطريق ..!
أدار جسدها لتقابله وهي كدمية آلية يحركها كما يشاء ، نظرت اليه والخجل يلتهمها منه ، من ذراعيه الممسكتان بها ، مهما مضى من وقت لازال جسدها يرتعش بضعف امام لمساته ..
كاد أن يتكلم ، لكن أحداقة اتسعت فجأة حتى كادت عينيه تخرج من محجرهما تجمد دون حراك وهو ينظر خلفها مما جعلها تنظر للخلف
حدث ذلك أمام عينيه ، ولم يتمكن سوى من النظر ، تلك الكرة الطائشة التي خرجت من الملعب وكادت تصتدم بجا اون
لكن دونغهي انتبه فأبعدها بسرعة ليتلقاها بصدره ، ما ان تمكنت جا اون من استيعاب ما حدث حتى جثت على ركبتيها بجانبه هو الذي نزل الى الأرض ممسكاً بصدره
اسرع هيوك ومي سن اليه ، كان يشد اغلاق عينيه ويتألم بصمت قبل ان تباغته نوبة السعال البغيضة بشدة
صمد لدقائق وهم يمسكونه قبل ان ينهار أرضاً مغماً عليه ، نقل بسرعة الى المشفى ، وبعد وقت ليس بطويل كانت عائلته بأكملها مجتمعة في المشفى ينتظرون خروج ليتوك
خرج أخيراً بوجهه المتجهم ، احمق ذلك الذي لم يفهم ما يوحي به وجهه الكئيب والقهر يملؤه
انقض عليه هيوك : ما الأمر كيف هو حاله ؟؟
ليتوك : ليس جيداً ، يجب ان نجري العملية بأسرع وقت
شيون : بوو ؟ أي عملية ؟؟
ليتوك : لا يمكنكم اخفاء الأمر أكثر
السيدة هانا بقلق : شيبال ما الذي تتحدث عنه ؟
ليتوك بحزن : دونغهي مصاب بالتهاب حاد في مكان الجرح في رئتيه
السيد لي هونغ : اي جرح هذا الذي تتحدث عنه ؟!
هيوك بصوت مختنق : أنا سأشرح لكم ..
ليتوك : هو الان نائم تحت تأثير المخدر ، سأجهز لاجراء العملية بعد يومين سنبقيه في المشفى خلالهما
جا اون بقلق : هل يمكنني الدخول عنده ؟
ليتوك : بهدوء ، حاذري من ازعاجه
جا اون : اراسو
جلس هيوك بمواجهة والديه وشيون والبقية ، تلك المواجهة التي كان يهرب منها منذ عامين
حان الوقت لتكشف كل الأوراق ، دقت ساعة الحقيقة تطالبه بالظهور بعد اختبائها لعامين كاملين على مضض
السيد لي هونغ : ما الذي يحدث هنا ؟؟
هيوك : هل تذكرون قبل عامين ، عندما ذهبنا انا ودونغهي الى اسبانيا برحلة سياحية ، في الشهرين الأخيرين عندما كنت اتواصل معكم وحدي وانتم تستمرون بالسؤال عن دونغهي
السيدة هانا : كنت تقول انه مشغول بشيء ما في كل مرة أسأل عنه بها !
هيوك : في الحقيقة ، كان في المشفى ، بعد ان اصبنا بحادث سيارة جعله طريح الفراش لشهرين كاملين قبل ان يتماثل للشفاء
السيدة هانا والدموع في عينيها : ما الذي تقوله !!!!
هيوك : كانت اصابته خطرة على عكس اصابتي ، بعد شهرين تمكن من النهوض بعد اجراء عملية لرئتيه التي جرحت بأحد اضلاع صدره المكسورة
ثم عدنا الى كوريا وقد اتفقنا على اخفاء الأمر حتى لا نسبب لكم القلق ، لكن القدر لم يشأ ان يترك الأمر يمر بذلك
منذ ذلك الوقت ونحن نتردد الى المشفى بعد ان علمنا ان جرح عمليته قد اصيب بالتهاب داخلي بسبب خطأ ما
ليتوك يكمل عنه : والان علينا ان نجري له عملية خطيرة لكنها السبيل الوحيد لانقاذه
انتفض هيوك بين يدي شيون القوية التي امسكته من قميصه بغضب عارم وهيوك مستسلم تماماً بين يديه
شيون : أيها الغبي ، وتخبرنا بهذا الأمر الان ؟؟ أين كان قلبك حتى تتركنا كالحمقى وهو يموت بين يدينا ؟؟؟
لم يتكلم فقط اكتفت دموعه بالنزيف من عينيه ، لا تسأله عن قلبه ، فقد تحطم تحت ثقل العذاب الذي كان يعاني منه ..
اسرعت اليه مي سن تمسك يده تحاول ابعاده بضعف وهي الأخرى تبكي بشدة وشيون لا يلقي لها بالاً
مي سن : شيبال اتركه ، لقد عانى هو الاخر في هذين العامين ، كان يتحمل مشقة ألمه ولومه لنفسه وحيداً ، شيبال اتركه
رق قلبه لدموع أخيه وكلمات مي سن فتركه بينما سقط هيوك على الأرض كطفل يتيم لا يوجد من يواسيه سوى مي سن التي اخفته بين ذراعيها بعيداً عن الأعين اللوامة التي تحيط به
اما السيدة هانا لم يكن منها سوى السقوط أرضاً مغشياً عليها ، وقع الخبر على قلبها كصاعقة مدمرة
زلزال قلب كل ما فيها وقسم ظهرها لتسقط بضعف ، حيث أسرع الجميع اليها خوفاً على حالها ..
حل المساء كئيباً ، لونه الداكن يصور تماماً ما في قلوبهم جميعاً وهم يجلسون حول دونغهي الذي للتو بدأ يستيقظ
السيد لي هونغ بقلق : بني هل انت بخير ؟؟؟
نظر اليه طويلاً دون اجابة ، تحول نظره الى جميع الجالسين حوله ليدرك تماماً معنى نظراتهم ، لقد علموا بالحقيقة المفجعة ..
نهضت اليه والدته لتضمه باكية ، تقبله بحنان وترويه بدموعها معتذرة عن تقصيرها ، كيف تدعو نفسها أماً وهي لم تشعر بألم صغيرها كل هذا الوقت
دونغهي وهو يضمها : اوماا توقفي عن البكاء
السيدة هانا : بياانييه ، بيااانييه
لم تقل شيئاً ، فقط استمرت بالاعتذار المبلل بدموعها فتحمله ألماً فوق ألمه الجسدي وهو يراقبها ويحاول التخفيف عنها ..
بعد ان هدأ الوضع ، وبعد جدال طويل بمن يبقى معه الليلة في المشفى كان هيوك المسيطر فيه غادر الجميع وبقي هيوك معه
نظر الى وجه أخيه الشاحب ، تلك الضربة حركت الألم في صدره فجردته من كل قوته وأردته جسداً ضعيفاً
هيوك بقلق : هل تشعر انك بخير حقاً ؟
دونغهي بابتسامة : دييه
هيوك : بيانييه
دونغهي : لماذا الاعتذار ، لاكون أكثر صدقاً اشعر ببعض الراحة ، فقد علموا بالحقيقة أخيراً ، كثيراً ما خفت من هذه اللحظة
ان يباغتني الموت قبل ان اتمكن من توديعهم جيداً ، قبل أن أحظى بعناق حار من والدتي أعتذر فيه عن رحيلي
هيوك : يااا انت لن ترحل ، ستشفى وتبقى معنا لنتلقى العقاب معاً لإخفائنا الحقيقة كل ذلك الوقت
دونغهي : ههههههههههه سيكون ظلماً ان اتركك تواجهه وحدك
هيوك : هههههههههههههههههههه بالتأكيد لذلك تأكد ان تعود لتشاركني به ، هناك الكثير من الأشياء لازال علينا فعلها معاً
دونغهي : هيوكي ، أرجوك سامحني لقد عانيت كثيراً بسببي
هيوك : سأسامحك عندما تنهض بصحة جيدة بعد العملية
ابتسم دونغهي ابتسامة صغيرة كرد على كلامه ، بينما نهض هيوك ليرتب له فراشه ويغطيه جيداً
هيوك : يجب ان تستريح الان ، تصبح على خير
دونغهي : وانت أيضاً
أنت تقرأ
ملاك الجليد
Fanfictionعندما يتخطى ما يسمى بالحب كل الحواجز ليقفز بنا في دوامة متضاربة من المشاعر.. ما بين الحب والحلم بالسعادة وبين الخوف من المستقبل.. وهناك.. يحلق بك ملاك من جليد ليضعك فوق السحب هائماً متلذذاً حتى بلحظات التعب والالم...