part 4

870 68 2
                                    

هض من مقعده بغضب وضرب يديه في المنضدة أمامه لينفس عن غضبه بينما يحدق به والده ببرود 
شيون : ألم ننتهي من هذا الأمر بعد ؟! 
والده : ليس حتى تجد الفتاة المناسبة ، أنت في السن المناسب للزواج ، وهذه الفتاة من عائلة مرموقة ، مهذبة وجميلة . 
شيون : أنا لن اذهب الى مزيد من المواعيد المدبرة ، لماذا لا تفهمني ، لا أحب هذا النوع من الفتيات . 
والده : فقط اذهب لمقابلتها وبعدها نتحدث بهذا الأمر مجدداً ، سأغادر أولاً 
غادر والده المكتب دون أن يهتم لاعتراضات شيون الكثيرة ، قابلته دايانغ امام الباب فانحنت له باحترام قبل أن تكمل طريقها لتقابل شيون الغاضب 
دايانغ : أحضرت ... 
قاطعها بغضب : ألغِ جميع مواعيد اليوم . 
دايانغ : ا .. اراسو ! 
صمتت لبعض الوقت وهي تراقبه يتجهز للخروج ، يرتب شعره ويعدل ياقة قميصه وأخيراً يرش القليل من عطره المميز . 
دايانغ : موعد مدبر اخر ؟! 
شيون : لا خلاص منها .. 
دايانغ بنبرة هادئة : أتمنى لك التوفيق هذه المرة 
نظر اليها ، نظرة غضب ، الم ، حزن ، استرجاء ، كل شيء قد يعبر عما يفكر به هو الذي استعفف عن كل فتيات الأرض من أجل عينيها 
لكونها مراده الوحيد ، لانه لا يرى غيرها امرأة على هذه الأرض قد تسعده وتثير بداخله تلك النبضات العاشقة . 
بينما لا يهتز لها رمش عندما تعلم بالمواعيد المدبرة التي يذهب اليها ، تواسيه في كل مرة يفشل فيها موعده بذات الوجه الخالي من اي مشاعر . 
اثر ان يدير ظهره ويغادر قبل أن يفقد سيطرته على تلك الكلمات العالقة في حلقه ، قبل ان ينقض عليها ويخبرها بكل ما فعلته بقلبه دون ان تشعر . 
في مكان اخر ، خرج التوأمين من غرفة هيوك يضحكان عندما انتبها لوجود مي سن في الشرفة مع أدوات الرسم وأمامها لوحة جميلة
دونغهي : وااااه هل أنت من رسم هذه ؟ 
مي سن : ديييه فقط ابتعد من أمامي لأنهي عملي 
هيوك : انت فنانة حقاً ، هل تحبين الرسم كثيراً ؟ 
مي سن : اجل أكثر من أي شيء 
دونغهي بغرور : دعك من رسم الطبيعة ، ارسميني انا ، فلن تجدي لوحة فنية أجمل مني لتضعي لمستك فيها 
مي سن : أحمق -_- 
هيوك : لالا ارسميني أنا فأنا أجمل منه 
اتخذ هيوك وضعية مضحكة لتقوم برسمه وبسرعة سحبه دونغهي من أنفه والاخر يتأوه ويصرخ 
دونغهي : غبي لماذا سترسمك أيها القبيح !! كما انها ستحتاج لعشر صفحات فقط لترسم أنفك الكبير هذا 
هيوك : يااا اتركني ، انت تغار لانني الوسيم هنا >< 
ابتعد دونغهي ووقف أمام حافة الشرفة مقابل مي سن التي كانت تنظر اليهما باستخفاف حتى اقترب هيوك منها 
هيوك : اياك ان ترسمي أحمق مثله 
مي سن : صدقني لن أرسم اي منكما 
دونغهي بصراخ : يااا ابتعد عنها لتتمكن من انهاء لوحتها الفنية 
امسكها من يدها وجذبها اليه بقوة ، استسلمت لقوة ذراعيه متفاجئة من حركته ، من اصتدامها فجأة بصدره 
رفعت نظرها اليه ببطء لترى ابتسامته الواثقة التي تظهر لثته ، وجهه الحاد ونظراته التي تحاول إغاظة دونغهي . 
تلك الخفقات المتمردة عادت اليها مجدداً ، عضت على شفتيها لتمنعها من نطق كلمات قد تندم عليها لاحقاً وأنزلت رأسها علها تخرس نبضاتها 
نظرت الى يده الاخرى التي تحيط خصرها ، كأنها مركز لتوليد الحرارة وتفريغها في جسدها المشتعل . 
لم تعلم كيف تنهي هذه اللحظة المفاجئة والمشحونة بكم هائل من المشاعر بالنسبة لها ، واللامبالاة بالنسبة له ... 
من الجهة الأخرى كان دونغهي قد فوت هذه اللحظة عندما وقعت عيناه على تلك الساكنة في أسفل الحديقة غارقة في مجموعة الكتب التي اخذتها من المكتبة . 
لم يعلم السبب لكنه غادر مسرعا ً معمياً على عينيه فلم يلاحظ ما يحدث بين أخيه ومي سن ، فقط أسرع للأسفل باتجاه الفتاة التي لم تفشل قط في لفت انتباهه . 
وقف بعيداً عن مرأى عينيها ، في الحقيقة هي لم تكن لتراه بسبب انشغالها بقطة بيضاء ظريفة اقتربت منها وأجبرتها على الانحناء لتداعبها . 
لأول مرة منذ قدومها يرى ثغرها الباسم ، كأنه يراها للمرة الأولى ، ملامحها تغيرت تماماً ، كأن ما يراه ليس إلا ملاكاً أبيضاً بابتسامته يضيء ظلام العالم . 
وقف مسلوباً مأخوذاً بجمالها الساحر ، من هنا بدأ شيء ما يتحرك بداخله ، منذ اللحظة كتب القدر ولادة مشاعر غريبة أشعلتها ابتسامة صغيرة .. 
رفع يده الى قلبه ، ما بال أبواق قلبه تصدح بلحن جديد ، لحن لم يسمعه من قبل لكنه يبث بداخله شعوراً جميلاً كأنه يطفو فوق السحب ..! 
كأنها أيقظت قلبه النائم في سبات طويل ، أثارت فيه رعشة غامضة مغزاها غريب ، تثيره ليقترب منها ، ليحطم الحواجز التي تضعها فتفصلها عن الاخرين .. 
تدفعة ليكون اول من يحتل مساحة شاسعة في تفكيرها ، ليفك رموزها المعقدة ويعيد تشكيلها لما يجب ان يكون عليه ملاك مثلها . 
فضل البقاء في مكانه لبعض الوقت ، هكذا سيتمكن من حفظ هذه التعابير ، كيف تداعب القطة الصغيرة وتمسح على فروها الناعم بلطف .. 
كل شيء فيها يبدو جذاباً ، ذلك الشعور الغامض يشده اليها ، تبدو كلوحة فنية أتقن راسمها ابداعه .. 
حتى اطارات الذهب ستبدو مهينة لها ان احتوت لوحة أرقى وأكثر جمالاً من أي لوحة قد تراها عينه .. 
هل هو نوع من السحر ذلك الذي يشع كهاله بيضاء حولها ، نقية كالثلج بريئة كقطرات الندى وشفافة كالماء .. !
اقترب منها ، ما ان شعرت بخطواته حتى نهضت عن الأرض ، اعادت ارتداء ملامحها الباردة وهي تجلس على مقعدها مجدداً 
دونغهي : تقرأين ؟ 
تجاهلته وهي تقلب صفحات الكتاب الذي أمسكت به ، ابتسم بخفة وهو يجلس مقابلاً لها بعد أن سحب أحد الكتب من امامها 
جا اون : ستبقى هنا ؟ 
دونغهي : أحب الجلوس في حديقتنا ، كأنها عالم مختلف مشبع بروح لطبيعة في وسط مدينة سيئول . 
لم يغادر البرود نظرتها وهي تعيد نظرها لكتابها ، أما هو فتظاهر بالقراءة بينما كان يتأمل تفاصيلها ، حركاتها العفوية وتأثرها بما تقرأه . 
بدت فتاة أخرى ، تبتسم ابتسامة شبه ظاهره في ان ، ويبدو الحزن عليها في ان اخر ، للتو فقط تمكن من رؤية كل تعابيرها العفوية بعيداً عن برودها المعتاد . 
كيف كانت ترفع خصلات شعرها المزعجة عن عينيها ، بأسنانها اللؤلؤية تعض شفتها الوردية .. 
بدون أن يشعر كان يغرق أكثر وأكثر في ملامحها ، الاعجاب هو المدخل الرئيسي لشيء أكبر .. شيء كان يتجنبه منذ مدة لكنه كلص تحت قبة السماء ، سرقه من نفسه من خوفه دون ان يشعر .. 
شعرت بنظراته التي تلاحقها ، دب الخوف في اوصالها ، أسهل طريقة لديها هي الهروب وكذلك فعلت . 
غادرت بهدوء ، استوقفها باستنكار : الى أين ؟ 
وكالعادة لا جواب ، زفر بغيظ وهي تغادر ، مد نفسه على الأرجوحة الكبيرة وغطى وجهه بالكتاب يرجو غفوة صغيرة .. 
في ذات الوقت كانت مي سن قد عادت الى كراستها ترسم بلا وعي ، يدها كانت تعمل بينما عقلها وأفكارها كلها رحلت معه 
لماذا تخالجها تلك المشاعر بحضوره ، ولماذا الشعور بالخيبة يسيطر عليها ؟ في الوقت الذي تكون به تائهة في دوامة مشاعرها اللامنتهية هو لا يلقي لوجودها بالاً .. 
ربما هي الحمقاء التي نظرت له بطريقة مختلفه ، ذلك ليس خطأه انها كانت ساذجة جداً لدرجة السقوط ضحية مشاعرها المرهفة . 
انتهت من رسمها ، أعادت تركيزها لما كانت تعمل عليه لكنها تفاجئت بما فعلته بدون وعي . 
كيف للشمس التي أرادت رسم غروبها ان تشرق من جديد ، وفي محياها ابتسامة تجزم انها ابتسامة هيوك بلا شك . 
ربما كانت مشاعرها هي من تقودها ، فأعطت لوحتها طابعاً حيا ً ، جعلتها تنطق بكلمات لم تمتلك صاحبتها الجرأة للتصريح بها !  
ابتسمت ، هو بالتأكيد عليه تحمل نتيجة ما حدث لها ، من الان ستبدأ رحلتها في شق طريقها نحوه .. نحو قلبه . 
عليها ان تربح هذه الحرب ، وهي التي لم تعتد على الخسارة من قبل ، ستفوز بمشاعره ، ستستعمر قلبه كما فعل بها . 
مي سن : لي هيوك جي ... سنرى .. 
في الشركة ، ما ان عاد من موعده حتى استقبلته بخبر الاجتماع العاجل ، تنفس بغضب ليجمح نفسه عن الصراخ 
أخذ الأوراق من يدها ودخل غرفة الاجتماعات وهي خلفه ، وقفت جانباً بينما أخذ مقعده وبدأ الاجتماع . 
بالواقع يجب عليها متابعة كل تطورات الاجتماع ومعرفة اخر قراراته ، لكنه الوحيد الذي يسيطر على أفكارها 
أكثر ما تحترفه هو مراقبته ، تلمس تفاصيله ، تعيش في عالمه وحده ، كأن الاخرين مجرد سراب فقط هو من يحكم مملكة قلبها . 
عواطفها .. حواسها .. افكارها كل شيء فيها معه وحده ، تنصت لهمسه ، وتستنشق أنفاسه ، تتساءل بداخلها هل هذا كله ليس سوى مجرد حب ؟ 
فما تشعر به اتجاهه أقوى واعظم وأكبر ، مشاعر لم تألفها من قبل ، متجاهلة الزمان والمكان والشخوص حولها ولا ترى غيره . 
في لحظة تقابلت أعينهما ، لا تعلم السبب لكنها ولأول مرة لم تبعد نظرها عن عينيه ، لأول مرة تقابل عينيه مباشرة 
وهو من جهته لاحظ انها تنظر الى عينيه مباشرة على غير عادتها ، طالما كره تجنبها له ولنظراته حتى خالها تكرهه 
حدق في عينيها للحظات قصيرة قطعها انتهاء الاجتماع ، اسرع بالخروج خلفها لولا وقوف بعض الموظفين معه ليسألوه عن بعض الامور 
وأخيراً تمكن من الوصول اليها ، كانت تجلس خلف مكتبها وسرعان ما نهضت تحييه قبل ان يدخل مكتبه لكنه وقف أمامها 
شيون : ما الأمر ؟ 
دايانغ : لا شيء سيدي 
شيون : كنت تنظرين الي ! 
دايانغ : ااه ههه انها صدفة فقط بيانييه 
شيون : لا بأس 
دايانغ : مممم كيف .. كان موعدك ؟ 
شيون بصوت هادئ : ليست الفتاة المناسبة لي 
بالكاد أخفت فرحتها وتظاهرت باللامبالاة : ههههه أتوق لرؤية الفتاة التي تناسبك 
شيون : قد ترينها يوماً 
دايانغ : بحق الله ما هو نوعك المفضل من النساء ؟ 
شيون : فتاة مميزة .. 
دايانغ : مميزة ! من حيث الجمال ، المال ، العمل ، أم شخصيتها ؟ 
شيون : ليس أياً منها ، بل مميزة في طريقة لمسها لروحي وعزفها على أوتار قلبي ، كيف تثير بداخلي رعشة الحب . 
دايانغ بتفكير : اذن تبحث عن الحب ! وهل ستجد امرأة كهذه ؟! 
شيون : صدقيني وجدتها بالفعل ! 
دايانغ : حقاً ؟ واين هي ؟؟ 
شيون : هي موجودة لكنها لا تدرك ذلك بعد 
ايانغ : اهااا ، ولا تنوي الاعتراف لها ؟ 
شيون : ليس بعد ، حتى أدرك ما تشعر به ، لست من النوع الذي يتقبل الخسارة بسهولة خاصة اذا كان شيئاً أريده بشدة ! 
دايانغ : لماذا تخشى الخسارة ، وهل هناك من تجرأ على رفض رجل مثلك ؟ 
شيون : مولا !! 
صمتت لبعض الوقت واكتفت بالتحديق فيه ، ابتسامته الواثقة التي تظهر غمازته ونظرته الثاقبة 
تلك الثقة بنبرته ترعبها ، تشعرها انها على وشك خسارته ، انه يبتعد أكثر وأكثر وأن هناك من سرقت قلبه بالفعل 
بينما هي ستلقى في ظلال الوحدة المريرة ، بين جموع القلوب المحطمة تحت قسوة سطوة الرفض .. 

ملاك الجليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن