part 13

654 61 12
                                    

نظر الى سقف غرفته المزخرف برسومات هادئة ذكرته بصورتها الأكثر هدوءاً ، حتى الموسيقى الكلاسيكية التي كانت تصدح في أرجاء غرفته ساعدته على الاسترخاء وامعان التفكير بالكثير .. 
تذكر كيف دخلت هذه الفتاة الى حياته ، وكيف جعلت شيئاً ما بداخله يتحرك بعنف بمجرد نظرات باردة تحمل الكثير من المعاني 
تخيل كيف يمكن ان تكون حياته معها لولا ذلك العائق الذي يفصله حتى عن ممارسة أقل الأشياء التي يرغب بها حقاً 
منذ تلك الحادثة قام بالكثير ، حاول فعل أشياء أحبها فقط حتى لا يندم غداً ، ليستقبل نهايته بغير ندم بأنه لم يفوت ما أراده . 
لكن هذا الشيء بالذات مختلف ، الكثير من الأسئلة تحرق أضلعه بصمت كلما فكر بها ، هل هو يمتلك الحق ليقع في الحب ؟!
هذه الفتاة بالذات ، الفتاة التي فقدت الكثير وجل ما تحتاجه شخص يبقى بجانبها ، كيف سيتمكن ذات يوم ان يقولها وبكل جرأة ، كيف سيقول " سأبقى بجانبك للأبد " وهو لا أبد له .. 
هو حتى لا يعلم ان كان سيستيقظ في صباح الغد ، لكنه يعلم جيداً أنه يريدها بجنون ، وانها الوحيدة التي تشبثت بعقله واحتلت قلبه دون ان تعطيه فرصة للدفاع عن مشاعره .. 
لم يمض منذ دخولها لحياته سوى ثلاثة أشهر ، ربما هي مدة قصيرة لتجعله غارقاً في مشاعر الحب .! 
لكنها على الأقل كافية ليدمن رؤيتها ، ليحلم بابتسامتها النادرة كل مساء ، ويفكر في ملامحها الرقيقة كل دقيقة ، ويشتاقها حتى الموت في الثانية الواحدة .. 
ابتسم لفكرته ونهض ، نهض اليها ، لا يعلم ما حجته هذه المرة لرؤيتها لكنه بات لا يطيق فراقها منذ ان كان مضطراً لملازمتها لتنفيذ الشرط 
كان في الممر بطريقه الى غرفتها عندما رأها تنزل الدرج بلباسها الأسود القاتم فلحق بها .. 
تبعها بهدوء وهي تغادر المنزل ، هو لا يعلم السبب الحقيقي لملاحقتها لكنه يعلم انها بدت مختلفة قليلاً بتلك الهالة المظلمة التي تحيط بها 
في مكان اخر ، دخلت عليه في مكتبه وهو منشغل بالعمل حتى انه لم يستطع رفع رأسه لرؤيتها 
اقتربت منه ووضعت له الملف الذي طلبه ولم يرفع رأسه حتى لشكرها مما أزعجها ، أمالت رأسها خلف شاشة الحاسوب الذي كان يعمل عليه لينتبه عليها 
شيون : ما الأمر ؟ 
دا يانغ : انت ترهق نفسك كثيراً 
شيون يتنهد : اتوكييه الكثير من العمل ! 
دا يانغ : لا بأس بقسط من الراحة 
شيون يبتسم : اذا كان معك فلا بأس 
دا يانغ : سأجلب لك فنجاناً من القهوة لتريح أعصابك 
شيون : لا اريد القهوة ، انت من يريح أعصابي فقط أبقي معي 
دا يانغ : لا يمكنني البقاء وإلا ستنتشر الشائعات في الشركة حولنا ! 
شيون : فقط اقتربي 
اقتربت حتى أصبحت بجانبه تماماً وفجأة سحبها من خاصرها لتجلس في حضنه ، حاولت النهوض لكنه ثبتها . 
دا يانغ : شيون شي ، ما الذي تفعله إذا دخل أحدهم ستفضحنا >< 
شيون : اهدئي أولاً 
دا يانغ بتوتر : أراسو فقط اتركني الان 
شيون وهو يشير الى خده : ليس قبل أن تعطيني قبلة 
دا يانغ بخجل : ليس هنا .. 
شيون : لن تنهضي إذاً 
ليس بيدها حيلة أخرى ، عليها ان تنهض قبل أن يحدث شيء لا تحمد عقباه ، أغمضت عينيها وبسرعة طبعت قبلة ناعمة على خده ثم غادرت وتركته خلفها منزعجاً 
شيون : ياا هذا كان سريعاً >< 
عادت لتجلس في مكتبها تحاول بصعوبة إخفاء ابتسامتها وتعابير الخجل التي اعتلت وجهها وعادت تفكر به 
لم تتخيل انها ستصل اليه يوماً ، ان تشعر بتلك الذراعين تحيطانها ، أن تدلل على يديه كأنها طفلته الصغيرة ... 
من الجهة الأخرى ، وقف منزوياً بعيداً عنها قليلاً ، يراقبها بحزن ، علم أخيراً سبب تلك الهالة حالكة الظلام التي كانت تطوقها 
لابد انها ذكرى وفاة والدتها لذلك هي هنا الان ، تقف بين العديد من صور الموتى تحدق بالزجاج البارد الذي يفصلها عن رماد والدتها 
حدق بدموعها الصامته التي انعكست صورتها على الزجاج ، كحبات الؤلؤ التي تمطر من عينيها بوهن ، تتساقط بكبرياء وتحفر خطوطها على خديها الجليديين .. 
لم يحرك ساكناً ، هو اخر من عليه ان يكون هنا في وقت كهذا ، شخص مثله يفتقر لكلمات التعزية .. يصعب عليه انتشالها من الحزن الذي يغرقها .. 
وضعت باقة من الزهور البيضاء الخالية من اللون امام القبر ، حتى على أوراق الورد ارتسم الحزن وفاحت منها رائحة الألم والوحدة التي تملئ قلب صاحبتها !! 
وغادرت ، بعد أن مسحت دموعها خرجت الى الشارع البارد ، رفعت نظرها الى السماء الرمادية التي اكتست بلون الحزن . 
تماماً كما تراكمت تلك الغيوم لتغطي زرقة السماء تراكم الألم في قلبها وغطى مساحات الأمل بداخلها !
تنهدت بضيق لتنفس من تلك السموم التي تعتصر الحزن بداخلها وأكملت طريقها بعد ان وضعت سماعات الاذن لتنطلق بمخيلتها الى حيث تنقلها الريح والموسيقى ... 
نظرت الى الشارع العريض شبه الفارغ الا من بعض السيارت المسرعة ، شيء بداخلها حركها للتقدم وتقف في منتصفه بعد أن أغلقت عينيها مستسلمة لمصيرها الذي قررته بنفسها . 
حتى سمعت صوت مكابح الشاحنة الضخمة فابتلعها الخوف ، شدت على قبضتها وتجمددت بمكانها بانتظار النهاية حتى شعرت بأحدهم يسحبها .. 
لم تعلم كيف مرت تلك اللحظة الخاطفة ، حتى انها ليست متأكده ان كانت ميتة الان ام أنها لاتزال على قيد الحياة !
بضع ثوانٍ كانت كافية لتجرع اللحظة بتفاصيلها ، كافية للاحساس بدفئ من كانت بين ذراعيه 
كافية لقراءة نوتات قلبه الخائفة ، والشعور بأنفاسه الحارقة والمتقطعة تتخلل خصلات شعرها تهمس بعتاب رقيق . 
رفعت رأسها لتراه ، لتقابل عينيه الغارقة بالقلق ، وتكمل استماعها لعتابه الصامت ، تلك النظرات كانت أحد من الكلمات وأبلغ منها في شرح الخوف الذي ألجمه عن النطق ، خوفه عليها ... 
همست : كيف ؟؟ 
دونغهي بنبرة غاضبة رغم صوته الهادئ : هل جننت ؟! 
ابتعدت عنه قليلاً لتعيد توازنها ، لا تعلم سبب التسارع الهمجي في نبضات قلبها ان كانت بسبب الخوف ام بسببه هو ! 
دونغهي : هل كنت تريدين الموت ؟؟ 
جااون ببرود : لا شأن لك 
دونغهي : أعلم انك حزينة لكنه من الغباء ان تفكري بشيء كهذا ! 
جا اون : لماذا تتظاهر ان الأمر يهمك ؟! 
دونغهي : أتظاهر !! 
جا اون : انسى الأمر فحسب 
دونغهي : لست أتظاهر ، لا تعلمين كم انت مهمة بالنسبة لي ولغيري ، هل تظنين الحياة لعبة تلهين بها ؟ 
جا اون :انها حياتي انا ولا شأن لك بها 
دونغهي : لماذا تتصرفين كالأطفال ؟! 
جا اون : لأنه لا احد يهتم بحياتي ، كنت وسأبقى الطفلة الوحيدة التي لا أحد يهتم بها ، لا احد يهتم بصدق وقد سئمت المجاملات التافهة 
دونغهي : والدك يهتم ، حتى لو كان بعيداً ومنشغلاً في العمل هو يهتم والا ما كان ليتركك في منزلنا وهو يرجونا ان نعتني بك جيداً 
مي سن تهتم ، وإلا ما كانت لتدافع عنك دائماً وتقف في وجه كل من يزعجك ، عائلتي تهتم لانهم جميعاً أحبوك رغم انفرادك دائما ً وتفضيلك البقاء وحيدة .. 
انا اهتم ، أجل لانك ثمينة جداً بالنسبة لي ، لا اريد خسارتك ولا اريد حتى ان اموت قبل ان اصل اليك .... 
لم تنطق اي كلمة وهي تحدق به ، كل كلماته كانت صادقة وجعلتها تعيد حساباتها لكن جملته الأخيرة كان لها معنى آخر ..
حتى هو تفاجأ من قوله ، كيف أخرج ما كان يفكر به في لحظة غضب وقلق دون أدنى تفكير ، كيف كشف الغطاء عن بعض مشاعره اتجاهها بتلك البساطة .! 
دونغهي : لنرحل من هنا فحسب .. 
جا اون : اذهب انت ، اريد الذهاب الى منزلي 
دونغهي : لماذا ؟ 
جا اون : هل تظن انه يمكنك التدخل في حياتي لمجرد انك أنقذتني مرة ؟ 
دونغهي : توقفي عن حماقتك ، لماذا تريدين الذهاب الى منزلك ؟ 
جا اون : سأحضر بعض الملابس ، لماذا تتدخل في شؤوني الخاصة ؟؟؟ 
دونغهي يبتسم : لانني أهتم .. لنذهب معاً 
صمتت ، لا تعلم لماذا يتمكن دائماً من فرد سيطرته عليها بتلك الابتسامة ، لماذا هو الوحيد الذي يعطيها ذلك الشعور بالأمان لتمشي معه الى حيث يأخذها ...! 

من الجهة الأخرى تعب من البحث عن أخيه بلا فائدة في كل غرف المنزل ومن تكرار الاتصال به دون أن يجيب 
وأخيراً وجد والدته تجلس في الصالة وحيدة تشاهد التلفاز فجلس بجانبها بتململ لاحظته 
والدته : ما بك ؟ 
هيوك : لا اعلم اين ذهب دوني ! 
والدته : اعتقد أن شيئاً ما تغير بداخله 
هيوك : ماذا تقصدين ؟ 
والدته : رأيته يغادر خلف جا اون ، أظنه كان يلاحقها 
هيوك : اااه انا قلق عليه >< 
والدته : لماذا ، انا سعيدة لان كلاكما وجد فتاة لطيفة أخيراً *^* 
هيوك : بووو عن ماذا تتحدثين !! 
والدته : بما انك تشعر بالملل لماذا لا تخرج مع مي سن ؟ 
هيوك : ولماذا أخرج معها ؟! 
والدته : لانكما تتواعدان ، صحيح ؟ 
هيوك بصراخ : من قاااال هذااا ؟؟؟؟؟ 
والدته : اشششش ولماذا تصرخ ؟! 
...... : عذراً 
والدته : اوه مي سنآآآ كنا نتحدث عنك للتو فقط ! 
مي سن : ههه ماذا كنتم تقولون عني ؟؟ 
والدته : كنت أسأله الخروج معك لانكما .. 
لم تكمل جملتها عندما انقض عليها هيوك وبسرعة أغلق فمها بيده وبدأ يبتسم ابتسامة غبية امام مي سن المتفاجئة مما يحدث 
هيوك : انسي الأمر فقط ماذا كنت تريدين ؟ 
مي سن : أردت السؤال عن جا اون ...! 
والدته وهي تبعد يديه : اشششش المتني يا مزعج ، لقد خرجت مع دونغهي يا عزيزتي ^ ^ 
مي سن : مع دونغهي !! 
هيوك : خرجت ولحق بها دوني -_- 
مي سن : غريب !! 
والدته : هل تظنين انهما يتواعدان ؟ 
هيوك : اوماا لماذا تظنين الجميع يتواعدون ؟؟ 
والدته : لانني لم أرى أغرب من أولادي ، جميعكم وسيمون لكن لا احد فيكم يمتلك صديقة !!! 
هيوك : عندما نجد الفتاة المناسبة .. 
والدته : لقد قابلت العديد من الرجال عندما كنت في عمركم اما انتم فلاتزالون وحيدين كالحمقى >< 
مي سن : لكن ... كم عمر الأجوما ؟ 
هيوك : انها عجوز 
والدته بعد ان ضربته على رأسه : اشششششش لست عجوزاً يا غبي 
مي سن : لا أظن انك كبيرة جداً في السن ، تبدين أصغر من والدتي ! 
والدته : عمري سبع وأربعون عاماً 
مي سن : شوماااااال !! 
هيوك : لا يبدو عليها ذلك صحيح ؟؟ 
مي سن : حقاً تبدين أصغر من ذلك بكثير ! 
والدته : هههههه دائماً كنت أمتلك وجهاً طفولياً *_* 
هيوك : اومااا توقفي عن المباهاة -_- 
والدته وهي تشد خدوده : انظري أطفالي الوسيمين انهم يشبهونني ^ ^ 
هيوك : اوماااا ، اششششششششششش 
مي سن : ههههههه بلى .. 
هيوك : اوه دوني يتصل بي ! 
والدته : أخبره ان ليتوك ويورا قادمين غداً وسيبقون عندنا لعدة أيام 
هيوك : بوووو ، سيجن بالتأكيد ! 
مي سن : من هما ؟ 
ذهب هيوك ليجيب على اتصال أخيه بينما بقيت مي سن مع والدته تتحدثان 
والدته : ليتوك ويورا ابنا اختي ، يعمل ليتوك في الخارج وهي تسافر مع أخيها وسيأتون غداً 
مي سن : ماذا يعمل ؟ 
والدته : هو طبيب بارع جداً وكرس نفسه لمعالجة المرضى في الدول الفقيرة التي بحاجة للعلاج ولضحايا الحروب 
مي سن : لابد ان عمله خطير ، لكن ماذا عن والدته أخت الاجوما ؟ 
والدته : انها تعيش مع زوجها في الولايات المتحدة حيث يعمل . 
هيوك بسعادة : مي سنآآ سنخرج معاً 
مي سن : الى أين في مثل هذا الوقت ؟ 
هيوك : دونغهي وجا اون في منزلها ، ونحن سنذهب اليهما وسنقضي الليلة هناك هذا ما قاله دوني ^ ^ 
مي سن : انا متأكدة ان جا اون لا تعلم بذلك ! 
هيوك : أجل قال انها مفاجئة لها !! 
مي سن : اراسو سأحضر نفسي في دقائق 
هيوك : لا تنسي احضار ملابس للنوم . 

ملاك الجليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن