ما ان دخل المنزل حتى تلقى ضربة على رأسه من أخيه جعلته يتأوه ألماً ، بينما الاخر يحدق فيه بانزعاج
هيوك : يااا هذا مؤلم ..!!
دونغهي : تستحقها أيها الخائن ><
هيوك : ويييه ؟؟
دونغهي : تذهب وتتركني وحيداً ، لا تحاول لن اسامحك ..
هيوك : وكأنني أطلب العفو منك -_-
دونغهي : توقف عن الكلام ، لن أسامحك مهما رجوتني
هيوك وهو يدفعه بعيداً : ابتعد أيها الأحمق ..
انقض عليه دونغهي يضربه بقوة ويشد شعره وبالطبع لم يقصر هيوك به ونشب شجار جديد بين التوأمين ..نظرت اليهما مي سن باستخفاف : أحمقان !
دونغهي : اووه اووه مي سنآآآ
اسرع اليها وتمسك بذراعها وهي تنظر اليه بتعجب بينما نظر اليهما انهيوك بانزعاج .
مي سن : مااذااا ؟؟
دونغهي بوجه لطيف : اشتقت اليك ، أريد التحدث معك بأمر مهم
هيوك : يااا ما الذي تفعله ، انا من يجب ان تشتاق اليه ><
دونغهي : أصمت لا أريد التحدث مع خائن مثلك -_-
صوت جاء من الخلف : لقد عدتي !
مي سن : جا اونآآآ افتقدتك عزيزتي
نظر انهيوك الى جا اون ثم الى دونغهي ومي سن ، تقدم باتجاه جااون بينما تمكنت هي من قراءة ما يفكر فيه
جا اون ببرود : لا تقترب أكثر ..
تجمد هيوك في مكانه : * في نفسه * يالها من فتاة !!
دونغهي : مي سنآآ دعينا نتحدث قليلاً شيبااال
مي سن : انتظر حتى أبدل ثيابي على الأقل
دونغهي بوجه لطيف : دييييييه سأنتظرك في الحديقة *^*
هيوك وهو يتمسك به : أخبرني أنا توأمك الحبيب أخبرني .. يااا يااا
دونغهي : لن افعل ، لا تحاول .
هيوك : مزعج تافه ..
جلس في الحديقة لبعض الوقت ريثما استحمت مي سن وبدلت ثيابها
مي سن : هل تأخرت عليك ؟
دونغهي : لا بأس ^ ^
مي سن : اذاً ما الذي تريده بهذه السرعة ؟
دونغهي : انجاا ( اجلسي )
صمت لبعض الوقت ، يفكر من أين عليه أن يبدأ ، منذ الأمس وهو يفكر بالأمر وأخيرا قرر أن يستفسر من مي سن لعله يجد اجابات الأسئلة التي تدور في رأسه لديها
دونغهي : في الحقيقة ، كنت افكر بأمر صديقتك ..
مي سن : جا اون ، ما بها ؟ هل حدث لها شيء في غيابي ؟
دونغهي : لا لكن ، كنت أفكر بسبب صمتها ووحدتها ، لماذا لا تختلط بالاخرين كثيراً على عكسك تماماً !
مي سن : هااا وما شأنك بذلك ؟ -_-
دونغهي : أخبريني أريد أن اعرف
مي سن : سؤالك غريب ، أخبرني هل حدث شيء ما عندما لم أكن هنا ؟
دونغهي : ليس بالشيء الكثير ، فقط لمجرد انني أمسكت يدها بدأت تصرخ بغضب وجرت هاربة ، بدت خائفة جداً !
مي سن : اياك ان تفكر بالاقتراب منها مجدداً ، فهي تكره ان يلمسها أحد
دونغهي : وييه ؟
مي سن : ولماذا علي اخبارك ؟ هل الأمر مهم جداً بالنسبة لك ؟؟
دونغهي : لا انه فضول فقط
مي سن بانزعاج : لا يهمني فضولك ، ولست من النوع الذي يحب التحدث عن اصدقائة فقط لاشباع فضول الاخرين !!
دونغهي : ياا لماذا انت غاضبة هكذا ، ليس وكأنني افكر بإيذائها ، فقط لا أحب تجنبها لنا وبقاءها وحيدة كما انني لا ارغب بازعاجها مجدداً
مي سن تتنهد : هي هكذا ماذا سنستفيد اذا أخبرتك !!
دونغهي : هل لديها مشكلة ما !
مي سن : رغم انها نشأت في عائلة ثرية لكن والدها دائماً منشغل بالعمل والسفر خارجاً ، وقد توفيت والدتها منذ ان كانت في العاشرة
وتزوج والدها مجدداً ، لكنها كانت متعلقة جداً بوالدتها وبصعوبة تمكنت من التقرب من زوجة ابيها التي توفيت قبل عام تقريباً
دونغهي : يا الهي !!
أكملت مي سن بحزن : منذ ذلك الوقت بدأت بالانعزال والابتعاد عن الاخرين ، اصبحت انسانة وحيدة وحزينة . لا تثق بالاخرين هكذا هي طبيعتها تفضل الوحدة
دونغهي وهو يضع يديه خلف رأسه ويمد قدميه : فتاة غريبة حقاً !
مي سن : لا تخبر احداً اراسو ؟
دونغهي : اعلم اعلم ...
مي سن : بماذا تفكر ؟
دونغهي بدون أن ينتبه : بها ..
مي سن : ياا لا تقل أنك معجب بها !!
دونغهي : بووو ، يا ما الذي تتحدثين عنه !
مي سن : هه لا تفكر بالأمر حتى
دونغهي : وييه ؟
مي سن : هل تظن انها ستنظر اليك ، باابوو
دونغهي بغرور : ههه وما الذي ينقصني ، كل الفتيات يلحقن بي
مي سن : ليست جا اون ، هي تكره الحمقى والأغبياء من أمثالك انت وأخيك
دونغهي : ياا انا لست غبياً أيتها العجوز القبيحة ><
مي سن : من العجوز القبيحة ايها المتعجرف العفن !!
دونغهي : هل تريدين الموت ؟؟
مي سن وهي تدوس على قدمه : حاول ان استطعت
دونغهي يتألم : ياااااا
تجاهلته ودخلت المنزل بانزعاج بينما هو يقفز ألماً على قدمه ، اعتدل بوقفته ووضع يديه في جيبه يفكر بعمق بتلك القصة التي سمعها ..
فاجأه صوت جاء من خلفه : هل أنت مهتم بها لهذا الحد ؟!
دونغهي : هيووكي !! هل كنت تتنصت علينا ؟؟؟
هيوك : ياا ومنذ متى وانت تخفي عني الأسرار هاا؟
دونغهي : ههه لا يوجد أي سر
هيوك : هل انت معجب بها ؟
دونغهي : ما الذي تتحدث عنه !
هيوك : اخبرني
دونغهي بصوت هادئ : انت تعلم انه ليس من الممكن لي أن اعجب بأحد أو الدخول في اي علاقة !!
هيوك بغضب : يااا ما هذه الحماقة التي تتفوه بها ؟ وما الذي ينقصك هاا ؟
دونغهي : لقد تأخر الطعام انا جاائع ..
هيوك : لا تحاول تغيير الموضوع ، واعلم جيداً ان بامكانك فعل ما تشاء هل فهمت !
دونغهي يتنهد : لا يمكنني ...
هيوك بغضب : هل تريد أن اضربك ؟
دونغهي : هل تظن انه يمكن لشخص مثلي قد يموت في أي لحظة ان يقع في الحب ؟
هيوك وقد امتلأت عيناه بالدموع : انت ... سأضربك حقاً !
دونغهي : لنتوقف عن ذلك ، انا ذاهب لأجد شيئاً اكله قبل ان اموت جوعاً
اتجه دونغهي الى المنزل بينما جلس هيوك في الحديقة يجفف دموعه ، ذلك السر الذي يخفيه يثقل على صدره
كالسم ينتشر في جسده ، يأكل فرحه وحياته ، يقتل كل شيء جميل ، يتمنى لو بإمكانه التخفيف من هذا الحمل ، يشعر انه سيكسره في أي لحظة ..
أغلق عينيه وعاد بذاكرته لعامين سابقين ، في تلك الرحلة المشؤومة التي ذهب بها مع توأمه الى اسبانيا للسياحة
عندما كانا معاً في سيارة الأجرة دونغهي يجلس في الأمام وهو في الخلف ، يتحدثان ويضحكان ، وفي لحظة ، لا يعلم كيف لكنه استيقظ في المشفى
حوله الأجهزة التي تربطه بالسرير ، والغرفة البيضاء التي وضع بها ، بصعوبة حاول النهوض حتى تمكن من الجلوس في السرير
دخلت عليه الممرضة بزيها الأبيض ، حاولت التحدث معه لكنه لم يفهم شيئاً من لغتها الاسبانية
شيئاً فشيئاً بدأت بعض الصور تتدفق الى عقله تباعاً ، اصتدام ، الزجاج المتكسر ، دونغهي الملقى أرضاً والدماء التي تحيط به وصوت سيارات الاسعاف ..
نظر حوله باحثاً عن أخيه ، بهستيرية بدأ يصرخ ، ينادي على أخيه بصوت منهك عاجز حتى انقض عليه الأطباء والممرضون وأعطوه ابرة مخدرة ليسقط نائماً بلا حراك ..
بعد عدة أيام تمكن من استعادة عافيته ، وسمح له الأطباء برؤية أخيه الراقد في غرفة العناية المركزة
بالكاد يستطيع رؤية وجهه بسبب جهاز التنفس والمغذي والأجهزة التي تغطي جسده ، ببعض الانجليزية استطاع فهم أن حالة أخيه خطرة
تحدث اليه الطبيب بالانجليزية : عند وقوع الحادث كان الضرر الأكبر على السائق والشاب الذي يجلس بجانبه
عندما تكسر الزجاج وأصابهم بجروح متفرقة ، أما بالنسبة لهذا الشاب * يشير الى دونغهي * فقد اصطدم بقوة في مقدمة السيارة
لديه خمسة أضلاع مكسورة في صدره وقد اخترق احداها رئته مما سبب له نزيفاً داخلياً وصعوبة في التنفس ، لحسن الحظ انه لازال حياً حتى الان ..
هيوك وهو يبكي : هل سيكون بخير ؟
الطبيب : نتمنى ذلك ، نحن فعلنا كل ما باستطاعتنا ، لنتمنى له الحظ
غادر الطبيب تاركاً خلفه جسداً أنهكه الحزن والخوف على أخيه أكثر من الجروح التي ألمت به
ارتمى على الأرض أمام غرفة العناية المركزة يبكي بقهر وحسرة ، ارتفعت شهقاته شيئاً فشيئاً حتى كان كل من يمر بجانبه يتقطع من الحزن على حاله ..
استمر الحال كما هو لمدة شهرين ودونغهي في المشفى وانهيوك الوحيد الذي يعلم بحاله ، فهو لم يملك الجرأة لإخبار عائلته بالأمر بعد ..
بعد شهرين تحسن حال دونغهي وتمكن من الاستيقاظ وتماثل للشفاء ببطء ، وفي النهاية سمح له الاطباء بمغادرة المشفى
بعد عودتهما الى كوريا ، دون اخبار أحد بالأمر نزولاً عند رغبة دونغهي حتى لا تقلق عائلته ، لم يكن حال دونغهي جيداً تماماً ، بل كان يعاني من ضيق في التنفس والسعال الكثير في بعض الأحيان .
وعندما ذهبا معاً الى المشفى ليتأكدو من صحته ، علمو أنه بحاجة لعملية جراحية خطيرة بسبب التهاب الجرح في الرئة .
رغم اصرار انهيوك ان يقوم دونغهي بإجراء العملية ، لكنه كان يرفض ذلك باستمرار بسبب خوفه من خطورتها
دائماً ما كان يردد " أفضل ان اموت فجأة على أن انتظر موعد موتي بين أيدي الأطباء " ،، وهكذا لم يستطع هيوك اقناع اخيه باجراء العملية .
كل ما يستطيع فعله ، هو الاعتناء به ، جلب المسكنات له ، والحرص على ان لا يجهد دونغهي نفسه حتى لا يتعب صدره ...
هذا هو السر الذي أخفاه هيوك في قلبه لمدة عامين ، في كل مرة يرى أخيه يعاني من نوبة السعال يزداد عمق الجرح بداخله .
لا يستطيع سوى أن يبكي بدون دموع ، أن يصرخ بلا صوت حتى لا يسمعه أحد ، يخشى خسارة أخيه وهو يقف عاجزاً .
يلوم نفسه في اليوم مئة مرة ، كان عليه أن يحميه منذ البداية ، عليه أن يجبره على الخضوع للعملية كي لا يموت ببطء !
لكنه نفسه يخاف هذه العملية ، يخشى أن يفقده فجأة وهو توأمه الذي لا يستطيع العيش بدونه .
أيقظه صوت صفير الرياح وتضارب أغصان الاشجار من دوامة الذكريات الأليمة التي أحاطت به .
رفع يده ليمسح الدموع الباردة التي حفرت خطوطها على وجنتيه ، تنفس بقوة وضرب وجهه بكلتا كفيه حتى يخفي اثار البكاء قبل أن يعود الى المنزل متظاهراً أن لا شيء يزعجه ...
أنت تقرأ
ملاك الجليد
Fanfictionعندما يتخطى ما يسمى بالحب كل الحواجز ليقفز بنا في دوامة متضاربة من المشاعر.. ما بين الحب والحلم بالسعادة وبين الخوف من المستقبل.. وهناك.. يحلق بك ملاك من جليد ليضعك فوق السحب هائماً متلذذاً حتى بلحظات التعب والالم...