دخل كل من التوأم الى الصالة ضاحكان ، سعيدان على انتصارهما الجديد وقدرتهما على الافلات من يد والدتهم الغاضبة
كانت جا اون ، مي سن ويورا يشاهدن التلفاز عندما افسدا عليهن الجو بدخولهم الصاخب والمزعج
ما ان قابل وهج طيف عينيها الحزينتين حتى خفت صوته واختفى الا من جملة واحدة قالها قبل مغادرته
هيوك بهدوء : سأصعد الى غرفتي ..
دونغهي : اووه وييه ؟؟
غادر دون أن يجيب على سؤال أخيه بينما الاخر جلس على الأريكة بين جااون ويورا بارتياح
يورا : ما به هيوك ؟
دونغهي : مولااا ، يا مي سنآآ ما خطبه حبيبك الأحمق يتصرف بغرابة ؟
مي سن بهدوء : مولا
انسحبت هي الأخرى بصمت مما زاد من تعجب الباقيين لكنهم تجاهلو الأمر بينما صعدت الى غرفتها حيث تبكي بأريحية دون ازعاج الاخرين
دونغهي : ما الذي يحدث هنا هل تشاجرا ؟؟!
يورا : اوبا دعك من هيوك المزعج وأخبرني أين كنتما ؟
دونغهي : في المشفى
يورا : وييه ، هل أصبت في مكان ما ؟؟
دونغهي : انييي ، دايانغ نونا سقطت من أعلى الدرج وكسرت ذراعها
جا اون بقلق : هل هي بخير ؟
دونغهي وقد ابتسم لها : دييه ، ستعود الليلة الى المنزل ، لا داعي للقلق
يورا : اوبا كان عليك اخبارنا لنزورها
دونغهي : شيون عندها ، لا أظنها بحال يحتمل الزيارات
جا اون : هل اصيب الطفل بأذى ؟
دونغهي : ااه .. انيي ، كل شيء بخير .. على ما أظن !
يورا وقد تعلقت بذراعه : اوباا اذن لنخرج معاً
دونغهي يبعدها : يااا لماذا تستمرين بمناداتي اوبا اوباا ، بينما تنادين هيوك باسمه رغم انه اكبر منك بالسن ؟!
جثت امامه على ركبتيها وكل من دونغهي وجا اون يراقبانها متفاجئين ، وضعت يدها فوق يديه المتشابكتين وابتسمت
يورا : لانك الأوبا الوحيد بالنسبة لي ، ماي نامجا ^_^
رفعت نفسها قليلاً لتطبع قبلة رقيقة على شفتيه المتفاجئتين وجرت خارجاً خجله تاركة خلفها الاثنين مصدومين من تصرفها الجريئ والمفاجئ
بعد ان استيقظ من غفلة الفجأة أعاد ظهره الى الخلف بغيظ وهو يمسح شفتيه منزعجا ً
دونغهي : ايششش هذه الطفلة لا تدرك ما تفعله
أعاد نظره الى الفتاة الأخرى القابعة بجانبه بهدوء ، مليئة بالصمت المعقد ووحده من يدرك ان خلف صمتها الكثير من الكلام
كانت تحدق به ، تعتلي وجهها نظرة لم يفهمها ، فسألها بعفوية
دونغهي : ما بك ؟
تجاهلته وأعادت نظرها الى التلفاز بينما تنهد الاخر بضجر وأعاد رأسه للخلف ليغط بنوم عميق على الأريكة .. بجانبها هي التي لم تتحرك إنشاً واحداً لسبب تجهله ..
في المساء ، دخلت تحت فراشها الدافئ بقلق ، رغم أنها تجاوزت الأربعين من العمر لكنها ما زالت طفلة تعجز عن إخفاء مشاعرها
أو ربما هو زوجها بحكم السنين التي قضاها معها يستطيع فك شيفرة ملامحها وتفسير صمتها بسهولة
سألها بصوته الأجش : ما بك عزيزتي ؟ لا تبدين بخير !
السيدة هانا : انا .. فقط قلقة بشأن دايانغ
السيد هونغ : ألم يطمئنك الطبيب على صحتها ، لماذا القلق اذن ؟
السيدة هانا : في الحقيقة ، هناك ما يجب علي إخبارك اياه ..
السيد هونغ : ما هو ، أسرعي وأخبريني تبدين قبيحة بهذا التعبير القلق
السيدة هانا : اششششش يبو هل هذا وقت المزاح ؟؟
السيد هونغ بقلق : بدأت أقلق حقاً .. ربما هل حدث مكروه للطفل ؟
السيدة هانا بحزن : انيي
السيد هونغ براحة : طالما ان الطفل بخير ليس هناك ما نقلق بشأنه ، حفيدنا الأول في طريقه يجب أن نكون سعداء ..
السيدة هانا بحزن : بشأن ذلك ...
في الصباح ، اجتمعت العائلة بأكملها على وجبة الفطور ، بدا السيد غاضباً متجهماً مما جعل الجميس يجلس هادءاً مترقباً
تحدثت السيدة هانا لتبعد ذلك الجو المتوتر : اليوم هو يومكم الأول لهذا الفصل بالجامعة ، كلو جيداً يجب ان تمتلئوا بالطاقة
يورا بعفوية : دييه سنأكل جيداً
هيوك : كأنك المعنية بهذا الكلام ، انت حتى لا تذهبين للمدرسة -_-
يورا : اصمت انت ، بابوو
هيوك : بوو ايتها الصغيرة المزعجة
السيدة هانا : دعك منها هيووكي ، عزيزتي يورا كلي الكثير
يورا : اراسو عمتي * مدت لسانها لهيوك تغيظه وأكملت طعامها *
تكلم أخيراً بصوت غليظ : شيون .. بعد الانتهاء من الطعام يجب ان نتحدث
شيون بقلق : اراسوو
في الجامعة بعد الانتهاء من المحاضرات ، اجتمع الأربعة على احد المقاعد
دونغهي : مسكين هيونغ لابد انه يعاني الان ..
هيوك : معك حق أشفق عليه
مي سن : وييه ما الذي يحدث ، بدا السيد غاضباً اليوم ..!
دونغهي : انت يا وجه الدجاجة لا تتدخلي
مي سن بغيظ : غبي
دونغهي : هيوكيي ابعد حبيبتك المزعجة عني ، لا أعلم كيف تتحمل لسانها السليط هذا .!
تعجب عندما لم يجد رداً من أحدهما ، وقبل أن يستفسر عن سبب الصمت الذي ساد اعتذرت مي سن مغادرة
جا اون : الى أين ؟
مي سن : هناك بعض الأعمال التي علي القيام بها ، سأسبقكم الى المنزل وداعاً
جا اون تنهض : سأذهب أيضاً
غادرت الفتاتين وبقي الاينوهي خلفهما ، مرت لحظات من الصمت قبل ان يتحدث بهدوء
دونغهي : ياا ما الذي يحدث معكما ، هل تشاجرتما ؟
هيوك : ما الذي تتحدث عنه ؟؟!
دونغهي : هل تدعي الجهل ، اتحدث عن مي سن ، لا تبدوان لي بخير مؤخراً
هيوك : انت تتخيل ، كل شيء بخير ، دعنا من ذلك الان ولنخرج معاً اليوم ما رأيك ، الى اين نذهب ؟
دونغهي ينهض : اذهب مع مي سن ، وان كنت قد اغضبتها فاعتذر لها بسرعة ، لا تتركها حزينة فقد أفسدت جمال وجهها ، وداعاً
في المشفى عند ليتوك ، كان نظره متعلق بالكتاب الذي بين يديه عندما جلست بجانبه لينتبه على وجودها
ليتوك : اووه جا اونآآ ، ما الذي جاء بك الان ؟
جا اون : أردت التحدث معك
ليتوك : بشأن ماذا ؟
جا اون : لا شيء محدد ، فقط اشتقت لك ولحديثنا
ليتوك بابتسامة : وانا أيضاً ، اعذريني لانشغالي هذه الأيام
جا اون وهي تهز رأسها : لا بأس ، اوباا هل تحدثت معها ؟
ليتوك : تايون ؟
جا اون : دييه تايون اوني
ليتوك : هل تريدين أن اعرفك بها ؟
جا اون بابتسامة : أرغب بذلك ، اذن هل تسير الامور بينكما جيداً ؟
ليتوك : لست متأكداً ، انها تتحدث معي برسمية ولا أعرف عنها شيئاً ان كان لديها صديق بالفعل ، او ان كانت تكرهني انا حتى لا اعلم !
جا اون : ان كانت كما وصفتها لي سابقاً لا أظنها ستكرهك
ليتوك بابتسامة : كريه ( صحيح ) .
أثناء حديثهما دخلت عليهما
ألقت التحية على جا اون بلطف : بيانيه ، سأعود لاحقاً ان كنت مشغولاً بارك سنسنيم ..
ليتوك : انيي لا بأس ، انها جا اون صديقتي اللطيفة ، جا اونآآ أعرفك بتايون الطبيبة الأفضل على الاطلاق
جا اون تنحني لها : سررت بالتعرف اليك
تايون : دا دو ، بارك سنسنيم لقد أحضرت هذه الكتب لك أظنها ستكون مفيدة بشأن دراستك
ليتوك : كوماوايو ، هل فكرتي بشأن ذلك ؟
تايون : فكرت ملياً وأظنني سأقبل تلك المهمة ، لنعمل بجد حتى ننقذه
ليتوك : كامساميدا ، شومال كامساميدا ، جا اونا تايون سنسنيم ستساعدني بإجراء العملية لدونغهي
جااون : هل ستجري له العملية بنفسك اوبا ؟
ليتوك : ديه سأبذل جهدي بمساعدة تايون سنسنيم لانقاذه ^_^
جا اون : شيبال افعل كل ما بوسعك
ليتوك : سأبذل جهدي لكن علينا اقناعه أولاً بإجراء الفحوصات اللازمة ثم إجراء العملية
جا اون : سأتكلم معه بنفسي
تايون : هل انت مقربة من المريض ؟
جا اون : نوعاً ما
تايون : ان كان قلقاً او خائفاً كل ما عليك فعله هو منحة الثقة ، لا تحاولي اجباره او فرض ذلك عليه كانه سينتهي ان لم يفعلها ، غضبه سيؤثر على صحته سلباً
جا اون : اراسو ، سأبذل جهدي ، كامساميدا
غادرت بحماس ظاهر غير معتاد عليه من قبلها ، بينما كانت تايون تراقبها باتسامة لطيفة وهي تغادر دون ان تنتبه على الاخر الذي يراقبها بابتسامة أكثر دفءاً وأكثر حباً وولهاً ..
انتبهت عليه أخيراً ، ينظر اليها بشغف واضح ، كأن عينيه ستخرجان من محجرهما وتعانقانها بحب
تايون بارتباك : سأغادر اذن
ليتوك يوقفها : انها تشبهك .. تذكرني بك كثيراً ..!
تايون : ما الذي تقصده ؟!
ليتوك : لطفها ورقتها ، ملامحها الجادة وإخلاصها لما تقوم به ، تشبهك تماماً
تايون بهدوء : لماذا عدت الان ؟
ليتوك : لأجلك ...
اتسعت عيناها ، ارتجفت اطرافها ، لا تستطيع تصديق ما سمعته ، مرت ليال عديدة وهي تتمنى رجوعة وتراودها أحلام سعيدة انه عاد لها
لكن ليس بعد ان فقدت الأمل وقررت أن تستسلم ، كيف لها ان تصدقه بسهولة دون ان تتوقع رحيلة في أي لحظة ..!
غادرت ، تركته خلفها غارقاً في حزنه وأسفه ، يؤنب نفسه لخسارته الجسيمة ويتمنى لو ان الوقت يعود به للوراء ليتمسك بها ..
في مكتب السيد لي ، بعد مضي ساعات وساعات من الصمت ، بعد ان طلب من شيون ودايانغ ان يتبعاه الى مكتبه لم ينطق بحرف
فقط تركهما على حالهما ، يجلسان راكعين معتذرين دون ان يسمعا إجابة تحرر أعناقهما من ثقل الذنب الذي اقترفاه بحق عائلته ..
تكلم أخيراً بجمود : غادرا ..
شيون : ما الذي تقوله ؟
السيد هونغ : اخرجا ، لا أريد رؤية اي منكما ، لا تظهرا أمامي ابداً
دايانغ : ابونيم ...
شيون : هل تريدنا ان نغادر هذا المنزل ؟؟
السيد هونغ : افعل ما يحلو لك ، لم يعد الأمر يهمني ، ألست رجلاً ذكياً يستطيع تدبير أمره وفعل ما يريده رغماً عن الكل ؟
شيون : انه خطئي ، اعترف بذلك لكنك انت من دفعني لفعل ذلك ، لو انك لم تحاول اجباري على الارتباط بشخص لا اعرفه ما كنت اقدمت على خداعكم
السيد هونغ غاضباً : انت حقاً ، لديك ما تدافع به عن نفسك ..! بدلاً من شعورك بالذنب
شيون : بلى أنا أشعر بالذنب ، لكن هذا لا يلقي باللوم علي وحدي
السيد هونغ : اذن لقد حصلت على ما تريده ، اذهب وعش كما تشاء لكن ارحل من منزلي
السيدة هانا : يبووو ما الذي تقوله ؟!
شيون : هل حقاً ستفعل ذلك !
السيد هونغ يدير ظهره ببرود : كااا ، ولا تعد الى هنا أبداً حتى لو مكان معك مئة طفل
السيدة هانا : يبوو ، اشششش ما هذا الجنون ، شيون خذ زوجتك وعد الى غرفتك الان
دايانغ تبكي : شيبال ابونيم ، اغفر لشيون ذلك لم يكن خطأه وحده ، لا تفعل ذلك سأغادر انا ان كان ذلك يحل المشكلة ..
السيدة هانا : انيي لن يغادر أحد هذا المنزل ، توقفوا الان
السيد هونغ : دييه ، لنتوقف هنا ، لن أكون رجلاً سيئاً وأطردكما ، في النهاية ستبقى ابني ولا يمكنني التنكر لك
السيدة هانا : يبو كم انت رائع !!
شيون : اذن ستغفر لنا ؟؟
السيد هونغ : ذلك ليس بالأمر السهل ، لا تطلبه مني ..
دايانغ بخيبة : لن تسامحنا ...!
السيد هونغ : انا مرهق الان ، سأذهب لأستريح ..
غادر بهدوء بعد أن أثبت مدى حكمته ، رجل يطرق باب الخمسين من عمره لكنه يحمل عقل رجل اجتاز المئة عام
دون اثارة اي فوضى ، انهى تلك الواقعة بصبر وهدوء ، لكنه رغم حكمته يحمل قلب انسان ، قلب رجل انتظر بسعادة حفيداً وهمياً منعه من الغفران ..
أنت تقرأ
ملاك الجليد
Fanfictionعندما يتخطى ما يسمى بالحب كل الحواجز ليقفز بنا في دوامة متضاربة من المشاعر.. ما بين الحب والحلم بالسعادة وبين الخوف من المستقبل.. وهناك.. يحلق بك ملاك من جليد ليضعك فوق السحب هائماً متلذذاً حتى بلحظات التعب والالم...