part 8

692 69 3
                                    

وصلهما المصعد الى الطابق الخامس عشر والأخير من ذلك المبنى الضخم ، وتبقى عليهما ان يصعدا السلالم ليصلا الى السطح 
بالنسبة لجا اون لا تعلم ما يفكر هذا الشاب بفعله لكنه تتبعه بصمت هي نفسها لا تعلم لماذا لا تعترض او توقفه فقط تلحق به ! 
وصلا أخيراً الى السطح ، نظر الى السماء وتنهد براحة ، لقد بدأت تظلم بالفعل لكن القمر لم يظهر بعد 
سحبها من يدها الى حافة السطح ، من هناك تمكنت من رؤية المدينة بأكملها ترى نهر الهان الذي امتلأت ضفته بالناس 
بدا الناس من هذا العلو كالنمل المتحرك ، كل شيء يبدو صغيراً وبعيداً جداً وشيئاً فشيئاً بدأت أنوار المدينة بالاشتعال 
كالأحجار الكريمة الملونة التي نثرت على بساط أسود بسبب الظلام ، كحبات اللؤلؤ المضيئة 
سحرت بالمنظر الجميل ، شعرت أنها أكبر من العالم بأكمله كأنها تملكه ، مدت يدها كأنها تحاول الامساك بتلك الأنوار 
بينما كانت منشغلة بتأمل هذا المنظر الساحر ، مستمتعة بنسمات الهواء التي تلامس وجهها بنعومة كان دونغهي يراقبها 
بنصف عين حتى لا يلفت انتباهها ، يحب عفويتها عندما تترك قناع البرود جانباً فتبدو كالأطفال لكن بشكل أرقى .. 
الان للتو فقط ، بدأ القمر بالظهور ، كأمير توسط السماء المظلمة الفسيحة يرتدي وشاحه الأبيض فيضيء به السماء والأرض .. 
دونغهي : لقد ظهر .. 
ابتسمت وبسرعة أغلقت عينيها ورفعت يداها تضمهما عند ذقنها وبدأت تتمنى ، امنية قد تتحقق بالفعل بينما الاخر نسي امر تلك الامنية فقط يركز نظره عليها ودون أن يشعر يقع بسحرها أكثر وأكثر 
من الجهة الأخرى ، وقف هيوك مغمضاً عينيه يحكي أمنيته بداخله وكذلك فعلت مي سن 
بعد الانتهاء من التمني نظرت اليه وابتسمت فبادلها ابتسامتها ، لكنها لمحت شيئاً من الحزن في عينيه 
مي سن : هل انت بخير ؟ 
هيوك : دييه 
مي سن : ما الذي تمنيته ؟ 
هيوك : ما أتمناه منذ سنتين 
مي سن : وما هو ؟؟ 
هيوك يتنهد : قصة طويلة 
مي سن : وهل ستشاركني بها ؟ 
نظر اليها بعمق ، هو بالفعل يحتاج لشخص يبوح له بما يثقل على صدره ويمنعه من العيش بسلام و يمنعه حتى من التنفس 
هيوك : لنجلس فقد تعبت من الوقوف 
جلسا معاً على الأرض بانتظار الألعاب النارية ، حدقت به تنتظره أن يفرغ ما في قلبه ، لا تستطيع سوى الشعور بهالة الحزن التي تحوطه 
شعرت بألم في قلبها على حاله ، هل ستعجز حتى عن حثه للبوح بكلام عالق في حنجرنه لكنها لن تستسلم هكذا 
امسكت يده التي كان يضعها على الرمل ، التفت اليها متعجباً حالما شعر بدفئ يدها ليرى ابتسامتها الهادئة 
مي سن : لا أعلم ما يزعجك ، لكنك أقوى من أي شيء ، ستتغلب عليه بالتأكيد 
هيوك : ليت ذلك ممكن .. 
مي سن : ان لم ترغب باخباري ربما التحدث مع دونغهي سيريحك ! 
هيوك يتنهد : هو المشكلة بذاتها !!! 
مي سن : ماذا تقصد ؟ 
هيوك بعد صمت قصير : هل يمكنني أن أعهد لك بما في قلبي ؟ 
مي سن بابتسامة : ألم تخبرني أننا أصدقاء ؟ 
هيوك : انها قصة طويلة حدثت قبل عامين 
مي سن : وانا أستمع لك 
بدأ بافراغ كل ما في قلبه ، بدون ان يشعر فقط كأنه كان ينتظر فرصة كهذه لشخص يستمع له ويفهمه 
أخبرها بالحادثة قبل عامين وما أصاب دونغهي ، أخبرها عن خوفه على صحة أخيه وعجزه وضعفه وهي تصغي اليه بدون أي تعليق 
هيوك : وهذا كل شيء .. كلما تذكرت ذلك ، أشعر بشيء يخنقني ، أكره نفسي لأنني لم أتمكن من حمايته وانا أخوه الأكبر 
مي سن : ما حدث ليس ذنبك ! 
هيوك : لكنني .. لم أشعر بهذا الضعف من قبل ، اتمنى لو كان ذلك قد حدث لي لكان أفضل من هذا الشرخ الذي أصاب قلبي 
منذ رؤيته على سرير المشفى ، بدا كجثة هامدة ، وحتى الان كلما بدأ يسعل بقوة أشعر كأن قلبي سيخرج من مكانه 
مي سن : هذا لأنك أخ رائع .. 
هيوك : اتوكييه ، اذا حدث له شيء لن أتمكن من فعل شيء ربما سأموت خلفه .. لا بالتأكيد سأموت لا يمكنني العيش بدونه ! 
مي سن : لا تقل ذلك سيكون بخير 
هيوك : كيف وهو يرفض إجراء العملية 
مي سن بتفكير : ربما كان هناك طريقة ما لجعله يخضع لها 
هيوك : مهما حاولت ، ذلك لا يجدي نفعاً مع ذلك العنيد 
مي سن بحزن : لم أكن أعلم أن خلف ابتسامته المرحة تلك كل هذا الألم ! 
هيوك : انه يحاول ان يستمتع بحياته قدر الامكان قبل أن تزداد حالته سوءاً والأسوء من ذلك والداي 
كلما أنظر اليهما يتحدثان معه ويبتسمان أتصور حالهما اذا عرفا بهذه المصيبة ، او نظرتهما لي اذا حدث له شيء سيء 
بالتأكيد سيكرهانني ، اعتمدا علي للاعتناء به قبل سفرنا فهما يعلمان جيداً انه متهور وكثيراً ما كان يقع في المشاكل منذ طفولته 
سيلقى كل اللوم علي ، يكفي أنني لم أخبرهما بحقيقة ما حدث ليحقدا علي لن ألومهما ان كرهاني مدى الحياة ! 
مي سن : لكن .. هو من أراد ابقاء الأمر سراً ليس خطأك أيضاً ! 
هيوك : لا اعلم ، انا أيضاً لم أرغب باخبارهما من البداية ، حتى عندما كانا يتصلان أثناء وجوده في المشفى كنت أخفي الأمر عنهما 
ربما لانني كنت خائف ، خشيت ان يصيبهما مكروه ، او أن يلقيا باللوم علي بما أنني الأكبر لا اعلم حقاً ! 
مي سن : هون عليك 
هيوك : يؤلمني النظر اليه ، اذا كنت انا أتألم من حاله او كلما فكرت أننا قد نخسره فكيف يشعر هو كلما نظر الينا 
لابد انه وحيد جداً ، لا يتحدث عن الأمر ، بل ويعد نفسه جثة تسير على قدمين ، كل ما يفعله كانه ينتظر رحيله . 
نظرت اليه بحزن ، رغم أنها من طلبت منه ان يخرج مكنونات قلبه لكنها الان تقف عاجزة ، لا تعلم ما يجب ان تقوله له 
لكنها بكل تأكيد تعلم أنه شخص قوي جداً حتى يتمكن من حمل كل هذا الألم في صدره ويتظاهر بلا شيء بل بالسعادة .. 
أحزنتها أكثر تلك الدموع التي انهمرت بغزارة من عينيه ، كأنه انفجر أخيراً أخفى رأسه بين ذراعيه وأخذ يبكي بقهر 
كأن سهماً أصاب قلبها من صوت بكائه ، دون أن تشعر ضمته بقوة ، أحاطته بذراعيها وأغرقت وجهها في شعره وشاركته البكاء . 
استمرا في البكاء معاً لبعض الوقت حتى بدأت الألعاب النارية بالانطلاق ، رفع رأسه بهدوء فابتعدت عنه لتتقابل أعينهما المبللة بالدموع 
مي سن تبكي : بياانييه ، لانني لا استطيع فعل شيء 
هيوك يبتسم من بين دموعه : أيتها الساذجه لا احد يمكنه فعل شيء ، لم أطلب منك القيام سوى بسماعي وهذا يكفيني 
مي سن : شيبال ابقى قوياً 
هيوك وهو يمسح على شعرها بنعومة : هذا ما أحاول فعله ، لكن لدي طلب أخير 
مي سن : ما هو ؟ 
هيوك : إياك ان تخبري أحداً بما سمعته حتى دونغهي ، تعاملي معه كما تفعلين دوماً لا أريده ان يشعر بشفقة الاخرين 
مي سن : اراسو 
هيوك : اووه لقد فوتنا الكثير ، انظري الى انعكاس الألعاب النارية على سطح النهر 
مي سن تمسح دموعها : دييه انها رائعة ^ ^ 
عند جا اون التي زادت فرحتها بمراقبة الألعاب النارية ، ظلت تتأمل السماء بسعادة غمرتها لم تشعر بمثيل لها منذ مدة طويلة 
هذه المرة الأولى التي تشارك في فعاليات هذا اليوم المميز ، لم يكن والدها يوماً متفرغاً او حتى حاضراً للاستمتاع معها في مثل هذه الأمور التي قد تبدو بسيطة لكنها تجلب الفرح بقدر بساطتها ! 
تأملت كل شيء ، السماء السوداء التي تزينت بالألوان ، والنهر الذي يعكس كل تلك الأضواء كأنها في الفضاء 
في عالم اخر يخلو من المنغصات ، كعالم الدمى المغمور بالجمال ، شعرت بالحرية للمرة الأولى لدرجة انها شعرت برغبة لفرد ذراعيها في السماء 
كطائر حصل أخيراً على حريته بعد سجن دام طويلاً وحان الأوان ليحلق بعيداً لكن لا يمكنها فعل تلك الأشياء السخيفة أمام دونغهي وإلا سيبدأ سخريته التي لا تنتهي . 
نظرت اليه ، كان يرفع نظره الى السماء وعلى وجهه شيء من الهدوء مع ابتسامة لطيفة لكنها تحمل القليل من الألم 

ملاك الجليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن