خرج من غرفة رئيس المشفى على وجهه علامات الرضى ، بسرعة أخذ يرتب مكتبه فقد حصل أخيراً على وظيفة مؤقتة في مشفى سيئول وهو الأمر الذي اعاده الى كوريا .
اجتمع العديد من الأطباء ليرحبوا بالطبيب الجديد لكنهم فوجئوا عندما وجدوه زميلهم السابق ، الطبيب ليتوك ..
كان أكثر من تفاجئ وجوده تلك الطبيبة الشابة التي افتقدته طويلاً ، نظرت اليه طويلاً بعدم تصديق ، بعد غيابه الطويل ها هو قد عاد أخيراً بدون سابق انذار .. !
مع انحناءة محترمة : مرحباً ، انا الطبيب بارك ليتوك أرجوكم أعتنو بي جيداً ..
رحب به الأطباء ثم انفضوا كلاً الى عمله ، بقيت جامدة في مكانها تحدق به عندما بادلها نظرة يملؤها الندم والحزن ..
ليتوك : تايونيي ..
تايون بجمود : مرحباً بك بارك سنسنيم ، سأغادر أولاً
غادرت بهدوء دون ان تفسح له المجال بنطق اي كلمة ، لكن لهجتها الرسمية في مخاطبته ، برود مشاعرها جعله يدرك انها لم تصفح عنه بعد ..
أبعد الأفكار المعتمة من رأسه والتقط هاتفه واتصل به ، بينما ذلك الاخر اجاب بضجر
....... : ما الأمر هيونغ ؟؟
ليتوك : دونغهي ، انا الان بدأت عملي في المشفى ، سأكون بانتظارك لإجراء الفحوص اللازمة .
دونغهي : أخبرتك مسبقاً انني لن أفعل ذلك ، توقف عن التفكير بالأمر
ليتوك : لن أتوقف حتى تجري الفحوصات والعملية ، ألن تتوقف انت عن اللعب بحياتك !!
دونغهي : انيوو ..
ليتوك : ياااا ، اشششششش الأحمق كيف له أن يكون مستهتراً هكذا ؟؟!
بينما عند دونغهي الذي ألقى الهاتف بانزعاج ، ثم عاد ليلتقطه بسرعة واتصل على هيوك
هيوك : يبوسايو
دونغهي : ياا أين أنت ، لنخرج معاً
هيوك : اووه بيانيه لكنني ذهبت مع مي سن لزيارة والديها ، سنبقى هناك حتى الغد ..
دونغهي : لا بأس اذن ، استمتع بوقتك انيوو
تنهد بضجر ، كأن صخرة ضخمة تثقل على صدرة ، ارتدى ثيابه وقصد الباب ليخرج ، أي مكان كفيل بتغير هذا الجو المرهق بالنسبة له .
ما ان فتح الباب حتى وجدها متسمرة أمامه ويبدو على ملامحها الحيرة ، استأذنته الدخول فسمح لها على الفور
دونغهي : ما الأمر ؟
جا اون : أردت التحدث اليك ..
دونغهي : بشأن ماذا ؟؟
جا اون : أيمكنك مساعدتي ، أفكر بالاتصال بوالدي لكنني قلقة ولا أعلم ما علي قوله
دونغهي يبتسم : ايقوو هذا تطور عجيب ، كيف أساعدك ؟
جا اون : ماذا يجب ان اقول له ؟
دونغهي : ببساطة ما تفكرين به ، أخبريه بما تشعرين ..
جا اون : هل هذا ما كنت ستفعله لو كنت مكاني ؟
دونغهي : هذا ما أفعله دائما ً ، أتحدث للاخرين بما أشعر به ، كل ما افكر به على لساني
جا اون باستخفاف : لهذا انت واضح جداً -_-
دونغهي : ياا هل تسخرين مني ، اششششش انسي الأمر وتحدثي معه في الحال
جا اون : اراسو
اتصلت بوالدها ، لم تنتظر طويلاً حتى جائها الرد بصوت شغوف ومتفاجئ وقلق
السيد بيك : جا اوناا ما الأمر يا ابنتي ، كينشانا ؟
جا اون : دييه ، ماذا عنك ابي ؟
السيد بيك : ااه انا بخير ، لكن ما سبب اتصالك هل حدث شيء ما ؟
جا اون : اني ، * نظرت الى دونغهي الذي ابتسم لها ليشجعها فأكملت * فقط أردت التحدث اليك ، فقد اشتقت لك كثيرا ً ..
صمت قليلاً قبل أن يجيب : وانا ايضاً اشتاق لك كثيراً ، اود أن اتحدث معك لوقت طويل سماع صوتك الان جلب لي الكثير من الراحة أتمنى ان تكوني بخير
جا اون : دييه انا حقا بخير ، لا اريد ان اشغل وقتك أكثر ، سأتحدث اليك لاحقاً انيوو
اغلقت الهاتف وهي تجاهد نفسها على عدم ذرف الدموع ، نظرت اليه ، وجهه الذي يبعث الراحة والطمأنينة في قلبها وابتسامته التي تزودها بالطاقة .
هذا الفتى الذي مد يده لها وانتشلها من وحدتها وضياعها ، بينما هي لم تكافئه سوا بالألم
دونغهي : كينشانا ؟
جا اون : كوماوايو .. دونغهيآآ
تجمدت أطرافه واتسعت عيناه ، للمرة الأولى يسمع اسمه بصوتها ، للمرة الأولى يطرب اذنيه بصوتها الرقيق يلفظ اسمه ، أدرك لتوه انه يحمل اسماً بهذا الجمال والسحر ، او ربما صوتها من اعطاه سحره ..
ابتلع ريقه وابعد عينيه عنها بسرعة خوفاً عليها من نفسه ، خاف ان يتهور وينكب عليها يقبل المكان الذي ينبعث منه ذلك الصوت العذب بجنون دون توقف .
جا اون : ياا ما بك صامت هكذا ؟
دونغهي دون أن ينظر اليها : كاا ( غادري )
جا اون : بوو ؟
دونغهي : كااا
نهضت لتغادر بحزن حتى وصلت الى الباب المغلق ، اعادت نظرها اليه وبعينيها أكوام من الحزن المرهق الذي لا تعرف ما نهايته
جا اون بهدوء : هل انت تكرهني الان ؟ أمازلت غاضباً مما قلته ذلك اليوم ؟
دونغهي : وهل يهمك الأمر كثيرا ً ؟
جا اون : لا اريد ان تكرهني ..
دونغهي : لا تقلقي ، لا يمكنني أن أكرهك ، ليس لدي الوقت الكافي لأكره احد ، سأنتهي قريباً على أي حال
جا اون : شيبال لا تقل ذلك ، يجب أن تجري تلك العمليه بأسرع وقت وستنجو ، أنا متأكدة أنك ستفعل ذلك
دونغهي بيأس : ما الذي تعرفينه انت ؟!
جا اون : اعرف ... اعرف انك اقوى من مجرد مرض ، دونغهي الذي اعرفه لا يستسلم بسهولة لشيء كهذا
بلحظة ، دون ان تعلم كيف كانت قد التصقت بالباب وهو أمامها ، يتنفس بصوت مرتفع يرعبها
وقد اعتلت عينيه نظرة غريبة لم تفهمها ، فيها غضب ويأس وألم ، مشاعر كثيرة كانت ترويها عينيه لم تتمكن من فهم مغزاها
جا اون : دو .. دونغهي ...!
حدق بعينيها الياقوتيتين طويلاً ، وبملامحها المرتبكة ، لم يتمكن عقله من تفهم ما يحدث لكليهما تماماً ، لكنه كان يشعر بارتجافها بين يديه
يستطيع بوضوح ان يسمع خفقات قلبها الهائجة ، ويرى شفتيها المرتجفتين بينما تركز نظرها بعينيه ..
لم يتمكن من كبت جماحه أكثر ، أقترب من شفتيها يبغي ان يرتشف من خمرهما الشهي ولم تقاومه هي بدورها حتى وصل مبتغاه
بالكاد لامس شفتيها ثم توقف ، لم يتابع ما كان قلبه يمليه عليه ، ارتجاف شفتيها بالقرب من شفتيه يمنعه من التمادي حتى لا تحطمه من جديد
ابتعد عنها بهدوء وافسح لها المجال لتخرج راكضة من غرفته وهي تمسك قلبها ..
انهار في سريرة ، يسعل بشده حتى انه بالكاد يستطيع التنفس ، اختبئ تحت غطائة عل النوم يخفف من وطئة الألم الذي يجتاح جسده ..
من الناحية الأخرى ، بعيداً عن مدينة سيئول المبهرة ، حطت طائرة شيون ودايانغ على جنة الأرض جزر المالديف .
بعد ان وضبا ملابسهما في غرفتهما وبدلا ثيابهما نزلا معاً الى الشاطئ ، فردت ذراعيها في الهواء كأنها طائر محلق تستنشق رائحة البحر الزكية وهو خلفها يضحك على مظهرها
كانت مستمتعة بنسمات الهواء التي تداعب شعرها بعفوية عندما اقترب منها وضمها من الخلف وأسند ذقنه على كتفها
شيون : هل انت سعيدة ؟
دايانغ : اكثر مما تتخيل *^*
شيون : للأسف لن تطول رحلتنا هذه كثيراً
دايانغ : لا بأس ما دمنا معاً هذه اللحظات ثمينة ولن تتكر
شيون : معك حق ، اذن هل تجيدين السباحة ؟
دايانغ : انيي ، وييه ؟
ابتسم ابتسامة عريضة وهو يحملها بين ذراعيه ويقفز بالماء بينما لم تجد أمامها سوى الصراخ والتشبث به بكل قوتها
خرجا من الماء وهي لازالت متمسكة به ، فتحت عينيها بصعوبة من أثر الماء لتجده يحدق به مستمتعاً بمظهرها المبلل
دايانغ بانزعاج : اششششش لماذا فعلت ذلك فجأة !
شيون : ويه وييه ويييه ، هل تخافين وانا معك ؟؟؟؟؟؟؟؟
دايانغ بابتسامة : ديييه اخاف منك هيهيهي ، خاصة مع هذه النظرة !
ابتسم بسعادة بعد ان ادرك انها فهمت المغزى من نظراته ، سحبها الى داخل الغرفة وهي تخفي وجهها في عنقه خجلاً .....
أنت تقرأ
ملاك الجليد
Fanfictionعندما يتخطى ما يسمى بالحب كل الحواجز ليقفز بنا في دوامة متضاربة من المشاعر.. ما بين الحب والحلم بالسعادة وبين الخوف من المستقبل.. وهناك.. يحلق بك ملاك من جليد ليضعك فوق السحب هائماً متلذذاً حتى بلحظات التعب والالم...