part 5

1.5K 182 19
                                    

اهمُ قَاعدهٌ في تِلك الحياهُ ,  اِفعل , ولا تَندم 

صَوتُ التكييف المُزعج , اقلامُ يتم الامساك بها والقاؤها علي الطاوله , صوت شخير طلبه نائمون , اصوات همس خفيفه لطُلاب يخافون ان يتم كشفهم وهم يتحدثون من قِبل الاستاذ  , جَلست هي في نهايه القاعه كالمُعتاد , فقد كان الصف بجانبه وايضاً امامهُ وخَلفيه قد اكتملوا , الم اقل لكم انه ايدول بحق ! 

ولكنها علي غيرُ العاده كانت منتبهه , لم تُنكر ان المحاضره قد شدت انتباهها , وهذا غريب ! 

كان الموضوع عن طريقُ السرد المتنوعه في كتابةُ الروايات والقصصُ القصيره , مُحبه هي للقراءه , كانت تُفكر في كتابه قصه في يوم ما ويبدو انها وجدت من يعطيها دافع  , ظلت تسرح بأفكارها عن كونها يمكن ان تُصبح كاتبه رائعه حتي وجدت نفسها تعود لارض الواقع مره اُخري , ولكن كانت تلك المرهُ هي ضربه , ضربه تلقتها علي مؤخره رأسها تتأوه بألم  , همس من ضربها او ضربتها بحنق : " يا ايتها  اللعينه , لماذا لم تموتي وانتِ بالمشفي , عُدتي لتزعجينا مره اُخري  " 

هي تتعرض للتنمُر اذاً , كم هي مسكينه , ولكن يا عزيزتي اعتذر , انا لست ها نا , انا اتعرض للتنمُر بالطبع ولكنني لستُ  ها نا , انا هاي سو 

استدارت لها بخفه دون ان يلاحظ الاستاذ " اعتقد انه يجب عليكِ انتِ ان تموتي اولاً ايتها الساقطه " 

تغيرت ملامح وجه تِلك المُتنمره , لتُظهره انيابها  , تبدو كحيوان !

" ها - نا شي ؟ " 

قال الاستاذ بصوت عالٍ لتشير هي باصبعها لنفسها بينما ترفعُ حاجبيها بتعجب 

" اجل انتِ " 

وقفت هي لتنحني انحنائه خفيفه  

" ايُمكنك ان تُشاركينا افكارك حول ما كنا نتحدثُ عنه ؟ " 

" يا الهي هذا اكثر سؤال اكرههُ في حياتي , عندما يتم سؤالك هذا السؤال فهذا يعني شيئان لا يوجد ثالثٌ لهما , اما ان الاُستاذ قد رأك تتحدث اوا نهُ قد راك تتحدث " دارت تلك الاحاديث في عقلها لتجده يناديها مره اخري 

ابتسمت بتكلف لتنقلب ملامح وجه الاستاذ " كنتِ تتحدثين اذاً " 

ابتسمت مره اخري واغمضت عيناها في حِنق , استدار لينظُر اليها كُل طلاب القاعه ومنهم جون ميون ليرفع احدُ الطلاب يده سريعاً و يقف ليبدأ بالتحدث 

" استاذ , ها نا كانت مريضه وفي المشفي في الايام الماضيه , لذلك هي لا تستطيعُ الانتباه فقط  " برر ذلك الطالب ليرفع الاستاذ كفه علامه علي ان يتوقف عن الكلام  " لاي , انا لم اطلُب منك التبرير , هي مريضه ولكن لديها القدره علي التحدث " 

اغلقت هي عيناها بنفاذ صبر لتردف بصوت مرتفع " انا لم افعل شئ ,ا نا كُنت منتبهه للمحاضره ولكن تلك الطفله خلفي ظَلت تُزعجني كثيراً , ويا استاذ قد رايتني انا اتحدث ولكنك لم تراها هي , ايعقل هذا !! " 

بدأت الاصوات ترتفع في القاعه , مُنذ متي وتلك الفتاه جريئه هكذا في التحدث , الجميع يعلم من هي ها نا , تلك الفتاه اللطيفه الساكنهُ دائما  , لا تتحدث , حتي ان الاستاذ قد صُدم منها  

لفت ذلك انتباه جون ميون , هو بالاصل لا يكون صداقات هُنا حتي ولكنه كان يُلاحظ هدوءها المُفرط 

" اذهبِ للخارج ها نا , حالاً " 

قالها الاستاذ لتُمسك هي بحقيبتها وتذهب للخارج في خطوات سريعه وغاضبه , خرجت للساحه لتُدبدب قدميها في الارض في حِنق , بعثرت شعرها بخيبه امل  " يا الهي يا الهي سأفسد حياه تلك الفتاه ! " 

جلست في ساحه الجامعه نصف ساعه كامله تحاول ان تهدأ , همت بالذهاب لخارج ذلك الحرم , لم تنتبه لاي شئ , حتي انها لم تنتبه لتلك السياره العصريه المُقبله عليها , استدارت لتري السياره لتُشل حركتها سريعا  , وقف السائق علي اخر لحظه لتظل هي واقفه ترتعدُ من شده الخوف 

خرج من السياره سريعاً , كان هو , ذلك القدر الذي يُلاحقها في كُل مكان , حتي باتت متأكدهٌ ان قصتها لن تنتهي عند ذلك الحد , كان بريقه يلمع في تلك اللحظهُ حقاً , يوجد شئ ما يدقُ جدران قَفصها الصدري ليعلن عن وجود زائر جديد , كانت اول مره ,  كان هو الاول في كل شئ  وكان يَليقُ بذَلك حقاً 

اتجه جون ميون اليها سريعاً ليُمسك بكلتا كتفيها بين قبضته , اردف برعب : " هل - هل انتِ بخير ؟ " 

نَظرت هي صوب عيناه , ليَقشعرّ بدنها , لتفقد السيطره علي اطرافها , هي تعلمُ تلك اللحظه جيداً , سقطت ها نا مغشي عليها لتستفيق هاي سو لتجد نفسها في غرفتها , لم تتحمل  , ارتدت ملابسها سريعاً , ظلت تركض وتركض  , استقلت الحافله لتصل اللي الجامعه 

" ايها الحارس من فضلك , كان يوجد فتاه هنا مغشي عليها وبرفقتها شاب وسيم , الي اين ذهبا ؟ " 

" لقد حملها واتجه الي المشفي التابعه للجامعه سيدتي " 

" شكراً " قالتها وهي تلهث بشده لتتجه سريعاً لغرفه الاستقبال بالمشفي , هرعت لغرفتها لتجدها مستلقيه علي الفراش في هدوء , جالس هو بجانبها , يتأملها في قلق 

اردفت هاي سو بداخلها بكل امتنان : " ها نا , لا تستيقظي , ارجوكِ , لا " 




" إنها أنا "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن