العالمُ بِأكملهُ ضِدي , هذا ما اشعرُ به الان
ان كُل ما اردته فقط ان اتعامل مَع تِلك الحياهُ ببساطة , ان اُحب من يُحبني و اكرهُ من يفعل , اكرهُ التَملُق حقاً , سنوات عديده وانا شديدهُ البُخل في مشاعري , لا اُريد اعطاءها الا لمن يستحق , اكره رؤيه من اكرههمُ امام عيني , اكره تواجدهم بحياتي حقاً
اذا كان علي الانتحار يوماً ما
سأفعل لان الجميع يهتمون بالمَظهر فقط , لا بالجوهر ..
-------------------------------------------------------------------
هرولت سريعاً خارج المَشفي و بداخلها اُمنيه واحدهٌ فقط , الا تستيقظ ها نا الان , سيكون الوضعُ مُربك للغايه وسئ , لن يُصدقها احد , بدأت تسير في الشوارع يميناً ويساراً , لا تعلمُ كيف تسير في خط مُستَقيم ابداً , تتحركُ بعشوائيه كمن تناولت خمسُ زُجاجات من النبيذ , بصعوبه استطاعت الوصول لمنزلها , لم يكُن وزنها الثقيل هو العائق فقط اثناء سيرها ولكن ايضاً تلك الافكار التي تتزاحمُ بعقلها وتندفع دُفعه واحده , كانت ايضاً ثَقيله للغايه , كافيه لتأخذ برأسها وتسقط علي الارض
لتسقط في صاله منزلها , عيناها يتأملان سقف ذاك المَنزل , تُفكر به , لن تنكر هذا , لقد كانت اول مره يكون لها تواصل مع شاب ما , الجميعُ يَنفرُ منها وحتي الان هي لا تجد سبباً مقنعاً لهذا , ابسبب كلامها الجارح , ام لانها سمينه ؟
كانت تعتقد في احدي المرات ان الناس يَرونها بشكل اقبح مُختلف عن شكلها الذي تراه في المراه , مجرد فكره سخيفه طرأت في عقلها , اغمضت عيناها قليلاً وكانت لا تزالُ تتسطح فوق ارضِيه الصاله ليأتي اللي مسامعها رنين الهاتف
" مرحباً ايها الطبيب "
" ايها الطبيب , ولم تقولي شيومين حتي ؟ , ماذا بكِ هاي سو ؟ "
" طاقتي , طاقتي التي فقدتُها منذُ زمن , اشعرُ انني افقدها ثانياً "
" لماذا ؟ , ما الذي حدث ؟ "
لم تكن تريد ان تخبرهُ , اولاً هو لن يُصدق , وثانيا سيجعلني اتوقف عن فعل هذا , انا لن افعله مره اخري كما قُلت , ولكن , هي فقط لا تحب ان تفتح فمها وتتحدثُ في اشياء لن يحدث شئ اذا لم تقولها
كانت تتمني دائماً رده فعل قويه علي ما تقوله , ردهُ فعل تُناسب توقعاتها , ولكن الكثير من ردات الفعل اتت مخيبه لامالها , لذلك قررت الا ثثتحدث , ستستمع فقط , فكانت دائما تقول " واذا تحدثت , ماذا سيفيد هذا , لن يتغير نظامُ الكون وايضاً , هذا لن يجعلني لا اتألم "
" لا شئ طبيب شيومين , انا فقط مُتعبه , سأغلق الان اريد النوم قليلاً "
اغلقت الهاتف بأكمله لترميه بعشوائيه بجانبها علي الارضيه , حاولت ان تقف بصعوبه , قررت قرارا انتحارياً وهو ان تذهب للجامعه , لم تتكبد عناء تغيير ملابسها بل قامت بتعديل خُصلات شعرها و اخذ حقيبتها والهاتف
وصلت لقاعه المحاضرات ولكنه بالطبع لم يكن هنا , وحتي ذلك الشاب الذي دافع عنها , لانها لم تكن ها نا بتلك اللحظه , بل كانت هاي سو , يجب ان تتعامل كهاي سو الان ولانها ستتصرف علي طَبيِعتها , فقد ذهبت في نوم عميق ....
اوشكت المُحاضره علي الانتهاء , وهي لا تزالُ نائمه , شعرت فجأه انها تَسقط علي الارض بعنف , لتقف سريعاً وتجدُ نفسها في غرفه , مألوفه بالنسبه لها ولكن بسبب تشتتها لم تتمعن في التَفكير " ما الذي اتي بي اللي هنا بحق الجحيم ؟!! "
اسرعت الي المرأه , لم تري انعكاس صورتها لتتسع فوهه فمها وينطق عقلها بكلمه واحده " الاسقاط ! "
" هذا مستحيل , انا لم اُفكر , لم استعد حتي , انا كنتُ نائمه , يا الهي المحاضره , ماذا سيقولون ؟ انا لن استيقظ هكذا "
استمعت اللي صوت افزعها واخرجها من شرودها , كان صوت فتح باب الغُرفه بعنف قليلاً " جون ميون ! "
وجدته قد ذهب للداخل وظل يدور حول نفسه قليلاً " اووه , تلك هي غرفته , عندما كان مريضاُ "
وضعت يدها اليمني فوق جبهتها بينما تَموضعت يدها اليُسري فوق خصرها لتستدير في الغرفه " اعني , لماذا ها ؟ , لماذا كل مره اُجرب في الاسقاط اتي اللي هنا , اخبرني ,ا نت لا تسمعني ولكن اخبرني اخبرني ! "
وقف هو واتجه تجاه الحائط , او يُمكن القول اتجه تجاهها ! , تراجعت هي للخلف سريعاً حتي التصقت بالحائط , بينما هو اسند يده عليها وكان يفكر , المسافه بينهما كانت مُنعدمه تَقريباً , نظرت اليه وابتلعت تلك الغصه في حلقها , ملامحه الطفوليه والرجوليه امتزجا معاُ امتزاجاً غريباً , كنكهه عصير مكون من نكهتين غير لائقين ولكن عند امتزاجهم معاً يصبحان طعمهما سوياً رائعا , كان هو هكذا , للمره الاولي تكون بذاك القُرب منه , ملامحه تُجبرها علي ان تتوه بهما , كان كالمتاهه بالنسبه لها , عيناه تلمع , هي حقاً رائعه , حاولت ان تَحبس انفاسها قَدر المُستطاع حتي وصل لمسامعها رنين هاتفه
" قد استفاقت , حسناً انا اتٍ حالاً " , من , ها نا , شعرت بالرعب لمجرد التفكير في هذا , وقفت في منتصف الغرفه تفكر كثيراً " ارجوووك ارجوووك اريد الذهاب للمشفي ارجوووك "
ثانيه واحده واصبحت تقف امام ها نا بالمشفي , كانت جالسه باضطراب , ممسكه براسها ومتعبه , وقفت هاي سو امامها لتغلق عيناها بشده : " اسفه ها نا – شي , هو سيأتي , حقاً انا اسفه " قالتها لتدخل لجسدها سريعاً هي نجحت , دقيقه اخري و دَلف جون ميون للداخل : " هل انتِ بخير ؟ " اردف هو لترفع عيناها وتنظُر لبريق عيناه لتبتسم بارتياح
" اجل "
" انا اسف , سأوصلك "
" لا داعٍ "
" بالطبع لا , هيا بنا "
خرج هو اولاً , لتذهب خلفه , سارت في الممر لتري منظراً اِقشعر بدنها بسببه , جسدها هناك , بعيد عنها , ملقي علي سرير و الاطباء حوله وبعض من زملائها , بالطبع اعتقدوا انها قد فقدت الوعي , حاولت ان تداري وجهها بعيداً عن جسدها , كان منظراً قاسياً كفيلاً ان يُشعرها بدوار , استفاقت من شرودها علي صوته يناديها لتومأ له
" عفواً , لا احتاج لذلك الجسد المشئوم الان "

أنت تقرأ
" إنها أنا "
أدب الهواةمَتي بدأ يحدُث معي هذا أنا فقط لا اعلم يبدو انني قد لعِبت لُعبه خطره وقد انقَلبت علي لقد قُمت بفتح باب احلامي بحذر لكنه ابتعلني , لاسقط في بئر لا نهايه له , لقد كانت رغبتي اقوي مني , رغبتي في الاستمتاع بالحياه بدأ كل شئ...