part 12

1.2K 144 17
                                    


اوليس من الظُلم ان تتركني اغرق في بحر عيناك بدون طوق نجاه ؟

-----------------------------------------------------------------------------

يوم اخر جديد بتلك الشركه , يوم اخر بحياه جديده , اتخذت خطواتها السريعه المهروله طريقها للعمل , كعادتها فوضويه , لم تنتبه حتي اصطدمت مقدمهُ قدمها بدرجه مُرتفعه كسُلم , رصيف الشارع الذي كانت تعبره حتي سقطت لتجرح ركبتها , لم تهتم وظَلت تركضُ سريعاً لانها مُتأخره , دلفت سريعا داخل الشركه وعيون جميع الموظفين عليها بسبب هرولتها , اتجهت للمصعد سريعاً , ظلت تركض حتي وصلت لباب مكتبه , وقفت تُعدل من شعرها وملابسها قبل الدخول , هي لم تتوقع انه سيأتي للشركه بتلك السُرعه , كانت تعتقد انه سيظلُ بالمشفي وقت اطول ولكن يبدو انه مُحب للعمل كثيراً

دلفت للداخل بعد ان استمعت للاذن حامله ذَلك الصندوق الذي لم تستطع النوم بسبب العديد من التساؤلات التي راودتها ليلاً ونهاراً , عندما وجد الصندوق بين يدها وقف سريعاً لاخذه منها , طفل اشتاق لحلوي , كأنه وجد امه , ما لاحظتهُ ان ذلك الصندوق يبدو عزيز عليه للغايه

فتحه سريعاً للاطمئنان علي ما به ليتنفس الصعداء , اغلقه ليضعه علي مكتبه , التفت اليها محدثاً : " شكراً " قالها بسكون وهدوء شديد , وكأن موجه حُزن اجتاحته فجأه , بدون اي مبرر او سؤال منها حتي بدأ يتحدث بكلام غير مفهوم

" هذا الصندوق , ينتمي الي شخص غالٍ كثيراً علي , انتقلت لقصر عائلتنا ولم استطع احضاره من منزلي , شكراً "

شعرت هي بالحرج لتومئ بدون فهم , قبل ان يستدير ليجلس علي الكرسي وقعت عيناه علي قدمها اليمني , كانت ترتدي بنطالاً ابيض فمن السهل ملاحظه الدماء التي كانت موجوده , فزع قليلاً واشار عليها لتلقي نظره انها لا تفهم , ليطلب منها بعيناه ان تنظر مره اخري ,نظرت لتجدها دماء فأسرعت ووضعت يديها الاثنان علي تلك البقعه ولكن وجدته يتقدم نحوها وبحركه سريعه انحني ليضع يده اسفل ركبتيها و يده الاخري تموضعت علي خصرها ليحملها بين يديه كريشه صغيره

اتسعت عيناها بذهول قليلاً و وضعت يديها الاثنان حول رقبته بينما ابتسمت قليلاً , نظر لها ببرود وليديها واردف

" نحن لسنا بدراما هنا "

ازالت يدها سريعاً " يا الهي كم هذا محرج ! " اردفت بداخلها ليضعها فوق طاوله صغيره , , جثا علي ركبتيه و بدأ يرفع البنطال قليلاً من الاسفل حتي ظهر ذلك الجرحُ المُلطخ بالدماء , وقف ليحضر عُلبه الاسعافات الاوليه من تلك الخزانهُ الخشبيه المُثبته بالحائط ليطهر الجرح

" يمكنني فعلها وحدي " حاولت بكلتا يديها اخذ علبه المطهر ليخرج هو صوت تذمُر

" ايشش , قلت انني سأفعلها " , ابعدت كلتا يديها وكل ما فعلته هو التحديق به وهو يحدق بشده وتركيز بالجرح , ماذا يُمكن وصفه بأكثر من انه كان طفل للغايه عندما يُحدق بشئ , عيناه تُشبه طفل صغير وشفتيه ايضاً عندما يركز بشئ , كل شئ به يُخبرها انه لا يجب ان يكون بارد هكذا , لا يجب ان يكون بلا احساس , هو يتصنعُ كل هذا بكل تأكيد , علمت منذ اللحظه التي رأته فيها ان رجل بملامح طفل ومشاعر طفل ايضاً

" إنها أنا "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن