9

948 63 29
                                    

-لِيام؟ لِيام..

هَمس زَين بِينما تُفتح عَيناه بِهدوء و صُعوبة ، كَان القَمر قَد وَقف خَارج النَافذة و غُصن الشَجرة يَضربها بِخفة.

لِيام كَان يَجلس قُبالة سَرير زَين عَلى الأرض.

-كَيف حَالك ، زَيني؟

-كَيف وَصلت إلى هُنا؟

-لَدي طُرقي ، كَيف حَالك؟ مُجددا.

-بِخير ، عَلى مَا أعتَقد؟

هَمهم لِيام كَإجابة ، لَم يَكن قَد نَظر إلى زَين او حَتى إلتفت إليه ، إعتدل المَريض جَلستهُ و فِي سَريرته مَلايين الأسئلة.

كَان كَسلة قُرعة مَليئة بِالأسماء المَجهولة ، الغَامِضة و الأرقام المُبعثرة.

-هَل حَقيقية مَا يَجزمون؟ أنكَ لَست إلا وَهما مُبتَدع؟ أنا خَائف.

-الأوهام تُبتدع وَقت الحَاجة وَ هِي جُزء لا يَتجزء مِنا ، كُلٌ لَه أوهامه ، زَيني.

-مَا المُفترض أن يَعني هَذا؟

-إلا يُمكنك الشُعور بِالأمر؟ بِالحَقيقة؟

-كَفاك دَورانا حَول السُؤال! أجب!

-الإجابة تَكمُن دَاخلك.

كَان لِيام قَد إستَقام ، تَوجه بِهدوء نَحو النَافِذة ، نَظر أسفَلا فَمحلق بِزين بِهدوء ، قَبل جَبينه و شَفتاه.

-أحُبكَ ، و إشتَقتُ إليك ، تَعافى بِسرعة.

تَوجه إلى النَافذة و قَفز مِنها ، كَان زَين فَقط يَنظُر ، حَتى صَاح بِه لِأن يَأتي ، كَان يَصيح مِرارا إلا أن لِيام كان قَد تَجاهله و تَوجه نَحو سَيارة سَوداء مُدرعة.

كَان زَين قَد فَقد زِمام الأمور ، لِذا ، هَو فَقط قَفز خَلف لِيام بِمساعدة الشَجرة الحَزينة.

-لِيام عُد إلى هُنا! عُد و قُل أنكَ حَقيقي! حَياتي مَن تتَوقف عَلى الهَاوية ، لِيام!.

صَرخ حَتى سَحبه الحُراس و أُضيئت المُستشفى ، كَان يُقاوم بَينما يُمحلق بِسيارة لَيام تَختفي بَعيدا ، تَاركتا إياه بِكابوس مُؤلم.

الحُب أحيانا لا يَكفي حِينما تَزداد العَقبات فِي الطَريق ، أليس كَذلك؟

كَان زَين مَصدوما ، مَكسور القَلب ، تَوقف عَن الحَركة و نَظر إلى السَراب يَلتهم تِلك السِيارة ، كَان قَد أدمع و فَاهه فُتح.

دَخل مَسحولا إلى المُستشفى و حَيث المَجانين يَصرخون و الأطباء يَخرجون مِن مَحاجر نَومهم بِإستغراب ، إلا إنه لَم يَهتم ، فَقلبه قَد فُطر ، رُوحه قَد أُنتشِلت بِبطء.

هَو شَعر بِذلك الشُعور ، حِينما تَخلق صُورة مِثالية لِشَخصٍ مَا ، ثُم يَأتي و بِكُل هُدوء و بُرود ، لِيشوهها و يَحرقها امام عَيناك.

He's real » Ziam -متوقفة-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن