ذكريات لاجئ

76 9 2
                                    

كان لي يوما بيت كبير
طويل عريض
حديقته التي لعب فيها اطفالي
وشرفه التي اطل منها احبابي
كانت حياة عادية
بحلوها ومرها تمر
بين جيران الحارة
تلك الحارة القديمة التي
تفوح ياسمين و جوريا ...
اصوات الاطفال تتعالى
والباعة المتجولون في كل الانحاء
كانت اكبر مشاكلنا
مصاعب الحياة واشغالها
الى ان جاء يوم
لم تبقى فيه الحارة
سكت فيه الاطفال
احترق الياسمين والجوري
مات اطفالي على اعتاب الحديقة
سقطت الشرفة التي حملت احبابي يوما
واصبحت اكبر همومنا
البقاء على قيد الحياة
لم اظن يوما ان مصيري سيجعلني اترك وطنا حاربت من اجله
تمنيت الموت
لكن من راى الموت
يتمسك بالحياة
بين امواج البحر تمايلت بيدي
ولدي الباقي لي من اصل ثلاث
وزوجة تكاد تعميها دموع الحسرة
فهذا الابن مات
وذاك البلد راح
واذا بنا نتغرب لا ندري الى اين
وصلنا
لكن لم نبقى بعددنا الاول
فينا الذي توفي غرقا
والذي توفي حسرة
رحلو وتركو في قلوبنا جروحا اغمق
وصلنا لملاجئ
شتاءها برد يقتلنا اكثر
صيفنا حر يشوينا اكثر
ظننا اننا قد هربنا من الموت
لكن الموت جاء معنا لم يتركنا مرة
اليوم نحن باقون لسنا احياء
لكن نحمد الله
ونامل الفرج مع كل شروق جديد
مع كل امل جديد

اصوات الاطفال تتعالى والباعة المتجولون في كل الانحاء كانت اكبر مشاكلنا مصاعب الحياة واشغالها الى ان جاء يوم لم تبقى فيه الحارة سكت فيه الاطفال احترق الياسمين والجوري مات اطفالي على اعتاب الحديقة سقطت الشرفة التي حملت احبابي يوما واصبحت اكبر همومنا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
 حروف من نبض (خواطر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن