غيرة

59 5 3
                                    

كانا يحبان بعضهما ...
بكبرياء يغوصان في الهوى
تقدم لخطبتها ...
فرفضته معاندة.  
هو يعلم انها تحبه
وهي تعلم انه يحبها وتعلم انه يعلم
لكن عنادهما يصل عنان السماء....

في يوم جاءت لمنزلها فتاة اجنبية
لها خليط جذور عربية
لكن الانجليزية طاغية عليها
عقلا وتفكيرا

ارادت امها في يوم ان يخرجوا
ليوروها جمال البلد العربي
ويصنعو الذكريات .
...
فذهبو في سيارة كبيرة فيها البنت الاجنبية وامها و"هي وهو "وابن عمها
وامها وخالتها ...
المهم كعادة العوائل العرب عند العزائم

اخذهم "هو " بالسيارة لمكان رائع جبلي جميل خلاب فمرحو واخذو تذكارات ...
ثم دخلو لمطعم قريب رائع ...
جلسو امام حوض اسماك طبيعي هو امتداد للبحيرة التي يطلون عليها ...
المهم مكان رائع ...
ذهبت الام والخالة مع ام الفتاة والفتاة ليوروهم المكان ويتمتعو بالمنظر قبل مجيء الطعام ...
هنا اغتنم الفرصة وقال ...
اما حلك ان تعيدي النظر في قرارك ..
رايتي ذوقي رائع
فلا تتركيني من يدك
فانا عريس لقطة ...
ردت رافعة حاجبيها مخبأة الابتسامة
حقا ...اعرف ... اذا ارنا كيف ستغير رايي
هنا جاءت تلك الفتاة واخذته
متذرعة ب .... تعال انظر تعال ...
مابها هذه ... بقيت تردد
هنا جاء الحبيب لياخذ حبيبته ويريها المكان ....
الا انها قالت لا ... اذهب مع تلك الاجنبية
لا اريد

ذهب و"هي " ترمقهم بالنظرات من بعيد  وتستشيط غضبا كلما حاولت الفتاة التقرب منه ...محاولة امساك يده او التربيت على كتفه ....
"هي" كانت تمسك ملابسها بزعل ... لكي تمنع نفسها من اخراج غضبها ..

جاء الطعام والكل اكل الاها ....
فقد شبعت من المنظر ...
وهو يرمقها بنظرات العتاب ... لا تفعلي هكذا ... كلي .. فانا جئت فقط لاجلك وافعل كل شيء لك ...

اكملو وراح يدفع الحساب فتبعته مسرعة تلك الاجنبية ممثلة شكره وتلك السخافات ...
فذهبت هي واخذت منه المفاتيح لتدخل السيارة ...
دخلو جميعا ... وبقي هو والفتاة يمشون  بخطوات بطيئة ...
دخل السيارة ...
وبقيت الفتاة خارجها ... قالت انها تحب الجلوس في الوسط. ..
فنزلت "هي " بغضب تكاد تقتلها ..
قالت لها ادخلي ...
فردت ليس هنا اود ان ادخل من الجهة الاخرى ونادت "هو " باسمه ليجيأها ...
دخلت هي ... وقالت له
اذهب يا سبع ... اذهب مربتة على كتفه
وهو علامات الغيظ يبديها ...
وليراضي حبيبته .. فتح اغنيتها المفضلة ليسمعها الجميع ...وظل يغني مع الاغنية عساها تبتسم ...

في الطريق  مرو على راع غنم ..فذهب ليشتري خروفا صغيرا ... لعمل مادبة ...
خرج يتكلم مع الرجل ...
فتبعته ... كالحرباء ..
تتصنع الخوف ...وتستميله تلك الغبية
وعندما هم بالاختيار ... اخذ الخروف للسيارة ... فاتسخ قميصه الابيض ...

جاءت الفتاة تقول انزعه عادي ساشتري لك غيره ... وبمجرد انها لمست ذلك القميص ...
حتى خرجت "هي " ....
كادت تقطع لها يدها ...
آها الى هنا وكفى ... اقسم بالله لاقتلك اذا زدتي خطوة امامه او لمسته مرة اخرى والله لن يحصل خير ...
وانت يا سيدي خذني للبيت حالا وارجع فسحها ... اف كرهت
وتعود للفتاة ... تكاد تخنقها  .... من الصباح وانت لصيقته والله اذا لم تدخلي السيارة الان ...لن يعجبكي ما سافعل ...
وانت لو نزعت هذا القميص ستكون نهايتك على يدي اتعرف هذا ...
فبدات الفتاة تقول لكنه متسخ ...
اسكتتها ....
يا بنتي انا عاجبني القميص هكذا ...
هذه موضة هنا معلش ...
انا احبه هكذا ...
فلا تتدخلي
هذا حبيبي وانا حرة فيه
هنا تصاعدت ضحكاته ...من شكلها
وكيف عبرت عن حبها له لاول مرة ...
انصاعت امام غيرتها ونسيت الكبرياء
وقال .... واخيرا حبيبتي اعترفت
يعني كان لزاما ان تاتي فتاة من بلد آخر لاسمعها منك

 حروف من نبض (خواطر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن