الفصل السابع والثامن والعشرون

13 1 0
                                    

.
نظر مازن إليهم جميعاً قبل أن يقول: أريد أن أخبركم شيء......
عن ماذا: ردت عليه فرح.
أجابها قائلاً: عن سبب ملاحقتنا لكما.
لم تهتم آية بما يتحدثون عنه فذهبت إلى إحدى الأرجوحات القريبة وجلست على إحداها فكانت تستطيع سماع ما يدور من حديث بينهم.
جال النظر في الأرجاء قبل إكمال حديثه: عندما وصلنا إلى منزلكم أخبرونا بأن نبحث عنكما لأنكما تأخرتما في العودة للمنزل.
نظرت إليه متفاجئة وقالت: ماذا؟ هل هذا صحيح؟؟؟؟
نعم نعم مثلما قلت: رد عليها بعد أن كتف يديه.
الحمدلله لم يقل شيء: قالا آية وسامي بتنهد.
أردف سامي قائلاً: هل تريدون أن تشربوا شيئاً؟؟؟؟؟
ردت فرح عليه: ألم نشرب العصير منذ لحظات؟!
أجابها بضحكة جانبية: نعم نعم لكن لا مشكلة.
أي شيء تريده إذاً: هكذا أجابت بعد تفكير.
ثم أردفت آية قائلة: لا أريد......
نظرت إليها فرح وقبل أن تقول شيئاً أكملت آية حديثها: لا تسألي لما....
وجهت فرح نظرها لسامي ومازن وتحدثت قائلة بصوت منخفض: أحضروا لها شيئاً.
لاح الصمت في الأجواء ليقطعه سامي قائلاً: إذاً تعال معي يا مازن لنشتري.......
نظر إليه مازن ليبدأ السير معه ليبتعدا عن الموقع وبقت فرح مع آية في إنتظارهم عودتهم.
جلست فرح على الأرجوحة الأخرى وبدأت حديثها بقول: هل أنتِ غاضبة....؟
ردت عليها وشعور الغضب يعتريها: نعم.......
فقالت لها بباسامة: وأنا أيضاً..... ولكن لحظتها فقط.
وجهت آية نظرها أرضاً لتقول: لقد شعرت بصدمة عند سماع صوتك حينما تم الإمساك بك....
ضحكت لتجيبها قائلة: عندما تم الإمساك بي... لقد بكيت ههههه ولكن عندما نظرت إليه تفاجئت بوجوده هنا لم أتوقع ذلك......
أجابتها بعد تحويل نظريها نحوها: أنا أيضاً......
أما عند مازن وسامي:
قال سامي غاضباً: كنت ستقول لها السر......
ضحك ضحكة جانبية ليرد عليه قائلاً: آسف آسف........
تنهد ليقول له مرة أخرى: حسناً إنتبه في المرة القادمة.
جال الصمت بينهما إلى أن أنهيا الشراء ليقول مازن: أعتقد أننا أغضبناهم.....
ليجيبه سامي قائلاً: أنا أيضاً لاحظت ذلك.....
وحين وصولهما إلى الحديقة اعتذروا عما حدث معهم..... وفي تمام الموعد المحدد عادوا أدراجهم إلى المنزل......
قال مازن موجهاً حديثه لآية: سنذهب قبلكما......
جالت فرح بنظرها نحوهم جميعاً لتتحدث قائلة: لماذا؟؟؟
أمسكت آية معصمها لتسحبها بعيداً وتقول: تعالي وانتظري معي قليلاً.......
تنهدت ومن ثم ابتسمت فقالت: حسناً حسناً......
بعد خمس دقائق جاء إتصال لآية من بثينة لتقول فيها: هيا بنا... لتغلق الهاتف فوراً لتتكلم قائلة: حسناً......
نظرت إليها فرح والتساؤلات تحوم فوق رأسها منذ ذهاب مازن وسامي ولكن في النهاية قالت: هل هناك شيء....؟!
ردت عليها: لا.... لا شيء محدد..... حسناً تعالي نعد للمنزل الآن....
وصلتا لتفتح آية باب المنزل وأدخلت فرح قبل دخولها هي فلقد كان المكان مظلماً ولا تستطيعان الرؤية لتبدأ فرح بالحديث: هل ناموا ومتى ذهبوا من هنا لم أرهم يخرجون؟؟!!
تقدمت آية لتصبح خلف فرح وأشعلت المصابيح هنا كانت المفاجأة فلقد كان الجميع يقف خلف طاولة وهم مبتسمين......
ليقولوا جميعاً بصوت واحد: مفاجئة........
تفاجأت فرح وبدأت دموعها بالإنهمار مما تسبب في نسيانها لما حدث معها في هذا اليوم.... إستمتعوا جميعاً بهذا الحفل مع أنه صغير وبسيط ليمضى الوقت بسرعة حتى أصبحت الساعة الثانية عشر مساءً ليعودوا أصدقائهم إلى منزلهم وهم منهكين من التعب...........
.
ومضت الأيام ومع اقترب موعد الإمتحانات ويوم مولد بثينة..... لتقرر آية وفرح أن تقيما حفلة بثينة وحنان في يوم واحد بدون علمهما بذلك... مع أن يوم مولد حنان بعيد جداً لذلك تتبدروا أمرهما في يوم واحد.
نظرت آية إليهم لتتحدث متسائلة: متى تبدأ الإمتحانات؟؟!!
ردت عليها حنان: في الخامس عشر من مايو.......
ابتسمت فرح لتقول: إذاً بقى شهر ونصف تقريباً فقط....
تنهدت حنان لتقول بيأس: يجب أن ندرس بجد وننتهي من جميع موادنا....
زادت بثينة مع تنهيدة طويلة: خصيصاً مواد الفصل الأول.....
تحدثت فرح بنفاذ صبر: لالالا...... أريد العودة.......
نظرت حنان إليها لتسألها: إلى أين؟؟!!
وضعت يدها على خدها لترد عليها: إلى أين أقصد برأيك؟
ردت عليها بثينة بقليل من الحزن: إلى بلدنا.....  أليس كذلك.!
أجابتها قائلة: هذا صحيح....... إني حزينة على فراقنا لأهلنا......
تنهدت حنان لتنظر إلى كتابها قبل أن تتحدث قائلة: جميعنا كذلك.......
علا على وجوههم علامات اليأس والإحباط لكونهم بعيدون عن أهاليهم لينطبق ذلك القول إننا مغتربون ونحن نواجه بعض الصعوبات هنا.
لتتحدث آية ولأول مرة منذ بداية النقاش لتقول بابتسامة عريضة: ماذا بكم لا داعي للحزن كلها شهرين ونصف ونكون هناك بإذن الله.....
نظرن إليها ليقشعر بدنها بسببهن لتقول بثينة: هذا صحيح......
ابتسمت آية وقالت: الآن لنعود للدراسة... لكي يفرحوا أهالينا عند عودتنا إليهم ناجحين.
ومر أسبوعين وكأنهما شهرين لتقول فرح: آية ماذا الآن متى نحدد موعد الحفلة؟؟؟؟
ردت عليها: لا أعلم متى...
صمتتا للحظات لتتكلم فرح قائلة: ما رأيك أن تكون الحفلة في الخارج؟؟
ردت عليها آية بحماس: حسناً فكرة جيدة.... ما رأيك في أن يكون على الكورنيش؟؟
ردت عليها فرحة: ولم لا يمكننا أن نعدها هناك........ ثم توقفت فجأة عن التحدث للحظات لتنظر نحو عيني آية لحظة لتقول فجأة: هل نطلب المساعدة منهم؟؟
تنهدت آية لتتحدث مع نفسها: يا إلهي........ لتجيبها قائلة: حسناً كما تريدين......
مر أسبوع وهم في الدراسة غارقون لتبدأ آية وفرح بالعمل والشباب بالمساعدة وفي الوقت المحدد بعد إحضار الهدايا من أجلهما من فرح فقط توجهت آية في الصباح الباكر بعد تجهيزهم للمكان إلى بثينة وحنان لتسحبهما وتأخذهما معها متجهين إلى الكورنيش.
قالت بثينة وفي صوتها نوع من التأنيب: إلى أين تأخذيننا في هذا الوقت إنها السابعة صباحاً....؟؟
إبتسمت لترد عليها: للكورنيش لننسى همومنا.... لتضحك ضحكة جانبية لتكمل قائلة: ونرتاح قليلاً من الدراسة.
ضحكت حنان وقالت: لا يمكن أن ننسى......
نظرت إليهم آية لتتوقف فجأة عن السير لتوقفهما معها لتقول قبل أن تتجه لخلفهما قائلة: حسناً لتغيير الجو قليلاً قبل ذهابنا للجامعة في التاسعة.....
وضعت يديها خلفهما لتدفعهما للأمام لكي يسيرا وهنا قالت بثينة: حسناً لا مشكلة..... لا مشكلة سنسير الآن.
لتكمل حنان: هذا صحيح.... أتركينا لقد تفهمنا الموقف.
وفي لحظة وصولهم للمكان المحدد لم تلاحظا أي شيء غريب وخلال لحظات إختفت آية عن أنظارهما لتبحثتا عنها وفي الطريق..... إلتقيا صدفة برامي.......
قال رامي متفاجأً: أهلا.....
لتردا عليه التحية فأكمل قائلاً: ماذا تفعلون هنا؟؟؟؟
ردت بثينة بعد تفكير: كنا مع آية لكنها إختفت......
تحدث وعلامات التفاجؤ بادية عليه: ما رأيكم أن تفطروا معنا..؟!!
عم الصمت للحظات قبل أن تتحدث حنان قائلة: لا أعلم....
فتحدثت بثينة: حسناً سنذهب ما رأيك؟!
وجهت نظرها نحو حنان لنرد عليها: حسناً.....
ذهبتا معه وكان هناك شيء ما ينتظرهم فلقد كانت آية هناك ولكن المفاجئة أنها مع فرح والأصدقاء...... تفاجئتا بسبب وجود كيك وبعض الفطور فأخبروهم أنها حفلة صغيرة بمناسبة يوم مولدهم تفاجئوا فكيف لم يخطر ببالهم هذا الشيء ففرحوا بذلك...... وارتاحوا قليلاً من هم الدراسة والغربة........
.
لم يتبقى الكثير لبدء الإمتحانات ثلاث أسابيع وتبدأ فماذا ستكون نتائجهم.......؟؟وما زالت آية تحاول جاهدة لرفع معنوياتهم....؟..... تابعونا.....لتعلموا ماذا سيحدث لهم في الأيام القادمة..... في آخر فصلين لهذه الرواية.....

مواجهات في الغربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن