مواجهات في الغربة

الفصلين الأخيرين التاسع والعشرون والثلاثون

.
.
بين الدراسة و المواد العملية فإن الفتيات يواجهون مصاعب مع هذه الحياة..... الغربة والوحدة هي ما تعشنه في تلك البلاد وهناك من يشجعهم على إكمال طريقهم........ لإكمال الدراسة وينتهوا منها وهي آية عن طريق عدة أفكار......
مضت الأسابيع الأخيرة وستنتهي الإمتحانات إنهم منهكين من كثرة الدراسة وقليلاً ما يأكلون....... وقبل بدأ فصل الصيف بفترة.......
رفعت بثينة يديها لتتحدث: آآآآآه تباً لقد تعبت.....
لتضع حنان رأسها على الطاولة وتقول: أنا أيضاً....
جالت فرح بنظرها عليهم لتخبرهم: متى آخر يوم لكم في الإمتحانات؟؟؟؟
بعد تفكير قالت لها بثينة: الثلاثاء الأسبوع المقبل.
قالت حنان لبثينة: ماذاا أنا بعدك بيوم.....
وضعت آية يدها على خدها لتقول بملل: يوم السبت بعد أسبوعين......
إبتسمت فرح وقالت: أما أنا سأنتهي بعدما تنتهون جميعكم في يوم الأثنين بعد إنتهاء آية.
قالت بثينة متسائلة: آية لماذا في ذاك اليوم؟؟!!
أجابتها وعلامات التعب باد عليها: هذه المادة إحدى مواد الفصل الأول.....
صرخت حنان قائلة: لقد مللت من الدراسة....
ربتت آية على ظهرها وأكملت سيرها نحو المطبخ بعد قولها: لا تملي الآن أنا ذاهبة.....
سألتها فرح بسرعة: إلى أين؟؟!
أجابتها: لأجهز شيء نأكله.....
قالت بثينة باستغراب: هل إنتهيت؟!!
ابتسمت آية وقالت: نعم منذ فترة لقد كنت أتصفح الكتاب قليلاً...... يجب أن تنتهوا قبل الغداء وإلا لن تأكلوا شيء.....
فأجابوا بالموافقة........ وبسرعة عادوا إلى ذلك الجو الذي يدور فيه الكثير من المعلومات والأفكار.
مضت الأيام الأخيرة وانتهوا من تلك الإمتحانات لظهرت النتائج أمامهم فلقد نجحوا بكل المواد وعن أصدقائهم أيضاً نجحوا في جميعها بدون أي رسوب في أي مادة من موادهم.
بعد فترة وجيزة عادوا إلى سوريا بعدما أحضروا هدايا لأهلهم ليجلسوا ثلاث شهور ويعودوا مرة أخرى فلقد كانوا حزينين على فراقهم ولكن ما العمل فليس لديهم حلول أخرى........
ومن هنا تبدأ سنتهم الثانية....
قالت بثينة بضجر: كنت أتمنى البقاء هناك.....
أجابتها فرح: أنا أكثر.....
لترد عليهم حنان بأن كلامهم صحيح.
قالت آية والتي كان لديها إقتراح جديد: حسناً فالنواجه حياتنا هنا من اليوم إلى أن ننتهي.
أكملت بثينة قائلة: هذا صحيح ولنكن أقوياء أكثر من السابق.
وأضافت حنان أيضاً: ويجب أن ننتبه على أنفسنا أكثر وأكثر....
وقالت فرح بابتسامة: ويجب أن لا ننسى بأن ندرس بجد أكثر......
و من هنا بدأت الفتيات بوضع خطط لمواجهة فما هي هذه الخطط.....
....
كانت الخطط عبارة عن......
ألا يخرج أحد من المنزل بعد السابعة مساءً...... و إذا أرادوا الخروج فاليتصلوا بأحد الشباب ليساعدهم.....
الدراسة بجد....... إلى يوم الإمتحانات....... و هكذا.......
و مضت الأيام و الاسابيع و الشهور و زادت علاقة الفتيات مع الشباب ما عدا آية كلما زادت بعدها عنهم و كذلك سامي...... والبقية فإنهم يعلمون سبب ذلك......... وبعد مضي كل هذا الوقت قلت تعرضهم للمشاكل......
و من هنا لم يتبقى وقت لإنتهاء السنة الثانية لهم في الجامعة و المتبقي هو شهر واحد فقط......
إبتسمت بثينة وهي تقول: لقد مضت سنة كاملة علينا وقد قلت تلك المشاكل التي كنا نواجهها وزادت صداقتنا أكثر.
وافقتها فرح الرأي لتقول حنان: ولكن زاد إشتياقنا للبلد.....
فقالت فرح بحزن: نعم فلدينا جميعنا ذكريات لا تنسى.
أخبرتهم بثينة بغضب: ليتها آية تشعر بما نشعر به الآن.....
وافقتها فرح بقولها: نعم هذا صحيح...... لا تنسوا أنها عاشت في الخارج كثيراً....
أسكتتهم حنان قائلة: أصمتا الآن لكيلا تسمعنا.....
مرت الأيام وقبل الإمتحانات حدث شيء غريب و محزن ألا وهو إندلاع الحرب في سوريا و عدم الأمن والآمان في تلك المناطق......... فحل قلق وخوف بين الفتيات و كل الذين في الخارج بسبب ذلك.......
وفي منزل الفتيات كان الجميع فيه ولكن الحزن مسيطر عليهم حاولت آية أن تلطف الجو قليلاً قائلة: ما بكم جميعاً لماذا أنتم مكتئبون؟؟؟!
ردت عليها بثينة بغضب: لا تصتنعي الغباء....
أجابتها: إني لا أصطنعه.
فرد مازن عليهم بحزم: كفى شجاراً فليس هذا وقته.
أكمل رامي قائلاً: منذ أسبوع وأنتما هكذا.
صمت الجميع من جديد ليفكروا بحل إلى أن تكلم سامي قائلاً: ليس علينا سوى أن ندرس بجد لكي نحقق أهدافنا...... وأحلام أهالينا.....
ردت حنان عليه: نعم هذا ما كنت أفكر فيه........
قالت لهم بثينة: إن شاء الله وأن نحاول أن ننجح بأكبر قدر ممكن.......
مرت الأيام و إنتهت الإمتحانات و لكن الفتيات لم يقدموا جيداً كما في السابق ما عدا آية نجحت في جميع المواد...... بسبب تشجيع نفسها على التقدم..... و كانت في نفس الوقت تشجعهم .....و كانوا جميعاً حزينين و يبكون في بعض الأحيان......
.
.
و من هنا تغيرت حياتهم و تغير الكثير فماذا سيحدث بعد هذا التغير المفاجئ بعد حدوث هذه الحرب تابعونا في أحداث الرواية الجديدة بعنوان (المغتربين الأحرار)