(8) لهيب زهرة

280 22 38
                                    


عندما رأت القرية الصغيرة ذاتها التي لاذت إليها أولاً قبل إنتقالها إلى المدينة، لمعت ذكرى هروبها رفقة راين من خضم النيران المتآكلة، ومن المكان الذي عاشت به و الأشخاص الأعزاء عليها، من رقدوا هناك إلى الأبد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


عندما رأت القرية الصغيرة ذاتها التي لاذت إليها أولاً قبل إنتقالها إلى المدينة، لمعت ذكرى هروبها رفقة راين من خضم النيران المتآكلة، ومن المكان الذي عاشت به و الأشخاص الأعزاء عليها، من رقدوا هناك إلى الأبد. وكان التساؤل بإمكانية وجود بقاياهم، بين الرماد، دون دفنٍ أو تكريم، يلهبها، لتشعر بتلك الجمرة تستعر في صدرها وتوشك العبور نحو حنجرتها لتخنقها. ولم تلحظ تقدَّم الفتيات في محاولة للنزول من التل عبر صخور ملساء، إلا من أوار التي بقت، تدير رأسها إليها بقلق.

" هل أنتِ بخير؟ "
سألتها

" أجل، إنما كان منظر القمر جميلاً، ولم استطع كَّف نفسي عن تأمله "

أجابتها ايف، ثم سارت إلى الأمام، تجاوزتها، فمَشَت أوار خلفها بخطى وئيدة دون أن تنبس بشيء. حينها شاهدتا اندا تقفز من أعلى قمّة لصخرة، وكادت أن تهرس شيزو التي تقف في الأسفل. اعتدلّت في وقوفها تنفض كفّيها، و أعلت رأسها.

" أوار و ايف ما الذي تفعلانه؟ لا نمتلك اليوم بطوله! "

سارتا نحو الدرب الذي يتدرّج للأسفل عبر الصخور، فمضوا جميعهم إلى أن اصبحوا قبالة القرية، رفعت ميانور أوراقها مجدداً.

" انظروا هنا.."

و رغم الليلة التي نزفت سواداً، بانت ظلال القصر المتهاوي الذي انتصب عالياً فوق الجبل، متوشحاً بالرماد، و الأرواح المغدورة حين بَدَت وكأنها تطوف بجنحانها القاتمة حوله. وفي ذلك المشهد، كانت الإشاعات التي تناولت حلول اللعنة على العائلة الملكية، مستساغة، وربما منطقية إلى حدٍ ما. انتفضت اندا بجذعها وهي تخبئ جسدها بين ذراعيها رهبة، و غيّر الفتيات الموضوع بسرعة بحثاً عن الهضبة ذات الأزهار المنشودة. لكن ايف، صمدت في مكانها، و اظهرت تعبيراً لم تكن لتظهره قبلاً، وتراءى نورٌ قرمزي في عدستيها.

" ايف... "

وشوشت أوار، بدهشة من ذلك التعبير الذي لم يلاحظه سواها في الظلام، و خاتمها الكهرماني استمر يومض بريبة.

ممالك باسقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن