" هذا.. "همست أوار بدهشة وهي تضع أول خطواتها داخل القرية، ولم تنطق ايف بشيء حيث سيّطرت ملامح العجب والإستنكار عليها. كان عمران القرية من الأحجار القويّة المتراصّة، بِقبب ملساء مُستديرة، وشكل غير معهود، إلا أن مبانيها قليلة متوزّعة، ومن بينها مساحات تواجدت فيها بضع حوانيت للبيع ترتكز بشكلٍ طوليّ حتى مبنى بارز يبدو كالمعبد؛ فهو اكبر حجماً، بأبواب عملاقة تنتصفه ومنقّش بخطوط ملونة من الأبيض و الأحمر و الأخضر، وعواميد مقوّسة تناثرت على جوانبه تظهر أبواباً أصغر، وعند زوايا السقف إرتكزت عدّة أعلام بكفّين مُتعاكسين في الإتجاه، وقريباً في ساحتهِ الواسعة، انتصب تمثال فارع حجري، يُظهِر رجلاً مبتسماً، مُتغضّن الوجه، بلحية طويلة مُشعّثة، يرفع إحدى يديه للتحيّة، وعلى رأسه يعتمِرُ جمجمة مخلوق لا تجلو ماهيته. انتشر الناس في ساحة المعبد، بثيابهم وأشكالهم الفريدة، منهم من كان مشغولاً بالتعبّد، ومنهم من همَّ بإيقاد المشاعِل الخارجية نظراً لغروب الشمس.
" السيّدات دولما، ساندرا، كيلا؟ "
تنبّه القريبين منهم و الخارجين من المباني القريبة، فسارعوا يرحبون فيهم بحرارة، ويتدافعون بالسؤال عن أخبار المهرجان في المدينة، ولم يخفى عنهم رؤية الغريبتين على قريتهم، فكانوا من بين لحظةٍ و أخرى يمدّون رقابهم بفضول ناحيتهما، ثم يتهامسون فيما بينهم. لم تبالي أوار، حيث انشغلت بتفحصّ المكان بعينيها، وهي ترمش بفضول كعادتها لِما هو غريب عنها، ولاحظت أن السيدات الثلاث تتمّ معاملتهن كقامات مهمّة هنا، وبجانبها ايف تُدقّق بصرها على الأعلام التي تُرفرف فوق سقف المعبد، والظنون تتقلّب داخلها. وبينما كن السيدات مشغولات بالتعامل مع هذا الترحيب الحار، اندسّت الطفلة بيما خلف السيدة دولما تُغمِض عينيها بشدة، وكأنها لا تطيق النظر للناس، او تتعمد ذلك، و إنطلق نوربو راكضاً بعيداً عنهم.
" أليسَ هذا علم مملكة شاكتي؟ هناك؟ "
همست أوار إلى ايف، وأشّرت بإصبعها ناحية المعبد، فهي تعرف شكله من سلسلة القرص الذهبي. تأكدت الأخيرة من ظنونها، وشدّت على قبضتيها.
أنت تقرأ
ممالك باسقة
Fantasíaحكاية تقع في غابر الأزمان، بعد أن كانت الأرض واحدة ومتشابكة، حدثت كارثة عظيمة، جعلتها تتقسّم إلى أربع أراضي متفرقة ومنزويّة، فقد البشر ذاكرتهم، وصار السبب طيّ النسيان. بعد قرون عدّة، وفي عصر نهضة الممالك الأربع: دادان، كونكورديا، هونشو، شاكتي. انتشر...