البارت -٩-

15.1K 190 13
                                    



البارت التاسع

ابعد وخلني.. في حياتي انا حر..
وكثر ما تقدر.. عن حياتي تبعد..
ماابيك حتي في خيالي انا تمر..
ومابي اشوفك في طريقي تردد..
لا تطرح الموضوع كل ساعه وتصر..
بيني وبينك الهوى ما يتجدد..
ابيك ترحل عن حياتي وتهجر..
يمكن مع الوقت على بعدي اتعود..
ما عاد وصلك يشرح القلب ويسر..
موقف فؤادي من غرامك تحدد..
قلبي معزم وعلى فرقاك بيصر..
وماخذ قراره.. إلآ ليما تأكد..

.....
...............

الجراح تملء قلبي ..والسنين لاتداويني ..الوحده انهكتني ..والهم ينهشني ..العمر يمر وانا وحيده ....حتى شبابي يهدر امام عيني ..
تنهدت تتأمل المرأه وهذا حالها دوما عندما تكون وحيده ..
وقفت وبان طولها الفارع ...اطلقت عنان ليلها الغجري ..
فضحتها دمعه بللت وجنتها النافره ..
تذكرته ..يا الله كم تفتقده ..انه حتى لم يترك لها طفلا ترتبط معه به ..بطفل يشاركها حزنها على فقده..
نغمة رساله جديده صدرت من هاتفها ..لتقفز اليه مسرعه ..
كانت منه..كلمتان فقط ..قرأتها مبتسمه ..
‎" وافي توفى .."
تغيرت ملامح محياها ..وهي تعيد قراءتها ..تغلقها وتعيد فتحها وقراءتها ..
طلبت الرقم مستعجله ..لربما هي مزحه ثقيله من خالها الحبيب ..
وبعد طول طلب ..رد ........كانت متعطشه لصوته ..
رد بعد صمته الممتد ......."السلام عليكم .."
لم يكن الصوت الذي تطمح لسماعه..لم يكن صوت روحها وكل اهلها وبقايا امها الحزينه ..
انصت لشهقاتها في الطرف الاخر ..لكم هو جاهلا لما دفعه للرد عليها :::
لعن نفسه على تهوره ..ان تكلم صوته يحمل اليها الحزن ......وان سكت فهو يضيع حق صديقه في الانتقام ..ومن ولاك ياثابت لتنتقم من انثى معدمه وحيده ..
‎"لفى توفى من شهرين ..والله يرحمه كان خارج من عملية قلب مفتوح ..لكن صحته بعد العمليه تدهورت والاجواء هنا صعبه وعطاكي عمره ..."
اغلق الهاتف مسرعا .....وهو يشدد على قبضته ويضرب بها جبينه ...كان في موقفا لا يحسد عليه ..
تأملت جدر حجرتها المترفه بالوحده والسهر..المشبعه بالنسيان ..تعلقت يديها بجيب ثوبها ..الهواء المحيط بها يخنقها ..وعيناها فقدت الرؤيه ..هوت على الارض ....حمل الحزن ثقيل عليها..
................
.............................................
اذان العصر يشق صمت العيد في الشارع ..
::
تحرك في مكانه ..منذرا عن قرب استيقاضه ...
ازعجها بحركته ففتحت عينيها ........استوعبت ما فعلت ..لقد شاركته السرير في لحظة ضعف منها ....
سحبت يدها منه مسرعه وأتجهت الى الباب مسرعه وهي تراقبه ..
عندما همت بفتح الباب ..سمعته يناديها متأكدا من وجودها ....بالاسم الذي لايناديها احدا غيره به .....وهو معنى اسمها الكردي المعرب ....."الحان ..."
أغمضت عينيها وقطبت جبينها ....كرهت وضعها وتهورها ودخولها غرفته من الاساس ...
ألتفتت اليه بعد تردد ...
لم يركن ليرى ملامحها في الظلام ..
اخذت نفسا عميقا ...ومددت يدها لمفتاح الاضاءه ..
::
انزعج من تسلل الضوء لرمشه ..
ثم فتح عينه بصعوبه ..
تأملها ..الشقراء ..المتجرده من العروبة الا في جموح خصرها ...
بخديها الورديه وشفتيها الصغيره ...وعيناها الزرقاء الواسعه ..
انها كمارلين منرو ..بينما لاترى عيني البدوي الا معشوقته ابنة الصحراء بعنيها الكحيله و بنيتها الشامخه و عراقتها ..
يراها هكذا للمره الاولى لقد بدا يتعرف عليها مؤخرا ..زمت شفتيها الورديه واكتست خديها بحمرة الخجل ..
كانت تنكش اظافرها الحمراء الطويله بصوت مسموع ..
أستحثها للحديث ......"أمريني..؟"
رمشت بعينيها ثلاثا وابعدتها عنه ...ونظرت الى اللا شئ ..
وبصوت هامس ........"بس ...كنت ابا اكلمك بشيء ......."
تأملها بلابس لا يليق بالمكان ......وقد ارتدت فستان احمرا يكشف كل نحرها ويفضح صدره ...ويشف دقائق جسدها ... وقدفجر هذا اللون هذا انوثتها مع التقاءه بلون بشرتها..
همس لها غاضبا ...لا يكذب لقد اثارته بمنظرها هذا ........."الحان ...لاتنسين انتي فين ....رجاء اطلب منك بأدب ...معاد اشوف هاللبس عليكي ...تمام ....."
هزت رأسها بخنوع غريب عليها ....."تمام .."
أكمل وهو يغطي مافوق سرته وعضلات بطنه بالغطاء.."والموضع اللي جايتني على شانه انا قلت لتس أنا اسف ..وابد ما اقدر البيه لتس ....."
ترجته وهي تقترب منه ...."طيب الله يخليك اسمع وجهة نظري للموضوع على الاقل ....."
ونظرت اليه بنظره استعطاف واستجداء ذكرته بطفولتها كثيرا ....يا الله كلما يتذكر طفولتها ينفر منها اكثر ..لقد ربيتها تقريبا ..
تلك السمينه الشقراء المغطى وجهها بالبثور ..أصبحت هذه ..
تنهد ......"نوريني يا ست الحان بوجهة نظرتس ....."
أبتسمت بطفوله وهي تتقدم .....
نهرها ..........وقد مد يده ...."آأ ...آأ .......آأ ......اشرحي لي من بعيد ..."
توقفت في مكنها وقد اقشعر بدنها من كلمته ......الى هذه الدرجه ينبذني ...الى هذه الدرجه يعاملني كعبء ..
بينما اقترابها منه اشعل جسده ..وارتجف للحظه مراقبا اقترابها ..قبل ان ينهرها ..
رمشت بعينها اكثر من مره تمنع تساقط دموعها وركزت بنظرها على اللاشئ ..
رفعت جيب فستانها بيديها الاثنتين وفردت كفيها تغطي مالم يستره الفستان من صدرها ..
اخذت نفسا عميقا ....."انا شايفه انه اختي نفسيتها مره تعبانه ..و..و ...هي محتاجتني ..محتاجه تتنفس ..تنسى ..ابغا... ابغا ...اعوضها ..وو ...شاهر افهمني .....مدري اش اقول ...."
أبتسم لها ..وهو يقف ولا زال يستر بالغطاء اسفل جسده ......."فاهمتس ...يا الحان وانا لو بيدي اخرج مدين من هالمكان اليوم قبل بكره ...لكن تعرفين الوضع ...اللحين هي متزوجه ...حتى ذيب وابوي مالهم شور بهالأمر يعني بكلم زوجها ...وما اوعدتس لكن بكلمه ......"
راقب تعابير وجهها .....التي كانت تخلو من أي ردة فعل ..هزت رأسها بالايجاب ........"مشكور ياشاهر على كل شيء ..."
اتجه الى دورة المياه وهو يراقب ظهرها تتجه الى الباب ....
قفز التساؤل الى رأسه ..فأستوقفها ......"الحان ..؟؟"
::
مسحت دموعها من على وجنتيها التي انهمرت ما أن اعطته ظهرها ..التفتت اليه ...
لم يعرف كيف يصيغ السؤال ....."آآآآآ ..الحان ..أأأممم ...؟؟انتي من متى كنت في الغرفه ..؟؟"
ارتجفت شفتيها تبحث عن حل ..عندها اشاحت بنظرها عنه لا اراديا متأمله صورة نوير على الحائط .....
واعادت النظر اليه ...وبمحاولة ان تكون واثقه من اجابتها ......"اول مافتحت الباب ...انت صحيت ......."
هز رأسه بالايجاب ...هو موقن بان احدهم كان يشاركه السرير ..
ذكر اسم ربه يقطع الشك ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ما أن اغلقت باب غرفته حتى ......انهمرت دموعها في صمت ..واختفى طريقها الى غرفة اختها ....سندت نفسها على الجدار ...وهي تمنع شهقاتها ....
لقد شعرت بأنها منبوذه اكثر من أي وقت في حياتها ....كتمت شهقتها بكفيها الاثنين ...
تلك النصف ساعه التي نمتها بجانبه ..لقد شعرت بالدنيا اجمعها تتقلص بيني يدي ..بأنني ملكت كل شيء ..بأنني كنت الف ساعدي حول سعادتي ..
كم انا حمقاء منبوذه كلما رفعت رأسها الى الاعلى كسرت رقبتها ..
.......................
..............................................
كلن يقف في رواق المشفى الخاص ..وقد اغلق هاتفه للتو من خال ابني اخيه ...لقد لفهمه ذاك الشقي بان هذه المستوره عصت زوجها المزعوم في امر ما ...وما كان منه الا ان يلقنها درسا تأديبا وردعا لها عن هذه الافعال ..
.
لم يعلق برأسه شيئا سوى اختراق رائحتها تنفسه عندما حملها بين ذراعيه....
كيف له ان يحتك بها بعلمه انها امرأه مرتبطه ..لا تسمح له رجولته بتأمل امرأه ضعيفه محتاجه ..لقد ساعدها كما لو ساعد أي احد ..
الا انه اشفق عليها ..موقفها ضعيفا للغايه لقد تكالب عليها زوجها واخيها .....
لم يكن يوما ليمد يده على امرأه برغم ان اخيه زيد ورث طول يده الى ابنه ذيب ..
لايسمح له موقفه بالحكم على الاخ في الموضوع .....
:::::::::::::::::::::
راقب اخيها يتجه اليه من اخر الممر ..شرح له سعيه في ايقاف الطبيب عن تقديم بلاغ للجهات المختصه ..تفسيرا للأعتداء الجسدي الواضح على تلك المسكينه ...
لم يكن ليتدخل ويتكلم وينصح .......اعتاد البدوي على ان لا يتدخل بين رجل ومحارمه ..
::
::::
تـأملت خالتها العاجزه الكسيره على السرير الابيض ..كرهت ضعفها وقلة حيلتها ..وهي تراقبها تأن بأسماء ابنيها البعيدين....
لكم تكره ان تكون هذه الانسانه العظيمه بهذه الموقف وهذا الوضع ...انها لا تستحق سوى كل تقدري ...
دخلت ابنتها متأمله خالة امها بحزن ......"ابوي يقول يالله ....."
::
قبلت رأس خالتها ...يعز عليها فراقها الا ان ما باليد حيله ..
راقبت دخول خالها مع خروجه لكم مات كل تقدير له بقلبها واستبدلته بالاستحقار ..
يالوقاحته ..يقتل القتيل ويمشي في جنازته ...
لحقت بعمها وابنيها ..اخذتها افكارها للذكرى ..لقد كان عدي كريما بطول يده علي ..عصفت ذكرى ذاك بذهنها لم تره يوما يضرب سوي مرتين في حياتها كانت كفيله بزرع الرعب في قلبها .....ضربه اواز في ذكرى تلك الحادثه الشهيره ...ضربه مشاعل مؤخرا ....انه عالمه تماما بما شعرن به ...لقد دربها عدي قبلا ....
قاومت افراغ ما بمعدتها وهي تركب السياره متأملا الطريق الطويله المؤديه للمنزل ...مشتاقه تماما لسريرها ..عمرها ثمانيه وعشرن وكل يوم تزيدها الدنيا عبئا وحملا ثقيلا ..تستيقض كل يوم ..تحارب كل الاحزان والهموم ..وشرور الدنيا ..وتحمي اطفالها حتى يعودا الى السرير امنين ...ثم تستلقي هي على سريرها والفكار تتلاطم بها ...والاعباء تنهكها وتتضخم وتتفرع مع كل صبح جديد ....
لقد كان يوما طويلا بحق ..الاحداث كانت متزاحمه ..والاحزان تكالبت عليهن ...
حتى عمتها اليوم ارتفع ضغطها وقضت اليوم طريحة الفراش ..
الا انها تفتقد ماريا للغايه لكن باب غرفتها مقفل يبدوا بأنها لا تريد مقابلة احدهم ..
حتى اواز و مدين خلدا مبكرا الى السرير ...
وهي المنهكه للغايه لم تخلد اليه بعد ..
لنستعرض مافعلته اليوم ..لان الحياه بدونها لاتسير على مايرام في هذا المنزل ..
استيقضت مبكرا لتصلي الفجر ..نزلت الى المطبخ دلال القهوه للمجلس ..وحضرت الفطور لذيب وعمها وابنيها ...
اشرفت على تنظيف المجلس السريع ثم بخرته و اغلقته .....
توافد الرجال على مجلس عمها ...
حضرت لهم سفر الافطار مع الشاي ...وقاد كنت متعبة جدا نظرا لكثرتهم ..
لم يكن هناك غداء اليوم وهي تخطط للذهاب الى خالتها بعد الظهر قبل ان تقع تلك الفاجعه ..
جمعت ملابس ذيب وابنيها وعمها ..
غسلتها وانتهتها مبكره نظرا لقلتها هذه المره ..
حضرت الغداء بكميه تكفي لاطعام البيت كله ووجبه دسمه ..
تركتها على الموقد وامرت الخادمه بأعادة تسخينها وتقديمها بعد الظهر ..
ذهبت الى خالتها وحدث ما حدث عادت الى المنزل بعد العصر بنصف ساعه ..
كانت عمتها مرهقه فقامت على العنايه بها حتى المغرب وحضرت الاكل لأبناءها لقد كانوا جياعا ..
بدأت في تحضير وجبة العشاء حتى تكون جاهزه قبل صلاة العشاء ليأكل الجميع ثم يخلدون الى النوم ..وزعت الصواني على غرفهم لم يكونوا ليأكلوا مجتمعين عدا ذيب والصغيرين وابيه يأكلون سويا..
رابع العيد هو غداء ذيب كالعاده لزملاءه ورفاق عمله ومعارفه غير غداءه وابيه اول العيد وثانيه للاقرباء ..عاده غداء رابع العيد يكون ابسط ..
حضرت ثلاث اصناف الحلو للغداء ونوعين سلطه والحساء ..بكميات كبيره كالعاده ..
ثم صعدت الى غرفتها ..جمعت غسيلها وابنتها وغسيل مدين واواز معها هذه المره ماريا لم ترد عليها ..
وقابلت الغساله والمجفف حتى الساعه الحاديه عشره الا ربع ..انها حقا منهكه الا انها تذكرت بأنها لم تتاكد من خلود الصغيرين الى السرير..
توجهت الى غرفتهم كانت غارقه في الفوضى وتعلقت عينا هاذين الاثنين بالشاشه حماسا لالعاب الفيديو ..
الا ان رتبت الغرفه وهدءت الوضع وسحبت الاجهزه من ايديهم كانت الساعه الثانيه عشره وهي من استيقضت قبيل اقامة صلاة الفجر ..
ذهبت الى غرفتها منهكه ورمت بنفسها على السرير ..كانت ابنتها تتابع التلفاز ..
تأملت ابنتها وقد انعكست اضاءه التلفاز على محايها الجميل ...انها تشبه امي وعمتي في نفس الوقت ياله من خليط غريب ..
الا انها جميله للغايه وقد نضجت مؤخرا ولايبين عليها عمرها ابدا بل تبدوا في عمري وعمر مدين ..
بنصائح الامومه المعتاده ....."ماريا ابعدي عن التليفزون عيونتس ......."
ردت عليها وهي لازالت محدقه في التلفاز ....."بالله للحين تصدقين هاذي الخرافات يا امي ......"
تقلبت في سريرها منزعجه وبلهجه تهكميه ......."قولي لي قومي اتحممي ......"
ردت عليها بلا مبالاه وهي تتابع التلفاز ....."قومي تحممي..."
:
رمت عليها الخداديه بجانبها حنقا ......."وجع ...انا امتس احترميني .."
ابتسمت تلك تتفادى الضربه وهي لا زالت تراقب التلفاز ..
شاركتها ماتشاهده .....وبفضول ....."حلوه المسلسل ......"
هزت ابنتها رأسها بالنفي ......."لاء ......"
شاهدن التلفاز بملل وهن يسرحن بحياتهن الممزقه الغريبه .....تأففت ....."ماريا اعتبريني عجزت ....قومي حمميني ولا مافي حيل اتحرك......"
ضحكت ابنتها ......."لاتحاولين بنعجز انا وانتي مع بعض ...اصلا محد مصدق انك امي ...الشئ الوحيد اللي يثبت انك امي لغة العجايز حقتك ......."
وقفت متجهه لابنتها ...بعثرت شعرها ..."قومي ...قومي جيبي لي فحمتين والعوده حقتي سيبتها في المطبخ تحت ..تعرفين علبتها ...قومي ......."
اعترضت بتهكم .........."امــــــــــــي ...امانه ما ابغا مافحالي ..وبعدين البيت ظلما والمطبخ بعيد ...خلاص مره ثانيه جيبي لك موقد هنا ......."
حركت رأس ابنتها بيدها ....."قومي ....قومي انتي مهلوكه انا اش اقول ...قومي ......"
راقبت ابنتها تخرج وهي تكيل عبارات التهكم والتعب ......
أتجهت الى المغطس تحتاج لحمام طويل ومريح وساخن ...
كان للتو داخلا للمنزل ..قابلته ابنة اخيه خارجه من المطبخ وفي يدها علبة العوده والمبخره ..قبلت رأسه وتشاراكا الصعود على السلم الواسع ..
قبل ان يدخل غرفته سألها ..."ليش البخور ذا ؟؟......"
جاوبته تلك الحمقاء ببديهيه ......."لشعر امي ......."
لم يبدي أي ملامح على وجهه ...
بل مد يده اخذا المبخره منها وعلبة العوده ..."هاتيها ببخر غرفتي ....."
أتسعت عينيها من فعله ......."طيب وشعر امي ......"
ابتسم بتصنع ......."تدبر عمرها ........."
اخذها منها واغلق باب غرفته ...عادت الى غرفتها وامها صفر اليدين ..
فتح العلبه الذهبيه واخرج قطعه من العوده في المبخره ...
لتغمر الغرفه رائحتها التي تركتها على وسادته ذاك اليوم ..الا ان هناك خليط روائح تركته له وهذه رائحة شعرها الليل الغجري الاسود فقط ..الذي وقع في فتنته ...
ذهب للأستحمام ..وعند خروجه كانت الغرفه قد غرقت برائحة شعرها ...
جففت شعرها الذي يصل الى منتصف فخذها ..وسرحته بصعوبه ..مسحت من على جذوره ناحيه عنقها من خمرية نفس العوده ..
‎"ماريا وين الفحم والعوده ...."
اغلقت جهازها اللوحي ..."اخذها مني عمي ذيب ....."
راقبت ردة فعل امها ..لم تبادرها بأي رد او طلب للتبرير ..
فقط رفعت غطاءها ..واندست اسفله ..
وضعت يدها على فمها تقاوم افراغ ما بمعدتها ..
هذا لايعقا أي اتصال مباشر او غير مباشر لها مع ذيب يقلب كيانها ..لكم تكرهه وتهمشه ..وزاد كرهها اليه اضعافا بعد اخر لقاء بينهم ..
كيف له ...؟؟ اقشعر جسدها وارتجفت عند تذكرها قربه ورائحته ..
كانت غرفتها الوحيده المضاءه في هذا القصر الكبير ..
حركت اناملها الطويله على الارض البارده ..لقد كان التكييف مفتوح منذ الفجر ..
آه كم يؤلمها جسدها ..وجنبيها تكاد تتشقق ..تذكرت الم فقدها طفلها في شهرها الثاني منذ اعوام بعيده ..ظهرها يكاد يقصف .زوعظامها تأن ..
ياه لقد كان حلما سيئا ..تسلل النور بين رمشيها ..وفتحت عينيها ..لم تستطع تعديل وضعها ..
نظرت الى جسدها لقد كانت شبه عاريه بما تلبسه ..هناك شيءمنعها من اكمال ارتداء ملابسها ماهو ....
تذكرت ماحصل ..ما قيل لها ..وماعرفت ..
اطرقت برأسها على الارض بقوه وانهارت بالبكاء ..
اغلق للتو من مكلمة ذاك ..تفكر للحظه ما دفع ذاك الاسطوري لفعل فعلته يوم العيد ... يالله أي الرجال هذا الذي يعيش في زمننا الغادر المواقف الصعبه بعقل رجل من الزمن القديم ..لقد فضل ان يستر على ابنة احدهم التي يراها الجميع ناقصه بعدما حدث لها ..على ان يتخير في النساء وهو اكمل رجال قومه ..لهذا الرجل خفايا كبيره ..
كان للتو يخلد الى فراشه عندما رن هاتفه برقم لا يعرفه ..
كان شاهر ابن عم ابو تلك ..يبدوا لي بأنه متزوج من اختها ويريد مني ان اسمح لذهابها مع اختها ..
يالبساطة هذا الشاهر ..وطيب اصله يحسب بأنني سأمارس عليها كل حقوقي ...لقد انقذت سمعة هذه الصغيره لا غير ..
ولا انوي ان اجلبها يوما الى بيتي وامارس عليها واجبات الزوج ..علاقتي بها عنوانها ..."دعها للايام نتبينها ..."
:
....
..
..
..


:::::::

انتهى البارت دمتم بود

::::
::::::::

تعليق / رايكم

تصويت للبارت

هن لباس لكم /  للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن