البارت -٢٤-

16.3K 169 21
                                    



الجزء الرابع والعشرين..
:
:

انا احـــبك يا سيفا أسال دمــي
يا قصة لست أدري مــا أسميـــها
انا احـــبك حاول ان تساعدني
فإن مـن بدأ المــــأساة ينهيـــــها
وإن من فتح الابواب يغلقـــــها
وان من اشعل النيـــران يطفيها
كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمات لست تعنيهـــا
:
:

بعدما عاد الكل من مشاغلهم ومدارسهم ..خلد الى السرير ليغفوا قليلا حتى صلاة العصر ..
كانت تتحرك حوله بتوتر يبدوا بأنها تصارع نفسها للتحدث عن شيء ما ...
خلدت اخيرا الى السرير بجانبه ...
عضت طرف شفتها السفلى ..."ذيب..."
لم يتحدث فقط دلك جفنيه ثم رفع عينه لها ان تحدثى..
أخذت نفسا عميقا ..."دريت خالتي مرادي حامل ..."
هز رأسه بالايجاب ...
حاولت افراغ شحناتها في ترتيبها شعرها على كتفها الايمن و حل عقده ...
رتبته في جديله طويله ...كان يراقبها لم ينم بعد ..
ألتفتت اليه ..."طيب ...ابي اروح للمستشفى ...."
استقام جالسا ..."ليه ..؟؟"
أخذت نفسا عميقا ..."أبي احمل ..."
لم يتحدث فقط اسند رأسه على كفه ...
راقبت ردة فعله ...بحيره ...
رفع رأسه لها ...."موضوع الحمل ماينفتح قدامي ابد ...سامعه يامضاوي ولامستشفى ولا علاج ولا أي من هالكلام اللي يسد النفس ...متى ماربي رزقنا الحمد لله ..."
لم تقرأ من ملامحه أي شعور ...دمعت عينيها وهي تراقبه يعطيها ظهره ..
انا حمقاء للغايه ما كان علي فتح الموضوع معه يبدو بأنه حساس للغايه فيما يخص الخلفه ..
يا الهى لا اعلم ماعلي فعله فغضب هذا الرجل عارم لقد راقبته يغضب ولكن ليس علي ...
أقتربت منه ..أسندت رأسها على كتفه...."طيب ..ذيب ..أنت زعلان ..والله ياعمري انا نفسي احمل اولادي كبروا خلاص وبعدين والله مشتهيه نونو صغير يخصني وكمان ولد ذيب حيكون شعور مره حلو ..."
ألتفت اليها ..."أش قلتي ....؟؟"
لم تستمد من عينيه أي شعور ...بهتت ..."مشتهيه نونو ليا ..."
بأبتسامه جانبيه ...."اللي قبل ..قلتي يا ...أيه ..."
أبتسمت له ..."قصد ياعمري ..."
هز رأسه وهو لازال مبتسما بأن هذه الكلمه غايته ...
عددت صفاته بقبلاتها التي وزعتها على محياه ..."ياعمري ..ياروحي ..ياقلبي ..ياكلي ..."
أبعدها عنه ..متأملها ...انا بالكاد استحق وجودها في حياتي ...هذه الفاتنه تغير مفاهيمي ..ليت ذاك اليوم لم يكن وبقيت اعزبا ناقما ووحيدا ...على مشاعر الخوف التي اعيشها كل يوم عن انها تتركني ..
و لأول مره يتحدث لها عن ماحمله في صدره سنوات بكلمات موجزه ..."مضاوي موضوع الخلفه ممنوع تماما تتكلمين معاي عنها او تجيبين طاري مستشفيات او علاج ...سامعه ...اللي ربي يكتبه بيصير ..."أبتسم لها مكملا ...."انتي شدي حيلك بس وهو يجي ..."
الان فقط هي عرفت من أيهم تستمد ماريا احاديثها المبطنه ..
انها ورث عائلي ..
::::::::
::::::::::::::::::::::::
جلس على مكتبه مبتسما ...
أطال الصمت أقتربت منه طالبه .."دكتور احضر ..."
لم يرد عليها ...أقبلت من عاقبها الاسبوع الفائت ..."دكتور انا ماريا هذا بحثي..."
أخذه منها مبتسما ....توجه اليهن بالحديث ..."كلكم اخذتوا في البحث فل ماركت ..الحرمان كله انلغى ..وفي تحسين من درجات العملي راح اضيفها للنظري والاهم من ذا كله ...طلعوا كتبكم بنحدد ..."
غرقت المدرج في أصواتهن ...غير مصدقات لما يفعله ...
أعتدل في جلسته ..."هاتي كتابك ياماريا ...."توجه اليهن بالحديث ......."ادعوا للي كانت السبب ولا مداني الى الان مطلع منكم ثلاثه حرمان ...."
الجميع اغرق المجهوله بالدعوات ...الا اسماء قالت ..."الله يعينها على ما اصابها .."
وجه حديثه اليها ..."ترى الا الان المجلس التأديبي قائم عادي اضيف لها شتم عرض عضو هيئة تدريس ..."
عبارات بعدم تصديق وحسره انهالت ..."متزوج ...ليه ..حرام ...الله يعينها ..."
ضرب على الطاوله ..."افتحوا كتبكم وانتوا ساكتين ..."
في الواقع هو في مزاج اكثر من رائع منذ الخبر الذي حملته له ابنته في نفس اليوم الاسبوع الفائت ..
فكرة انها ضاعت من يده وتسامحه مع نفسه بتركها ترحل ..والندم الغريب على ارتباطها ...جعله في صدى حسرته بأنه احمق للغايه ولو كانت متوفره لما فرط فيها ابدا ..
السؤال هنا هل سيتم ما اخطط له على خير ..
::::::::
::::::::::::::::::
كان عائدا للتو من صلاة العصر ..فتح غرفته ..لم يجدها ..
خرجت من دورة المياه ..."شاهر ....؟؟"
كان يهم بنزع ثوبه .."نعم ..."
حركت يديها تحاول تجميع افكارها ..."ابغا حاجه حلوه ...ابغا ايسكريم مانجا ..."
تغيرت ملامح وجهه ..."الله يكرم النعمه ..ايسكريم مانجا مره وحده ...ألبسي يالله اطلعكي زمان ماطلعتك وبالمره اشتري لك ايسكريم ..."
رمت نفسها على السرير بتعب ......"مافحــــالي ابي انــام ....انتا روح جيبي لي وانا انام ..."
رفع حاجبه بأستغراب ...الترم الدراسي الاول على مشارف الانتهاء ..أعيش مع الحان كزوجين طبيعين منذ ثلاثه اشهر ..ايعقل ؟؟
جرها من على السرير .."ألحان بنت ..قومي أوديكي مشوار ..خفيف هيا معايا ......"
دفعته بوهن ..."ما ابغا بنام ..."
جرها مره أخرى بأصرار ..."قوووومي ...أنتي اصلا متى صحيتي عشان ترجعين تنامين ...قومي أوديكي الراشد ...تشترين مكياج ....ونطلع السلسال من المحل ..واشتري لك ايسكريم مانجا ...قومي ...بس قبل نمر المستشفى ...."
همهمت بضيقه تحارب النوم ......."شاهر حبيبي أنا ...روحي ابلش احد غيري بنام ....مستشفى ليش؟؟"
جر الغطاء من حضنها ..."و انا اقولك سمي بالرحمن وقومي .... قومي بوديك تسوين تحليل حمل ...قومي يابنت ..."
رفعت رأسها بهلع ....لاتذكر حتى متى اخر مره لم تصلي فيها ...
وقفت مسرعه .."وين عبايتي ....؟؟"
لم تعد تقوى على التنفس ..جلست مكانها وهي تشد على كم ثوبه ..
لقد اكملت شهرين كأم بدون علمي ..أغفر لي يارب كل نزاعاتي العنيفه مع شاهر ..
أنا ام ....أنا يتيمه ..أنا نسيت كيف ان يكون لي أم ...طفل ..لي أنا ...يتخلق داخلي ..يا الله يا رائحة الرحمه داخلي..
رفعت رأسها له ..راقب حدقتيها الزرقاء الباكيه ..لأول مره يجرب شعور اللا شعور ...
كأن الموضوع لايخصه ..كأنها كذبه ...لازالت كذبه ..
‎"شاهر ...تسمع ...تقول انا حامل ...."
هز رأسه لها بالايجاب ..."الحمد لله ..."
طوال طريقهم الى العوده كانت تجهش بالبكاء ...هو حقا لايفمها ...صغيرتي ...أ كانت هذه منيتها ..أم أنها لا خائفه ..ولم تكن تنوي الانجاب حتى ..
مد يده ليحتضن كفها المرتجف ..
ألتفتت اليه ..."والله العظيم تتركني ياشاهر يا ويلك ....سامع ...والله ما اسامحك ......"
آخر ماتوده طفل وحيد آخر ...تخاف من ان تعاد معناة ابيها وامها واثر فراقهما عليها واختها ...تخاف من ان تتكرر تلك الايام الحزينه بأي شكل من الاشكال ...
قبل يدها يقاوم دموعا لايدري من أين أتت من كل مشاعره مجتمعه ..."أوعدتس ما ابعد عنتس يوم ..."
من مشاعره المتضاربه اتجاهها ..النسيان ..العشق المحتمل ..الفراق ..الآلام القديمه ..
صعدت مسرعه الى غرفة أختها ...تريد ان تتذكر رائحة أمها ...أو أي قطعه او ذكرى خلفتها امها ..
فتحت الباب ...كانت تلك تجلس على سريرها بصمت تندب الذي لن يحدث أبدا..
أرتمت في حضنها وهي تبكي ...
حاوطتها تلك بهلع ...وهي تردد ..."أش في .؟؟أش في ؟؟"
رفعت رأسها من بين دموعها ...."مدين توني راجعه من الدكتوره تقول أنا حامل توني راجعه تقول حامل في الشهر الثاني ...أنا حسيت اني تخنت و ضغطي بس هابط ...بس مو حمل ...مدين فاههمه ...يعني أم ...مدين أش يعني أم؟؟ أنا ما اعرف ..."
أبعدت خصلاتها الذهبيه عن وجهها المبلل بدموعها وهي ترفعه لها..."أم يعني رحمه ...يعني جنه ...يعني كل أحلامك وسعادتك بطفلك يا أواز ..قولي الحمد لله ..وادعي لابوي وامي ..أنت تعرفين انهم تركونا غصب عنهم ...ولو كان بيدهم مافرطوا فينا يوم ...قولي الحمد لله يا اواز لاتخافين انتي اللحين حققتي اكبر انجازاتك وعوضتي كل ايامك اللي راحت ...قولي الحمد لله ياروحي ..."
كانت تردد وهي تدفن رأسها في حضن أختها ..."الحمد لله ..الحمد لله ...
دخل غرفة أمه ...كان ابيه وذيب متواجدان ...حتى ماريا كانت موجوده ...وقد طغى توتر غريب على الجو .
جلس بجانب امه متنهدا ..
أبتدأ ابيه بالحديث ...بحسره "أختك بتوافق على ابو ياسر ...."
غضن جبينه بحنق ..."تمش بوزها ...يالله بس .."
همس ذيب .."ماريا كبيره قرارها بيدها ..."
راقبت حسرتهم عليها ...تكلمت بندم قديم ..."أنا كبيره ..أبي اخلف قبل العمر يروح ..."
نهرها شاهر ..."تبين تخلفين تاخذين واحد رجله والقبر ...أنتي امير قليل في حقتس يالغاليه ...دامتس وافقتي على موضوع الارتباط ربي بيعوضتس...هالشايب لاء..."
حاربت دموعها ..."بس ياشاهر ..."
هز رأسه بعدم رضا ..."لا بس ولاشئ ...هالشايب لاء ..انا قلتها ..وابوي مو راضي ..وذيب لو تنحرقين ماهمه ..."
أستوقفه ..."لاء ياشاهر ماريا غاليه ...ومن الروح وفيها وخيتي ...لأكن انا ابدا ماراح اغصبها على قرار اللي فات يكفي ..."
أبتسمت له بين دموعها وهي تقبل كتفه ..
أستمد زايد من وجود ابنه شاهر الارتياح ..فهو يعلم أنه لن يقنع احدهم ماريا بالعدول عن رأيها سواه ..
حتى ذيب وان لم يكن راضيا الا انه انسحب مؤخرا من التدخل في اتخاذ أي قرار مصيري في حق أي من افراد هذه العائله فقد كان ساعد زيد المجحف لمده طويله ..
أبتسم لهم ...وبحزن غريب ..وبذكريات قديمه ..بكلمه انتظر قولها طويلا "نقفل هالسالفه اللي تسد النفس ...بأصير أبو بعد سبع شهو من هاللحين ..الحان حامل بالثاني ...
صمت المجلس مشدوها ..الا من بكاء أمه ...بكت لأن ربي امهلها حتى تسمع خبر اين مدللها ..
أحتضنها وهو يقبل رأسها ...."لا يمه افا ...بدال ماتدعين لي ولأمه ...ليه كذا ..."
توجه اليه ذيب بالحديث ..."مبروك ياشاهر الله رزقك الذريه الصالحه .."
ألتفت اليه أبيه بحزن .."ويرزقك يالعضيد ...يا ذيب دام الحمد لله امورك مع مضاوي مشت تمام ارجع تعالج ...عسى الله ان يفرجها .."
هز رأسه له بالنفي ..."الحمد لله يا أبوي ماناقصني شيء ..مضاوي اسلبت يوم زواجك ...وننتظرها ترتاح بس ..."
غمرته فرحه صادقه لما سمعه ...لا يوجد هناك انجاز اعظم من الضنا ..ولاسعاده كسعادة مولود تكنى بأسمه ...فيتغير كلك وتعطي ولا تتعب يوما ..
فتحت عمتها باب الغرفه كانت تنام على سرير أختها بتعب ...
أبتسمت لمنظرها وهي تعيد ترتيب الغطاء فوقها وتقبل خدها ..
كانت تلك تجلس أمام التلفاز سارحه ..
وجهت الحديث الى عمتها ...وكأنها تحدث نفسها ........"تخيلي حملت من ذيك الليله ..."
أستغفرت ربها وهي تجلس بجانبها ..."يابنت اش هالهرج ..."
هزت رأسها مبرره ..."لا جد عمه تخيلي حملت ...كان الامر أسواء من اللحين ..انا المكان للحين يألمني مع كل حركه و خطوه ...أحيان الآلم يقومني من النوم ...لكن تخيلي حملت ...عشان كذا الحمد لله ..."
مسحت على رأسها ..وعدلت شعرها ..."الحمد لله يا مدين ولا على قدره اعتراض ..."
أسهبت في ذكراها ..."النزيف كان يموتني في اليوم الف مره ...آلم ياخاله مضاوي عمري ماذقت مثله ولا راح اذوق ..الدكتوره قالت لي ...عشان وضعك ذاك اليوم ومقاومتك حدث النزيف ...ياربي ياعمه استغفر الله تخيلي حملت ...تهون هلي مصيبيت الحمد لله ..."
لم تكن تعلم ماتقول ..أصعب ماقد تواجهه هو مؤاساة آلم أحدهم لم تجربه يوما ..
حديثه قد يشيب له رأسك ..وحزنه يمزق قلبك ..
ولا تعلم ماذا تقول ..او تفعل ..كيف تحزن ..او تتكلم ..كيف تصبره ..وكيف تقنعه بالعذول عن الذكرى والنسيان ..
فقط احتضنه وهل بعد الحضن ملجأ..
أحضنتها عمتها بحزن ...وهي تخبئ دموعها عنها ...رددت لها ...."الحمد لله ..الحمد لله ..."
مدين مؤخرا انتكست حالتها ..ولم تعد المضادات وزيارة الطبيبه تساعدها ...انها تشعر باسواء شعود يمر بأحدهم ...شعور انه لا يساوي شيئا..
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
كان ذاك يستعد للنوم فغدا يوم متعب آخر ..
فتح تؤامه الباب ...
رفع رأسه اليه بحنق ...هناك خبر سيلقيه كالصاعقه ثم يختفي كعادته ..
سأله ..."بتنام...؟؟"
هز ذاك رأسه بقل صبر ..."أكيد بنام ..."
هز رأسه وهو يدخل الغرفه ويضيئها ..."كويس اجل أسمع .."
رفع حاجبه ......"أقولك بنام ...
أبعده ذاك وجلس بجانبه ..."بتنام ماتسمع اللي بقوله لك ..زأسمع انا نويت أتحصن ..."
نظر اليه بأستغراب .."أتحصن ...تبغاني اقرأ عليك مثلا ...روح انسدح على سريرك واقرأ المعوذات ثلاث وايه الكرسي واتحصن ..."
نظر اليه مطولا بملل ........"انت ليه ماتجيب زوجتك البيت؟؟ ...."
تنهد ذاك .."ثابت .......الخلا يا اخوي ..."
أعتدل في جلسته موضحا بأن الحديث سيطول........"لاء بجد ...ليه ماتجيبها البيت ليه ماتعيش معاها طبيعي ...يعني زوجتك ..كل يوم تنام وحيده ..تأكل وحيده ..تبكي وحيده ..تحزن وحيده ..تعصب وحيده ...حرام ترى ربي بيسألك عنها يوم القيامه ...
اخذ نفسا عميقا ..."أيوة دكتور ثابت ومتى تغيرت مبادئك ...اللي يسمعك مايقول كان هو وزوجته متضاربين من ليلة زواجه ..."
أبتسم له بخبث ..."أي نعم متضارب معاها بس حبيبي خمسه صافهم قدامك وختمنا بتؤام ...حللت التحصين .."
ضحك له ..."والله انك مو هين ..."
ضربه على فخذه بخفه ..."وانت خلي رهبانيتك تنفعك ..والله مضيع نص الوناسه ...المهم انا قررت بأخطب من عند أرحامك ..."
تغضن جبينه بحيره ..."ماعندهم أحد ...؟؟"
أبتسم له ابتسامه جانبيه..."عندهم شيختهم كلهم أخت ذيب وشاهر الارمله ....
هز رأسه بعدم اقتناع ..."تقول شيختهم ...منين عرفتها ..وذاك اليوم تسألني عنها ...عليش مخطط يا أبو عمار ..."
مسح وجهه ..."على كل خير ...بس انت روح معاي نخطبها .."
وبقل حيله .."عساها توافق ....المره ارمله سنين ولاتزوجت اكيد انها رافضه الفكره ..."
رفع حاجبه بثقه .."يجيها ثابت ولدد عبد العزيز وترفض ..لا حبيبي وين تلقاها فرصه .."
أعطاها هي من الاخر ...."بنت الشايب المنكد شردت عنك ...بنت الشيوخ بتستحملك ...."
هز رأسه برضا ..."قول اللي تبي ..أنت بس روح معاي ...بعين فكر انا اجيب العمه هنا ...تجي زوجتك معاها ...شيء فشيء تلقى نفسك متيم يالشايب ...هذا السرير راح ينام عليه اكثر من نفر ..هذا الدولاب يتملى ملابس تفتح النفس ...هاذي التسريحه تتغطى كلها ارواج وبلاوي بنات ..مناكير الوان ..."
أبتسم له راجح وهو يتخيل مايقصده ..."انت من يوم حطوك في الكلاسات مع بنات خلق الله الضعوف وانت صاير مو هين ....قوم ياثابت عني بأنام وبكره نفكر بموضوعك ..."
وقف يتمدد بكسل وقد غالبه النوم ..."لاحبيبي بكره مانفكر بكره نروح ندق بابهم سلام كيف حالكم هاذي بنتكم الحلوه اللي مات زوجها جيبوها نبغاها ..وبس انحلت السالفه ..."
أعتدل في استلقاءه ..."تقولي حلوه ...الله يستر منك ياثابت ....بكره يحلها ربك طفي النور وصك الباب ...أسهرتنا بهرجك الماصخ ..."
كان رده انه خرج من الغرفه بدون ان يلبي طلبات اخيه ..
أستلقى ذاك على ظهره متأملا السقف ..
تقلب في فراشه وهو يراقب غرفته الخاليه الا من حاجياته المتواضعه ..
لا تدع ثابت يؤثر عليك ...انت اعلم الناس بحالك ووضع صغيرتك المسكينه ..وجودك بجانبها بالصدفه كاد ان يفقدها عقلها ,,فما بالك بحياة طبيعيه ..
لن افكر فيها هكذا ..حتى وان جلبتها الى هنا ..ستكون اكثر وحده في هذا البيت الخالي ..
لكنها ستكون تحت عيني سأراقبها واعتني بها ...ومن انت ..لكي تراقبها وتعتني بها ..
انت رجل بعمر أبيها اختار ان يحمي أسمها وشرفها لاغير ..
:::::::
::::::::::::::::::::::::::::
كانت تستلقي في سريرها بتعب ..وقد أكتسى وجهها بلامح الحزن حتى في نومها ..
أستلقى بجانبها بهدوء ..
أخذ نفسا عميقا منها ..حتى ضن ان لن تهجر رائحتها رئته ..
قبل محياها الذي بات يعشق ..رتب خصلاتها الذهبيه وهو يحتضنها ..
شدد عليها فتآوهت .."شاهر ..."
ربت على ظهرها يطمئنها ..." هنا ياعمري هنا ..."
لقد بت اتوجه اليها بألقاب الغرام ..أ تراي عشقت مرة اخرى ...أ تراه قلبي أنجرف مع موجات عشق جديد ..
وما عساي ان أفعل ..هذا قلبي ..وهذه ابنة الشمس لي وحدي ..
لوحدتي ..ومن لي غير وحدتي ..لقد بلغ من اليأس مبلغا حتى رضيت بأن ارتبط بذاك العجوز ويضيع معه باقي الشباب فقط ارتجاء من ربي ان يرزقني طفل ..
اليوم ..وكل يوم عندما ينتهي ..اخلد انا الي سريري وحيده محمله بأحزاني الجديده ..
محمله بالهجر والحسره والبكاء ...الكثير من البكاء ..
بلا صوت يهمس في الطرف الاخر من السرير بـ "ماريا ..لاتحزني هاكي صدري ..وهاكي قلبي وعقلي وكل حميتي ..."
ليس هناك صوت ..ولا وجود ..هناك فقط وساده مبلله بالحزن ..
كان ينام بجانبها كعادته في الاستلقاء يمد يده اليسرى و يضع اليمنى على صدره ..
راقبته ببكاء مكتوم ..وقفت لتصلي ..انهت صلاتها وهي تغرق بدموعها ...ياربي هناك حزن غريب يجتاح قلب وندم ...ندم بأنني ظلمت من وقف طوال السنوات الماضيه خلفي ..حمل عني الكثير ولم أنتبه له يوما ..كان يحبني بدون ان يعلم وكنت اتجاهله وانا اعلم ..
أرزقني ياربي طفله ..لكي أعوضه ..لكي يحمل صغيري اسمه وهل بعد هذا الشرف شرف ..
لأهب ذيب ابنا من صلبه ..
نزعت رداء الصلاه و رتبته وهي تتجه أليه ...
أستلقت فوقه ودفنت راسها في رقبته ..
شعر ببكاءها على صدره ..
حاوطها بكلتا يديه ..
وهل لصغيرته الا مابين ذراعيه وطنا و ملاذا ..
:
:
:
:
....
..
..
..

:::::::

انتهى البارت دمتم بود

::::
::::::::

تعليق / رايكم

تصويت للبارت

هن لباس لكم /  للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن