الجزء الثامن والعشرين ..
:
:انتظرتك .. عمري كله .. وانتي حلم
ومرت الايام والله .. وانتي حلم..
ليه تأخرتي علي ..
توهي مره واسالي ..
كوني في غير الزمان .. والا في غير المكان
كوني عمري .. عمري كله..
اللي باقي .. واللي كان..
انتظرتك عمري كله .. وانتي حلم ..
كل نجمه شعشعت والقلب عتمه .. كانت انتي ..
كل حرفٍ حرك شفاهي بكلمه .. عنك انتي ..
وكل حبي اللي مضى والحب قسمه .. منك انتي ..
كانوا الاحباب ظلك .. بعض احساسك ونورك ..
ما عرفتك يوم كلك .. ياللي في غيابك حضورك ..
انتظرتك عمري كله .. وانتي حلم ..
هذا إنتي .. قولي والله إنه إنتي ..
وين غبتي ؟! .. عني هذا الوقت كله ..
وين كنتي ؟! ..:
برائحة البخور الفخم ..بالتزيينات الكلاسيكيه والارضيات اللامعه ..
العاملات بزي موحد ..وطاعنات السن بركة المكان بكفوف حمراء والسنه داعيه ..
جميلات القبيله تنافسن على عرش الفتنه ..
بالحلوى الفخمه ..ورائحة القهوه ..وأثر الشفاه على الفناجيل ..
بالكثير من الاحاديث الجانبيه ..والضحكات المحمله بالأكثر ..
دخلن مسرعات للغرفه المخصصه للعروسه ....
دخلت مرادي خلفهن .."ياويلكن من عمه تقول تأخرتوا مره ...بسررعه اطلعوا ..."
سألتها ماريا بوجه مرهقا ..."في كثير برى؟؟ ..."
هزت رأسها بأستغراب ..."مين قال عائليه وربي خلق ياكثرهم .."
سألتها مضاوي وهي تفرد فستانها....."متى جات الدقاقه ؟؟"
توجهت مرادي لداخل الغرفه ..."توها يمكن غنت اغنيتين بس ...تقول على شاني بس جايه وبسعرها اللي دايم ليش ماحجزنها من بدري .."
وقفت أمام المرآه ...عدلت فستانها ...شهقت أواز .."ياويلي عمه مضاوي ...ليش رفعتي شعرك والله يالفستان فاضح اشياء .."
أتسعت حدقتيها بهلع ..."أيش؟؟"
ألتفتت محاوله رؤية خلفية رقبتها ...همست لها أوزا..."بقع اللي بالي بالك ...."
وضعت كفيها على فمها ...سألت بأستجداء..."أحد معاه أساس ..؟؟ماريا معاكي أساس..."
فتحت باب الغرفه وهي توجههن ..."أواز لبسي مدين ...بروح ادور يمكن مع العاملات أساس .."
كان مكياجها ناعما و ورديا لا يكاد يرى ...وسرحت شعرها على طوله وبدون طرحه فقط رفعت مقدمته مع تاج فضي ..
بدون أي قطعه أكسسوار برغم ان فستانها كان ناعما للغايه ويفضح درها نحرها وكتفيها وكلتا ذراعيها ..
كانت تجلس بملل على الكرسي في ركن الغرفه ..
تراقب عمتها ماريا تعدل فستانها للمره الالف أمام المرآه ..
بفستانها الأوف وايت ..الضيق ..يتسع أسفله بنعومه ..أكمام طويله وفتحة ظهر وصدر فاضحه ..
رفعت شعرها بدون طرحه ...وجالت حروب مع الزينه حتى تخرجها بالمكياج الذي يرضيها ..
همست لها ..."عمه ماريا اجلسي دوختيني ..."
تنهدت .."ودي أجلس بس الفستان مره ضيق اخاف ينقطع ...."
أستغربت جلوس خالة مضاوي مرادي في الأستقبال دون أخواتها البقيات ...
مضاوي مختفيه لم ترها بعد ..
الا ان هناك أحداهن قد لفتتها بفستان باللون اللافندر والفضي ...كانت الانظار كلها موجهه اليها بهيئتها الغريبه عن البقيه ..وقد شاركت خالات محمد رحمه الله وبناتهن الجلوس على الكوشه ..
همست لها اختها بعد جلوسها ...."تعرفين الشقراء الحامل هاذي مين ..؟؟"
هزت رأسها بالنفي ..."لاء ..."
أبتسمت لها .."لا قربت وهي نازله ركزي فيها ...."
راقبت تحركاتها ..الا ان مرت بها بعدما نزلت ...ألتفتت ألى اختها مستهجنه ..."هاذي بنت الكرديه ...أوف تغيرت ....أش ردها لها سنين مختفيه ..."
رفعت حاجبيها بأستهزاء.."متأكده انك كنتي ساكنه معاهم في نفس البيت ..."
تنهدت ...وبحسره ..."مين كان يصدق ماراي تتزوج ...وأستغفر الله حتى مدين بتتزوج مدري كيف ؟؟"
كشرت لها أختها ..."شوفي ام العودي اللي اقبلت ..."
رفعت رأسها لها ..شتمت نفسها بقهر ..."هاذي بنت 16 ماتكبر ...كل يوم احلى من اللي قبله ..."
راقبتها مقتربه ...لم تنتبه لها ...فقد غيرت هذه الشهور الكثير فيها ..
أكتسبت وزنا واطالت شعرها وغيرت لونه ...أستوقفتها ..."مضاوي ..."
ألتفتت الى صاحبة الصوت ..لم تعرفها ..أبتدأت أغنيه جديده فلم تستطيع تبادل الكلام معها ...فقط بادلتها التحيه والسلام ..
أبتسمت لأختها وهي تنحني لتبادلها التحيه ..
لفتتها الاثار على مؤخرة عنق تلك ...فأحست بقلبها يغلي ..
أبتسمت لها برسميه وكأن شيئا لم يكن ..
سألتها تلك بصعوبه.."ماريا بتنزف ..."
هزت رأسها بالنفي ..
أنتهى اللقاء الكئيب المحمل بالاحقاد القديمه بسرعه ..
أنتظرت أختفاءها ..أمرت أختها ..."أجلسي هنا بروح شوي وأجي ..."
.......
....................
خرجت من صالة الفرح وقد خفت صوت الطرب قليلا ..
راقبت مرادي تمد احدى العاملات بعلبة البخور..."خذي هذا وطلعي مبخره جديده ..."
أختفت خلف باب غرفة العروسة ..
مشت ناحيته ...أخذت نفسا عميقا وهي ترتب فستانها ..
طرقت الباب بخفه ثم فتحته دون انتظار الاجابه ..
كن يغرقن في الضحك على أمر ما بينهن ..
للحظه شعرت بالحسد من علاقتهن ثم غطاها غطاها حسد أكبروكأن ينبوع الخلود والجمال قد تفجر بهذه الغرفه ..
ألتفتن لها بأستغراب ..تسائلت مضاوي ..."مين ..مشاعل ..؟؟هلا تفضلي ..."
أن عقولهن كبيره للغايه كي يعاملنها من باب ماكانت تعامل الخلائق به ...
أبتسمت لهن بتوتر وهي تدخل الغرفه ...
بادلنها التحيه ..الا اواز بقيت واقفه وهي ترمقها بنظرات كالشرر ..
حتى ماريا لم تستسيغها كعادتها و وقفت بينها وبين مدين ...حتى وان الناس والاقرباء لم تصدق ما انتشر من كلام عن مدين الا ان هذه السبب في نشره ...
حبت مضاوي ان تخفف من حدة الموقف ...وهي تشير على خالتها ..."هاذي خالتي مرادي زوجة عمي زايد ..."
تغيرت ملامح وجهها ...وهي تبتسم لها بتصنع ..."ماشاء الله عمي زايد تزوج ..."
كشرت لها ماريا ...
ولازالت اواز تتخثر لها بعنف ..."
أكملت مضاوي حديثها مبتسمه وهي تشير على أواز ..."وهاذي أواز بنتنا وزوجة شاهر ..."
تعثر كلامها بأستغراب ..."زوجة شاهر ...من متى
تكتفت تلك لها وبنبره عدوانيه ..."من ثمان سنين بس مو كل شيء ينقال ...لأي أحد ..."
لازالت ماريا ترمقها بنظراتها التي لم تستيغها يوما ..
حركت يدها مدعيه اللا مبالاة ..."أنا تزوجت ما دريتوا ...؟؟"
أبتسمت لها مرادي محاوله صنع حديث طبيعي ..."ماشاء الله الله يتمم لتس على خير ..."
فتحت مضاوي الباب وهي تهم بالخروج ..أزاحت عن طريقها حقيبه كن قد جلبنها لحاجياتهن الكثيره ...نهرتها ماريا ..."مضاوي اش قال ذيب الله يهديك ..."
خجلت مضاوي وعاتبت ماريا بنظراتها ...وهي تخرج من الغرفه ..
حاربت تلك لتظهر طبيعيه على الملأ بينما تصطلي بغضبها داخليا ..
أبتسمت لها ماريا بتصنع واضح ..."من يوم ماسقطت مضاوي وذيب دايم يوصينا عليها ..."
أحست بالغرفه ضيقه ..وقلبها قد أنقبض بعنف ..
هي لا يهمها أي من هذا لقد تزوجت منذ شهرين وهاهي في اسبوعها الخامس من الحمل ..
لكنها لازال هناك جزء منها ناقما على انها لم تتأقلم مع هذه العائله ومع ابنهم الذي لا يعوض ابدا ..بعد حملها شعرت بأنها انتصرت واخيرا ...
لكنها اكتشفت بأنها لا تستطيع أن تكون أفضل من هذه العائله في أي شيء..
أبتسمت بشيء من الحزن ..."حتى انا حامل لي خمس اسابيع ..."
حركت أواز شفتيها بتذمر ..."الله يتمم ..."
ربتت مرادي على كتفها ......"مبروك حبيبتي الله يقومك بالسلامه ...."
ما ان خرجت واغلقت الباب حتى انهالت عبارات الاستهجان خلفها ..
عاتبتهن مرادي ..."ليه كذا حرام انا اللي مالي شغل بغيت أذوب في لبسي من الاحراج ..."
بحقد قديم ...تكلمت ماريا .."والله الا انتي يامرادي ماتوقعت توقفين معاها حيزبونه هاذي ياما سوت .."
تنهدت مرادي ..."وانا اش علي في ياما سوت خرجت من حياتكم وتزوجت وربي عوضها وخلاص ...لو وقفنا على اللي صار وكان ...والله ماعشنا ولا يوم جديد...قولوا لا اله الله ..."
كانت تجلس على الكرسي بملل وكأن ما كان للتو لم يكن ..
تقيد جميع حواسها فكره واحده ..
غدا كيف سيكون ..
بل ليلتي كيف ستكون ..
اقتربت لحظة المواجهه معك ياراجح وكان الله في عوني ..
الساعه الثانيه صباحا ..
كان كل شيء قد انتهى ..
أكتستها بلاده غريبه ..وهي تفرد عباءتها وتلبسها وتعود لكرسيها الذي لبثت فيه طوال ليلتها ...
حتى فساتنها كان ناعما وقصير نسبيا ويسهل حركتها ..
باتت تهز رجلها بلا وعي منها وهي تراقب حركة اهلها في الغرفه ...
أقفلت أواز هاتفها وهي تتوجه لها بالحديث ...
"مدين حبيبتي زوجك عند باب الصاله تلاقينه ..يقول يالله ..."
وقفت وهي تتنهد داهمتهن المشاعر وهن يراقبنها ..تلك تبكي وتلك توصي ..
أحتضنتها عمتها ام ذيب وهي توصيها ..."أنا امتس اللي راح راح ..وحنا بشر نغلط وننسى ..وربتس كريم ..رجلتس رجلتس ...جنتس ونارتس ..الله الله فيه ..انا مربيتس واعرفتس اكثر من ذيلا كلهم ..والحمد لله ربي يبتلي العبد اللي يحبه ..وتعوذي من الشيطان مية مره ولا تدهلينه بينتس وبين رجلتس ..والله يرحم أمتس و ابوتس ماعقبوا لنا الا الطيب ..ويرضى عليتس ويحفضتس ويسخر لتس رجلتس ...روحي يمه ...الله لا يوريتس يوم أقشر ...."
قبلت يديها ورأسها ..وهي تقاوم دموعها ...
ومن ثم أحتضنتها مضاوي ....وصتها بحنان ..."لاتعاندين ياروحي وربي انتس كامله والكامل وجه الله واللي صار هذا قدر واختبار من الله وعواضه راجح ..."
جرتها اختها الى صدرها ...وهي تقبلها وتشدد على احتضانها ..."اختي النفسيه ...كان نفسي تفرحين وتنزفين وتعيشين يومك لانه اجمل ذكرى راح تصادفك ..اليوم أقول لأمي وينك مدين طلعت قمر يا امي وربي عوضها برجال يجنن ...حبيبه أختك الله يحفظك من كل شر ..."
توجهت لهن مرادي ...مستعجله ..."ماريا رجلتس ...تجهزي ..."
كانت تلك مرتديه عباءتها وتراقبهن تنتظر دورها لتحتضن مدين ...تحركت حول نفسها بتوتر ..."ياربي عباتي وين ....عمه هونت ما ابي بأرجع معاكم ..."
نهرتها مرادي ..."عباتس على كتوفتس يالمخفوفه ..."
بعدما استوعبت وضعها تقوست شفتيها وهي تتجه لمدين لتحتضنها ..."بكره بيننا لقاء ...ترى بنروح نفس البيت ..]اعمري بتخففين علي ياروحي ..."
قبلت رأس عمتها ام ذيب و رأسها ..."الله لا يحرمنا بركتك ياعمه ...والله ما اطلع من فضلك ليوم الدين ياعمه ..."
أحتضنتها تلك مبتسمه ..."ياعمري انتي ياريحة اخوانتس ...الله يوفقتس ويعوضتس ...صبرتي يا وليدي والله صبرتي ..."
أحتضنتها مضاوي ...وهي تقاوم دموعها ..."ياربي كيف ما اصبح على وجهتس ومناقرتس .."
سألت عمتها بهمس.."من وين اروح ..؟؟"
أحست بالحزن يغزو قلبها على صغيرة العائله ..."أنا اوصلتس ياروحي ..."
لقد تأخرت عن موعد مضادات الاكتئاب والمهدئات ..بات تنفسها صعبا ..أحست بعرقها البارد يبلل ظهرها ..
وقد غزى اطرافها ارتجاف مزمن ..
أقتربت من السياره التي أمام الباب وقد تجاهلت الاخرى خلفها ..
كان يجلس في سيارته وقد أضاء المصباح الداخلي للسياره قد أتضح لها بثوبه الابيض و غترته البيضاء ..
شددت على قبضتها وهي تهم بفتح الباب ..
لم ينتبه لأقبالها عليه ..
ألتفت اليها عندما فتحت الباب ..راقبها حتى اعتدلت جالسه..أغلقت الباب خلفها ..
تفقد جلوسها ومكان قدميها ثم همس وهو يهم بأدارة محرك السياره ..."تمام كذا ...مانزلت اساعدك .."
أنتظر ردها ..لم ترد عليه ..راقب حدقتيها الرماديه السارحه من فتحة النقاب ..
أخرج نفسا محملا بالمعاني وهو يركز على طريقه ..
عدلت فتحة نقابها على المرآه الضخمه بجانب الباب..
رفعت ذيل فستانها البسيط في يدها مع حقيبتها اليدويه ..
أخذت نفسا عميقا وهي خارجه ..
كان يستند بكل طوله واناقته على باب الراكب بثوبه الابيض وغترته البيضاء ..ساعته وحذائه الاسودين يبرزان بين بياض طلته ..
نفث أخر نفس من سيجارته وهو يراقب أقترابها ..
رمى عقب السيجاره ..وهو يفتح الباب لها مبتسما ....
للحظه كانت ستغير وجهتها لسياره ذيب خلفه ...لكنها كانت اقرب منه الى الهروب ..
مد يده لها مبتسما ..ناولته كفها وهي سارحه في أبتسامته ..
ساعدها على الدخول للسياره ..بعدما أستقامت جالسه ..أغلق الباب ..
فتح الباب ..جلس أخذ نفسا عميقا ...وهو يلتفت لها اغلق الباب ..
راقب انعكاس من خلفه في المرآه ..
كان ذيب وابيه يقفان أمام سيارة ذيب ..تنهد ...وهو يشير على المرآه ..."رحموك اللي ورانا ..."
نفثت نفسا تخفف الضغط وهي تمرر سبابتها اسفل عينها اليسرى لتزيل بقايا دوموعها المختلطه بالكحل ..
بات يدندن مع نفسه ..
وهو يقود بهدوء ..
سمحت لنفسها بمراقبته ...انه ليس جميلا ..انه فقط جذاب ووسيم نسبيا ..
الا ان قامته الضخمه هي ما تضيف الى وسامته الهيبة اضعافا مضاعفه ..واللون الرمادي في عوارضه ...وحاجبيه المرتفعه بأنفه وكبرياء ..
درجه سماره فاتنه للغايه ..راقبت كفه الايمن على المقود ..بينما سند يده اليسرى على الباب ..ووضع سبابته بين شفتيه المزمومه ..
لمس المشغل بخفه ..فصدح صوت نوال الكويتيه الهادئ ..
أبيك بجنبي الليله ترى كل الجروح صغار ..
كبير الجرح في ضنك أنا في ضني أصغرها ..
وكعادتها عند التوتر ...نكشت اطراف أظافرها ببعضها بصوت مسموع ..
ألتفت الى حركة يدها التي شدته ..
سألها بأهتمام ..."أسكره ..؟؟"
هزت رأسها بالنفي ..."عادي .."
عاد ليركز بنظره على الطريق ..
:::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::
فتح الباب ودخلت خلفه ..
كان المنزل الفخم يسيطر عليه اللون الابيض ..ونوافذه الضخمه العاليه يتسرب منها ضوء المصابيح الخارجيه ..
ألتفت اليها مبتسما يدلها على الطريق ..
صعدت خلفه بهدوء ...أشار لها على باب بعيد مقابل للباب الذي وقف أمامه .."هاذي غرفة شاهر ...وهاذي غرفة فنو واللي بجنبها غرفة الأولاد..."أخذ نفسا عميقا ..وهو يفتح الباب خلفه .."وهاذي غرفتنا ..أدخلي بأسم الله ..."
رفعت رأسها اليه ...فتحت طرحتها ووضعتها على كتفها ..دخلت الغرفه البيضاء بكل تفاصيلها سوى القليل من قطع الفرش باللون الرمادي ...
وقف خلفها ينتظر دخولها ..ومن ثم أغلق الباب ..
ألتفتت اليه وهي تراقب حركته بحذر ..
أسقصد ان يكون طبيعيا في حركته فلا يخيفها او يثير شكوكها ..
راقبته بشيء من الهلع وصعوبة التنفس ...حاربت بكاءها و أدعت تماسكها ...
وهي تحيطه بنظراتها ...
أفرغ جيوب ثوبه ....ومن ثم نزع غترته والعقال..عدل من وضع شعره ..
فتح ساعته وحذاءه ..
فتح كبكات اكمامه ..وألتفت اليها ..
نزعت عبائتها وعلقتها بالقرب من غترته وعقالها ..
تأملها سارحا بها ..باللون الابيض يزيدها نقاوة وجمال ...أعادت ترتيب شعرها وهي تشتت نظراتها لتغطي صدرها العاري ..
مثلت انها طبيعيه وهي تتجه الى حقائبها المصفوفه بجانب الخزانه ..
نزع ثوبه ومن بعده قميصه القطني ...وهو يتجه الى الخزانه بالقرب منها ..
أخرج بنطاله القطني الاسود ..لبسه وهو يتجه الى السرير مستلقيا بتعب ..
لقد نسيها تماما ..
ألتفت أليها نادما بعدما تذكر وجودها ..
كانت تحتضن منامتها بهلع وهي تراقب تحركاته ..
وقد ارتجفت اطرافها ..
غطى صدره ببطء وهو يراقب ردة فعلها ..
وقفت متخبطه وهي تتناول اصغر حقائبها فتحتها ..وأخرجت حافظة ادويتها ...
ومنشفتها ...
أتجهت الى الحمام بخطوات واسعه ومن ثم احكمت اغلاق الباب خلفها ..
راقب مكانها الخالي ...اللعنه لقد نسيتها تماما أي تصروف او قول مني قد يؤثر عليها سلبيا ..
تنهد لم اكن اتوقع بأن التعامل معها صعب لهذه الدرجه ...
كان الله في عوني وعون صغيرتي ..
راقبته وهو يفتح باب الغرفه ..
أفسح لها مجالا ضيقا للدخول ..وهو مبستما لها بطريقه مستفزه ..
رفعت احد حاجبيها وهي تدفعه بخفه مدعيه انها لاتقصد ..دخلت ودخل خلفها ..
كانت الغرفه يطغى عليها اللون الابيض بأثاث عصري وعملي ...الا فرش السرير العودي الكلاسيكي ..
نفثت نفسا متعبا وحذرا مما ستواججه مع هذا البغيض انه يدعي الهدوء الان ..
نزعت عباءتها وعلقتها في المكان المخصص بجانب الباب ..
ألتفتت اليه كان يقف خلفها مبتسما ..وقد احاطها بنظراته المتفحصه ..
لقد كرهته اضعافا من بعد أن رأيت السيجاره بيده ..ألا يستحي ..
انه عكس الرجال في عائلتي تماما ..
همس لها ..."روعه الاوف وايت ..قصه ..."
أخذ يدها ولفها بخفه حول نفسها ...مرر يده على خصرها ..تنهد ...
وهو يقترب منها ليتنفسها ...أبعدته بكلتا يديها على صدره ...وشرحت له بملامح تنفر منه ..."نصلي أول ..صلاه ..."
قالتها وهي تبعد يديها تدريجيا عن صدره ..
هز رأسه لها بالرضا ..."أكيد ..."
تحركت بخطوات للخلف ..تشرح له بأناملها وهي تشير الى حقائبها ..."أول أفك شعري وامس المكياج واتحمم ...أتوضأ ونصلي ...أوكي ...أبعد لاتقرب ..."
ضحك لوضعها ..."والله بنصلي انتي بس ريحي شوي ...."
مراقبة وضعها متعه لاتوصف ..
طال انتظاره لها ..
خرجت بملامحها التي خلقها بها ربها ...جميله وناعمه للغايه بحدقتيها العسليه ..وشعرها الاسود الطويل الكثيف ..
كانت لاتزال تحمل منشفتها في يدها تغطي بها فتحة صدر القميص الفاضحه ..
أخذت شرشف صلاتها ووقفت خلفه ..
أنهى صلاته ..وجلس في مكانه من السرير يراقبها تننزع رداء الصلاة ..
اليوم زاد جمالها بل تبدلت الى انثى اخرى بدون ذاك الكحل وكل تلك الرسميه انها ناعمه و رقيقه للغايه ..
وقفت تعطيه ظهرها وتقابل المرآه ..
وقد بلل شعرها المرفوع بعشوائيه قميصها ..
كانت ستهم برش عطرها لولا انه استوقفها ..
"لحظه ..."
راقبته في المرآه مستغربه ...
أشار لها بسبابته ..."لفي..."
أمتثلت لأمره ...
تأملها مطولا ..."فكي شعرك.."
رمشت ثلاثا بأستغرب وهي تفتحه ..
أبتسم لها بخبث ..."بس ..هيا تعالي ...."
:::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
خرجت من دورة المياه وقد غرقت الغرفه في ظلام نسبي ..
كان يبدو نائما ..
جففت شعرها ...وهي تتجه ببطء الى الجهه الاخرى من السرير راقبته بخوف ..
وهي ترفع الغطاء بهدوء فهي تشعر بأن اطرافها ستتجمد ..
أندست اسفل الغطاء ولازالت تراقبه بحذر وخوف ..
حشرت جسدها في طرف السرير وهي تشد الغطاء عليها ..
تلتفت اليه كل حين تراقبه وهي تدعو الله ان لا يلتفت ..
سكنت لدقائق ..
الضوء العاكس من خارج الغرفه سمح لها بتأمل ثوبه وغترته تقبه بجانب عباءتها ...تماما كالمنظر في غرفة أواز ..
غفت وهي تراقب المنظر ..ورحم النوم جفنيها ..
بينما ذاك في الطرف الآخر قد شعر بكل تحركاتها واختلاجاتها على الطرف الآخر من السرير ..
ولأول مره هناك من يشاركه السرير ...لكن بوضع غير الذي توقعه يوما ..
النفور والهلع ..
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
أنشغل باله لأنينها المكتوم في حضنه ..
هزها بخفه هامسا لها ..."مضاوي ...مضاوي ..."
جاوبتها بعدها بمده ..."همم.."
رفع شعرها عن وجهها ..."أش تحسين ..."
همست له بتعب ..."ظهري ...ورجولي ..."
مسح على ظهرها بحنان .."تبين مسكن ؟؟"
هزت رأسها بالنفي ..."لا أخذت توي ...أبي انام بس ..."
قبل كتفها وهو يحتظنها ..والحزن يفتت قلبه على أنينها المكتوم ..
::::::::::
::::::::::::::::::::::::
كان يبتسم لها بأهتمام وهي تسرد له تفاصيل يومها ...
يراقب تحركات يديها المتحمسه ...ومحاولة تذكرها لأوصاف و كلمات قد نستها في عنفوان حديثها ..
فجأة توقفت وهي تتثأب ...
أستلقت بجانبه ...بتعب ..."بكره اكمل لك ...الحين بنام ..."
أبتسم لفعلها الطفولي ..حاوطها بذراعه وهو يقبل بطنها ..ومن ثم خديها ..
جرها الى حضنه ..."تعالي هنا ..."
أستجابت لفعله وهي تبتسم مهمهمه براحه ..
وقد دفنت رأسها في صدره ...
:::::::::
:::::::::::::::::::::
كان مستلقيا يستعد للنوم ...
راقبت ملامح وجهه المرتاحه ...
جلست بجانبه ..."الحمد لله اللي ربي تمم لهم على خير ..."
بادلها الابتسام ..."أي والله الحمد لله عيال عبد العزيز رجال الواحد يتشرف بنسبهم ...الحمد لله ربي عوض بنيتي ومدين ...هالثنتين ذاقن المر ..."
رتبت الغطاء على صدره ...وهي تقبل كتفه ..."الحمد لله وربي يخليك لهم ولنا ....والطيب دوم ربي يعوضه دنيا و اخره "
حاوطها بذراعه ..."عسى ماتعبتي اليوم ...؟؟"
هزت رأسها له بالنفي .."والله من فرحتي ولا حسيت بتعب اليوم ..."
:
:
الاحزان الكبيره يأتي يوم وتصغر ..
الأحلام القديمه يأتي يوم وتتحقق ..
النوايا الصادقه لا تٌخذل ابدا ..
:
:
:
:
....
..
..
..:::::::
انتهى البارت دمتم بود
::::
::::::::تعليق / رايكم
تصويت للبارت
أنت تقرأ
هن لباس لكم / للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️
General Fictionهن لباس لكم بسم الله الرحمن الرحيم..... ..................................... تجفف شعر ابنتها الرطب أمام المرأه....تسرق منها بعض اللمحات الا انها تشبه جدتها اكثر ,,,,, ارتجاف يدها يعوق اتقان ماتقوم فيه وهي تستمع الى صوت صراخه في الخارج ..... لكم تها...