الجزء التاسع والعشرين ..:
يـا عذولـي .. وش تفيـد بـه النصيـحـه
لا تعـذل القـلـب .. وجـروحـه طـريّـه
مــن يــداوي عـلـة الــروح الجريـحـه
ومــن يسـلـي دمـعـة الـعـيـن الشـقـيـه
ان شكيت من الهوى .. قالوا فضيحـه
وان سكـت استنقضـوا جـرحـي علـيـه
وان نويت البعد .. ضاقت بي الفسيحه
وان بغيت القرب .. خـان القـرب فيـه
مــن عذلـنـي فــي الـهـوى الله يبيـحـه
ومن عذرني .. ما حصل منـي خطيـه
:
كانت تجلس شبه مستلقيه في جهته من السرير..
تأملت الغرفه الواسعه حولها ..وقد طغى عليها أسلوبه ..
لايبدوا بأنه غير أي شيء فيها حتى ان هناك كومه اوراق وملفات ورقيه على طرف الطاولة أسفل الشاشه ..
أنه متخم بنفسه وبرجولته وبثقته ..
فريد للغايه ..وشخصيته غريبه ومعقده تاره يبدو شقيا وتاره يبدو رقيقا وتاره يبدو غامضا ..
ألتفتت لعلبة السجائر على الطاوله بالقرب من النافذه وبجانبه جهازين محمول وفوقها هاتفين من شكره معروفه ..
بالكاد تصدق مامر بها للتو ..بالكاد تصدق وجودها هنا ...انها لم تستوعب وجوده خلف هذا الباب ..
انه غير حقيقي لدرجه انه لو أختفى للحظه ضنت بأنها جنت واستسلمت لخيالاتها وانه ليس موجود في الاصل ..
دفنت نفسها وسط الوسادات المتراكمه ..كانت تغرق برائحته ..
سمعت صوت باب دورة المياه يفتح ..
فأعتدلت في جلستها ..وعدلت شعرها ..
خرج وهو ينفض شعره المبلول بيديه ..
كانت منظره محرجا بالنسبه لها ...كانت ستغض بصرها لولا انها تذكرت بأن ماتفعله ليس سيئا او ممنوعا ..
نفثت نفسا تخفف على نفسها ..وهي تبتسم له ..
راقبها بحاجب مرفوع وبأبتسامه طفيفه وهو يتجه الى علبة سجائره ..أخرج واحده ...وهو لازال يراقبها ..أشعلها ورمى ولاعته الفضيه ...
وضعها في فمه و جلس على الكرس بالقرب من الطاوله بجوار النافذه ...
فتحها واعتدل في جلوسه ...من باب الاحترام للكائنه في سريره لن يدخن بالقرب منها ويزعجها بالرائحه ..
راقبها مطولا وهو يبتسم ..
نفث نفسا طويلا ..."تدرين انك احلويتي كثير ....وين كنتي ياماريا ؟؟"
عضت طرف شفتها السفلى ..وهي تحرك كتفيها ببديهيه...رتبت شعرها .."كنت موجوده ...بس نصيب..."
مال في الكرسي متجها اليها ..." انت حرام الواحد يشيل عينه عنك ...."
شتت نظراتها عنه ...وهي لاتطيق مع تعليقاته على كل مافيها المتغزله صبرا ...
فرجل يتغزل بك بعد عزلة كل تلك السنين لهو أمر يصعب التعامل معه حقا ..
أستغلت مزاجه الجدي لتسأله ....وبفضول أعجبه ..."يعني أنتا منين عرفتني ...؟؟
تأملها طويلا بصمت ....كان ليفيض لها بسره لكنه أكتفى بكلمه واحده ..."النصيب .."
أكمل مبتسما ليغير مجرى الحديث .."بس الفستان الاسود ...عمل فيني عمايل ...قلبي بغى يوقف وذاك اليوم ولا قدرت انام ..."
زمت شفتيها بخجل ..."كان ودي اقتلك واشرب من دمك ..."
ضحك ...."أش هالانثى الساديه ....؟؟بس انت الغلطانه مو انا ...
تنهدت ...."لو كنت ادري انه انت ...ماكان نزلت من اصله ..
غضن جبينه بأستغراب ...."ليه ؟؟ أنت اخذتني مغصوبه؟؟"
رفعت حاجبه بأعتزاز .."لا حبيبي انا ماريا محد يغصبني ..."
أبتسم لها ..."ياويلي مشكلتي ان محد يغصبك بتعلميني ..."
أبتسمت بخجل لشيء بينهما ...
أكمل لا بجد ..."ليه لو دريتي انه انا ماكان نزلتي لي ...."
هزت كتفيها بقل حيله ...تنهدت .."قناعات ..."
رمى سيجارته ..وأغلق النافذه التي حولت الغرفه الى صقيع ...
أتى مقتربا للسرير ...أبعدها قليلا وهو يحاوط خصرها جالسا بجانبها ...
تأملها مطولا أخذ طرف شعرها ...ورتبه على فخذها الايسر ...
"وأش هالقناعه اللي تخليك ماتتقبليني زوج ...وبعدين منين عرفتيني ؟؟"
أرتجفت لقربه ...هزت رأسها بعد تفهم ..."قناعات داخليه وغريبه ماتتفسر ...شفتك مره وحده أيام العيد ...و مدري حسيت ...
سكتت محتفظه برأيها لنفسها ...
تفهم صمتها مبتسما ..لن يضغط عليها في أي حديث أنه يشعر بالتهديد لأي سؤال منها ....بالكاد يستطيع منع لسانه من حكي القصه كلها لها ...
لابد أن يطلعها على كل شيء منذ البدايه ..
هنالك زاويه من عقله تقول له أحتفظ بهذه الكذبه ان تحدثت سينهار كل شيء ..
الزيجات الكبيره بنيت على الكذبات الصغيره ...
لكن هنالك احتمال كبير ان تعود هذه الكذبه لتحطم كل شيء ..
عليه فقط أن يشغل نفسه ويشغلها بأي شيء أخر ..
راقب تأملها اياه ..أبتسم لها بدفء وهو يقبل رقبتها ويدفن رأسه في صدرها ..
هناك صراع قوي في داخل أبتدأ منذ ذلك اليوم ..
قبلت رأسه وهي تقاوم دموعها ..أنها تحتاجه بحق ..لكن هناك شيء لا يريحها في الامر كله ..
لربما وسمت قلبها الوحده ..ولن تستوعب وجود أحدهم معها لفتره من الزمن ..
بعد اختلاج صدرها المفاجئ...رفع رأسها لها ...كانت تبكي بصمت ...
أستغرب وهو يحاوط محياها بيديه ...ويهمس لها وهو يقبلها ..."لاء ..لاء ...ليه ياماريا ؟؟أنا زعلتك بشيء..."
هزت رأسها له بالنفي حاولت تجميع حديثها بين شهقاتها المكتومه ...وهي تشير عليه وعليها والمكان حولها ..."بس مو متعوده على كل هذا ....والوضع ...مو متعوده ..."
توقف عن ما كان يفعله ..."يعني أبعد ياماريا .."
هزت رأسها بالنفي ..."مدري ..مدري .."
ألصق جبينه بجبينها وهو يحاوط محياها بكفيه ..همس لها مهدئا ..."ماريا هالوضع غريب علينا الاثنين ...بس احنا نستاهل نكون مع بعض صح ...صح ماريا ..انتي صبرتي كثير ولك فوق 10سنين وانتي لوحدك ماهانت عليك نفسك تكونين وحيده طول هالعمر ...هالوضع اللي انتي فيه ..صدقيني حلو ويرضيكي ...هذا مكانك وهذا وضعك اللي المفترض تكونين فيه من سنين ...لاتبكين .."
قالها وهو يقبل جفنيها ..حب أن يخفف عليها "ترى ان بكيتي بأجيب الثانيه ها لاتقولين ماقالي من البدايه وخدعني ..."
ضربته على صدره من بين دموعها ..."ذاك اللحين اشرب دمك ودمها ...
أبتسم لها .."هو اللي ينولك يرضى بغيرك ..."
:::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
صوت الأقامه يتسرب الى مسمعه من بين فتحات ظرفات النافذه الضخمه بالقرب من السرير ..
جلس بتعتب وهو يدلك رقبته ..أغلق النافذه ..وتوجه ليتوضأ ..
كان قد نسيها تماما وكأنه يوم أعتيادي أخر ..
خرج من الحمام ...تأمل مكانها الخالي فتذكرها ...وتذكر وجودها ...
أين هي ياربي ..
أيعقل هربت أو فعلت شيء سيء بنفسها ...
توجه الى ثوبه ..لبسه وهو يهم بالبحث عنها ..
لكن شد نظره كيان رمادي ينام متكورا حول نفسه ..على الارض من جهتمها من السرير ..
أقترب فكانت هي ..
رفع شعرها عن وجهها ...هلى مايبدو بأنها تشعر بالصقيع يجمد اطرافها ..
هزها بخفه ..والغضب يعتريه ..
"بنت ...مدين ...قومي ..قومي عدلي مكانك ..."
هلعت لصوته وقربه ...فأستقامت جالسه بسرعه راقبت ملامحه الغاضبه ...
همس يكتم غضبه ..."قومي صلي ,,ولنا كلام لأرجعت من الصلاه ...قومي ..."
أستغفر ربه بصوت مسموع وهو يخرج من الغرفه ..
طرق على باب غرفة أبناء أخيه ليصحبه معهم الى الصلاة ..
بعدها فتح باب غرفة أفنان بهدوء ليطمئن عليها ..
كانت ترقد بتعب بفستان مناسبة الأمس ..
اليوم أول يوم في الترم الثاني ولكن يبدو بأن الصغار ينوون الغياب ..لا يلومهم أبدا ..
::::::
::::::::::::::::::::
راقب خروج المصلين بسرحان ..انه يجهل أي تصرف بأمكانه ان يتخذ معها ..
لازال غضبه منها لم ينطفئ لكنه لن يخرج من المسجد والا قد توصل لحل بأمكانه اتخاذه معها ..
هي لم توافق على الارتباط ولم تذعن لأمري لتنهي ما بيننا ..
لكن تصرفاتها تثبت عكس ذلك ..
أستغفر ربه وهو يقف ليتجه الى منزله ..
تأنى في مشيه ..حتى وصل الى باب غرفته فتحه ببطء وهو يتنهد ..
كانت تجلس على طرف السرير ببجامتها الشتويه الرماديه وقد رتبت شعرها في جديله عشوائيه طويله ..وقد أطرقت رأسها مراقبه أشتباك يديها ..
جلس على لكرس أمامها متأملا شبابها الاخاذ بحسره ..
تكلم بعد أن أخذ نفسا عميقا ..."أنت تشوفين هالتصرف اللي تصرفتيه صح ..."
هزت رأسها بالنفي ..."لا ارديا ياراجح ..
تنهد وهو يمسح وجهه بكفيه ..."مدين ...انا محتار معاك والله ..يعني انا وعدتك وفهمتك وجهة نظري ...انا رجال هذا كبري بأرجع بكلامي يعني ولا بضرك ...لو ابي الشيء اللي تفكرين فيه كان من الاساس ما وافقت على وجودك هنا ولا وعدتك بشيء يصعب على كل الرجال الوعد به ..."اتجه اليها ..جرها مع يدها ...
لم تقاومه بل مات كل أحساسها من رعبها ..وكادت ان تفقد الشعور بساقيها ...
بينما أوقفها ذاك امام المرآه ...أمرها ..."أرفعي راسك ..."
أبتعدت عنه تحتمي بكتفها خوفا من بطشه ربما ...الا انه جرها مجددا لتقف امام صدره مقابل المرآه ..."أرفع راسك ..."
قالها وهو يرفع رأسها بيده ...
أشار لها على انعكاساها ..."هاذي اكمل بنات حواء في نظري ولا ينقصها أي شيء...انت طالعي ...ناقصك شيء يامدين طالعي ..."
حدثت انعكاسه في المرآه ..."الا ناقصه ...ناقصه ...وناقصه ..."
تنهد شدد على قبضته .."ناقصه بعين مين ؟؟....انتي الشخص الوحيد اللي ممكن تكونين خايفه انك ناقصه في عينه ...هو انا ........وانا اشوفك اكمل البنات يامدين ...النقص هذا هو شعورك ناحيه نفسك ...ليه تلومين نفسك ليه ...انتي اللي حطيتي نفسك بذاك الموقف ...انتي كنت السبب بأي شكل من الاشكال ....لاء ..."
أبتعد عنها ...أشار على السرير ..."أنا بنام هنا ...و بتنامين بجنبي ...و بيننا وعدنا ..ألين تعقلين وتعرفين ان كل هاللي يصير ماهي الا عقبات انتي اخترعتيها ...والله العظيم يابنت محمد مو ناقصك شيء ...هي ظروف واقدار والحمد لله ...لو في أحد بيشعر بالنقص في هالعلاقه فهو انا ...اللي ماخذ وحده كبر لو الله رزقني بناتي ...فكري يامدين ....تعوذي من الشيطان وفكري ...حد الله بيني وبينك لو وصلتك يوم غصب عنك......"
راقبت أعترافه بعدم تصديق ..هل مايقوله صحيح ...لا مدين لاتصدقيه..
انه يشفق عليكي فقط لاغير ..لاتنسي من تكوني بالنسبه له ..
أنت حالته الانسانيه ..و وفاءه لصديقه القديم ..
أمرها وهو يغلق الستائر ...ويتجه الى السرير.."تعالي نامي ولا بتقضينها واقفه ..."
قاومت دموعها وهي تتجه الى السرير ...
رفعت الغطاء الثقيل بوهن وهي تندس أسفله ...
راقبت ظهره ومنكبيه الواسعه ..
لم تستطيع تمالك نفسها من البكاء ...تمنت لو أنه بأي لحظه يحتظنها لييخفف عنها ..
تمنت لو أن الماضي يمحى من رأسها وتدفن نفسها في حضنه ..
وتنسى ماكان ..
أخرج نفسا عميقا ...بعد أن وبخ نفسه بندم ..."لقد قسيت عليها بأسلوبي ..."
ألتفت أليها ...كانت تغرق في نوم عميق ..ولازالت دموعها تغرق وجنتيها ..
طريقة أستلقاءها الطفوليه زادت حزنه عليها و لها اضعافا ..
أستدار بكامل جذعه لها ..
مرر سبابته في باطن كفها الذي القته بجانبها ..
قبضت كفها بأنزعاج ..
تأمل جمالها الهادئ ..أحس بوجع يغزو قلبه لذكراها تلك ..
مال ليقبل باطن كفها .
رتب شعرها الطويل على الوساده ..أنها رقيقه للغايه ..وائحتها بارده و شفافه ..
أنها شهيه كفاكهه صيفيه ..انها عنيده وعصيه كصدفه تحكم اغلاق روحها على سر وقلب ثمين ..
::::::::
:::::::::::::::::::::::::
عائدا للتو من صلاة العصر ..
كانت تلك تجلس على سجادتها ..لازالت مرتديه رداء الصلاه ..
ووجها متأثرا من شدة الالم الذي قاومته ..
أبتسم لها بأهتمام ..."كيفه ظهرك ...؟؟؟يابنت الحلال لاتعاندين قومي أوديك المستشفى ..."
هزت رأسها بالنفي ...."لا ياذيب مايحتاج ...خليني على المسكن يوم كمان لو ما نفع نروح للمستشفى ...والله مافي حيل اتحرك ..."
أقترب منها بأهتمام وهو يسندها لتقف ...أخذها الى السرير ..."والله يامضاوي لو ماوقف الالم بكره ومارضيتي تروحين المستشفى لا ازعل منتس ...واليوم ابد لاتتحركين الا لصلاتس ..."
هزت رأسها له الايجاب مبتسمه تغطي ألمها ..."تامر ياعمري ..."
توجهت له بالحديث وهي تراقبه ينزع ثوبه ...."العيال صلوا معاك ..."
هز رأسه .."أكيد ...بس يسبقوني سبق لغرفتهم وجيههم متفقعه من النوم ..."
أبتسمت ..."مين قدهم غايبين عن اول يوم دوام ...."
أبتسم لها وهو يفرد اوراقه بعمليه على الطاوله بالقرب منها ...
راقبته يرتدي نظارته ويغرق وسط اوراقه وارقامها ...
همست له ...."قلبي ياكلني على مدين ...مدري كيفها ...ان شاء اللهه راجح طيب ويخاف الله فيها ...."
رفع رأسه اليها ...سكت مطولا .."مدين كسرت لي ظهري يا مضاوي ...
أرتجفت اطرافها لقوة وقع كلمته عليها ..
وقفت متجهه اليه جلست في الكرسي بجانبه وهي تحتضن كفه ..."لاء ياروحي لاتقول كذا انت بأيش قصرت والله ماقصرت ...
تنهد ..."هاذي وصية عمي وولد عمي لي ..ولا انتبهت لها ...."
قبلت يده ومسحت على ظهره ...وهي تحاول ان تخفف عليه ترى ان من واجبها ان تخفف عليه ...وقد اوجعها قلبها لقوله ..."لا تقول كذا ياولد عمي لاتقول كذا تعور لي قلبي ...انت شايلنا كلنا انا وعيالي وبنات اخوي ...والله عمرك ماقصرت ..ولا احد لامك ...مدين خرجت من هالبيت تدعي لك ...لاتقول كذا ياعمري ...انا كل يوم وكل حين وكل صلاة ادعي لك على تربيتك عيالي ...ياذيب والله ماحد خارج من فضلك ...ياروحي والله كفيت و وفيت وشلت اللي ماشاله غيرك ...لاتتنهد ياعمري ...جعلي ما اذوق تعبك ولا همك ..ياتاج راسي .."
تأمل دفاعها عنه ...في الواقع هي اول شخص يدافع عنه في حياته ..
يدافع عنه أمامه ...يذود الملام و العتاب عنه ..
أبتسم لها نصف أبتسامه وهو يحتضنها ويقبل رأسها ...
أنه يحبها كل يوم أكثر من الذي قبله ..
لم يكن يعلم أنه بأستطاعته ان يحب أنثى بكل هذا القدر في يوم من الايام ...
كانت تستلقي على سرير السونار ...تكره ان تكون وحيده هنا ..
تمنت ان يكون شاهر معها الا انه اختار ان يتنظرها خارجا احترام لتوجيهات المستوصف..
أبتسمت وهي تشير لها على الشاشه ..."بنوته قمر زي أمها ..."
أرتجفت لكلمتها بسعاده وشيء من البكاء وهي تراقب الكائن الصغير الذي بالكاد يتضح ..
دققت في الشاشه بأستغراب ....ثم همست لها بدوت تأكيد ..."لحظه في شيء هنا ..."
هلعت تلك وأحست بأطرافها تبرد نفثت نفسا عميقا ...
همست تلك وهي تحرك الجهاز ...."ماشاء الله كيسين حمل يا اواز ...بس الثاني مو باين ...."
أنهمرت دموعها غير مصدقه ...وهي تهمس ...بكل شكرها لله وامتنانها..."الحمد لله الحمد لله ....."
لم تستطع صبرا ..وهي تخرج بخطوات مسرعه الى مكان ذاك ..لم تجده وغطتها خيبتها ....رن هاتفها ..بأسمه ...تماسكت ان لا تقول لها فهي تردي رؤية ملامح وجهه عند اخباره ..
قال لها بأنه ينتظرها امام الباب ...ركبت بجانبه وهي تدعي الهدوء...
::
مثلت الانشغال في هاتفها وهو يراقبها ...
فتحت الكاميرا ووجهت هاتفها بطريقه لا ينتبه لها ..
سألها ..متلهفا ...."بشري....؟؟"
طال صمتها ثم همست له ....."بنت ...."
أبتسم لها بدفء وسعاده ....همس ..."الحمد لله ..."
ثم رمته بكلمتها الثانيه ..."مغطيه على اخوها مدري أختها ..."
هدء من سرعة سير السياره التفت لها بعدم تصديق ..."تقولينها صادقه يابنت ...."
همست له ..."والله في كيسين حمل ...."
أبتسم لها بعدم تصديق .."والله يا الحان ...جدك ...تؤام ..."
همست له ..."وربي تؤام ياروحي تؤام .."
غطى وجهه بيديه ...ومن ثم راقب الطريق بصدمه ..."لاء ...لاء ياربي كذا كثير ....الحمد لله الحمد لله ....الحمد لله ..."
رددها كثير ا ....
ثم وعد ربه ..."نذر علي ياربي لا قامت لي اواز وعيالي بخير لا ابني جامع في الديره ياربي نذر...."
هنا اغلقت الكاميرا وهي تبعد الدموع عن نقابها كي لاتبلله ...
كانت ردة فعله مليئة بالمشاعر التي لاتصدق ..ولاتجتمع في أحدهم في أن واحد ابدا ..
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
أزعجه ملمسا ما على وجهه ..
كلما ابعده لم يجده ..يتوقف برهه ثم يعود ..
فتح عينيه بعدها بأنزعاج ..كانت تجلس فوق خصره ...مبتسمه ..
أعادت فعلها على خديه ..
لم يستوعبها للحظه ..
أبتسم لها هامسا بكسل ..."أش هذا ...؟؟"
ضحكت له وهي تعيد فعلتها على خده الاخر ...كانت تقرب وجهها ثم ترمش بعينيها بخفه فتزعجه حركة رموشها كأنها فراشه مصره بالتحليق حوله ..
أبتسم لها معجبا ...."أش هالحركات يالرايق ....سويها هنا قالها وهو يشير على التقاء كتفه بترقوته اليسار ...أبتسمت له ...
أحس بلدغه ..صرخ .."آآآه أش هذا يامتوحشه ..."
ضحكت بعذوبه وشقاوه ...لمس مكان..."آآح ....ليه كذا ..."
أستمرت في ضحكها ...قلبها بخفه ..."تعضيني ...يا ماريا ...يامتوحشه انا قلت ساديه ..ماصدقتيني ..."
مرر سبابته على جسدها ....وهو يردد ...وكأنه يشاور نفسه "فين ...فين ؟؟"
أترجته من بين ضحكاتها ....وهي تبعد يديه..."لاء ..لاء....لاااء ..."
عضها في أيسر خصرها بخفه ...صرخت ...من بين ضحكاتها ...
غطى على شفتيها وهو يحذرها ..."أش ...أش ..."
أشار على الباب ...هامسا ..."صوت عيالي ....
أنتظر حتى اختفاء صوتهم ...دفن رأسه بين كتفها ورقبتها بتعب وقد غرق في شعرها ...
"تعبان ...بناااام..."
رفعت رأسه ..بيني يديها وهي تأخذ نفسا عميقا ...عدلت شعره ...وهي تسأله بخبث "ليه ما داومت اليوم؟؟"
أخذ نفسا عميقا وهو يعتدل جالسا ...مدعيا الجهل ..."دوام مين؟؟ ...اصلا مين قال انه انا دكتور .؟؟او عندي عقد تدريس..؟؟ ..أنا تاجر مواشي ...."
ضحكت لقوله ...جلست تستند على كتفه ...
ألتفت لها ...."رايقه اللحين ...الحمد لله ...بس والله تراكي نايمه من الفجر الين العشاء ....يحق لك تروقين ...."
اعتدلت واقفه وهي تعدل شعرها ..."مو عادتي ...بس والله تعب الاسبوع اللي راح كله طاح علي ...."
جرته ...تستحثه على الوقوف ..."هيا ...أبي اقابل اولادك عمار وتركي ....
أبتسم لها ..."مين قالك انه انا مخلف اصلا ...لاياعمري ..ماراح اعتقك الا بعد اسبوع ..أو أسبوعين ...او الى ما شاء الله ..."
ضحكت وهي تحاول جره ..للأبتعاد عن السرير ..
"ترى نواف وفيصل يقولون عنك شريره ..."
رفعت حاجبها ..."ومن قالك انا مو شريره اصلا..."
باغتها وهو يحملها من على الارض بخفه ...ضحكت والارض لاتكاد تتسع لسعادتها الجديده ..
:::::
:::::::::::
فتحت عينيها بتعب ..
لاتشعر بساقيها ورأسها ثقيل للغايه ..وجنبيها تحس بأن هناك أجار شائكه تبيت فيها ..
رفعت رأسها بصعوبه نظرا لألام رقبتها ..
كان ذاك يقف أمام المرآه وقد غزى ضوء الشمس الغرفه ..
بكل هيبته العسكريه ..
وهامته الراسخه ..
يعدل لباسه ..شد هامته لبس حزام سلاحه ..ومن بعده قبعته العسكريه ...لبس معطفه ..
تناول نظارته محفظته و هاتفه ...
ألتفت اليها مبتسما ..
"صباح الخير ..لك يوم كامل نايمه ...."
تعذرت بخجل ...."المضادات ..."
التفت اليها لم يعجبه ردها تأملها مطولا ...."تجهزي اذا رجعت الظهر ...ورانا رحلة لجده ...عند شغل وبأخذك معاي ..."
قالها وهو يغلق الباب خلفه بهدوء...
أخذت نفسا عميقا تراقب أختفاءه ..حركت رأسها لتريح رقبتها ...وقفت من سريرها بصعوبه فهذا وقتها من الشهر...كان الله في عونها ..
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::
في الغرفه الكئيبه الغارقه برائحة المطهرات القويه ..
راقبت ملامح الطبيبه المعاتبه بهلع ....
لامتها تلك ..."وبعدين يا مضاوي معاكي بشهرك الثاني والمشيمه نازله ..."
وضعت كفها على شفتيها تمنع شهقتها ..
خبر يحمل لها شعور مزدوج الفرح بتحقيق اخر احلامها بالحمل بطفل ذيب والخبر المؤلم التالي كادت أن تفقد طفل الذيب للمره الثانيه على التوالي ...
الحمل الذي مر بها ومن بعده هذا الحمل يشبه حملها بماراي هادئ ومخفي ..
للريح ...يا احزاني القديمه للريح ..
الريح التي ضربت نوافذي معاتبه طوال السنوات الماضيه ...
أن لقلبي المكلوم أن يجرب سكرة السعاده ..
:
:
:
:
:....
..
..
..:::::::
انتهى البارت دمتم بود
::::
::::::::تعليق / رايكم
تصويت للبارت ⭐️
أنت تقرأ
هن لباس لكم / للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️
Ficción Generalهن لباس لكم بسم الله الرحمن الرحيم..... ..................................... تجفف شعر ابنتها الرطب أمام المرأه....تسرق منها بعض اللمحات الا انها تشبه جدتها اكثر ,,,,, ارتجاف يدها يعوق اتقان ماتقوم فيه وهي تستمع الى صوت صراخه في الخارج ..... لكم تها...