البارت -٢١-

18.6K 175 9
                                    

الجزء الواحد والعشرين..

:
:

مثل البكا .. حبيبتي .. تحتاجني .. تحت الظلام
مثل الفرح .. حبيبتي أحتاجها .. وسط الزحام
الحب علمها السكوت .. والحب علمني الكلام
أرفض الصمت .. الحوار .. بيننا .. خلف الجدار
آآآآآه
أنا الجالس ورى ظهر النهار ..
بنفض غبار .. ذكرى
أرفض .. يكون الإنتظار .. بكرا
أبسقي ..عطش قلبي اليابس ..
على اشفاهي ..
بقول أحبك ..

تقلبت في الفراش بأنزعاج ..أشعة الشمس تغزو الغرفه ...
غطت رأسها بالشرشف الخفيف ..
أخذت نفسا عميقا ..تأصلت رائحته في رئتها وسكنتها ..
تذكرت ماحدث بالأمس ..
رفعت الغطاء عن وجهها كانت الغرفه خاليه ..الا منها ..
جمعت شعرها ..وهي تتأمل الغرفه الخاليه الا من ثوبه الاسود يعلقه بالقرب من الباب ..
غطت وجهها بكفيها ..كيف فعلت هذا ..لقد أكثرت من التفكير فيه حتى انهرت وضعفت امامه ...
يالحرجي ..ياويح قلبي يالجرأتي ..
ادعو الله ان لايكون لازال في الغرفه ..
رفعت ساعتها كانت تشير للثامنه والنصف ..تسلل الى مسمعها صوت الحياه خلف الباب ..اصوات لعب الصغار وضحكات النساء ...
أيعقل بأن توافد الضيوف ..نعم لأول مره في حياتي أتأخر في السرير لهذا الوقت ..
دخلت المطبخ وهي تعدل شعرها وقد لبست لتوها..."مضاوي وين ...فاقدتها ...؟؟"
جميعهن جاوبنها بنفس الشيء ..لم يرينها ..
رفعت حاجبها بأستغراب ..."ياربي وينها ...؟؟"
رفعت كنزتها من على الارض ..
بعدما خرجت من حمام سريع ..
لبستها واغلقت طرفيها جمعت باقي ملابسها وفتحت الباب بحذر كان المكان خاليا ..
وقفت في الممر بالقرب من باب المطبخ متكئه ..فتسنى لها رؤيه ممر الغرف ..رفعت رأسها ..راقبت باب غرفة ذيب والتؤمان يفتح .
كذبت ماتراه ..كانت مضاوي ..تنسحب بهدوء مسرعه الى الغرفه الاخرى اخر الممر ..
أتسعت حدقتيها ..بمفاجأه ..لقد فعلتها تلك الحقيره ...ماذا ؟؟كيف ..؟؟
هرعت الى الغرفه واغلقت باب الغرفه خلفها ..
كانت مضاوي تهم في لبس رداء الصلاه ..
راقبت ماريا تقف وتسند يدها على الباب ....مبتسمه بسعاده ..."صلي ..صلي...لنا هرجه لا خلصتي ..."
أغمضت عينيها ..يالحماقتي ..."رحت الغرفه تحممت وجيت بلا فلسفه زايده ...."
رفعت حاجبها بعدم أقتناع .."اللي يتحمم يشيل ملابسه في يده ..أخبر اللي يتحمم يلبس مو يتفصخ ..."
بحنق وقلة صبر...."ماريا اش تبغين ؟؟
أبتسمت وهي تجلس على السرير أمامي وتضع رجل فوق الاخرى ...."أبي سلامتك بس أعترفي ...أمس ...وين كنتي ..."
قبيل ان تكبر ..همست لها تنهي الموضوع ..."ماكنت في ولا مكان ...أبعدي بصلي والبس ..."
بعدما انتهى من ذبح اضحية اخيه المرحوم ...غسل الدماء عن يديه ونزع ثوب الذبح ..تأمل في المرآه لوهله ....مالذي حدث بالأمس ..أكان حلما ..
يا هذه الاحلام المستحيله ..
أكان حقا ماحدث بالمس أكانت بين يدي ...نعم لقد كنت وحيدا ومهزوما ..وهي ..نعم هي من أتت الي ..
هي من طلبتني انا لم افعل أي شيء ..
رباه انا بالكاد تخطيت صدمة اول لقاء بيننا ..أسيكثر اللقاء بيننا ؟؟ما وضعنا ...؟؟هل لازلنا لانطيق بعضنا ..؟؟
:::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
فتح الباب الأخر للمطبخ المؤدي لجهة الرجال من المنزل ...جر الصندوق في يده ...وقد تلوث ثوبه ويديه بالدماء ...
"ألحان ...أمسكي شيلي هذا واعزليه أسألتس عنه بعدين ...؟؟"
جرت الصندوق ...ومدته للخادمه ..."خذي ياسوقياتي شيليه في الثلاجه الكبيره ..."
توجهت له بالحديث بقرف ..."ادخل تحمم ...يع يع ...نزل الثوب ذا ..."
كانتا ماريا ومرادي في المطبخ منشغلات ...
مقلدا نبرتها ونظرتها ..."يع ..."
أقترب منها بخفه وأحتضنها ..
صرخت مستغيثه ..."يمه ...يع ...فستاني خاله مرادي يييع ..."
ضحكت مرادي ..بينما راقبتهم ماريا مبتسمه بشئ من الحسره ..لقد تذكرت زوجها الراحل ..
لقد كنت يوما محل اهتمام احدهم ومكملته ..
لقد أحببت يوما ..
لقد كنت ملك احدهم في ما مضى ..
راقبته يخلع الثوب ويرميه على أواز ..
نفش شعرها ودفعها ..
بينما شتمته بلغة أمها ..
عادت لتنهمك في ما بين يديها ..فلا حيلة لها سوى العمل لتنهى عقلها عن التفكير ..
دخلت المطبخ بشعرها الذي لازال مبلولا..
كانت لاتضع سوى الكحل وثوبا بدويا ناعما يزيد جسمها جمالا ...
وقد كانت ولأول مره تدخل المطبخ متأخره بل تبدو الراحة على وجهها نظرا لنومها الجيد ..
أتجهت بعملية لما يراد منها فعله ..
عدلت جيب ثوبها وهي تجلس .
مرت من خلفها خارجه وهي تشرب الماء ..لمحت أثار في رقبتها ..كحت من الصدمه ...شرقت بالماء ..دخلت في نوبة سعال ..
هلع الكل متجها اليها ..أجلستها مرادي وهي تذكر أسم الله عليها ...
بعدما عادت الى طبيعتها أبتسمت لمضاوي بسعاده لاتكاد تصفها ..
هذا مايستحقانه هؤلاء الجليديين ..
من حقهما ان يكونا معا ..
أكاد لا اصدق مايحدث ولكنني مسلمه به لأنه امر طبيعي ولكن اخذ الكثير من وقت هذان الاثنين ليدركانه ..
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
قبيل العصر بقليل خلت المزرعه الا من اهلها والمقربين ...
كان الجو ينذر بسقوط الامطار ..نسمات خفيفه و غيوم رماديه متراكمه ..
قطرات حائره من السماء يفوح من الارض بعدها عطر الطين ..
كانت للتو أنهت ماتفعله في المطبخ ..خرجت ووقفت على باب المنزل تراقب أبنيها يلعبان مع تؤامين أخ راجح ..
عمتها تحلق حولها نساء العائله ..ومعهم أخت التؤامين أفنان ..
كان يوما سعيدا للغايه ولايصدق حتى السماء تكاد تبكي فرحا لهم ..
خرجت وجلست على جدار الفناء القصير المطل على المزرعه ..وبرودة قطرات المطر المتباعده على شعرها وصدرها تجعلها ترتجف ..
غزتها ذكرى الأمس فأبتسمت بخجل ..أتت تلك وجلست بجانبها ..
ألتفتت اليها مبتسمه ..."ليش ماقتي لي انتس كنتي مسقطه ذاك الوقت ...ماراح اتكلم ولا اعلى احد على الاقل اعتنيت فيكي زين ...."
أبتسمت تلك تهز رأسها بالنفي ..."أش راح يكون موقفي ..."
تناولت كف ابنة عمها وزوجة أخيها ..."أش راح يكون موقفك يعني ...محد راح يتكلم حرمه ومسقطه ..وطبيعة علاقتك مع ذيب انتي اللي حطيتيها محد غيرك واذا انتي غيرتي هالطبيعه بنفسك زي ماحطيتيها محد متكلم ......."
غضنت جبينها بأستغراب ...."أنتي اش دراكي اني سقطت ...؟؟"
أبتسمت لها وهي تنظر الى السماء .."أنا مو جاهله فيكي وجربت هالشيء قبل ..وبعدين عمه توها قالت لي ..."
رفعت احد حاجبيها ..."عمه ماتدري ..؟؟"
هزت رأسها بالنفي .."تتوقعين ذيب يخبي شيء على عمه ..وكيف لو كان شيء هو يستناه طول عمره ...هي ماقالت لي في وجهي بس توها دعيت في المطر يارب ارزق ذيب الضنا الصالح وعوضه عن مافقده انا عرفت ان وليدي مو ناقصه شيء....."
أكتست تلك بحرمة الخجل ..أبتسمت لها ماريا ...."عن جد انا فرحت لأخوي انه يقدر ينجب وفرحت لك ازود لان ان شاء الله معاناتك بتنتهي ...."
سرحت تلك الى المجهول ...."وانا اش يضمني ان ذيب راح يكون طيب معاي انا ....كيف كان مع مشاعل ......كان مأكلها التراب ...."
تنهدت ...."ذيب ما اكل مشاعل التراب الا اخر 11 سنه زمان مين يتذكره كان عمره ماغلط عليها ...وبعدين بتقارنين نفسك بمشاعل ..."
حاربت الحيره ..."طيب انا ممكن يوم أكون في مكانها ويتغير علي .."
تأففت بضيقه .."وانتي ليش تقدمين الاحتمالات السيئه عيشي معاه و اعرفي كيف تكسبينه ..."
هزت رأسها تحاول اقناع نفسها ....."الله كريم ...
بعد ما همت بالوقوف ..."صحيح انتي فقدتي الجنين كم عمره .."
بانت الحسره على وجهها ..."في الاسبوع التاسع ...."
أبتسمت لها برضا ...."العوض من عند ربي أنا فقدته في الشهر الخامس ...كان متكون خلاص ...شيء ارحم من شيء ...شفيع لأبوه ان شاء الله .."
راقبت ظهر ابنة عمها المبتعده بحزن ....بعد كل هذه السنين لازالت ماريا حزينه على طفلها ..
لازالت ماريا تصارع وحدتها المؤلمه فماريا قد جربت الحب ..
ومن جربه لايقوى على فقدانه ..
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::
كانتا تجلسان متجاورتان تأكلان من نفس الطبق ....رفعت شعرها عن وجهها وهي تتحدث بطفوله وحسن نيه ..."أمس عمي راجح سألني عنك ..."
لم تقوى على بلع ما تأكله ..أرتشفت من فنجال قهوتها ..
بعدما تمالك نفسها سألت ..."ليه سألك عني ...؟؟"
هزت الصغيره كتفيها بقلة علم .."ما أدري بس دايم يسأل عنك ...يقول مدين تجلس مع الناس ؟؟طيب مدين تبكي حتى اليوم ؟؟مدين بتسم وتتكلم عادي ..؟؟"
غضنت جبينها مستغربه ..."طيب يسألك عن اواز ولا بس عني ..."
هزت رأسها بالنفي ........."لا بس أنتي ..."
نفثت نفسا يبرد على صدرها وهي تراقب المكان حولها ...
لماذا يسأل عني هذه الاسئله الدقيقه وكأنه يعلم بحزني وبوضعي ..
لماذا ..أيشعر بالأهتمام اتجاهنا لاننا ابنتي محمد ..ولكنه لم يسأل عن اواز ..
لماذا انا ..هناك شيء ما يحدث دون علمي ..
أكثر من واحده من الزائرات ربطتني بالسؤال به ..وهاهو يسأل عني ..أين كان طول تلك السنوات لماذا هذا العيد بالذات يعود لحياتنا واخر عيد عاشه معنا كان اخر عيد لأبي ...أ تراه حن ...وان حن لماذا يسأل عني بالذات ..
أ تراه علم بما جرى لي ...ومن اين سيعلم ..
من سيقول له ..ان كان الوحيد العالم بما حصل لي خارج عائلتنا هي خالتي مرادي ..
لا اقوى على التنفس الامر محير للغايه ..
عندما علمت من احدهم انها سأل عتنها كان هذا حالها مسكينه مدين ماخفي كان اعظم
بعد صلاة المغرب لازال المطر مستمرا ..
دخلت المطبخ المظلم كن يقفن على الشباك ..أستغربت مما يفعلن ..
أقتربت "مضاوي ...مرادي ..اواز ..أش عندكم..."
ضحكت مرادي وهي تهمس لها تعالي شوفي ...بدراميه عاتبت ..."بنتك يا ابوي علمتكم القز ونسيتوني ..."
افسحت مضاوي لها المجال ...تأملت من كان سيهم بصعود السياره ...وقد التصق ثوبه عليه بفعل المطر ..."لاحول ولاقوة الا بالله كان الله في العزباوات هذا راجح ...مدين فين تجي تكحل عيونها ..."
أتى أخرا كان شبيه له في البنيه الى حد كبير كان أستنساخه الى في ملامح الوجه ...
همست مضاوي ..."ماشاء الله هذا تؤامه ...أبو العيال اللي يخافون من ماريا ..."
همست بحنق ..."لازم تدخلوني في أي شيء ...ذيب وينه عنك ابعدي .."قالتها وهي تزيح مضاوي عن المكان ..
أستغفرت ربها من أن يقع شيئا قلبها وهي تتأمله ..ضربتها مرادي على كتفها ...."هذا انتاج تبوك ...سبحان الله ما احلاهم ..."
أستغربت ماريا .."امهم من تبوك ...؟؟"
هزت مرادي رأسها بالايجاب ..."حتى ثابت متزوج من اهل امه ..."
راقبته ماريا بحسره غريبه تجتاحها ...بحسرة انها وحيده ربما أو بحسرة انها ضاع شبابها وسيضيع باقيه وهي بدون ضنا ...بحسرة أن حبيبها فارقها واختاره الله عنده ..بحسرة انها لن تكون انثى احدهم ابدا ..
بعد رفعهم وجبة العشاء ..
دخلت الغرفه معاتبه منظر ابناءها نيام على سرير اختهم ...."هذيلا ليش نايمين كذا من جابهم هنا اصلا ..."
كانت سارحه تجلس على طرف سريرها ....الا انها اجابت عمتها التي انقذتها من الغرق ....."عمه ماريا جابتهم وقالت اليوم بينامون هنا ....."
أبتسمت مضاوي لتفكير ماريا .....مدت فراشين على الارض وجرت أبناءه كعادتها الي الفراش ثم غطتهما ...
توجهت لها مدين بسؤال قبيل ان تخرج زززززطعمه ...أش سالفة راجح خوي ابوي ......؟؟"
وقفت مكانها مصدومه وقد جف حلقها وعجزت عن الكلام .....وبعد صمت ..."أش سالفته ...؟؟"
هزت مدين رأسها تنهي الشكوك ....."ولا شيء..أنا بنام .."قالتها وهي تتمدد على سريرها بتعب ..
خرجت من الغرفه سمعت صوته في الفناء محدثا امه ..
راقبت أواز تدخل غرفتها ..
عادت الى الغرفه خطت من كحلها ..رتبت شعرها وتعطرت ..أخذت شيئا من من حقبيتها ..دخلت غرفته مسرعه وخبأته داخلها ..
توجهت الى باب المنزل أخذت نفسا عميقا وهي تضع طرحتها فوق رأسها ..
كان يجلس بجوار أمه وابنتها ومقابل أبيه وزوجته وأخته ..
كان الله في عوني ..قاومت ارتجاف قلبها ..نفضت يديها بتوتر ..ثم أتجهت أليهم واثقه ..
كانت ستغير رأيها وستعود الا انه رفع عينيه ..
كانت تعطي الباب ظهرها الا ان عينا اخيها لفتتها فنظرت الى الخلف كان المنظر الذي أستبعدته العائله كلها وجود مضاوي الصريح في وجود ذيب ..
تقدمت وهي تحاول تشتيت نظراتها عنه ..ألقت السلام على عمها وهي تقبل رأسه ..ألتفت الى وجودها مستغربا ثم نظر الى الى ابنه ..
أبتسمت عمتها بسعاده بالغه ..."الله يصلحتس ياوليدي ويكملتس بعقلتس ..تعالي ..."قالتها وهي تبعد مسافه بينها وبين ابنها لجلوس تلك ..
جلست على مضض ..تشعر بأنها طفله مجداد لاتعرف اين تجلس وماذا تفعل والجميع يراقب افعالها ..
الا هو كانت نظراته من صخر ..وكعادته يراقب الحديث بنظرات عينيه ويلقي كلمه واحده كتعليق على الموضوع عند نهايته ..
عيناه غريبه للغايه ولاتفسر بل لايكاد يقرأها احد ابدا ..نظرتها واحده لاتختلف ..
للحظه ندمت بأنها بادرت بهذا الفعل ..لأنه لم يكن يلقي بالا لوجودها بجانيه ..أو معه في نفس المكان كم أنا حمقاء انا التي ضعفت ...بل انا الحمقاء للغايه لاني عرضت نفسي عليه في الامس يبدو بأن الموضوع لا يهمه ويثيره البته ..
لن أفعل ماكنت سأفعله اليوم ..ياربي لا اكاد اصدق مايبدر مني ..أين عزمي كل تلك السنين ..
أنفضت الجلسه وغادرت انا لأقبال شاهر وماريا أحتجت بالنعاس ..
توجهت انا للمطبخ وعلى طلب عمي حضرت لهم الحليب العدني لقد كان الجو بارد اليوم ..
سمعت صوت شاهر ينادي "ياولد .." قاصدا غرفته ..
كانت هناك اعمال متفرقه أنهيتها ..ومن ثم عدت للجلوس مع عمتي ومرادي وعمي وأبنتي ..
لم يكن موجودا ...
أحسيت بحرقه غريبه ...لم يكن يهتم لي او لوجودي او لما بدر مني ..
فُتح باب غرفته ..
أطل من الممر ونادى علي ...فقدت تركيزي لفتره وانا ارقابه ببلاهه وهو يتوجه الى بأسمي ..
"مضاوي ..."
ألتفتت الى عمتي ..لقد اكتسيت بغباء غيرب حينها كانت عيناي ..ترمش غير مصدقه ..
وقفت متجهه اليه ..."سم ..."
كان فاتح باب الغرفه بيد ومتكئ على الجدار بيد ..
أشار الي بعينه رافعا حاجبه الايسر ...ألتفتت الى الفناء لم يكونوا يروني ..دخلت الغرفه ..اغلق الباب بعدي ...لازلت واقفه بينما جلس هو على طرف السرير ...
لم يصدر أي صوت ..بل حاصرني بنظراته ..أنا بدوري ايضا كنت كصنم جاهلي ..
نطق بعد ان طال صمته ..فكفر ..."لأيش تبين توصلين ...؟؟"
لم اعرف ماذا اقول وتلعثم الكلام وتعثر على شفتي ..
وجه الي الحديث وكأنه في اجتماع عمل ..برسميه مجحفه ومؤلمه ..."مضاوي ..كل اللي راح واللي جاي أختيارتس انتي ...لاحظي انه انا ماتدخلت في ولا قرار لتس .."
راقب ردة فعلي لقد بليت بحماقتي منذ قراري الذي اتخذته في عقد النكاح ..
أكمل حديثه .."من الأن الامر كله بيدي..غير مسموح لتس تقولين لي لاء على أي قرار او رأي متى ماطلبتس تلبين ولاتعتقدين بيوم أنه بأمكانتس ترجعين للوضع اللي كنا عليه.."
نفثت نفسا تخفف على قلبها حدة كلامه ..."كان بأمكانك تقول نبي نكون زوجين طبيعين وخلاص ... "
راقبها تجلس على طرف السرير الأخر بندم يكسيها ..
اللعنه على اسلوبي ..أنها رقيقه للغايه ولاينفع مع اسلوبي المهاجم والتجريحي ..انها ليس كمشاعل ابدا ..
ومن قال بأن تلك الشقيه كانت لتساوي ظفر أبنة عمي ..
همس لها "مضاوي ..."
رفعت رأسها كانت تقاوم دموعا في عينيها رفعت شعرها عن وجهها ..
انها تلوم نفسها للغايه هي من أعادت روحها الى السجن مره اخرى ..
أبتسم لها وفتح ذراعيه ..."تعالي يا مضاوي .."
أمالت رأسها واغمضت عينيها تحاول تمنع دموعها من أن تفضحها ..
ناداها مره اخرى ..
لم يكن هناك ملجأ لها منه سواه ..
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
كان يجلس وهو معلق عينيه بشاشه اللاب توب ..بالكاد يستطيع التوقف في التفكير بها انه يعيش حسرة غريبه بعد علمه بأنها متزوجه ...
هذا الاحمق لفى ماللذي جلبه الى حياتي لقد كنت اعيش بأمان من جنس هذه البدويه .
نفث اخر نفس من سيجارته ورفع عينيه لأخيه الغارق في ملكوت اخر ..
أممم سألعب على الحبلين لأسعد هذا الشقي ..
سألته مدعي الاهتمام وحسن النيه ..."اش وضع زواجك ياولد انت ؟؟"
لم يرفع عينيه لي وجاوبني بعد طول صمت ...."ما اعتربه زواج قد ماهو ارتباط اسم ...وظروف ارتباطي قهريه ...وانا ماراح استمر في هالزواج اكثر من كذا ..."
رفع حاجبه الايسر متأمله بحنق ..."حمار احد يضيع نسب يشرف ولا بنت زي هاذي ...اقعد اقعد ...خلي الناس تتكلم عنك وعنها بالبطال يقولون سابت زوجته عند عيال عمها وبعدين طلقها ...والله ماحد ندمان غيرك حينها ...هاذي ماتتعوض احمد ربك على الظروف اللي خلتك ترتبط فيها ...شوية أنانيه يارجل ماراح تضرك ..."
تنهد بحزن ..."أنا كنت ناويها لتركي الله يرحمه ..."
تأفف ذاك ..."الله يرحمه ويرحمنا ويرحم جميع المسلمين ...يارجل ضاع عمرك بدون ضنا اترك اسمك في هالدنيا ولد صالح يدعي لك بعد موتك ..بالله لو ابوي ماعنده ولد مين تذكره بالدعاء بعد وفاته غيرنا...انت مثل ابوي مالك احد ..انا صراحه عيالي ما اضمنهم يدعون لي بيدعون لك ...وبعدين هاذي البنت جمال ونسب ومال وشبااااب ...والله شباب بتعوضك وتعيشك اللي راح كله .."
ثابت كلامه صحيح و واقعي ..لكنه ابدا ليس بملم بما حدث ويحدث بيننا ...هذه الفتاه صعبه للغايه..صعبه على و انا لا خلاق لي ..
يا الله ما هذا الوضع الذي اقحمت نفسي به ..التفكير به معقد ويطرح الحيره فيالقلب قبل العقل فما بال اتخاذ القرار ..
::::::
::::::::::::::::::::::::
:::::
:::::::::::
كان مستلقيا على السرير يراقبها بصمت ممل وهي ترتب حقيبتها ..
همس لها ....."ألحان اش وضعنا ...؟؟"
نظرت اليه وهي متصالحه مع نفسها .."اسأل نفسك ..انا عن نفسي عارفه اش موقفي واش وضعي ..انت اللي متزعزع ..جسمك يبي شيء وقلبك يبي شيء ثاني ..."
تأملها بحزن وحيره ..."طيب انا وش اسوي يا الحان ...عجزت اولف بين قلبي وعقلي ...والله محتار ..."
نظرت اليه متنهده ...وبحزن على محياها "أنا كمان اش اسوي يا شاهر ...حتى انا عندي صراع بين عقلي و قلبي ...عقلي يقولي هذا شاهر يا اواز هذا وقف معاكي اكثر من امك وابوكي وكل الخلق حولك ..وقلبي يقولي شاهر تعبني كثير وماعدت ابي افكر فيه اكثر ..."
جلس مادا يده اليها ...جرها واجلسها بجانبه ..دفن رأسه في صدرها ..."ألحان انا تعبان ومحتار وما اعرف اش اسوي ..."
رفعت رأسه ..ونظرت الى عينيه ..."شاهر طالعني ...من اللي اللحين صدرها مفتوح لحزنك ...من اللي هاللحين بجنبك ...أنا ..أنا ما ابي اكون قاسيه وانانيه واقولك انساها نهائيا ..معليه تذكرها بالدعاء والصدقه زور قبرها ترحم عليها كل حين ...بس لاتوقف حياتنا عشانها ..هي خلاص راحت انا تعبانه ابي احد يعوضني وابي اعيش طبيعي انت بعد تعبان وعشت واقف على ذكراها اكثر من أي احد ثاني ..."
اراح هاذين الشقيين هذه الكلمات الصغيره التي عبرت عن مكنونيهما
قصة الحياه لاتتوقف ..علينا ان نحاول لحقاها والا انها ستنسانا على هوامشها بدون أي احداث تذكر داخل صفحاتها..
لفت جسدها بشالها الكشميري ..كانت الساعه تشير للواحده والنصف صباحا ..
خرجت الى الفناء الخالي ..
اعادت ترتيب الحطب فوق الجمر لتشتعل النار مجددا ..
تأملت الشرر يتطاير منها ثم يختفي ..
كانت تبكي ...أحرقتها حدقتيها من كثرة البكاء ..
هاهي الحياه تمضي بالكل عداها ..انها لاتفكر بمن أرسل لها الصورة اللعنه عليه فليذهب الى الجحيم اخر همي وحزني هو ..
الوحيده التي كانت ظروفها تشبهها هي مضاوي ...وهاهي مضاوي تقف على اول عتبات التغيير ..
وانا الارمله القديمه والام المكلومه اعيش ...بعد ان فقدت اعز ما املك زوجي و طفلي وحياتي ..
أهل زوجي نسوني خلفهم ..انا اعلم بأنه اليوم هو عيده ...لكنهم لم يدعوني قط ..
انا اعلم بأنه قبل سنوات قد نستني كنت اعيش في حضنه مثل اليوم..
أنا اعلم بأنني وحيده ومهجوره اليوم ..
أنا أضحك مره لأنني أبكي الف مره ..
أنا اسيقض من النوم لانني اموت الف مره ...
أنا احببت مره لأٌنسى الف مره ..
:
أنا انثى النسيان .
.
.
....
..
..
..

:::::::

انتهى البارت دمتم بود

::::
::::::::

تعليق / رايكم

تصويت للبارت

هن لباس لكم /  للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن