الجزء الثلاثون ..
:
:المرايه قصيدة
انتي مشغوله بروحك
ما ملك عقلك وروحك
لا أنا.. ولا سوايا
اعطي ظهرك للمرايا .. وشوفي غيرك
اظهري من ليل كحلك ومن أساورك وحريرك
افتحي الشباك مره .. شوفي الناس والشوارع
وش كثر هالغربه مره .. للي وسط الزحمه ضايع
انتي مشغوله بروحك .. ما ملك عقلك وروحك
لا أنا.. ولا سوايا
كلنا عشاق لكن
كل واحد له حكايه ..
كلناعشاق لكن
كلنا نحبك.. نحبك
وأنتي جرحك في ساكن .. وأنا جرحي برا قلبك
أمشي لو نصف المسافة .. وقفي بينك وبيني
أكسري كل المرايا .. أنتي أجمل وسط عيني
يا للي مشغولة بروحك من خذا قلبك وروحك
هو أنا .. ولا سوايا
كلنا عشاق لكن
كل واحد له حكاية
كلنا عشاق لكن
كل واحد له حكاية
كلنا عشاق لكن
كل واحد له حكاية:
:
:::::::::::::::::::::::::في الغرفه الكئيبه الغارقه برائحة المطهرات القويه ..
راقبت ملامح الطبيبه المعاتبه بهلع ....
لامتها تلك ..."وبعدين يا مضاوي معاكي بشهرك الثاني والمشيمه نازله ...
وضعت كفها على شفتيها تمنع شهقتها ..
خبر يحمل لها شعور مزدوج الفرح بتحقيق اخر احلامها بالحمل بطفل ذيب والخبر المؤلم التالي كادت أن تفقد طفل الذيب للمره الثانيه على التوالي ...
الحمل الذي مر بها ومن بعده هذا الحمل يشبه حملها بماريا هادئ ومخفي ..
ركبت السياره بجانبه كان مشغولا بحديث هاتفي ..
ألتفت أليها حرك حاجبيه بأستفهام ..
هزت رأسه لها برضا وهي تشد على كفه لتطمئنه ..
مدته بورقة وصفة العلاج ..
نزل من السياره متوجها للصيدليه ..
راقبته حتى دخل الصيدليه ..لن تخبره الأن ليس هنا على الآقل ..
قلبها قد نسي كيف ينبض من قوة وقع الخبر عليه ..
الحمد لله ياربي واغفر له سهوي و أنشغالي كدت ان افقد طفله مره اخرى ..
عندها سيفقد هو الامل تماما ..الحمد لله ..
فقط ينبغي لي أن أتبع توصيات الطبيبه ...أستمر على المثبت والراحه القصوى..
ياربي أنا بالكاد أصدق ما قالته لي ..
بالكاد اصدق أنني سأهب هذا الرجل القدير طفلا ..له ومنه بعد كل هذه السنوات الطويله ..
تنهدت وهي تراقبه يركب السياره ..أبتسم لها ..."أش قالت لك ..."
هزت رأسها بالنفي ..."أرهاق بس ..."
راقب ملامح وجهه لم تقرأ منها شيئا ..
طوال الطريق القصير تأملته وهي تعض على شفتها السفلى تمنع شهقاتها ...
أن الخبر كبير علي فكيف عليه ..
كيف سأوصل الخبر أليه بأي طريقه ..
أوقفها بجانب باب المنزل ...همس لها بأهتمام .."هيا اطلعي ارتاحي ..ولاتسوين ولا أي شيء اليوم ...طيب"
كرهت فكرة بعده عنها ولو للحظه ..."أنت مو نازل ....؟؟"
هز رأسه بالنفي ...."لاء عندي مشوار ..بقضيه قبل يطلعون العيال من المدرسه .."
مسكت كفه ...وبصوت حاولت الا يؤثر عليه البكاء ....."أنزل الله يخليك شوي بس أجلس معاي ياعمري شوي بس...."
غضن جبينه بأستغراب وهو يطفئ محرك السياره ..
عساها ان تكون بخير عساها ..لن يرفض لها طلبا ولن يكن يوما ليرفض لها طلبا ...
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
راقبها تنزع عبائتها بتعب وتجلس على طرف السرير .
نزع غترته وتوجه لها ...جلس عند رجليها على ركبيته وهو يحتضن كفيها .."خير يامضاوي ...أمريني ..تبين شيء ...يجاعتس شيء...؟؟" .
هزت رأسها بالنفي وهي تقاوم دموعها مبتسمه ..تأملت وجهه لبرهه ...أخذت نفسا عميقا ...
شددت على كفيه ...همست له....لم تعرف كيف تصوغها فتلعثمت .."ذيب ...آآآ..أش أقول ..."
راقبها يستجديها الخبر اليقين ...
سكتت لبرهه ...رفعت كفيه ثم قبلتها ...تنهدت ..."حبيبي ذيب ...أنا ...بس يعني هو مهدد مو اكيد يكمل ...أنا تقدر تقول اني حامل ..."
سكت متأملا وجهها بعدم أستيعاب ....تلعثم ..."يعني اللحين الحين انتي حامل ..حامل يعني عايدي ...بس وشو مافهمت ..."
أخذت نفسا عميقا ..."ياروحي حامل بشهري الثاني بس المشيمه نازله و و ...لازم اداوم على العلاج والراحه عشان يستمر الحمل ..."
خلا وجهه من أي تعبير ...همس ..."يعني حامل انتي اللحين ...مو مثل المره اللي فاتت ..."
هزت رأسها بالايجاب ....
ترك يديها فجأه وهو يسجد الى الله سجود الشكر ..
شكر لله ...على الحزن ..وعلى الفرح ..على التعب وعلى الراحه على كرمه سبحانه مانسي عبده قط ..ولا بخل على عبده قط ..
كرمه سبحانه بتحقيق حلمه منذ أن كان عمره 22 حتى هذا العمر ...الحلم القديم ..حلم من يحمل أسمه ..
ويبره ويدخل به الجنه ..
أطال سجوده ..
أوجعها قلبها لفعله ...ألا انها سمعت نشيجه المكتوم ..
لم تكن تتوقع يوما بأن تراه باكيا ..
هوى قلبها في صدرها ..
وضعفت كل عزيمتها وهي تراقب كتفيه يهتزان بصمت ..
أردت أن تحميه ولو بروحها ...
حاوطت كتفيه وهي تحتضنه وتدفن رأسها في ظهره ...همست له ..."لاء ياعمري لا تبكي ...ياروحي لاتكسرني ..لاتبكي,,,جعلني ما اذوق حزنك ..."
:::
::
رفع رأسه لها ...بعينان حمراء ..وملامح تدعي الصمود ..
مسحت دموعه وهي تقبل جفنيه ....
دفنت رأسه في حضنها حيث مكانه وحيث لن يبرح منه ابدا ..
قبلت رأسه ..وهي تمرر يديها على ظهرها ..همست له ..."الحمد لله ياروحي قول الحمد لله ..."
رفع رأسه له وهو يتمالك نفس أعتدل في جلوسه ...أخذ نفسا عميقا ..
عدل شعره ومسح وجهه ..
همس لها بعدم تصديق ..."سنين عمري راحت يامضاوي وانا أنتظر هالكلمه ....هالبشاره يابنت عمي ..."
أبتسمت له ..وهي تمسح على جانبيه وجهه بكفيها ..."روحي انا ...الله يتممه لنا على خير ياعمري ..."
تذكر حينها ...
نبهها بأصرار ....."ولاتتحركين يامضاوي ولاتخرجين من هالغرفه ...تسمعين ولاترفعين شيء ثقيل ولا تشتغلين ولاتطبخين ...بس أرتاحي ما ابي منتس شيء .."
و بلهفه غريبه ..."على الاقل الين تطيين طيب الين يثبت الحمل ...برضاي ياعمري ...."
أبتسمت لتوجهه اليها بلفظها الذي ميزته به ...قبلت كفيه ...."ياحبيبي ياذيب والله من فرحتى مو عارفه اش اسوي .."
عدل شعرها وساعدها في النهوض ..."حلو ..لاتسوين شيء...بس أرتاحي ..الله يخليتس يامضاوي برضاي يابنت عمي ...ارتاحي ...لا يصير معانا مثل ماصار العام .."
هزت رأسها وعدته بصدق ..."لا ان شاء الله انتبه لنفسي ولا اتحرك ..أنت بس تطمن ..."
:::::::
::::::::::::::::
:::::::
::::::::::::::
أنتظرت حتى عودته ...وقد جهزت حقيبه مبدئيه فهي لاتعلم كم ستلبث هناك ..
دخل ..الغرفه ...وهو مشغول بتجميع أغراضه ..
تذكرها ..
رفع رأسه أبتسم لحدقتيها تراقبه بفضول ..
بعدما جمع أغراضه على السرير ...
"خلاص لميتي أغراضك ..؟؟؟"
هزت رأسها بالايجاب ....لحقته في حركته السريعه في الغرفه.."طيب راجح يعني كم بنجلس هناك ؟؟...."
رفع رأسه من ترتيب حقيبة جهازه المحمول ..."ما ادري اسبوعين او اكثر ..."أبستم لها مكملا ......"لاتخافين ماراح ينقصك شيء..."
هزت رأسها بأيجاب ...
راقبت حركته ..أقتربت منه بتردد ...
أخذت قميصه من على السرير بهدوء ...رتبته ببطء ...
تسائلت ..."طيب فين بنجلس ...؟؟"
راقب حركتها ...."في شاليه ...نستغل حلاوة الجو ..."
هزت رأسها دون ان ترفعه له..."أممم ...."
جلب حقيبته الرياضيه ..وضع ملابسه فيها ..
تأمل هدوءها ..."كيفك مع البحر ؟؟"
رفعت رأسها مبتسمه ..متحمسه لسؤاله بعينان لامعه .."مره أحبه ....له ذكريات مره حلوه...عمتي ماريا علمتنا السباحه ...وخلاص كل مانروح استراحة ابحر ..."
توقفت وهي تراقبه يتأملها بأبتسامه خجلت وذبلت لقد نسيت نفسها للحظه ..
بينما هو قد سحرته طريقة نطقها الناعمه للحروف ...وحركات كفيها الانيقه الغير مقصوده ..أنها كأميره صغيره ..
كجميلات زمن الشاشه الغير ملونه ...
رقيقه و أخاذه ..
سكتت فجأه بأنكسار غريب ..
رأى أن من واجبه ان يحعزز ثقتها بنفسها ...أبتسم لها ...طلو تشوفين كيف كنتي يوم تتكلمين ...ماسكتي أبد ...سبحان من سواكي يابنت محمد ..."
أبتسمت لأطراءه بخجل ..
وهي تعض على ظفر أبهامها الايسر تمنع أبتسامتها ...
حرك رأسه لها ...مدعي الهمه ..."هيا بسم الله ...ورانا طريق للمطار ..."
أعتدلت واقفه ..."طيب بأكلم عماتي ....و أواز قبل ..."
أبتسم لها يستحثها ..."يالله قدامي كلميهم في الطريق ..."
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::
كانت تهمس بجانبه ..لم يستمع الى حديثها ..
الا ان هناك ضحكات رقيقه وعذبه تتخلل همهماتها..
أكثر ما أحزنه هو طريقة حجابها المحتشمه ..
الذئاب البشريه لا توقفهم المظاهر أبدا ..
ألتفت اليه بعدما أغلقت هاتفها ..
أستشعر منها وكأنها تود بدء حديث لكنها محرجه ...فساعدها ..
مبتسما سألها ..."كيفهم اهلك ..؟؟"
تنهد ...."حلوين الحمد لله ....أواز اختي قال لي دوبها أنها ماشاء الله حامل بتؤام ...وكلهم طيبين ...وعمه ماريا ماترد ...أرسلت لها رساله ..."
أبتسم لها بادئ معها حديثا ..."الحمد لله الله يتمم لها على خير ....الاخوه شعور جميل تغنيك عن كل شيء ..الله يخليها لك ..."
تنهدت للذكرى ..."هي كانت تعرف اخباري من شاهر ...ماقررت ترجع الا بعد اللي صار ...لانها زمان حلفت ماعاد تطب المدينه الين تموت ...بس محد يري أش بتجيب له الدنيا بلاها حلفانات و وعود..."
تأمل أسهابها الموجوع ...هذه الصغيره في جعبتها الكثير من الحكايا والذكريات ..
ستقولها لي يوما ...لن أجر الاحداث منها غصبا ...
وان يكن ماحدث في ماضيها انا لي في غدا كيف سيكون بها ومعها ..
أخذ نفسا عميقا ...سكت لبرهه ..
"تدرين انه أمس زرت أبوك الله يرحمه ..."
ألتفتت اليه ...همست بعد تأمل طويل ..."أبوي ..."
أكمل يبوح لها ..."ايه سلمت عليه ودعيت له وقلت له أن مدين اللحين أمانتي يامحمد.."
سكتت مطولا ولم ترد عليه....وبتردد ..ومحاولة تذكر ...."راجح ..أبوي كيف عرف أمي ...كل يوم أسأل نفسي هالسؤال وانت الوحيد اللي ممكن تجاوبني ..."
أبتسم لها ...متذكرا جنون صديقه ..."أبوك هو أساس مقولة الحب من اول نظره ...كنا مسافرين سوريا وشافها ...في حلب ....كانت غريبه وملامحها غريبه حاول ...يكلمها ...لكن ماتجاوبت معاه لأنها ماكانت تفهمه ..هي جايه مع ابوها يبيعون الاصواف في موسم السياحه ...تردد عليها ....ألين تزوجها ...جدك مامانع أبد وحصل الزواج ..مشاكلهم أبتدت من يوم رجع للمدينه ...بالرغم انه كان يحبها بالحيل..الله يرحمه قلبه تعبه بالحيل ..."
أعقبت على حديثه بهدوء ..."ليتك منعته ياراجح ..ليتك ولاتعذبنا ولاتعذب هو وامي ...الله يرحمك ياجدي زيد ..الله يرحمك .."
هز رأسه بشيء من الايجاب ..."الاقدار تمشي يا مدين ...ولو نقدر نوقف شيء ..كان وقفنا مرض احبابنا ومعاناتهم ...مالنا يد باللي يصير أبد ...تقدرين تقولين أحنا بالهحياه يامتفرجين يا منقادين ....نقول بس الحمد لله .."
همست له بشيء من حزنها القديم .."الحمد لله .."
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
كانت لازالت تلف جسدها بمنشفتها البيضاء ..
بيد تجفف شعرها وبيد تقلب الرسائل الفائته في هاتفها ..
كانت اجمل رساله قد تلقتها هي خبر من مضاوي بحملها ..
أخرى من مدين تطمئنها عليها وبأنها ذاهبه الى جده لمده ...
مما يعني بأنها وثابت لوحدهما في المنزل مع الاولاد ..
تأملت أنعاكسه على المرآه ...كان مستلقيا في منتصف السرير عاري الصدر ويغطي عينيه بساعده الايسر ...
ماريا ...هل تستوعبين كل هذا ..
هنالك رجل في سريرك ...رجل بعد كل تلك السنوات ...بعد الوحده والوسائد المبلله ..والاغطيه الثقيله الكاتمه ..تحتضنينها ترجين الدفء ..
سرحت شعرها بطريقتها المعتاده ...فستان قطني رمادي وكنزه حمراء تصل لمنتصف ساقها ..تركتها مفتوحه ...كحلت عينيها واغدقت من عطرها ..
أخذت هاتفها ...فتحت الباب بهدوء ...راقبته يغط في نومه الكسول ..
أغلت الباب بصمت وهي ...تتأمل المنزل حولها ..
كان خاليا سوى من أشعة الشمس ..لايبدو بأنه قد أعتاد على قاطنيه لازالت بعض اركانه فارغه..
بغرف كثيره أوصدت أبوابها ..
نزلت السلم ..ولا صوت سوى صدى خطواتها وخلخالها الفاضح ..
أتجهت يسارها ...كانت الغرفه الاكثر حياة في المنزل ..
بأثاثها المتكامل و مظاهر الحياه ..قهوه عربيه وعلبة شوكولاته بجانبها ..
تبعثرت وسائد الكنب ..وأسلاك لاتعد ولاتحصى متصله بأنحاء اجهزتهم ..
كانت أفنان تجلس على الارض تمد ساقيها منشغله في كتبها الجديده ..وتنهر قطتها احيانا من الاقتراب منها ...
بينما أنشغل التؤمان في اللعب في جهاز لوحي بين يديهما ..
أستغربت أثنان كان أحدهم أكبر من الآخر بقليل ..
أنهما نسخه مطابقه لذاك ..أولهم قد أنشغل بحاسبه المحمول بين يديه ...والآخر قد تعلقت عينيه بالشاشة الكبيره المثبته على الجدار ..ويبدوا بأنه مندمجا في مرحلة مهمه للعبه حربيه ..
تأملتهم مطولا كانوا فتنه ...يالجمال الضنا ..
تحمحمت بأنوثه ..
ألتفت الجميع اليها ....
أبتسمت لهم بدفء ..بادلتها أفنان الابتسامه وهي تقف ...
قبلت خدها ..."عمه ماريا ...مساء الخير ...نورتينا ياعمه .."
قالت أخر كلمه بحسره وملل ..
أبتسمت لها وهي تراقب البقيه ..."حبيتي ,,فنو أخبارك ...كيف المدرسه اليوم .؟؟"
جمعت تلك شفتيها بعدم رضا ..."يعني ..حلوه ..."ألتفتت ألى اخوتها المراقبين المنظر بخجل أبتسمتوهي تشير على اكبرهم ...ومن بعده البقيه.."هذا عمار ...وهذا تركي ..وهذولا تعرفينهم نواف وفيصل ......."
أبتسمت لهم وهي تقترب تصافحهم ...بعثرت شعر الصغيرين ...ومن ثم شدت خد نواف بعنف ...
أنزعج وهو يفركه بألم ..
جلست بينهم بأريحيه ...
أستغربوها للغايه ...فقط أكتفوا بتألمها بصمت ...فهم لم يحتكوا بأنثى من قبل ,,,سوى بأمهم الغائبه دوما وخادماتهم الواحده تلو الاخرى ...
ألتفتت اليهم ...مدت يدها للقهوه ..سالتهم "تتقهون معاي ....؟؟"
لم يرد أحدهم سوى أفنان ...التي كانت تجلس بجانبها ..."ماحد يحب يتقهوى الا عمي راجح ..."
أبتسمت لها ماريا ..."وانتي ؟؟"
هزت رأسها بالنفي ..."لأء انا صغيره ...."
مثلت التفاجئ ...حببت أن تعزز ثقة هذه الصغيره بنفسها فهي تربية خادمات كما يبدوا وحتى أنها لاتراعي عمرها ابدا ..."لا حبيبتي أنتي مو صغيره ...انتي خلاص بقى لك كم سنه وتصيري عروسه ماشاء الله ....ماريا بنت اخوي لمن كانت قدك كانت هي اللي تسوي القهوه ...وانت بينك وبين ماريا بس سنتين.."
أبتسمت تلك لها بفرح .."صح ياعمه ماريا انا كبيره ...حتى عمي راجح اشترى لي عبايه ..عشان البسها اذا رحت المدرسه بس لسى ماغطيت شعري ...."
غضنت جبينها ...راجح ..راجح ...
أين ثابت في الموضوع ..
مدت عمار بأول فنجال وهي تهمس .."سم ياعمار ..."
أستغرب فعلها ...وهو يأخذه منها فلم يمده أحد قط بفنجال قهوه سوى في المجالس التي يقصدها مع عمه راجح ..
لقد احتسبته رجل ..ناولت تركي من بعده فنجال أخر ...
ألتفتت الى افنان مبتسمه وهي تمدها بالثالث ..."وهذا لعروستنا فنو ..."
أبتسمت تلك وهي تأخذه منها ...
لازال نواف يتأملها بحقد على مافعلت به وقد أحمر خده ....سألها بتطفل ..."أنتي ليش شريره ؟؟"
شهقت وهي توسع حدقتيها بدراميه ..."أنا ...حرام مو شريره ..."
هز رأسه بقل حيله ...."الا انتي شريره عيونك كبيره وعلى فوق ...ودايم كل ماشفتينا لازم تعورينا بمكان ..."
ضحكت وهي تجره مع طرف قميصه ..."عشان انت طعم ...وممكن في أي لحظه أكلك ...."
قالتها وهي تعضه في بطنه ..أنه جميل وصغير للغايه ولايبدو عمره ظاهرا عليه أبدا ...فهو بعمر أبناء عدي رحمه الله ...
لم تلبث وهي تحاول ان تجر الحديث من عمار وتركي ...الذين تعاونا كثيرا معها ..حتى دخل ذاك كعادته بدون قميص وسيجارته بيده وحاجبيه في حالة استنفار ....
أبتسم لها بكسل وهو يرمي بنفسه على الكنبه بجانبها ...
ألتفتت ألى أبناءه كانت تنتظر ان يستهجنوا منظره ...يبدوا بأنهم معتادين ...أنتظرتهم يقفون ليلقوا التحيه ويقبلون رأسه ...لم يفعلوا بل أنشغل كل منهم فيما بيني يديه ...
لم يعجبها الوضع ..
سألت عمار الذي يجلس في أخر الكنبه بجانبها ..."متى أخر مره شفتوا ابوكم .؟؟"
ألتفت اليه بعدم أهتمام ..."من يوم الزواج ..."
هزت رأسها بعتاب ...وبأبتسامه متفهمه.."طيب ليه ماتقوم تسلم على راسه و تكفحل عليه ؟؟..."
هز كتفيه بجهل ..أستمرت في همسها له ..."طيب قوم جرب ...وشوف أخوانك بيسوون نفس الشيء ...قوم ..."
قالتها له مستحثه ..
أمتثل لأمرها خجلا فهو يعرف بأن هذا الصواب ...
أستغرب ابيه لفعله ...رفع رأسه اليه ..
وكما توقعت ماراي قلدوه أخوانه من بعده ...
ألتفت اليهم ذاك ...وبلهجته المعتاده معهم ...."الله ...الله ...أش هالحنان ...أممم تبون فلوووس ...ياعيال الايه ؟؟"
أبتسمت له ...."طيب يمكن بس مشتاقين لك ..."
كست ملامح وجهه الاستهجان ....وجه حديثه اليهم ..."وحشتكم ولاتبون فلوس ..."
سكتوا الا فيصل ..."سويينا زي عمار ..."
حينها دخلت الخادمه وهي توجه حديثا الى افنان ...
تعاتبها على بقعه في مريولها ..
أتسعت حدقتيها بمفاجأة ...وهي تنهرها .."هيه ....أش هذا كيف تدخلين كذا الغرفه مليانه رجال ...مو حرام ...."
لم تكاد تلك تبرر ...حتى قاطعتها .."كيف تكلمينها زي كذا ..."
لم تحدثها تلك فقط نظرت الى ثابت ...نهرتها ...وهي تشير لها بيدها ..."لاترفعين عينك ...هيا برى ...أنا اجي اتكلم معاكي ..."
أستغرب الجميع ردة فعلها فهي تشاركهم كل أمور معيشتهم وان كانت وقحه لكن ليس هناك مايردعها ...
ألتفت الى ثابت وهي تقف خاارجه من الغرفه ...كانت نظرتها معاتبه له وبشيء من هناك عقاب ..
خرجت خلف الخادمه ..المتجهه الى المطبخ ..
دخلته ..كانت هناك واحده اخرى من جنسيه هنديه ...
نهرت تلك ..."شوفي ذحين في مدام في البيت ...انتي ماتخرجين من المطبخ الا لمن تستأذنين ..أنتي أش شغلك ...؟؟"
جاوبتها تلك بتنطع ..."أفنان ...شعر ..لبس ..نوم ..أكل ...مستر تابت وبزوره أسوي كل شغل ...فايزه هنا سوي تبخ سوي غسيل شغل مستر راجه ..."
كانت تراقب حديثها بحاجب مرفوع ...
وجهت لها الحديث بأمر ..."هيه شوفي ,,انا دذحين مدام انا يسوي كل شيء هنا ...انت بس غسيل ملابس ترتيب بيت ...ماتسمعين الا كلامي سامعه ..."وجهت حديثها للأخرى المسالمه ...."أنتي تبع مدام مدين ...هي يقول أنتي سوي ...طبخ انا يطبخ ...سامعه ..تمام ..."
هزت تلك رأسه بغير أقتناع بينما انقادت الاخرى ...
يا الهى هناك الكثير ينتظرها في هذا المنزل انه يعيش بلا أي قواعد
أو أي توجيهات لقائد محدد ...
الابناء بلقاء واحد اكتشفت ان هناك فقد كبير لراشد يلقنهم المبادئ والتصرفات الملائمه ...
هناك فجوه غريبه بينهم وبين ثابت ..
و ثابت ...كيف سمح لنفسه بالظهور بتلك الهيئه امامهم ...
يحتاج هذه المنزل الى الكثير من التوبيخ والتلقين ....لإي الواقع انا ابنة زايد ..انا لها ..فلقد ربيت في بيت بدوي قديم بكل التقاليد الحميده ..و الاداب والتوجيهات التي بنت مننا ذاك البيت المتكاتف ...
::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
يوم الخميس المغرب ...
في الحرم النبوي الشريف ...فاليوم من عادة ام ذيب ان تمد سفرة أفطار في الحرم ...
رفعت ظهرها بصعوبه ...وهي ترفع البقايا بسرعه أعتادتها من تمرسها في الشهور الفائته ..
أخرجت نفسها عميقا شربت الكأس في يدها ..وهي تعدل وقوفها فقد قامت الصلاة ..
أنهت صلاتها ...عدلت وضع رجليها بصعوبها جلوس الارض لا يريحها البته ...
فتحت طرحتها وهي تعدل شعرها ....
لفتها مجددا الى ان هناك أحداهن استوقفتها ...
بتساؤل"أواز الزيد ...؟؟"
ألتفتت اليها بأستغراب وكأن تلك تثبت لنفسها ..."ألا اواز محمد زيد الزيد ...الا ...تتذكرين المتوسطه السادسه عشر ثانيه اثنين ...كنت معاكي بنفس الفصل كنا مع بعض من الابتدائي انا ريم سالم تتذكريني ..."
كل هذا وهي مشتته تنظر للفتاه والطفل الذي تقوده بيدها ...
تذكرت طفولتها لقد كانت نحيله بشعر كثيف ...وتسريحه لاتغيرها ..
ابتسمت لها بحنين ..."ألا تذكرتك..."قالتها وهي تقف لتمد يدها ..." يا الله ريم تغيرتي يابنت ...تختني واحلويتي ..."أبتسمت تلك لها ..."الله يجبر بخاطرك ...والله قبل يوم كنت بسيرتك للبنات اقول لهم تتذكرون اواز نفسي اشوفها بعد ماكبرت كيف صارت ...سبحان الله جمالك زاد اضعاف ....التفت ولفتني لون الشعر شوي أتأمل ولا انتي ..."
أبتسمت تلك لها غير مصدقه ...وهي تجرها مع يدها ..."أجلسي أجلسي ...ياختي بيننا هرج كثير ..."
جلست بجانبها ...تبادلن الاحاديث القديمه والذكريات التي لاتزول ..."والله الحمد لله قابلتك ...تتذكرين لمى صديقتنا ..."
أمتقع وجه أواز واختفت الوانه ..ألا ان تلك أكملت ..."مسكينه لمى الله يكون بعونها بنتها قبل شهرين ماتت من سرطان الدم ..بس لها يمكن ولا خمس سنين وهي تسألنا و توصينا ...امانه اللي يقابل اواز الزيد او يعرف رقمها يقولي ..والله مالها الا سيرتك ...هي تزوجت ولد عمتي ..."
قاومت تلك تقوس شفتيها بأبتسامه ميته ...الله ...يعود الزمن بي الى حيث ماكنت ..
والى لمى صديقة طفولتي والمراهقه ...في الواقع كنا لاننقطع عن بعضنا حتى انها كانت تجلب كتبها بسكل شبه يومي لنقضي وقت العصر سويا بمنزلي......
حتى ان غدرت بى ذاك اليوم عسى الله ان يقطع ذكره ...
أعطيت صديقتي رقمي ووعدتني بالتواصل وهي تردد لي ..."لمى والله راح تنبسط ...."
و ماعادت الاقدار تفرقنا ..
الى العشق القديم ...أنا أخاف من لقياك ..أنا اخاف من قربك ..
لقد نسي قلبي وجودك ..
لقد نساك قلبي حتى نستيني دون علمي ..
وما انا إلا بك ..
::::::::
::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
:
:
:
....
..
..
..:::::::
انتهى البارت دمتم بود
::::
::::::::تعليق / رايكم
تصويت للبارت ⭐️
أنت تقرأ
هن لباس لكم / للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️
Fiction généraleهن لباس لكم بسم الله الرحمن الرحيم..... ..................................... تجفف شعر ابنتها الرطب أمام المرأه....تسرق منها بعض اللمحات الا انها تشبه جدتها اكثر ,,,,, ارتجاف يدها يعوق اتقان ماتقوم فيه وهي تستمع الى صوت صراخه في الخارج ..... لكم تها...