الجزء الثالث عشر..تاقف على اطراف الهدب .. وماشافتك عيني
صافحتني ومدري يدك هي لمست ايديني ...
سلم .. ابارد السلام ..
وهذا ترى كل الكلام ..
اللي بقى بينك وبيني ...
تخيـّــل ...
من وين ... ومنين ومتى ...
بالله ذكرني ...
بالله ذكرني ... متى
جيتك انا فـ ليلة شتا ..
تهزني ريح الشمال ...
محتاج انا لبسمه وشال ...
تركتني لبرد الطريق وانا على بابك ..
اتذكر انك قلت لي بالله وش جابك ..
ودعتني قبل السلام .. وهذا ترى كل الكلام
اللي حصل بينك وبيني ...
تخيّــــل ...
اليوم لعيوني السما والارض البعيد ...
اليوم ولغيرك انا يطري على بالي القصيد ...
اشتقت للقلب الخلي ..
وش هم .. لو تعتب علىّ ..
جيتك انا فـ ليلة ألم .. قلبي على كفي ...
همست لي روح ياغريب الشوق مايكفي ...
سلم ابارد السلام ...
وهذا ترى كل الكلام ...
اللي بقى بينك وبيني ...
تخيّــــل:::::::
:::::::::::::الساعه الواحده ليلا ..رابع العيد لم يكن صحن الحرم مزحوما ..
جرتها اختها خلفها ..ما ان افسحت لها الاعمده الضخمه والبوابات الواسعه الرؤيا حتى بانت ..سوداء وضخمه ..طاف حولها الكثير ...وتوافدت اليها الامم لأن محمدا بأبي هو وأمي أمرهم بهذا ممتثلا لأمر ربه ..
يا الله كم تعلق بأستارها مريض ..وحزين ..ومحتاج ..يالله كم تقي سلم على ركنها اعز مكان وأجل منفى ..
تقدمت الى الكعبه لاترى غيرها ودموعها تنهمر ..اقتربت منها ..حتى لمست أستارها ..ثقيله وبارده ..ورائحة العوده تغرق المكان حولها ..التفتت الى اختها ..كانت تقف بجانبها ..رفعت رأسها ..ونادت ....."يا رب اخترتني واصطفيتني من بين خلقك اكون هنا ...يا رب ازل الحزن والهم من قلبي ..طهرني ياربي ..ثبت قلبي ..أغفر لي حزني وضعفي وتقصيري يارب العباد ..ارحمني وارحم حالتي واصفح عني واغفر لي فانه لايغفر الذنوب الا انت ...يارب ثبت قلبي ..يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ..."
لقد كانت هنا رمضان العام الفائت مع خالتها ..الا انها تشتاق الى المكان ..راقبت اختها نتعلقه بأستار الكعبه تبكي بصمت ..
أكملن الطواف ..كانت تلك تردد طوال اشواطها السبعه "ربي اني مسني الضر وانت ارحم الرحمين "
جلسن في الصحن بعد انتهاءهن ..صلين وطلبن من الله المغفره ..توجهت لها بالحديث .."خلك هنا اجيب لنا زمزم ومصاحف طيب ..شوي واجي .."
راقبت غياب اختها بين الحشود المصليه ..انه تشبه امها للغايه ..لكم تفتقد امها وابيها ..لم تنسى الدعاء لهما ..
سمحت لنفسها بتذكر ماحدث معها ذاك اليوم ..
اقتربت السياره التي ضنت جهلا منها بأنها سيارة السائق ..اقتربت حتى تركب ..فتح الباب بقوه ..لم تستوعب الا وقد سحبيها اثنين مع عضديها ..حاولت ان تفلت منهم الا انهما اغلقا الباب خلفها ..حاولت تحرير نفسها و الاتجاه الى الباب ...الا انهما كان يفوقانها قوة وقدرة ..صرخت بأقصى ماتتحمله حبالها الصوتيه ..وخدشت احدهم بأظافرها ..
صرخ السائق بحماس .."سكتوها باقي لين نوصل ....اما ياهي صيده .."
كان ذاك اخر ماتذكرته عندما ضرهما احدهم بقوه اسفل رأسها ..
ياه لقد كان حلما سيئا ويوما متعبا ..مابال سريري غير مريح ..ما هذا الثقل فوق صدري...؟؟ماهذا الحر وهذه الضيقه ..
فتحت عينها..كانوا قد حشروها في المسافه بين ظهر مقاعد السائق ومرافقه ..اسفل ارجلهم ..
لقد تندست كرامتها منذ الان ..كانت الجبال فقط ماتراه من زجاج النافذه ..لم تستطع التحدث فقد الجموها بطرحتها ..وربطو يديها خلفها ...
كانت تراقب من غير تصديق وعيناها تدمع بغزاره ..
فقدت الوعي مجددا من هول صدمتها ..
أستيقضت ...هلعه مره اخرى ..كانت في غرفه بغيضه بفرش قديم متهالك ورائحه نتنه ومرتبه قديمه لشخصين في طرفها ..
ونوافذ عاليه تقارب السقف ومروحة زرقاء قديمه بصوت مزعج ..
كان الليل قد حل ..والغرفه اضاءتها ضعيفه ..والاربطه تزعجها ...
لم تكن عباءتها عليها وقد فقدت كل شيء واصبحت بلباسها للكليه فقط ..
أنهمرت دموعها ..وبردت اطرافها وبدأت في الارتجاف ...لقد دخلت في صدمه اخرى ...
حاولت الوقوف عبثا ..سمعت ضحكات بغيضه خارجا ..يبدو المكان مكتضا ..
قضت ليلا مرعبا ..ومخيفا ..واكثر ليل اسودا وموحشا وحالكا مر عليها ..ونباح الكلاب يزيدها خوفا ..كان صوتها وكأنها معها في الغرفه من حدته ..
الا ان فقدت وعيها مجددا ..
لم تشعر الا بأحدهم يهز جسمها ..
فتحت عينها بهلع وتحركت للوراء تحمي نفسها منه ..كان الشمس قد بدأت بالغروب ..رمى عليها وجبة أفطار صائم التي توزع في طرقات المدينه ..
تأملها .."أفطري ..."
تقدم منها وحرر شفتيها ..التي تشققت وتجرحت وسال دمها وجف اكثر من مره ..
شهقت تدخل الهواء دفعه واحده ....وقد احمر جفتيها والتهبا من الدموع ..
مد بيده الدنيئه العصير الى فمها .زكانت بحاجه الى شربة ماء او أي ماتبل به شفتيها انها صائمه منذ يوم ونصف ..الا ان الرعب والارتجاف وارتعاد صدرها اخذ منها مأخذا ..اعاد الطلب له تكرار بأن تشرب ..الا انها بادرته بالصمت ...
صفعهما بقوه على وجهها فتساوت مع الارض وسائل دافي تسلل بين شفتيها مصدره جرح اسفلها ..لقد فقد السمع لوهله ..اختل توازنها ..لاتسمع صوته وهو يهدد ويشتم ..فقط كانت تشعر بركلاته يهوي بها على بطنها ويسحق فخذيها تحت اقدامه الكبيره ..
غابت عن الوعي لتستيقض من جديد .
عاد مجددا بأبر في يدها ..
جر ساعدها ..وغرزها بدون رحمه واحده تلو الاخرى ..حتى افقدها الالم الشعور بيديها ...
جر تنورتها ..لم تستطيع مقاومتها لقد انهكها بأبره البغيضه ..الا ان هناك صوتا مناديا ..فلعن كثير وشتم بالفاظ تخدش الحياء ..وخرج ثم اقفل الباب الحديدي مره اخرى ..
أحست بالغرفه تدور بها بعنف وتهتز ..وطعم الدم في فمها ..ورأسها يكاد ينفجر ..وهلاوس مخيفه حتى أنها رأت اشياء لا تفسر ومرعبه وانخفضت حرارة جسدها حتى باتت ترتجف ..فقدت وعيها ..
كان الله حاميا لها ولم تمت جراء جرعه زائده من المخدر ..
أفاقت من اغمائتها ..بألم وحرقه في معدتها ..افرغت ما بمعدتها ولم تكن تحوي شيء سوى عصارتها وخيوطا من الدماء ..مما زاد الالم ..
دخل مره اخرى ..لم تكن تقوى على الحراك ..جرها نحو المرتبه ..فعلمت ماذا ينوي ..ابتدأت بالصراخ لم يكن صوتها يساعدها ..كان منتشيا للغايه فلم يقوى عقله على نزعها التنورة ..حاول رفعها كانت ضيقه وضد محاولاته ..
تحركت برجليها بقوه حتى رفسته في بطنه ...شدها مع شعرها وبنفسه الخبيث أمرها ...."شششششششششش".
ثم دفعها فارتطم رأسها بالجدار ..و سال دمها ,,
الا هذا ..الا هذا ..لقد جمعت كل قواها وباتت تتحرك رجليها ..شدت شعره ..خدشت وجهه ...الا انه كان اقوى منها ..
توقف عما يفعله لما شاهد نزفها بغزاره ..ضربها على وجهها بقوه ...ثم خرجت ..
احست بحرقه تغزو جسدها ..ووهن غريب وقلبها عجز في الاستمرار بالنبض ثم فقدت وعيها ..
وفقدت كرامتها ..وشرفها ..وجسدها ..وكل شيء ..حتى انها فقدت نفسها ..
تذكر فقط استيقاضها في المشفى ..لربما عاد اليها في ضعفها لاتتذكر الا انها فقط تتذكر ..حضن ابيها ..نعم تكاد تجزم بأن ابيها عاد وحضنها وطمئنها ..تؤمن بأنه انقذها منهم ..وكان بجانبها عندما احتاجته ..الا انه قدم متأخرا ..
تناولت المصحف من يد أختها ..والماء ..فتحته وقرأت قرأت حتى تمنت الا تغلقه يوما في حياتها ..
قاطعتها أواز .."مدين حبيبتي لازم نرجع الساعه صارت اثنين وشاهر ارسل لي رساله يقول فينكم ..هيا مشينا .."
هزت رأسها بالأيجاب وهي تنقاد خلفها ..اعادا المصحفين وخرجا ..
دخلا غرفتهما ..
نزعت عبائتها وهي تراقب اختها لازالت بعبائتها تتصل لتطلب شيئل ليأكلانه ..وربما قهوه ..
راقبتها تنزع عبائتها ..وتعدل لباسها ..همست لها .."أواز ..افكر اسيب المضادات والمهدئات ..تعبتني ..."
أبتسمت لها وهي تجلس امامها ..."بس الدكتورة قالت استمري عليها .."
هزت رأسها ......"قالت استمري عليها لين تحسين انك مو بحاجتها ..وانا فعلا مو بحاجتها وتعبتني ..."
ابدت الرضا ...."أوكي بس لا توقفين فجأه انسحبي من العلاج تدريجيا عشان لا تتضررين ..طيب ..."
طرق الباب ..كان ماقد طلبته اواز ..لقد غصبتني على الاكل وكأنني طفله ..
ثم خلدنا الى الفراش سويا ..
كنا نشاهد التلفاز بملل ...
بادرتني ...."تعرفين اني احب المسلسلات التركيه لانها تذكرني بأمي .."
اجابتها بتفهم ..."حتى أنا ...في مسلسل ..اش اسمها ياربي ...سيلا على ما اعتقد ..ذكرني بيت ابوها الاصلي ببيت جدي .."
ضحكت ..."تتذكرين جدي ..انتي ماعجبتيه ..يقول عليكي سعوديه ..لكن عيونك زي عيون جده ..بس انا الكل وقع في غرامي .."
اكملت مقلده لهجة جدها .."اوووه ديليمن ديليمن "
ضحكت ..."لحظه اش يعني ديليمن ...وربي نسيت الكردي "
أبتسمت ..."يعني قلبي .."
أكملت تصطنع محادثه مع اختها ..للتذكرا الفاظ امهم الجميله .." لە چيياي؟"
(كيف حالك؟؟)
ضحكت تلك تغطي وجهها ...."والله معرف ..لحظه ...أش اقول ...ايوه ...الحمد لله ..."
ضحكن الاثنتان ..أكملت اواز هي التي لازالت تتقن اللغه "ئه ز حشته دكم"
(انا احبك )
ردت مدين بقل خبره ..وهي تبتسم ..." پيرۆزە" (مبروك ...)
دفعتها بخفه ......"لاياشيخه انتي قتلتي الكوردي مره وحده .."
غرقن في ذكرى امهم ..يالجمال امهم ..كانت رقيقه للغايه وجميله كدميه خزفيه ..بأناملها الرقيقه وشعرها الاشقر الطويل ..وفساتينها البسيطه ..
لم تكن يوما لتتأقلم مع الوضع هنا ...
ألتفتت اليها ...."أقولك شيء يضحك ....؟؟"
تحمست تلك واتسعت حدقتيها الزرقاء بفضول ...."قولي .."
زمت شفتيها وهي تفكر ..."كنت خطيبة شاهر يمن لي خمس سنين وازود ...بس هو كان رافضني ..اي احد يتقدم يقولون له لاء محيره لولد عمها ...طلع مخبيكي عننا "
سكتت مطولا ..يالسخرية القدر ..ثم تنهدت وهي تنطق أسمه بتمعن في صفاته قبل معنى اسمه ..."شاهر .."
حركتها في سريرها صعبة ..سيكتب لها الخروج غدا ..تململت وعدلت من جلستها ..
تناولت جهاز التحكم وفتحت التلفاز..كان يعرض القنوات السعوديه الممله ..وعلى القناه الثقافيه كان يعرض برنامجا وثائقيا عن "العلا" أبتسمت بأستهزاء تلحقها اينما كانت ..ان العلا حقا لعنتها التي ستموت معها ولن تتركها يوما ..
اغلقت التلفاز ..وتناولت هاتفها ..فعلت ما تفعله عاده فتحت البوم الصور ..كان يحوي صورا توثق عمر ابناءها ..في الواقع سلبت ابنتها من حضنها عندما كان عمرها سنتان ..تاملت صورهم ..موضي وتركي ..حياتها وروحها ومتنفس احلامها ..
خانت حدقتها العسليه الواسعه دمعه ..مسحتها بقل حيله ...تموت وتستنشق رائحتهم لثانيه واحده فقط .
أخذت نفسا عميقا وهي تتأمل الغرفه بضجر ..
اصدقت النيه بالدعاء لربها ..."ربي اني فوضت أمري اليك..."
عادت الى وسادتها والوحده تنهشها كالعاده ..
بعدما انهيا اعمال البيت وصليا العصر اتجهتا الى الفناء الخارجي تنتظران ذيب ليقلهما الى المشفى ..
وقفتا متكئتين على الباب ..
ماريا لم تغطي وجهها بعد ..و مضاوي تجمع طرف عبائتها في يدها و البرقع يزيدها فتنه وقد بانت كلا ساعديها ..بنقاوتها وساعتها السوداء واسورة الذهب وخاتميها تزين اناملها الطويله ..وارتفعت تنورتها فبانت كلا ساقيها وخلخلها الذهبي الناعم الذي لايغادر ساقها الايسر ابدا ..
تشاركا الضحك على رساله مخله قرأتها ماريا لمضاوي ...
فتح باب المنزل بقوه ..ففقدت توازنها وضربت مؤخرة رأسها بطرف ظرفة الباب الاخرى ..دلكته متألمه..
عندما لاحظن وجوده تحولن الى صنمين على رؤسهم الطير ..
رمقهن بنظره ثم همس ..."تغطي زين ........؟؟"
لأول مره يوجه حديثه لها بطريقه مباشره امام احدهم ..
هو يعلم بأن حجابها كامل ومحافظ أكثر من ماريا ومدين ..لكن لا يعلم ما الذي دفعه لقول هذا ...
لربما حقدا على ضحكاتها التي تطربه بها منذ الامس ..او ربما لذكرى عينيها ووقعها القوي على شعوره ..
لم تبادر بأي رد فعل سوى ترتيبها عبائتها وتغطيتها عينيها ..أحست بقلبها يشتعل ..لم يكن يوما من يعقب بتعليقا على حجابها ..فهي خجول عفيفه لن تسمح بظهور ايا من جسدها له ...فما باله بغيره ..
راقبته بحقد طوال الطريق ..كانت ماريا تجلس بجانبها ..وابنيها بجانبه ..مررت يدها بخفه وقرصت ماريا في فخذها ..انتقاما للموقف الذي وضعتها به ..
كتمت ماريا شهقتها ..ونظرت اليها شزرا ..بادلتها الفعل ..فأصدرت صوتا متألما ..كاد ان يفقد السيطره على المقود ..من الصوت الذي اصدرته ..
هو اعلم الناس بصوتها ..انها هي ..يا الله غطى الحرج كلاهما ..وماريا كاد يغشى عليها وهي تكتم الضحك ..
أحس بالسياره تشتعل به ..اللعنه على جنس النساء ..كم نحن ضعفاء امامهن ..
فقدت القدره على التنفس من الحرج ..بينما هو عدل من وضعية جلوسه وابطأ في سرعة السياره ...والافكار تعصف بذهنه ..
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
طرق الباب الرابط بين الغرفتين ..فتحت لها ..وكعادتها لم يكن منظرها يسر الناظرين ..في الواقه يسرهم لكن من وجهة نظر اخرى ..ببيجامه حريريه سوداء تفضح صدرها ويديها وساقيها ..
أشاح بنظره وهو يوجه الحديث لها ..بينما هي من فتنت به وقد شذب لحيته وخفف شعر راسه فغلبه الرمادي ..وارتدى بذلته العسكريه الضيقه بلونها المميز الخاصه بمكافحة المخدرات وقد اشتدت على كتفيه وعضلات صدره ..غزتها رائحته الرجوليه التي تضعفها ..
اشار لها على مابيده ..."غداتس انتي واختس ..."
أخذته منه مبتسمه ..
غابت عنه ..كانت مدين تغط في نوم عميق ...اتجهت الى حقيبتها ..اخرجت عطرها الخفيف برائحة الياسمين ..اغرقت به نفسها ..نفشت شعرها بالفرشاه الى الاعلى عكس منبته ..تجرأت ووضعت من احمر شفاه احمر مطفي ..نظرت الى نفسها في المراءه برضا ..
الا انها اقبلت على فعل خبيث يحسب لها بعشرة نقاط ..فتحت حمالة صدرها ورمتها على السرير ..
كان يرتب غداءه على الطاوله ..وقد تخلص من قميصه الرسمي وبقي بالداخلي الابيض القطني ..
فتح حزامه وهم بالجلوس لو لم تشدته رائحه ما في الغرفه رفع نظره كانت تقف مستنده على الباب ومبتسمه بمكر تخفيه ..
تأملها مطولا بحاجب مرفوع ...هذه الفتاه شيطانيه للغايه ..و طريقة لعبها صعبه ومكلفه ..
اغلقت الباب وهي تهز جسدها بغنج ..اتجهت اليه ..فبادرها .."يالله مساك خير ....الحان ..اخرجي من غرفتي ..."
سحبت كرسي وجلست بجانبه .....تكتفت على الطاولة واسندت جذعها عليها ....."ليش ..مو تقول انه انا ما اهمك ..ووصيه ..ومن هذا الوصف ..بلا بلا بلا ......"
مسح وجهه بكلا كفيه ..محاولا التخلص منها فهي حقا تثيره ..وهذا ما لا يريده "الحان ...اش تبغين انجزي ...تعبان وربي صاكتني الشمس ابي انام للمغرب على الاقل ....."
تنهدت بغنجها المميز وهي تفتح علبة الغداء له ....."بعقد معاك صفقه ..."
نظر اليها بملل يصطنعه ...اكملت ...تشرح محركه اناملها .."حلو ...انا وانت يا ولد العم بنكون ..مو اخوان ..تعرف اخوان مانقدر نقول لبعض كل شيء ..وواجبات كثيره ..بنكون اصدقاء ..يعني ..نتحمل بعض ..الين كل واحد يشوف حياته ..او اهتمام جديد ..فاهمني ما ؟؟.."
هز رأسه بنفاذ صبر ...."اذكري الله ..وطريق غرفتتس ...لا يصير شيء مو طيب لتس ..الخلا .."
زمت شفاتها بحسره مصطنعه ....."ماراح يصير شيء مو طيب لانه تعرف ..نظرتك اتجاهي انا انو ما احرك فيك شيء صح ..وانو أي مره ثانيه راح تكون احسن مني صح ..وانو انا ما اليق بمقام سيادة النقيب شاهر زايد الــ.. صح ..؟؟"
شدد على قبضته ..لقد اوقدت النار على دمه ...
تقدمت اليه اكثر ...وربتت على صدره ..."اللحين انت ارتاح ..ها ..لاتتعب نفسك ..يعطيك العافيه .."قبلته بخفه على جفنه الايسر ..أبعد رأسه عنها بغضب و نفور ..
الحرب ستكون مرهقه ..انها قويه ولا طاقة لي بها ..الا انها حمقاء في أي لحظه ممكن تقلب الحرب ضدها ..
لمثل هذه المرأه يستعيذ منها الرجال ..لن تترك في احدهم ذرة قوه وتسلط ..لكن ليس انا ...ليس انا ..انا ند قوي ايضا يا ابنة ولد العم ..
دخلت غرفتها هي واختها وهي تدندن بلحن تحفظه ..وقد على وجهها البهجه والانتصار ..كان سينفجر في مكانه ..لكم هو جميل شعور المكايده واخذ الحق ببطء وتخطيط ..
سأجلعه يقع على وجهه ..ثم سأجعله يلهث ورائي هي حياة واحده اعيشها وهو شاهر واحد احضى به ..فلتكن بأسم الله الحرب ..
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
ما ان صعدا في المصعد لوحدهما ..حتى انفجرت ماريا بالضحك ..
كانت مضاوي حانقه للغايه ......"هههه ..يضحك مره ..
مسحت دموعها ..."صراحه هالعيله كلها مواقف من ذهب ..ذهب الله وكيلك ..اكشن ابدا ماتتفوتون .."
بحزم ذكرتها ..."لا تنسين لا خرجنا خالتي لبيتها ..اش تقولين لها ..هاه؟؟ ...لاتنسين خراب بيوت ها .."
(خراب بيوت كان لقب ماريا التي اطلقته عليها عمتها مره في موقف قديم )
فرحت بدخولهما عليها ..كانتا الوحيدات المقدرات لقيمتها وروحها ..
ساعدنها في توضيب حاجياتها البسيطه ..
ساعدتها ماريا في الجلوس ..."ان شاء الله بنروح معاك البيت وسمره لاخر الليل ..زمان عنك يا مرادي ..محد يفرش لي البساط احمدي لسوالفي غيرك ..."
ضحكت ......"ومين قال لكم بسيبكم تروحون ...والله ياماريا منحرجه منكم بالحيل .."
ابتسمت ماريا بخبث ..لم يفهمه سوى مضاوي التي ابتسمت على شخصية ابنة عمها ..."ولو يامرادي حنا كلنا برسم الخدمه لك ..اولنا ابوي ..."
دعوة صادقه غادرت قلبها .."الله يخليه لكم ويحفظه و يسلمه من كل مكروه ..."
بحركه مضحكه شاركتها الدعاء ..."أمييين ..."وركزت باللفظ على "يحفظه لنا كللنا ..."
سندتها ابنة اختها الى دورة المياه ثم توجهت الى ماريا التي كانت تقلد مرادي في شموخها وحركات حاجبها اذا تحدثت ..."الله يخليه لكم .."
ضربتها مضاوي اكثر من مره انها حانقه عليها للغايه اليوم ..
توجهت لها بالحديث ...بدراميه ...."اخلصي عيلنا ذيب أه "مقلده ماتفوهت به في السياره "..مخلص الاوراق من زمان وينتظرنا تحت .."
شدت الغطاء من يدها...محاوله تبرير موقفها ..."حيوانه ,,انا كنت افكر فيه يوم قالي غطي وانقهرت وقرصتك ..انتي ليش تردينها ...طلع اسمه بالغلط عاد.."
ضحكت وبحالميه مصطنعه ..."عقبال ما يطلع اسمه كمان وكمان ..."
أنزعجت مضاوي ....."هاذي اسمها قلة حيا .."
ساعد كلتاهما مرادي في الصعود الى السياره ..
ادلت بالسلام عند ركوبها ..رد عليها بأدب واحترام..
تحرك ببطء مقدرا لظروفها ..حتى وصلا بيتها ..من حسن حظها بأنها تملك مصعدا ..والا كانت مكثت في السلم مطولا ..
كانت هذه العماره ماتحصلت عليها من ورثتها لابيها رحمه الله ..
دلفن الى الشقه ..
جلست في الصاله ..وبأعتياديه بدأت مضاوي بتنظيف المكان واعادة احياءه ..
جهزن كل شيء بلمح البصر ..
تبادلن الاحاديث وتناول القهوه ..
تحدثت مرادي بأعجاب ...."ماشاء الله يارجلتس يا مضاوي ..وش ذا وراتس داسته عننا ...ماشاء الله اطخم ..."
لم تبدى مضاوي أي رد فعل بل حشرت قطعة حلوى في فمها بحنق..
سكتن فجاءه ..هنا تنحنت ماريا وهي تعدل شعرها"يشابه ابوي كثير .."
شرقت مضاوي بما تأكله ..سمت خالتها وهي تمد لها علبة الماء ..
حقا ماريا اليوم تمادت كثيرا ..اي متعه تراها في الاحاديث المغلفه..
اكملن احاديثهن وسهرتهن الخاليه من أي تصنع ومجامله ..
بعدما رفعن سفرة العشاء ..وجهزت مضاوي الشاي الاخضر ..
لقد توترت مضاوي للغايه اقترب موعد قدوم ذيب ولا زالت ماريا تماطل بحديثها ..
تحدثت ماريا اخيرا وهي تبعد أي حرج انها حقا تجد في مرادي شخصيه وانثى تليق بمقام ابيها .."صراحه يا مرادي ..انا من اليوم ماسكه كلام موصيه اقوله لك ..."
أبتسمت لها مرادي مستفهمه ......"خير ان شاء .."
هزت ماريا رأسها بالايجاب ..تنهدت"خير الحمد لله ..الكلام من اخره يامرادي ابوي مفكر انه يتقدم لك ..وقال اول شيء كلموا ام تركي خذوا رايها ..وافقت كان بها وتقدمت لاخوانها ..ماوافقت الله يوفقها ويستر عليها.."
سكتت بذهول تراقب ماريا في حديثها وكأنه لم يكن موجها لها وتنتظر احدهم ليجيب..
طال سكوتها فدعتها ابنة اختها .."خالتي مرادي؟؟.."
سرحت بذهنها الى ملكوت اخر ..تبادلن النظرات مستغربات ..
كلمتها وهي تنظر الى ماريا ..."خلاص ياخالتي لو فيها ضغط عليتس او ماتبين ..يعني ماراح يصير شيء.."
لم ترد ...
حاولن تغيير الموضوع ..يبدوا بأنه لم تستسيغ الفكره ..حاولت الاندماج معهن في الحديث عن شيء اخر ..
أتى ذئب ..ودعنها ووصينها بنفسها خيرا ..
أتجهت ماريا الى الباب للخروج الا انها استوقفتها .."ماريا ...أفكر واستخير وارد عليكم ..."
أبتسمت ماريا بود .."خذي راحتك ياروحي ..وابد هو موضوع لو ربي يكتب له ويتم يابختنا فيكي ..ولو ما تم حبيبه وغاليه يا ام تركي ..."
أبتسمت لها مضاوي وهي تحتضنها "اوعديني ياخاله تفكرين لا تستعجلين بردتس .."
خرجن سويا و عادت اليها وحدتها الموحشه بعنف ..
يا الله يا مرادي ..لقد كبرتي ..ويأستي ..حتى فكرتي ان تشاركي عجوزا برجلها ..
لقد حكم عليك زمانك بفناء ما تبقى من شبابك المغدور على شائب لا طائل له من فائدة ولا مشاركة حياة ترجى ..
الا انني فعلا يائسه للغايه ..وسألجأ الى ربي طالبة منه العون والاستخاره ..
فكرة عم مضاوي ..أهون على كرامتي بمليون مره من فكرة رجوعي للذي باعني مره ..وسيبيعني الف مره ان لزم الامر ..
اخذت عكازيها واتجهت الى دروة المياه بصعوبه ..ستصلي الى ربها منذ الان حتى مطلع الفجر ..ليهديها الى الصواب وحسن الاختيار ..
::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ركبن معه ..كانت السياره تختنق برائحته ..كان يقود بهدوء سالك الطريق الاطول الى المنزل ..
بهمسه الذي يبدو كخطابا قويا ..متوجها الى ماريا بجانبه بالحديث وهو مركزا على الطريق ..."كلمتوها ...؟؟"
هزت ماريا رأسها بالأيجاب ..."قالت افكر واستخير وارد .."
هز رأسه بالايجاب .."الله يتمم اللي فيه الخير ..."
لم تحاول فتح حديث معه او ملاطفته بقول ما ..ذيب هو من يبتدء الحوارات وهو من ينهيها وهو من يسيرها كيفما رغب ..
له هيبه غريبه استمدها من عمه رحمه الله وجده من قبله ..حتى ابوه واخيه لطيفا المعشر ..اما عدي فكان منقادا اليه ..لانه عالما بأنه لن يتصرف يوما افضل من ذيب ..
لنتحدث عن عدي قليلا ..عدي غريب ..شاذا ما بين الاخوه ..بشكله وبشخصيته ..بطباعه ..واخلاقه ..متهورا ..مهملا ..اناني ..واحمق احيانا ..تصرفاته مزعجه ومحرجه ..لايختلط الا بأصدقاءه ..متمادي على احكام الدين ..لم يكن يوما ليحب مضاوي او تملئ عينيه او تقنعه ..لم تكن لتقنعه امرأه ابدا ..
غفر الله له ..ورحمه ..
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
دخلا المنزل صعدت ماريا الى غرفتها والازال هو في سيارته ..
كانا ابنيها ينامان في الصاله ..امام التلفاز ..
حاولت فيهما للأستيقاض عبثا ..
دخل المنزل ..راقب تحركاتها البسيطه ..ومحاولاتها اليائسه في ايقاض ابنيها ..كانت تعدل ملابسهما ..وتمسح على شعرهما تاره ..وتحاول رفعهم تاره ..ودفعهم بعبارت للأستيقاض ..
"ذيب حبيبي تعال .."
ارتجف طرف قلبه للكلمه ..لم تكن تقصده ..بل تقصد اكبر ابنيها ..
توجه اليها حتى لم يفصله عنها سوى خطوتين ...
همس .."خليهم انا بطلعهم .."
انتفضت هلعه ..عدلت عباءتها المنزلقه على كتفها ..وانسحبت بدون أي كلمه راقب صعودها السلم ..وكل درجه تفضح عن احدى ساقيها ..كانت كغزال أبيه حره تصعد الصخر ..فيتفتت تحت قدميها لا يحتمل جمالها ..
بسهوله ايقض التؤمان وصعد بهما السلم ..
كانت للتو تدخل غرفتها ..احاطته بنظره بعينها العسليه القاتله ..
تأملها حتى اغلقت الباب ..انه حقا يتمناها اليوم بين ذراعيه ..لعن الله الكبرياء ومحاه ..
:
:
:
:
....
..
..
..:::::::
انتهى البارت دمتم بود
::::
::::::::تعليق / رايكم
تصويت للبارت
أنت تقرأ
هن لباس لكم / للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️
General Fictionهن لباس لكم بسم الله الرحمن الرحيم..... ..................................... تجفف شعر ابنتها الرطب أمام المرأه....تسرق منها بعض اللمحات الا انها تشبه جدتها اكثر ,,,,, ارتجاف يدها يعوق اتقان ماتقوم فيه وهي تستمع الى صوت صراخه في الخارج ..... لكم تها...