الجزء الثاني والعشرون ..ما انكر العطر .. وحبيبتي
وما اجحد النور .. وحبيبتي
وما اخفي شعور
إني احب الشمس ولفتاتها
إني اعشق الليل ونظراتها
ياناس انا معذور
في حبيبتي والشمس
وما انكر العطرالغت مواعيد النهار .. شمس بدت مثل النهار
ريح المطر لون الخضار ..
حبيبتي أحلى البياض
وأحلى السمار
بالحيل مجبور .. ما أخفي شعور
إني احب الشمس ولفتاتها
إني اعشق الليل ونظراتها
ياناس أنا معذور
في حبيبتي والشمس
وما انكر العطرخليني فـ عيونك هوى .. همس الحنين
لا تغمض عيونك علي .. ولا تكذبين
تشرقني الدمعه فـ عيوني
تحرقني اللوعه فـ ظنوني
ياحبي انا والله ما أخونك
وما انكر العطر وحبيبتأقترب موعد صلاة الفجر ..خرج من غرفته ليأذن ثم يقيم ..أستغرب وجودا ما بالقرب من موقد النار ...أقترب ..
كانت ماريا مستلقيه على الارض متوسده يدها ..وقد غطى شعرها ماحولها وتغزلت به الريح البارده حتى تبعثر ..
ما احزنه اكثر من أي شيء هي الدموع القديمه والبارده المغرقه محجري عينيها ...
صغيرتي الوحيده ..صغيرتي الحزينه ..ليت هناك بيدي حيله لكي أحميك من غدر الايام وكل الذكريات الحزينه ..
أعوظكم عن كل الايام القديمه وتسلط اخي زيد وقوته وقسوته الغير مبرره ..
فقط وفاء للأعراف ..
هز كتفها بحنان ...همهمت له بأنزعاج يطغى على صوتها نبرة البكاء ...
"قومي يابوتس ياماريا برد هنا قومي ادخلي صلي وكملي نومتس .."
رفعت عينيها اليه كانت اطرافها قد تنملت من شدة البرد ..
رفعها مع يدها ..ماكان بها الا انها اندفعت الى حضنه ..شدد عليها بين ذراعيه ...يالصغيرته الحزينه ...ليتها لاتغادر حضنه ابدا ..
قبلت رأسه ويده وهي تقوام دموعها متجهه الى داخل المنزل ..
أذن ثم أقام الصلاه ..
انضموا اليه ابناءه والعمال ..
الجو في الخارج اليوم صقيعي ولازالت الشمس لم تشرق بعد ..
عاد الى غرفته ..
جلس على السرير لازال شعره مبلولا ..راقب قميصها الاسود مرمي على الارض ..
كهذه انثى معضله و يصعب على احدهم نسيانها ولو لثانيه .
فتح باب الحمام خرجت تلف نفسها بالمنشفه ..
حاولت الا تنظر اليه وهي تعاود لبس ثوبها وطرحتها بخجل ...
همت بالخروج ..سألها ..."وين ..؟؟"
جمعت كفيها بيدها فهي تكاد تتجمد من البرد .."بروح اصلي ...واسوي الفطور ..."
نظر اليها مطولا ..."ومافي احد غيرك يسوي الفطور ؟؟.."
هزت رأسها بخجل .."في بس خلاص يعني انا اسويه تعودت ..."
نزع ثوبه واستلقى في السرير ...."اولا محد صاحي اللحين غيرنا ثانيا هذا مو مسؤوليتك ..."
لم تعرف بماذا ترد عليه ...عضت شفتها السفلى بحيره ..."طيب بصلي ...واسوي لك فطور ..."
هز رأسه بالنفي وهو يفرد الغطاء الثقيل ..."ما ابي شيء ...صلي وتعالي ابيك شوي .."
نظرت الى قميصها الذي جلبته بالامس مرمي على الارض بجانبها من السرير ...اتجهت اليه ...
أوقفها ..."خليه ...صلي وتعالي ..."
أستغربت ردة فعله وهمت بالخروج بينما هو اراد أي شيء حوله يثبت وجودها في حياته ..
وفعلا كان المنزل يكسوه الهدوء وقد اغلق عمها الباب لشدة البرد بالخارج ..صلت ثم سرحت شعرها المبلول غيرت ملابسها تكحلت وتعطرت ..تؤجل الرجوع اليه بأي طريقه ..
توجهت الى المطبخ أعدت كأسين قهوه بالحليب ..
أخذت نفسا عميقا وهي تتجه الى الغرفه ..يبدوا بأنه قد خلد الى النوم ..
فتحت الباب ..كان لازال مستيقضا ..
تأمله لها بهذه الطريقه يكاد يشل حركتها ..
ناولته كوبه ...وجلست امامه ..
كانت تتأمل الارض وتهز رجلها بتوتر ...هناك شيء لاحظه بها فزاده فتنه بها انها خجول للغايه و تعض على شفتيها كثيرا ..
مد يده واخذ الكوب منها ..
رفع الغطاء ...همس لها ..."تعالي ..."
أخذت نفسا عميقا وفعلت ما أمرها به ..
ظل ساكتا ..هناك الكثير من الاحاديث المتراكمه فوق صدره التي تجهل طريق الخروج ..
لم يتعلم يوما ما كيف يتحدث ....مع انثى كهذه بالاخص ..
كان سيهم بالكلام لولا انها توجهت اليه بشكر لطيف وجميل ..."شكرا ذيب ..."
غضن جبينه مستفهما ..."على ايش ..؟؟"
مررت اناملها على جفنيها ..."شكرا على كل شيء على تربيتك عيالي وعلى انك في يوم ماقصرت في حقي ..والاهم على انك فهمتني واحترمتني حتى لو كان شرطي ماعجبك بيوم ..."
لم يتحدث فقط هز رأسه لالايجاب ..وكأنه يقول لها على الرحب والسعه هذا مايفترض مني فعله ...
رفعت رأسها تتأمله بشوق غريب ..انا لا اكاد افهمك يا كهلي العزيز ...انا اجهلك تماما الا انني لا اريد التفريط فيك ابدا ...
أبتسمت وهي تهمس له بخجل..."ذيب سالفة الـــ...أمم.."ضاعت كلماتها فتوقفت ..
فهم ماتقصده ..
لأول مره تراه يبتسم لها بهذه الطريقه .."حنا نسوي اللي علينا وربك كريم .."
هزت رأسها برضا ابنيها كبرا ..مؤخرا باتت تشتهي طفلا يخصها فرائحتهم من الجنه ..وتريد بشده وهب ذيب طفلا تكون هي امه ..
::::
:::::::::::::::
تركنها مرادي ومضاوي و اواز اليوم وحدها في المطبخ ..أنضمت لها مدين متأخره ..
كانت اعراض ارتفاح الحراره باديه عليها ..حضرت الافطار لأمها ولها و لأبناء اخيها ومدين ..
اليوم ليس هناك ضيوف كالعاده فقط العائله و سيعودون للمدينه اخر الليل ..
بدون كحل كعادتها كانت عينيها تدمع وانفها تحول للون الاحمر ..
كانت تلم شعرها بعشوائيه وتلبس كنزتها الثقيله القديمه ..
تشغل نفسها في صنع الاطباق الجانبيه للشواء ..
دخلت مضاوي المطبخ مبتسمه ...
ومن بعدها دخلن مرادي و اواز ..
توقفت عما تفعله واخذت نفسا عميقا ..ومن ثم عطست ..
جلست بتعب على الكرسي بجانبها ..
أبتسمت لها مرادي بوديه ..."ياعمري تأخرنا عليكي روحي ارتاحي .."
أبتسمت لها انها حقا سعيده للجميع حولها ..سعيده بأن عائلتها مؤخرا اصبح افرادها يعيشون حياه طبيعيه ..وانتهت كل سنين الصعوبات ..
"حياتي مرادي ماتقصرين ...وحده هنا ام زوج نسيتنا مره وحده .."
لم ترد مضاوي بل اعتراها خجلها المعتاد ..
ضحكت لها مرادي ..."تعبانه صاحيه لازم تعلق ...هيا روحي اللحين بخلي ماريا تسوي لتس ليمون يخفف شوي ..."
نزعت كنزتها تناولت ادويه الزكام وارتفاع الحراره المعتاده ومن ثم تدثرت في سريرها ..
تأملت الغرفه الخاليه من أي شخص سواها والحقائب المتناثر مابداخلها ..واكوام الاغراض في الاركان والسرر المبعثرة فرشها ..
لم يتبقى الكثير وسأصبح ارمله في الثلاثين ..كان سيصبح عمر طفلي اليوم 13 سنه يا الله لقد مرت الايام ومن بعدها السنون يا الله ...اليوم كان سيصبح عمر شريك روحي 34 سنه ..
اليوم كنت لأكون اما سعيده وزوجه صالحه ...لكن سبحانك ربي لا اعتراض على قدرك ..
دخلت مضاوي مبتسمه بدفئها الذي لا يشاركها فيه احد ..هنيئا لذيب بها ..
مدت الي كأس عصير الليمون والعسل ..
غطت أنفها بيدها ..."أف ياريحة العسل ...شيليه .."
أتسمت لها مضاوي ..."قومي اشربيه بلا دلع ...لاتشمين اشربيه مره وحده ...هذا وانتي كنت متوحمه على العسل ..."
أبتسمت لي وبكوميديتها السوداء كالعاده ..."اعرف على ايش اتوحم كان مدا ولدي عسل ذحينه والكل يترجوني اخطب له من بناتهم ..."
يا الله ياماريا ...قولي ولو لمره واحده انك حزينه ..او وحيده ...ولو لمره واحده توقفي عن خلق المواقف المضحكه وقولي مايغص به قلبك يارفيقة الحزن .
لم أتمالك دوعي وانا انظر لها ...وكعادتها جرتني وهي تحتضني ...."يابنتي الحمد لله ...انا وحامده ربي تبكين علي ليش وشفيع لي ولأبوه ان شاء الله ...أرفعي راسك أشوف .."
قالتها وهي ترفع رأسي باناملها ....أبتسمت لي ..."يا ويل حال ذيب حارم حاله سنين وفجأه ولاكي في وجهه ...مستغربه ما انجلط .."
اختلط ضحكي بدموعي وانا اضربها على كتفها ..."نامي ..لا طيبه ولاتعبانه تاركه الخلق في حالهم ...
:::::
:::::::::::::::::::::
كان يجلس في الصلاة لايشاركه احدهم قهوته كعادته ..
مر ثابت جامعا ابناءه ...أعطى مفتاح السياره ابنه الكبير .."روح شغل السياره ياعمار..
وجه الحديث لأخيه ..."طيب خذوا الخدامه معاكم ..."
هز رأسه بالنفي "لا مايحتاج ...لا اخذته وين اوديها هناك ...."تنهد ..."الله يعننا على طريق تبوك امس الواحد مانام زين ..."
يرى انها بادره جيده من اخيه ليقترب الى أبناءه مسافة الطريق ..لكنه ايضا يخاف عليهم فبعد وفاة تركي بات هلعا من الطرق السريعه ...
أبتسم لها وهو يمد يديه ...لتحتضنه كعادتها ....قبل خديها ..."أنتبي لنفسك طيب ...وانتبهي لبابا ولأخوانك ...ولاتبعدين عنهم ولاخطوه طيب..."
هزت رأسها بالايجاب ..."وانت انتبه للبسه حقتي ..."
ضحك لها وهو يشدد على احتضانها ...مد ذاك يديه اليها ..."يالله يا افنان ..."
حذره قبيل خروجه ......"ياثابت لاتاخذون الطريق القديم ...."
فهو يحمل اسوأ ذكرى لهولاء الاثنين ...فقدان تركي ..
بعدما خرجوا ..راقب منزله الخالي ومن ثم أطرق برأسه بتعب على ظهر الاريكه ..
غطى وجهه بكفيه ...حسنا ليس هناك شيء لفعله ..
رن هاتفه برقم يعرفه جيدا ...
رد وبعد السلام والسؤال عن الحال ..كان ابو ذيب ..
سأله ذاك .."طالع لنا اليوم يا أبو تركي ....؟؟"
أغمض عينيه بحيره ..."والله للحين ماقررت يابو ذيب ..."
رد عليه ذاك ..."يالله اجل كنا بنكلف عليك ونوصيك تجيب معاك المهندس حق مواطير الماء اللي كلمتني عنه .."
غضن حاجبيه ..."أرسله لك مع سواقي لو تبغا ..."
ضحك ذاك ..."يارجال انت اشبك شارد عننا ...تعال انت بس وعين من الله خير ...جالس لحالك ليش...؟؟"
خجل من هذه العائله فهي تحاول أحتواءه بكل ما اوتيت بقوه ...."والله يابو ذيب خبرك انت عيله وحده وبتجلسون مع بعض ..."
حذره ذاك ...."وانت مننا وفينا يالله بس ننتظرك لا تتأخر ..."
:::::::
:::::::::::::::::
كانت تجلس قريبا منه وهي تدلك رجلي عمتها ....سمعت حديثه في الهاتف ...
أرضى تساؤل عمتها ام ذيب فضولها ..."هذا راجح اللي كلمته ..........؟؟"
هز رأسه بالايجاب ..."أيه وصيته على حاجه بيننا وقلت له يجي يتعشى معانا ....من له غيرنا واخوه راح تبوك يودي عياله لأمهم ...."
كانت تصطنع الانشغال وهي تندمج بحديثهما ...تحدثت عمتها ...."ربي عوض ذا اليتاما خير ..الله يرحم أمهم وابوهم واخيهم ..."
تنهد ابو ذيب ...وبحسره غريبه ..."من يومه راجح ولدنا بس الحمد لله ..."
رفعت أحد حاجبيها بأستغراب ...لماذا يعود الان تواجده حقا مشبوه ..
تذكرته في اخر مره رأته فيها و قد رأته بعد سنين طوال وبعد ان محته الايام من عقلها ..
طوبى لمن ترتبط به ...لاينقصه شيئا البيته ..تنهدت بحسره وصوت مسموع ..
ألتفتت اليها عمتها مبتسمه ..
"خير ياوليدي ...علامتس ..."
أبتسمت بخجل وهزت رأسها بأن لا شيء..
صرخت أواز ..وهي تنفض فستانها بقرف .."يع ....يع ...."
ضحكت مرادي وهي تراقب شاهر يضحك من بعيد بخبث...
أبتسمت لماريا التي قد تغيرت ملامح وجهها جراء الزكام ..
"حالهم زايد شاهر واواز في المناقره ..."
أبتسمت لها ماريا ..."من زمان ماشفت اخوي كذا ...الحمد لله ..."
اقتربت منهن ....وبقرف ...ونفس متقطع ..."ويع خاله طلعيه ...طلعيه ...يع أحسه بارد على جلدي ...."
فتحت خالتها الفستان من جهة ظهرها ..."ياحبيتي والله مافي شيء يكذب عليكي ...."
بعدم تصديق .."طيب والله احس شيء بارد ...."
وجهت حديثها لشاهر ..."أنت اش حطيت لها ...."
هز رأسه ببرأة ونفي ..."ولا أي حاجه ..."
دخل للمطبخ من الباب الخارجي كانت هي الوحيده المتواجده ..
فتح الادراج بعمليه وهو يبحث عن شيء ما ..أبتسمت له وهي تراقبه
"تبي شيء ..."
هز رأسه منشغلا بالنفي وهو يعاود الخروج ..
كشرت بحنق للمكان الخالي الذي تركه ..
الا يبتسم هذا الصخري سوى اذا نوى ذاك الشيء ...تبا له ..
مطر ..
صرخ الاطفال مطر ..
دخل الجميع المنزل ..
فتحت النافذه تراقب مكانهم الذي كان عامرا بهم للتو وقد غرق تحت قطرات المطر ..
أقبلت سياره من بوابة المزرعه بالكاد ترى اضواءها تحت انهمار قطرت المطر اغلقت النافذه وجلست على سريرها ..
سمعت عمتها تدعي ..
"يارب ريح قلب مدين وريح قلب ماريا ..."
سمعت عمتها تلح بالدعاء ..
ربما فقدن الاثنتان امهاتهن وبركة دعاءهن لكن هذه الحنون المباركه التي مارست الامومه على اجمعهم لم تقصر يوما بالدعاء لهن..
لم يكاد يتوقف المطر ولو للحظه ..حتى ان وردت مكالمه لأبو ذيب بأن الطرقات اغلقت ..الامطار خلفت سيولا لايكاد لأحدهم قطعها ..
كانت ليله بارده للغايه ..
تناولوا وجبة العشاء في غرفهم ..ونظفوا المكان استعدادا للرحيل غدا .زكان من المفترض ان يعودا اليوم لكن الاجواء لم تساعد ..
دخلت غرفتها كان مستلقيا في السرير ..
أبتسمت له فقد كانت سعيده للغايه اليوم لقد حرمت من شعور العائله لسنوات طوال ...وتعوضت في هذه الايام القليله ..
تقاوم تجمد اطرافها أندست في حضنه تحت الغطاء مسرعه..
شدد على احتضانها وهو يقبل كفيها البارده ..."كيف الجو ....؟؟"
أبتسمت له بحماس ..."يجنن اليوم بس فرحت بقرار نقلك أكثر من أي يوم ....ياه ذحين يجي الشتاء وتصير الايام كلها كذا صح ..."
راقب حماسها لام نفسه كثيرا لأبقاءها سرا ..لام نفسه ..فلو اطلع اهله على وجودها منذ البدايه لكانت حياتهم طبيعيه منذ زمن طويل ولربما رزق بطفل او طفلين ..
لكن كان الله وحده اعلم بماذا سيحصل لولا انه ارتبط بها ارتباط طبيعي بعد فقده نوير بتلك السرعه ..
هذه السنوات الثمان البارده لربما خففت من حدة صدمتي لدخول اخرى الى حياتي بعد نوير ..
::::::::
::::::::::::::::
كانت تتحرك حوله في الغرفه لتضع اخر لمساتها لترتيب المكان ..
راقبها بصمت ...أبتسمت وهي تقبل ناحيته للجلوس بجانبه ..
أخذت يديه وأحضنتها .."كيف كان يومك ...؟؟"
هز رأسه بالرضا ..."الحمد لله ..."
أخذت نفسا عميقا وهي تستلقي في حضنه ..
مكانها وحيث لم تكن يوما الا به ..
أستنشقت رائحته واغمضت عينيها ..أنصتت الى نبضات قلبه المنتظمه ..تكاد تقسم بأنها تسير نفس نبضاتها ...
و الأن فقط انا اقول بأنني زوجة رجل عظيم ..و أسأل نفسي كلما لمحته ...أو سمعت صوته ..."من الرجال قبلك ؟؟"
::::::::::
::::::::::::::::::::::::::
كانت مضاوي في الغرفه تجمع اغراض أبناءها ...
سألتها ماريا وهي تستلقي متكئه على ساعدها الايمن ...وبنبرتها المضحكه التي ترتجي من خلفها اثارة مواضيعها المعتاده..."ماشاء الله بتنامين عندنا اليوم ....؟؟"
أخذت تلك نفسا عميقا وهي تغلق الحقيبه بين يدها بعنف ...وتعيد ترتيب الغطاء فوق التؤامين ..
نهرتها عمتها ..."بس ييا ماريا ..عيب ...؟؟"
رفعت حاجبها الايسر تدافع عن نفسها وهي تنظر الى مضاوي ...."اللحين المتزوجين عيب ..زين قلتوا لي خلني أنحرف دام الزواج عيب ..."
ضحت لها مضاوي ...."حاسبي هرجتس لا وصل لذيب ولا لعمي قصاص ..."
أستلقت على سريرها بحالميه تجيد تمثيلها ...."ذيـــــــــب ...آآآه من ذيب ...اللي خطفكي ثلاث ايام ولا شفنا وجهك فيها ..."
لم تعلم ماذا ترد تلك ..
دخلت مدين من الخارجه الملحقه بالغرفه ...
نهرتها عمتها بحنان ..."ياوليدي يامدين برد ...والله يوم دخلتي لفحنا البرد جاي معاتس..."
أبتسمت لها "بالعكس ياعمه والله الجو حلو ..."
توجهت بالحديث للكل ..."بسوي قهوه تركيه مين يبي معايا ..."
لازالت ماريا تتبنى نبرتها الساخره .."انا بنام أسألى السهارى يمكن يبون ..."
رمتها مضاوي بالوساده ..."نامي ...نامي ياخراب بيوت ..."
توجهت بحديثها لمدين ..."مره حبيبتي محد يبي ...انا بروح انام ..أنتبه لنفسك وتدفي ...طيب .."
كشرت لماريا ...قبيل ان تخرج من الغرفه ...أتجهت لغرفته التي باتت تجمعهما مؤخرا ..
عادت للغرفه بكوب في يدها ...بحثت عن شيء ما لم تجده ..."عمه ماريا ...وين شاحن الايباد حقي ..."
تثاوبت تلك وهي تعدل وسادتها .."أسألي ذيب ومحمد ....أخر شيء هم سألوني عنه شاحنهم خربان .."
وضعت كوبها واستغرقت في البحث ..."ياربي وينه ...."
توجهت لمحمد بالسؤال لانها تعلم بأن ذيب لن يرد عليها ابدا ...هزت كتفه..."محمد ....محمد ...فين شاحن الايباد حقي ...قوم قولي فينه ..."
همهم بكلمات غير مفهومه ...نهرته .."محمد هيا قول فينه ؟؟"
أشار لها بتعب .."عند البلايستيشن...."
وسعت حدقتيها ...."يعني في الخيمه ...ليش أخذته دام مو راده ...أفف..."
شددت من كنزتها الورديه الواسعه فوق قميصها القطني القصير الوردي مائل للبياض..
فردت شعرها حول وجهها تستمد منه الدفء لبست حذائها بهدوء ..أتجهت الى الباب الزجاجي المطعم بالحديد ...فتحه مزعج للغايه ..الا انها فتحته بهدوء ...لم تغلقه بل تركته مفتوح قليلا ..
كان الجو باراد للغايه ..شدت كنزتها على جسمها ..وهي تحاول تجاوز برك الماء الصغيره التي خلفها المطر ..
وهي تتجه الى الخيمه ..
كان شبه مستلقي ..والجمر بجانبه يمده بالدفء غطى حتى منتصف صدره بفروته الثقيله ...حتى ثوبه الرمادي الثقيل لايحدث فرقا ..
أغلق للتو من الهاتف ..محدثا اخيه لم يصادفه ذاك المطر الذي يعيق من اكماله طريقه ..
كذب نفسه ..وقد تسرب نور اكبر من الباب وقد جره احدهم ليدخل ..
كانت الخيمه مضاءه نسبيا نظرا للكشافات حول المكان..
دخلت ..وليتها لم تدخل ...أضاءت المكان ..واتجهت حيث مكان التلفاز ..
جلست على الارض ..أفترش شعرها خلفها الارض ..
كانت تزيحه عن وجهها بأنزعاج وهي تبحث عن شيء ما ..
لا اراديا جلس قلبه ..قبل ان يجلس جذعه ..
راقبها بشوق غريب وهي مستغرقه فيما بين يديها محاوله حل عقد الاسلاك ..
كانت تهمس بكلمات لايسمعها ولكنه للمره الاولى يسمع همسها ..
نعم انها هي ..
فأنا احفظ هذا الخصر وهذا الشعر عن ظهر قلب ..
ياصغيرتي ما أجملكي ...سبحان من حلاكي ..
خرجت منها آه مكتومه ..وهي تنفض يدها ..وتضع جرحا في سبابتها بين شفتيها ..
تأففت وهي تنزع السلك اخيرا في يدها ..
وقفت مستنده على يدها ..رفعت شعرها وعدلت كنزتها ..
فجأه رفعت عينيها أحست بوجود معها في المكان ..
توقفت رئتيها عن التنفس ...واتسعت حدقتيها الرماديه بخوف ..
لم يكن يبين منه شيء من مكانه المظلم الا عرض منكبيه وضخامة جذعه..
لم تعد تقوى على حمل نفسها ..
أظلم المكان في عينيها ..
وفقدت طولها ...
:
:
:
:
:
....
..
..
..:::::::
انتهى البارت دمتم بود
::::
::::::::تعليق / رايكم
تصويت للبارت
أنت تقرأ
هن لباس لكم / للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️
General Fictionهن لباس لكم بسم الله الرحمن الرحيم..... ..................................... تجفف شعر ابنتها الرطب أمام المرأه....تسرق منها بعض اللمحات الا انها تشبه جدتها اكثر ,,,,, ارتجاف يدها يعوق اتقان ماتقوم فيه وهي تستمع الى صوت صراخه في الخارج ..... لكم تها...