البارت -٢٠-

18.7K 212 25
                                    

الجزء العشرون ..

عطرك السافر فضح ورد البساتين .. وكثر الكلام
صحيح جرحتي الظلام .. بالخد وبنور الجبين
ليلة تمرين!
يا عذبة التجريح .. شفتك بعرس الريح .. والشال الذهب
يحجب سنا شمس الذهب .. كانت عيونك حزن .. كانت غضب
وكثر الكلام ..
ليلة تمرين!
يا غيرة الورد .. جرحها الكلام
حبيبها الورد .. عاتبها الظلام
مرت بليلة برد .. وكانت جفا عطر ودفا .. وليه الملام
يا مجرحة صدر الظلام .. بالخد .. وبنور الجبين
ليلة تمرين!
:
:
:
:
:

انتهى كل شيء الساعه 12 ليلا ..
غادر الجميع وخلدن الى فرشهن منهلكات ..
حتى تلك التي قضت اليوم كله في التفكير فيمن رسل اليها الصورة داهامها التعب وخلدت الى فراشها دون تفكير ..
كعادتها أخر واحده تخلد الى السرير ..
أنهت تحضيرها لأطباق الحلو لغداء الغد ..فغدا عيد الذيب و ومحمد رحمه الله ..
دخلت الغرفة ..
عز عليها توقظ ابنتها من على السرير وتنام على الأرض ..قررت هي ان تنام على الارض بعدما تكأدت من تغطيه الجميع جيدا ..واغلاق النوافذ ..والابواب ..
فردت شعرها ..وغيرت تنورتها الجينز وبلوزتها الحريريه ..
تمددت على فراشها ..تمددت بتعب لتريح عظامها لم تفكر طويلا كعادتها بل خلدت الى نوم المتعب اللذيذ..
أتجه الى السرير ..كانت ترص الوسادات لتقسم السرير ..
رفع حاجبه مستهجنا ..."أش هذا شيليها ...ماتريحني ..؟؟"
ابتسمت له بتصنع ..."حلو مو لازم تريحك روح نام في الخيمه .."
أتسعت حدقتيه ..."بنت الحان مو فايق لتس تعبان بنام شيلي المخدات ..."
لم ترد عليه بل عدلت وضعها وهي تتدثر بالغطاء ..وجهت اليه كلمه كرديه لم يفهم معناها لكن من ملامح وجهها أتضح انها تشتمه ..
توجه الى السرير ..."ترى برفع المخدات هاذي ...احنا كبار بلا هالحركات اللي مالها طعم ..."
ألتفتت اليه ترفع احد حاجبيها بحنق ..."هاذي حواجز ملموسه طيب ...عشان تذكرك بالحواجز اللي هنا ..."قالتها وهي تشير على قلبها ...
اعطته ظهرها ..."تبي تشيلها شيلها لكن خلي يدك تنمد ..والله يصير لك شيء مو طيب ..."
غطى وجهه بكفيه واخذ نفسا عميقا رقبته تكاد تنقسم عن ظهره من الآلم ..لا حيلة له بجدالها ولا طاقه له..
كان للتو قد وصل الى المنزل ..انه منهك للغايه أتجه الى دورة بغية حمام سريع بمياه ساخنه تريح فتور عضلاته ومن ثم سيخلد الى نوم عميق فغدا ايضا سيعود للمزرعه فقد أصر ذيب عليه لتلبية العزيمه فهو من العائله وهنا حيث يفترض ان يكون ..ولا يحتاج الى عزيمه بل يجب ان يعزم هو على غداء صديقه المرحوم ..
خرج من الحمام ..وقت هاتفه على موعد صلاة الفجر ..تمدد بتعب على سريره الوثير ..
فتحت تلك الباب كان شعرها لازال مبلولا ..
أبتسم لها وسألها ليتطمن ....."مين حممك ..؟؟"
أبتسمت له ..."أنا ياعمي راجح ..أني بس زبطت لي المويه ..."
أنه حذر عليها للغايه من الخادمه ..لا لشئ انما لانه يخاف عليها فقط ..
أشار لها لها على الجانب الاخر من السرير .."تعالي عند عمي ..وحكيني ..."
قفزت الى السرير متحمسه ...اعطته كل تفاصيل يومها ..."عمي راجح في وحده ...زوجة هذاك اللي اخذني للبيت حوه شعرها اصفر وعيونها زرقاء زي باربي شكلها ..لكنها تتكلم زينا ...حتى تتكلم زي صحبتي اللي من الرياض ...كذا كلامها مره بدوي ..."
أبتسم لها .."هاذي زينا زيها بس أمها كرديه ..."
غضنت جبينها ..."أش يعني كرديه ...؟؟"
أخذ نفسا عميقا فهو يعجبه ان يجيب أسئلتها الطفوليه الفضوليه ..."الأكراد ناس يعيشون على حدود العراق وتركيا وايران وسوريا أسمهم اكراد ..اواز هاذي هي ومدين امهم من الاكراد اللي في سوريا ..."
ضحكت متذكره ..."أنا احب اكثر شيء مدين ...خلتني انام على سريرها ويعدين خلتني العب بشعرها ..وادتني مكياجها العب فيه ..مدين مررره حلوه وشعرها طويييل واسود وعوينها رمادي ...هي أخت اواز صح ..؟؟"
هز رأسه لها بالايجاب ...وبأهتام غريب ومغلف "ايوه اختهم ...؟؟مدين كيف حالها طيبه ..؟؟يعني تجلس مع الناس ولا لاء ..؟؟"
هزت رأسها محتاره ..."كانت تجلس معاهم بعدين جلست في المطبخ بعدين دخلت غرفتها وجلست تبكي كثير ...وبعدين خلاص صرنا انا وهي صحبات وجلسنا نلعب مع بعض ...و معادت تبكي ..."
ياللصغيره المسكينه ..يالأمانته المسؤول عنها ..أ كانت تبكي ..ياترى كيف وقع الايام عليها بعد تلك الحادثه ..
انه يفكر كثيرا مؤخرا ..يفكر بوضعه معها ..وضعه لايفسر ..كل يوم يؤجل اتخاذ القرار الى اليوم الذي يليه ..
لا يعرف حقا الى ما سيؤل الامر اليه ..
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
كان مستلقيا في غرفته بعد ان تحمم للتو ..أشعل سيجاره واتجه الى هاتفه ..
تقول لي أنها متزوجه ...قالت لي الا تعرف زوجه من انا ...الخسائر في هذه الحاله ستكون فادحه أكثر ...يا الله أي رجل ينعم بهذه العنيفه الجميله ..
أ أتركها ...؟؟نعم اتركها ..وماعلي انا منها ...لكن لفى ...
لفى كان احمق ..النساء مثلها لايصلحن للحب ..انها تدمر من يقترب منها وامرأه بجمالها يلا يقوى احدهم على نسيانها او مجاراتها ..
انها متزوجه ..أممم ..سيشفع لها جمالها ...وسأبتعد عنها ..
ياربي ..أنها ملفته وغامضه للغايه ..كيف سأتوقف عن التفكير بالأطاحه بها ..
لا حقا ...لأتخذ قرار ..أستمر ..أخلي سبيلها ..هيا ياثابت الاحمق قرر ....
أخلي سبيلها اكيد ..يالحسرتي انها مرتبطه ..
بعدما غرق في التفكير بها دون ان يشعر تذكر أهم حدث اليوم التقاءه بأهل زوجة راجح السريه ..هذا الشقي تزوج ابنة محمد رحمه الله ..
اللعنه انا اتذكرها هي واختها كن جميلات للغايه ..
لقد راحم العائله الاكثر اهميه في القبيله ..يحسد على هكذا نسب ..ليس أنا من ارتبطت من ابنة ذاك العجوز البارده ..
يااااسااااتر من ذكراها غم وهم على القلب ..
ومن كان سيرضى بي غيرها فأنا لاعم ولا خال ..أعمام أبي لم يعرفونا الا بعدما أغنانا الله بفضله ثم بفضل عقل راجح ..لقد جمع هذه الثروه لتركي ولي ولأبناءنا من بعدنا ...راحج يحمل مسؤوليه لا طاقة له بها ليس سوى الا لكي لايشعر تركي رحمه الله بالنقص كما شعرنا نحن الاثنان في الماضي ..
أغنانا الله عن عباده ..وعلاقات تشترى بمكانة النسب ..
أفكر جديا بالعوده الى ستوكهولم..لم يعد لي حاجه لأبقى في هذا المجتمع الاحمق ..لكن ماذا عن ابناءي ...رباه انا لا اجيد التواصل معهم ..
ماللذي علي فعله ..انا اود حقا ان تكون بيننا امور مشتركه لكن لا اعرف كيف ..انا لم أذق يوما شعور عطف الاب علي ...ولا اعرف كيف اعطيه ..فأنا لم أخذه يوما ..
كانت تبكي في الطرف الآخر للسرير تعطيه ظهرها..
تبكي لأول مره أمامه ...أنه يجهل كيف يتصرف في مواقف كهذه ..
أقترب منها حاوط خصرها وجرها الى حضنه ..
مسحت دموعها مسرعه وحاولت تمالك نفسها فهي لم تكن تعلم انه مستيقظ حتى الأن ..
قبل كتفها العاري ونحرها ..."خير يا مرادي ...علامتس؟؟"
شهقت وهي تحاوط رأسه بذراعها وتقبل جبينه..."الله لايحرمني منك يازايد ...
غضن جبينه مستغربا ...ادارت جسمها لتقابله وتراقب محياه التي تعشق ...أبتسمت بين دموعها ..."اليوم كان لي قدر ...وكان لي مكان بين الناس... عيد العام كنت في المطبخ أخدم اخواني وحريمهم ..ولا لبست حتى من كثر ما انا مشغوله ولا احد قلي كل عام وانتي بخير ..واليوم الكل حاطني على راسه ...وقدري صار من قدرك ...العمر ضاع قبلك يا بو ذيب ..."
أبتسم لها وهو يقبل جبينها ..ويشدد على احتضانها ...لا يعرف ماذا يقول ..أفعاله هي ماتجاوب عنه انه سعيد حقا بانه اعطاها هذا المقام التى رأته يليق بها ..ويعكس شخصيتها ..
النساء مثلها لم يخلقن للأستعباد لمجرد انها انفصلت اكثر من مره ..وكأن المجتمع يحكم عليها ..بأنها اخذت اكثر من فرصه ..اذا فشلت ستعامل كأثنتين ..اما ك***** ..او في احسن الاحوال كخادمه ..
فقط لأن احدهم لم يستحق ان تكون أنسانه بعظمتها ومكانتها تكون ملكه ..كم انت ظالم وقاسي يا مجتمعي ..
أستيقضن ثاني ايام العيد الصباح الباكر ..
دخلت المطبخ ..كان هناك ولدين ..لكن لم يكونا أبني اخيها ..
نظرت اليهما بأستغراب ....
دفع احدهم الاخر يشجعه على الحديث ...تكلم ذاك بخجل وهو يوزع نظراته حول المكان ..."نبغا ...مويا .."
أبتسمت لهما ..لقد كانا جميلين للغايه بشعر أسود طويل نسبيا وعيون واسعه كحيله ..
جلست على الكرسي ...وهي مبتسمه ..."أول كل واحد يديني بوسه .."
غرقا في الخجل ..وتسمرا في مكانيهما ...مثلت قلة الحيله ..."زلا مافي مويا ..طيب اش رايكم انا ابوسكم .."
دخلت مضاوي المطبخ .."لاحول ولاقوة الا بالله حتى الصغار ماسلموا من تحرشك .."
ضحكت وهي تذوب في الصغيرين ..."وا سلم عمرهم مضاوي طالعي احلا من الشيف عيالك ...يالبى ..أش أساميكم ..؟؟"
جاوباها بحرج .."نواف وفيصل ..."
أبتسمت لهم اتجهت لهما وقبلتهما بعنف ..أبدا الانزعاج ..لكنها عوضتهما بماء والكثر من الحلوى ..
أتى احدهم يلعب حول أبيه ..نظر اليه ..ثم نظر اليه مره اخرى .."ولد أش هذا ...؟؟"
جره ومسح قبله بروج أحمر على خده ...
حاول التملص من يد ابيه .."هاذي الحرمه الطويله قالت يا ابوسكم يا مافي مويا .."
أنظم اليه تؤامه ...."ايوه طويله وشريره وعيونها كذا ...كلها كحل ..."
ضحك شاهر بينه وبين نفسه وهو يستمع لوصفهما المرتعب لأبيهما...يعرف تماما صاحبة هذه الاوصاف وهذه الافعال ..
راقبهما حول ابيهم ..التفت لصدر المجلس راقب تؤما عدي حول ذيب وابناء الذي بجانبه الكبيرين حول عمهما راجح وكأنه أمتداد لذيب ..
نظر الى فنجال القهوه امامه وقطعة الكيك يعرف تماما هي من صنع من ...لم أفكر يوما بأن يكون لي اطفال ..يا الله كيف سيكونون ..لطالما تخيلتهم يشبهون لأمهم ..نوير ..
لكن نوير غادرتني دون طفل او ذكرى لرائحتها ..
وغزتني ابنة الشمس ..كل ما اعرفه هو انني لا اريد ان يكون ابني بعينين زرقاء وشعر اشقر وسط المجلس ..لكن اريد ابنه تشبهها تماما ..
لكنني لم افسر وضعي معها وبها لغاية الأن ..زوجتي منذ ثمان سنوات وبدأت اتعرف عليها للتو ..كم يلزمني لأتخذ معها قرار الانجاب ..
كانت تجلس معها على جدار الفناء بعيدا عن مكان تجمع الضيوف وهن يتأملن كساء المزرعه الاخضر الفاتن ..
كانت في يدها ورده تلعب بها ..وتبادلت معها الاحاديث الطفوليه ..."أنا ما احب البسس ..زمان وانا صغيره بسة امي خربشتني في فخذي وخلاص صرت اخاف منها ..."
أبتسمت لها ..."انا عمي راجح جاب لي بسه مره حلوه كلللها ابيض ...وصغيييره ..بس قالي راح تكبر ..احب العب معاها عشان ماعندي احد يلعب معاي بس عمي راجح يوم الخميس يخرجنا كلنا ولا نروح المزرعة حقتنا ...
أبتسمت لها وأستغلتها للسؤال ..."عمك راجح فين زوجته واولاده ؟؟..."
هزت رأسها بالنفي بحزن ..."عمي راجح ماعنده ولا زوجه ولا اولاد بس هو لحاله وبيته كبييير وحلو بعدين جابنا عنده يوم امي تزوجت وجاب لنا خدامه فلبينيه وبس ...لكن هو كان في هذا البيت لحاله يقول هو سواه لعمي تركي الله يرحمه ولابوي ولنا بس محد جا معاه ابوي راح السويد وعمي تركي مات الله يرحمه ..."
أبتسمت لها تخفي حزنها ....الكثير من حكايا هذه الصغيره موجع للغايه ..
يبدو بأن كل البيوت ملئية بالأوجاع ليس بيتنا فقط ..
شدها حديث الصغيره عن صديق ابيها القديم ..فبدأت تذكره تدريجيا ..
لقد كان موجودا في طفولتها بل هو من كان مع ابي عندما تزوج امي ..اذكر هذا جيدا ..كان سند ابي في كل شيء ..
كان يجلس في الخارج أغلق هاتفه للتو ..امور عمل لا يستطيع تأجيلها ..
كان مكان يتيح له رؤية جدار فناء المنزل ..
كانت أفنان تجلس على الجدار وتلهو بقدميها في الهواء ..
أخرى كانت تجلس بجانبها ..تداعب النسمات شعرها الطويل تتغزل به وتهرب بخصلاته معها ..
أنه يحفظ هذا الشعر عن ظهر قلب هو لمن ..فقد كانت في حضنه كسيره منذ شهور ..
عندما يزيح الهواء شعرها يفضح انحناء خصرها الفاتن وحسن رسم جسمها ...
سمح لنفسه بتأملها ..
كانت تستند على يديها وتتحرك بجذعها تاره ..وتاره تمد يديها في الهواء لتصف شيئا ما لأفنان ..
انا سعيد حقا لرؤيتها معافاه وتمارس حياتها بعد كل ما جرى لها ..
ألتفتت بجذعها ..وجمعت شعرها وأسدلته على كتفها الايسر ..فبان محياها ونحرها ..لم يكن موقعه يسمح له بتأمل ملامحها ..
تناولت شعر افنان في يدها وبدأت بتصفيفه ..
أراها اليوم بعد كل تلك الشهور الصعبه ..لقد بت الان بقلب مطمئن عليها ..يبدوا بأنها عادت لتمارس حياتها ..
رفعت رأسها ..عندما شعرت بأحدهم يراقبها ..لكن لم يكن هناك وجود غريب حولها ..
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::
مر اليوم جميلا كسابقه وقد ازدانت السماء بالنجوم وبدر ماقبل التمام ..
انار الارض بطريقه واضحه ..
أقفل الجميع أي مصدر اناره ..حتى ان الجو كان باردا لكن ليس بصقيعي كعادة شتاء المدينه الذي لم يبتدئ بعد ..
غادر الضيوف مبكرا ..ودعت افنان مدين وهي تعدها بأنها ستعود غدا لأكمال لعبتهم ..
جلسن حول النار التي اوقدتها ماريا ..
نطقت مدين فذهل الجميع لما قالته وبهتت اوجههم .."تدرون ان راجح خوي ابوي للحين ماتزوج ..."
بررت عمتها ام ذيب لها ...."الله يعوضه ضاع شبابه يربي اخوه وربي أختاره عنده ...الله يعوضه ...."
تحسرت مدين ببرأه ..."مسكين ربي يعوضه ..."
أبتسمت ماريا بحالميه فهي عاشقه لقصص ارتباط هذه العائله الغريبه ..."أمييين ...ربي يعوضه ...بوحده حلوه ..قمر ..شعرها طويل...حساسه ...و صغيره ...."
مرادي دفنت رأسها بيديها ...مارايا تستغل الفرص في احلك حالات الحزن لايمكن ان تمرر موقف ولا تترك تعليقا مبطنا ..
قرصتها مضاوي بحنق في فخذها بقوه ..
بادلتها الفعل ..
صرخت مضاوي ..."آه ...آه فخذي ..."
ضحكت مرادي متذكره ماحكته لهم ماريا يوم حفلة الحناء ..
هنا ماريا تذكرت ...ومن يسكت ماريا ..
"ياربي يا آه حقت مضاوي مشبوهه .."
ضحكت اواز ..."ايوه طريقة عمه مضاوي تضحك ..."
أكملت ماريا كله يهون عند يوم قالت ..."آه ذيب ....اخوي بغا يصدم في اللي قدامه ..."
ضحكت عمتها ..فماريا تثير مواضيع حساسه للغاية بغية الاستمتاع ..
ضحكت ماريا وهي تتذكر موقف حدث منذ يومان ..."أسكتوا ذاك اليوم قلت لماريا ..شيلي الصنيه ذحين يجي عمك آه ذيب ...وضحنا انا وهي ..الا على وقفة ذيب على الباب خزني بنظره لو انها تقتل كان مت ذاك اليوم ...."
ابتسمت مضاوي بتشمت ..."ودك ليته كسر راستس ابو زايد ...هاذي نهاية قلة الحيا ..."
ابتسمت لها ماريا .."مين قصدك آه ذيب ...لا والله اخوي أنسان حنون .."
شهدت أمه بحنان ..."والله مافي احن من ذيب لكن يده طويله شوي لاعصب مايمسك نفسه مثل عمه وجدهم الله يرحمهم .."
هنا حاولت مضاوي تغيير الموضوع ..."والله الجو حلو قريت في برنامج الطقس يقول احتمال سقوط امطار ..."
أبتسمت لها عمتها .."من المغرب وهي تغيم وتفك ..ان شاء الله قريب الفجر بتمطر .."
كانت مرادي تشعر بأنها ملكت الكون ..انها بين اناس يقدرونها حق تقدير ..ويطلبون رأيها وشورها في ادق التفاصيل احتراما للرجل الذي اقترن اسمها به ..
لقد تحررت من نساء جماعتها واحاديثهن المبطنه واحقادهن الخفيه ..
واختارها زايد لتكون هنا هي فقط من بين النساء ..
وقفت ماريا تمدد يديها بتعب .."انا بنام خلاص مكسره ..تصبحون على خير "
شاركتها اواز الوقوف .."انا وعمه بنسوي حلا غدا شاهر بكره وبنااااام مكسره ..."
وقفت معها مضاوي ...ثم وقفت مدين ..."انا بروح اشوف مع ماريا المسلسل بعدي بأنام ..."
بقين مرادي وام ذيب حول النار ..
تبادلن الاحاديث ...كانت مرادي لاتحترم احدا كما تحترم وتقدر هذه المرأه الصالحه ..بل كان الجميع يلاحظ ادبها وتقدريها البالغ الادب لها ..فترتب المكان لها قبيل جلوسها ..وتستشيرها في كل شيء صغر او عظم ..ولاتبدأ بأي فعل قبيل ان تبدأ هذه ..
راقبته مقبل من بعيد عليهم مبتسما ...جلس بجانبها بعد ان القى السلام ..راقبت علاقته بزوجته وابنة عمه..كان يعاملها بطريقه غريبه وكأنها امه ..أو اخته الكبيره ..
أتى من بعده ذيب حاملا محمد النائم بتعب في يده بخفه ..وذيب الصغير يمشي خلفه بكسل القى السلام علينا ثم دلف الى الداخل ..
أتى بعدها شاهر مبتسم ..بعدما اعتاد عليها كما يبدوا ...هذا الرجل جميله اخلاقه قبل خلقته ..
كثير التبسم وسديد الرأي وحلو اللسان ..الا ان علاقته مع اواز لاتبدو بأنها تسير على مايرام ..
وقف مستأذنا للخلود الى السرير ..وقفت خلفه ..ومن ثم ذهبا ..راقبته مبتسمه ..الحمد لله ياربي لانك رزقته الزوجه التي يستحق ..
استلقى على رجليها ..."يمه حكيني ..."
ضحكت ..."ياويلي وش احكيك بزر انت ...؟؟"
قبل يدها بطفوله ..."الله يخليكي يمه ...قصه وحده بس .."
بدأت تقص عليه حكاية قديمه قد قصتها لها امها من قبل ومن قبلها أمها ..
كانت تقص عليه وهي تغلل اناملها المسنه المتعرجه من اثار تشديدها قبضتها على الحياه المتقلبه بها ..
لقد شاب شعر أبناءي فما بال شعري ..
لقد كبروا صغاري وفقدت أوسطهم ..
أنتظم نفسه ..تماما كطفولته الهادئه ..
قبلته على رأسه وغطته بشالها الكشميري الثقيل ..
أتت أواز لتتمنى لعمتها ليله سعيده ..فأذا به ينام في حجرها فارغا فاه بطفوله ..
كأنه طفل عائدا الى حجر أمه بعد يوم متعب ..
جلست بجانبها مبتسمه ..
أبتسمت لها عمتها ..همست لها ...."هذا قطعة قلب واصغر العنقود ..تراه امانتس يا اواز ..ترى هو عنادي بس انه حنين وانكسر قلبه كثير ..."
أبتسمت لها وهي تتأمله ..أقتربت منه لمست رموشه بأناملها ..فأنزعج ..
أغلق فمه بلطف ..همست له .."شاهر ...شاهر ...قوم عمتي بتروح تنام ..."
فتح عينيه كانت تبتسم له ..تأملها لوهله ..ثم أبتسم لها بالمثل ..مدت يدها له وهي تقف ..."هيا تعال ..."
مد يده لها وقف ..مقبل رأس أمه ..راقبته يعطيها ظهره وهو يحاط كتف تلك ...
حان وقت خلودها الى السرير ..
خرجا ابني عدي ..
غضنت جبينها ..."ياولد ...وش مقومك انت وياه وين اللي توه بينام ..خرج خلفهم ذيب .."نايمين من المغرب ليت صحيتهم يصلون العشاء ويتعشون ...يبون يلعبون بلايستيشن في الخيمه ..."
مسحت على رؤوسهم بحنان ..."تدفوا ياوليدي برد ..."
دخلت الغرفه كان الجميع نياما ..نزعت فستانها ..ومسحت زينتها لم يتبقى سوى خط كحل ابى ان يغادر عينيها ...كانت ابنتها تنام على السرير اليوم ايضا ...
لبست قميص بوال ابيض قصير وكنزه صوفيه رماديه طويله تغطي حتى منتصف ساقها ..
جمعت شعرها بعشوائيه اسفل رقبتها وقد تمردت منه خصلات على طوله ..
استلقت في فراشها ..داهمها النوم ..بعدما تطمئنت على ابناءها من عمتها ..
أرتجفت في فراشها ..ذكرت اسم ربها وتوضئت ثم صلت رفعت ساعتها في الضوء كانت تشير الى الثانيه والنصف ..
ذهبت الى المطبخ ..كان مظلما أعدت لها قهوه عربيه ..بهدوء وبدون ان تصدر صوتا مستدله على طريقها بتسرب ضوء الممر ..
كانت نافذة المطبخ مفتوحه ..
وكان ذاك يجلس في الفناء امام الجمر ..وقد اسند ظهره على المركأ ..وارتاح في جلسته وسند يده على ركبته و قلب السبحه في يده سارحا ..
كان مرتديا ثوبا اسود يشتد على منكبيه بدون شماغ اوي أي شيء يغطي شعره و يلف كتفيه ببشت شتوي بلون بيج واطراف مذهبه فلم يشتد البرد بعد ليخرج فروته ..
هناك شيء غريب دفعها للذهاب اليه ..
وقفت خلفه كان لازال سارحا يراقب تأكل الجمر ..سقطت قطعه تحولت الى فحم من طرف قطعه اكبر من الحطب الملتهب ..فتطاير الشرر ..التفت اليها تقف فوق رأسه ..
تأملها لوهله ..كانت عينيها تلتمع تحت ضوء القمر ..
جلست بجانبه بصمت ولا زال يراقبها ..هبت نسمة هواء فحملت خصلاتها قبل رائحتها اليه ..
مدت له فنجال القهوه ..
أخذه منها ولازال يراقب النار ...همست له ..."وين الاولاد .."
أشار اليها برأسه ..."ناموا في الخيمه ..."
أرتجفت وهي تتأمله ..
ألتفت اليها ..فتح بشته لها ..
تمنت فعلا لو انها تدفن نفسها في حجره ..
أخذت الفنجال من يده وضعته جانبا ..
رفعت قميصها وابعدت بين ساقيها واضعه فخذيه بينها ..لتجلس في حجره مقابلة محياه الذي فتنها بالامس ..
أضطرب صدره وهو يراقبها ..عضت على شفتها العلويه ..
مدت يدها بتردد ..غمرت اناملها بشعره ..
قبلت جفنيه ..لم يبدي أي ردة فعل ..قبلت وجنتيه ..عندها حاوط خصرها شدها اليه ولثم شفتيها بعنف ..
بالكاد ابعد نفسه عن شفتيها ..راقب المكان حوله بحذر ..مدت يدها وفتحت شعرها ..
غطاها ببشته ..دفن رأسه بصدرها ..انها رقيقه للغايه و ناعمه خاف ان يكسر ضلوعها ..يالرائحتها المسكره ..
قبل رقبتها ونحرها بخفه ..همس لها ..."بتنامين ..."
أبتسمت له وهي تراقب شفتيه ..هزت رأسها بالنفي ..
حاوط خصرها بذراعه الايسر حامل اياها وهو يقف ..
قصد بها غرفته...........أقصد غرفتهما ...
:
:
:
: ..
....
..
..
..

:::::::

انتهى البارت دمتم بود

::::
::::::::

تعليق / رايكم

تصويت للبارت

هن لباس لكم /  للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن