البارت -١٦-

16.7K 181 10
                                    



الجزء السادس عشر..
:
:
:

إكبري عشرين عاماً.. ثم عودي
إن هذا الحبَّ لا يرضي ضميري
حاجز العمر خطيرٌ.. وأنا
أتحاشى حاجزَ العمر الخطيرِ
نحن عصرانِ.. فلا تستعجلي
القفز، يا زنبقتي، فوق العصور
أنتِ في أولِ سطر في الهوى
وأنا أصبحتُ في السطر الأخيرِ..

:
:
:

متأمله سائل المغذي الذي ينقص ببطء ..ونغزات مؤلمه تغزو اسفل بطنها ..
الدكتوة تقول بأنني كنت في اسبوعي التاسع ..كنت حمقاء ومنشغله ولم انتبه ..يعز علي حقا ان افقد طفلي ..
طفلي وذئب ...كيف حدث هذا ..وصراع كل تلك السنين ..اين ذهب ..
أنا مشوشه حقا وعقلي لا يكاد يستوعب الموقف ..انا بالكاد استقب ذئب زوجا لي ..فمبالي بأنني أجهضت طفله دون قصد مني ..
سامحني يا الله ..لو كنت اعلم لما خاطرت بنفسي ..كيف شعوره ..طفله بعد الاربعين وثلاث سنوات تزيدها ..منتظرا ..وقد فقدته ..
التفتت اليه كان سارحا بها ..لم ينتبه اليها ..تأملته ..اشعر بالرعب والخوف ..وبالخزي ايضا ..لانني فرطت بأعز مايملكه وكل مايتمناه ..
تأملت خطوط الشيب تغزو شعر رأسه ..والهالات السوداء تحت عينيه ..
ودماء بارده وقديمه تخصها تلوث ثوبه ..
لقد غزى قلبها الحزن ...وبكت هذه المره له ...لا منه ...
لا اعتراض على قدرك ربي لكن لو رزق ربي ذئب بخلفه لكانوا اليوم بعشرينيات عمرهم ..وسنده وربيع احلامه ..
كم كنت أنانيه لما لم افكر فيه يوما ...صحيح انه قاسي ..لكنه افنى كله للعائله ..اعطى ولم يأخذ يوما ..
رفع عينيه اليها ..نعم ...قراءته ..لقد كان حزينا للغايه ..
مدت يدها اليه ..وهي تقاوم دموعها ..تلقى اناملها بكفه ..
شددت قبضتها على يده ..أبتسمت له بين دموعها محاربه تقوس شفتيها الحزينه ..
هز رأسه لها بالرضا ..
اليوم ..وبعد الاربعين الطويله المنهكه ..اليوم وبعد كل تلك السنوات ..والانتظار ..توفي طفلي الأول ..الحزن يغمرني ..أحس بأنني فقدت قوتي ..وسندي ..لم يتكون بعد ..لقد تخلق للتو ...فقدته قبل ان تنفخ فيه الروح بقليل ..
رباه لا اعتراض على ما بليتني به ..لكنني متعب ..متعب للغايه لأحاول مره اخرى ..لقد فقدت كل الرغبه بأن يكون لي نسل اليوم ...حزنا على مافقدته زوجتى المزعومه ..
أنها تشمئز مني .....وتنفر مني..تراني سجنا وقيدا يشد على ساعدي حريتها ..ياصغيرتي انا وحيد ..ومهموم ..مالي ومالك اقيدك بي ..
لربما يؤرقها فرق السنين بيننا خمسة عشر عاما تفصلنا عن بعضنا .. خمسة عشر عام من المفاهيم والاراء ووجهات النظر والافكار المختلفه ..
لربما يؤرقها أنها لاترى في رجلها الذي تتمنى ..نظرا الى شرطها في عقد نكاحنا ..
لربما لاتطيقني لشدة تسلطي ..
لربما هي هكذا ..لاتطيقني لأني ذئب ..
بعدما عادت الطبيبه ورددت بتوصيات مهمه راحه جسديه ونفسيه وغذاء مناسبين ..ومقويات ان ارادت تلك وفي حال استمرار النزيف اكثر من 10 ايام فلتراجعهم..
راقب خروج الطبيبه..ساعدها في مغادرة السرير ..أتكأت عليه بتعب وخجل ..
تأوهت عندما خطت خطوتها الأولى ...وجه اليها سؤاله بأهتمام ..."تبين أجيب لتس عربيه .."
هزت رأسها بالنفي .."لاء بأمشي ..
كانت كل خطوة تزيدها ألما أقوى من سابقتها ..الى ان وصلت الى السياره ..
فتح لها الباب ..وساعدها للصعود الى السياره ..
مال عند رجليها ..أخذا منشفه مضرجه بالدماء ..تخلص منها لأقرب صندوق نفايات بجانبه ..
صعد بجانبها ..حرك السياره بهدوء ..مراعيا اياها ..
كانت تتأمله ...كأنها تراه للمره الأولى اليوم ..وكأن انقشعت الغمامه عنه ..اليوم رأت رجلا حزينا وكهلا ووحيدا ..عكس ما رأته طوال حياتها ..بأنه متسلط وقاسي ولايُكسر جبروته أبدا ..
توقف عند اول اشاره قابلته ..غزته ذكرى ما فتغضن جبينه ..بدون ان يلتفت اليها ...تحدث ..."ذاك اليوم ...يوم محمد عورتس ببطنتس ...كنتي تدرين أنتس حامل ..؟؟"
حنقا لهجومه ...و اتهامه المبطن ....."لأ ..ماكنت ادري ..ولادريت الا اليوم .."
هز رأسه على مضض ...بصمت ..لام نفسه لتحدثه ......ولام نفسه لتسرعه ذاك اليوم ..
كان سيهم بالحديث لولا قاطعته ..."ذيب ..انا ماكنت ادري ..وماراعيت نفسي الشهرين اللي فاتت كانت متعبه ..والشغل والعيال .."
يا الله ياللأقدار الصغيره التى تؤدي الى ما كبر وعظم من الاقدار تذكر تنبيهه ابن اخيه في الامس من النوم في الصاله ..لابد بأنها حملتهم كما حاولت ذاك اليوم ..
هز رأسه لها بتفهم ..
وهو يتخذ طريقه الى المنزل ..كانت صلاة الفجر قد خرجت للتو ...
أنزلها قريبا من الباب ..صعد خلفها مراقبا صعوبة حركتها ..حتى وصلت الى غرفتها ..
راقب دخولها..ثم دلف الى غرفته وحيدا كالعاده ..
أستقبلتها ماريا ...ببكاء .."أمي ...اش صار ..أش فيكي ..؟؟أنتي طيبه .."
هزت رأسها لها بحنان .."الحمد لله ..حبيتي ماريا أنا بنام تعبانه ومهلوكه ...لا تقولين لأي أحد عن اللي صار ...واللي يسألتس قولي أمي تعبانه من امس ومسخنه ماتقدر تنزل ...طيب.."
هزت رأسها بالطاعه ..."طيب ...أمي نظفت سريرك .."
أبتسمت لها ...احتضنتها بوهن ..."حبيبة امتس ...ياروحي انا .."
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::
صلى الفجر وعاد الى غرفته ...تأملها تستلقي على سريره ..وكعادتها بللت وسادتها بدموعها ..
لقد صدم حقا مما جرى في الأمس ..كان هو الاول ...صحيح انه تزوجها بعد مده طويلها من طلاقها من ممدوح ..لم يكن ليعلم بأنها بكر يوما ..لقد ازداد لومه لنفسه اضعافا ..
أقترب منها ..يالطفلته الصغيره ..يالجحيمه الذي تدعيه ..ياحيرته الشقراء ..تحاصريني في زاوية عقلي ..وتدكين حصون قلبي العامره بتلك ..
قبل شعرها جبينها ..ووجنتيها ..رقبتها ..وكتفها ..ودفنها في صدره ...وهو يهمس لها في سره ...
أسف ..أسف ...أسف ..
لم يكن يعلم من ايهن يرجو السماح ..الرحله الباقيه في قلبه ..ام التي بين يديه وعقله وخارج قلبه ..
على غير عادة المنز النشطه كل صباح كان يغرق في سكون عظيم ..
لاشئ سوى اشعة الشمس تتطفل على دواخله ..دواخله التى لم يبوح بها احدهم يوما ..
كانت لاتزال بفستان الامس وزينتها ..تقلبت في السرير بأنزعاج ..
كانت ستمد يدها يدها لهاتفها ..لولا صدحت مأذنه المسجد المجاور بأذان ظهر الجمعه كما يبدو ..
تحممت وصلت ..لازالت تلف منشفتها حول شعرها ..أتجهت الى غرفة مدين ..كانت تلك تجلس فوق سجادتها تفتح مصحفها ..
هزت رأسها لها بأبتسامه .."صايمين اليوم ...؟؟"
جاوبتها تلك بأبتسام ..."أكيد يكفي أمس راح علينا .."
أفتقدت وجود أواز في الغرفه ..أغلقت الباب متجهه الى غرفة مضاوي ..
كانت تغرق في الظلام والبروده ..
غريب هذه الفعل من مضاوي حتى وان كان الجميع يصوم اول ايام ذي الحجه حتى يوم الوقفه ..
فهي تستيقض مبكرا دوما ايا كان اليوم وايا كان الوضع ..
كانت الغرفه بارده للغايه ..
فتحت الستائر ومن بعدها النوافذ ..وقفلت التكييف ..
غزت الشمس الغرفه فتبين لها محيا تلك المتألم ..كان وجهها مصفرا وشفتيها بيضاء و جبينها متغضن ندي بالعرق ..
هلعت متجهه اليها ..ربتت على كتفها ......."مضاوي ...مضاوي ...تعبانه ؟؟أش تحسين ؟؟.."
همهمت تلك بألم ....
دفعت ضنونا مستحيله داهمت عقلها ..."مسخنه ..؟؟طيب الدورة جات ؟؟"
هزت تلك رأسها بأيجاب ..زمت ماريا شفتيها بعدم اقتناع .."اللحين انزل اسوي لك حاجه دافيه تشربينها ..لا احد يشغل التكييف الغرفه قالبه فريز "
::::::
:::::::::::::::::::::
تحرك في سريره ..لقد كان الأمس يوما غريبا حقا ..لقد غزى الخرف عقلي وبت أتخيل احداث مستحيله ..
الخطبه في المسجد المجاور تتسرب الى مسمعه ..فتح عينيه منزعجا من الضوء المتسرب داخل الغرفه ..
كانت تلك التي حلم بها بالامس بين احضانه تبتسم في وجهه وهي تجهز ثوبه وغترته ..بمنظرها الفاتن وشعرها يبلل قميصا الاسود .
توجهت اليه ..بعدما تركت مابيدها .."صباح الخير ..."رفعت الغطاء عنه وقبلت خده ..في الواقع لازال يعيش صدمته ..
وبحسن خلق وجمال خلقه ..سألته ..."احطك لك فطور قبل تروح ولابعد ماتجي ..ولا صايم ..؟؟"
رفع حاجبه بأعجاب .."صايم ..صايم والله يصبرنا ..."
ضحكت وهي تجره تستحثه للخروج من السرير .."حمامك جاهز ..لبسك جاهز ...والبخور بس تخرج تلقاه جاهز .."
مرادي و ان كانت شابه فهي من تربية النساء القديمات ..ولازالت تتحلى بصفاتهن القديمه ..وترى هذه الافعال من اقل واجباتها ..
رفقا به فهو لم يعتاد على هذه صحيح لم ينقصه شيء يوما ..ولكنه لم يواجه يوما هذا الدلال التي اغدقت به عليه في هذه الدقائق ..
تسربت الخطبه الى مسمعه ..كحلم ..فتح عينيه .....كانت لاتزال بين يديه ..جمع شعرها الاشقر الذي انسدلى على كتفيها ومحيايها من كل مكان ..
لازالت وسادته مبلله بدموعها واثار كحلها ..في الواقع راقبها مطولا اليوم ..كانت تبكي وهي نائمه وعندما يناديها لا ترد عليه ..تشهج بالبكاء دون قصد منها او علم ..اي الاحزان هذه التي تكبتها ..اي الدوع والبكاء تحبسه وتعاني الا يظهر للعلن ..فيخونها في نومها ..
صدر منها صوت آنات البكاء مجددا ..هزها بخفه .."ألحان ..."
أبتدأت في البكاء مره اخرى ..هذه ثالث مره مره لها منذ الفجر تبدأفي بكاء غير مفسر ..
شدد عليها في حضنه قبل رقبتها .."ششش..ألحان ...ششش..."
فتحت عينيها غير مصدقه للصوت الذي يحميها ..كانت محاطه به ..ومطمئنه في صدره ..تأملت الغرفه ..في الواقع لم يكن هذا حلما أو تخيل حزين ومحتاج..
رفعت كفيه وقبلتها ..أخذت نفسا عميقا تمنع دموعها ..أنسحبت من بين يديه ..
تحارب خجلها وأشتعال جسدها من نار تأمله لها ..مدت يدها الى قميصة القطني ولبسته ..
أبتسم لها لقد أعجبه مظهرها العشوائي و قميصة القديم يتنعم بجسدها ..
جمعت ملابسها من على الارض ..حملت حذاءها في يدها ..
حاربت أبتسامه على محياها الذي لازال متأثرا ببكاءها ..غطت وجهها بيديها بخجل عندما لمحت شكلها في المرأه ...
قبلته على خده بخفه وهي تتجه الى الباب خرجت ..وتركته مع الكثير من الذكرى والندم يخنقه ..
لم ينم منذ أن أتى بها من المستشفى الأفكار تعتدي على سكونه المعتاد بلا أي رحمه ..
مسح وجهه بكفيه وشد شعره ..وقف متجها الى دورة المياه كان لايزال مرتديا ثوبه من الامس
رفعه عن صدره متأملا الدم عليه ..نزعه وتخلص منه في سلة المهملات ..
هناك الكثير ينتظره ..الامور باتت تتعقد مؤخرا ..
تحمم مستعجلا ليلحق صلاة الجمعه مع الجماعه ..
من حسن حظها عند دخولها الغرفه لم تكن اختها متواجده ..أسرعت الى دروة المياه ..
وقفت امام المرأه غير مصدقه مابدر منهما بالامس ..فليشهد الله عليه لم تكن تنوي استفزازه كالعاده او ممارسة حربهما البارده ..أنما كان كل تفكيره يوم امس منصبا عليه ..فلم يعد قلبها يطيق صبرا ..
لمست مكان لمساته بالامس ..تنهدت لذكرى رقته ..فطت شفتيها بكفها ......لقد كان الامس اجمل ايام حياتي ..لقد بدأت اثبت قدمي تدريجيا في حياته ..
كانتا الاثنتين في غرفه مضاوي تطمئنا عليها ..
لم تكن ماريا راضيه بما تراه ..بعدما ارغمت مضاوي على شرب ما اعدته لها ..
طلبتها مضاوي .."بالله يا ماريا ابي مسكن ...."
جلست بجانبها ماراي ......"طيب قولي لي أش تحسين اللحين ..مو معقوله هذا ألم دوره ....."
هزت تلك رأسها بالنفي تدافع عن نفسها ......"اللحين بس صداع وظهري ..لكن هي متأخره من شهرين ..هالشهر شويا ألمها زايد ..."
تأملتها ماريا بغير اقتناع ...هزت رأسها ..."شويا المها زايد ...يابنتي لو مسقطه ماكان هذا حالك ....."
أمتقع لون وجهها وصرفت نظرات عينيها عن مكان جلوس ماريا ..
تركت الكوب من يدها ..
‎"الله يهدتيس يا ماريا انتي وتفكيرتس ...."
وقفت ماريا ..الوضع حقا مشبوه ..."أنا ما فكرت ولا شيء انا قلت لو مسقطه ماكان هذا حالتك ...مضاوي ...انا ماريا ..واعرف مضاوي كيف تتعب ومتى تتعب ...طيب ..."وجهت حديثها الى مدين ..."مدين اليوم اول يوم صيام أبيك تساعديني تحت نسوي الفطور ..."نظرت الى مضاوي بحزن ولوم ...هناك ما تخبيه عني ..
أخذت نفسا عميقا ..تمنع حزنها فهي لم تخبي سرا يوما عن ماريا ..تلك الليله غرت مجرى حياتها ..وهذا حتما مالا ترديه ..
بقيت مدين في الغرفه تراقب عمتها بحزن ..
سألتها تحاول طمئنة نفسها ......"عمه أنتي طيبه ...؟؟"
هزت تلك رأسها بالايجاب وقد غرقت حدقتيها في لمعان دموعها ..
‎"والله طيبه ياحبيتي ...شوفتس طيبه لحالها تنسيني أي ألم ...
غرق البيت في صمته مجددا الا من التؤامين يلهوان في غرفة جدتهما ..
دخل ذاك عائدا من صلاة العصر وقد اخذ قسطا لا بأس به من النوم منذ رجوعه من صلاة الجمعه ..
قبل رأسها ويديها ثم جلس بجانبها ..
وبعد احاديث جانبيه ..وجهت اليه الحديث بعتب ..."تدري أن مرتك تعبانه من أمس في سريرها يوم فقدتها ومو من عوايها سألت ماريا عنها قالت لي تعبانه ...طلعت لها الظهر ماعجبتني .."
ربتت على كتفه .."دق عليها ياوليدي تطمن عليها شوف ناقصها شيء تبي شيء ...انت تلين وهي تلين وتريحون قلبي بدال هالحال اللي مايرضي الله ثم مايرضي خلقه ..."
كان منصتا الى حديثها بهدوء ..وجه كلامه للتؤمين .."ذيب ..محمد ..اطلعوا شوي ..بكلم جدتكم ..
امتثلا لأمره سريعا ..التفت الى امه ..للمره الاولى تراه هكذا ..كان متعبا بهالات سوداء حول عينيه ونظرات حائره ..حاوطت وجهه بكفيها ...وبحنانها الذي لم تحرمه احد يوما ..وبقلبها الذي انهكته السنين ......"ياوليدي وشبه وجهك ماهو شيء؟؟"
تناول يديها من على وجهه وقبلها .."يمه ...مضاوي ..."
سكت مغمضا عينيها لا يعرف ماسيقول ..وكيف سيفسره ...أستحثته للحديث ..أكمل بمشاعر مختلطه ..."مضاوي أمس سقطت ..."
كانت اعلم الناس بما يدور بينهما كيف وهي الوحيده التى علمت بتلك الليله بينهما بنظره واحده الى مضاوي ..
لكن مايوقف تفكيرها وتعجز على استيعابه هو امكانية الحمل ..ههي موقنه بأن أبنها لا ينقصه أي شيء ..وبأن كل الحديث عن عقمه ماهو الا ترهات ..لا يصعب على الله شيء فهي رزقت به بعد أن يأست بان يعيش لها طفل ..
أبتسمت له ..."الله يبشرك بالخير انا امك ...معليه الايام جايه وربي بيعوضكم ان شاء الله .."
أبتسم لها بتشمت غريب على حاله ...الوضع معقد الا ان دعوات امه تبعث املا فيه"الله كريم يمه ..الله كريم ..."
دخلت ماريا الصغرى الغرفه ...سألها باهتمام حاول ان يخفيه ..."كيف حالها امتس ..؟؟"
هزت رأسها برضا ..."الحمد لله ..تقول الآلم راح بس بقي صداع وظهرها يعورها ...."
:::::::
::::::::::::::
كان الصمت سيدها وهي تعد أطباق الفطور سارحه ..لم تحاول مدين تبادل الحديث معها ..
دخلت تلك والقت السلام ..انها معتاده على المنزل لكن اليوم وضعها مختلف تماما ...
ألتفتت مدين لها مبتسمه ....وردت السلام ..أستغربت حال ماريا الغير معهود ..توجهت لها بالحديث ..."ماريا ...؟؟اللي شاغل بالتس .."
ألتفتت لها ماريا مبتسمه تخفي قلقها ..."هلا بالعروسه ...أش هالجمال ...
بادلتها تلك الابتسام مستشعره قلقها ..."وينها مضاوي ..."
تنهدت ماريا مفصحه عما يقلقها ..."تعبانه في غرفتها ...والله لو تشوفينها يامرادي حالها يصعب ع الكافر .."
أستغربت مرادي ..."ليه ؟؟خير ؟؟أش تحس..؟؟"
هزت ماريا رأسها بعدم تصديق بما تقوله ..."تقول الدوره ماجات شهرين ويوم جات متعبتها ....."
أبدت مرادي ضيقها ..."الله يصلحها والله حسيت أمس تعبت نفسها مره ...سبحان الله طالعه امها ..كانت زي كذا الله يرحمها اذا اشتغلت كثير تتعب ....."
طمئن حديثها ماريا ..الا ان هذه ليست أول مره تفنى مضاوي نفسها بالعمل الشاق ..
توجهت مرادي لها بالابتسام ..."مين بيسوي الشربه ..."
ردت ببديهيه .."أكيد أنا ......
هزت رأسها بالنفي ...مبتسمه .."لاء أنا بسويها ....."
نهرتها ماريا بلطف ..."لا ياشيخه ...اقول اهجدي بس ..أنا بسويها عيب انتي العروسه ..."
كشرت تلك بوجهها ..."ياختي ارتاحي بس ..أنا بسويها لرجلي مو لعيونكم ..."
ألتفتت ماريا الى مدين التي كانت مشغولها بصنع صنف بيدها ..اقتربت منها بأبتسامه خبيثه .."بالله كبف أبوي ..."
مثلت مرادي الأغماء وهي تراقب مدين بحذر .."أبوتس ..أبوتس ..هذا وين مخبينه من زمان عني ..."
تحمست ماريا ..."أدري ابوي عمله نادره ..أش صار قولي لي ...؟؟"
أتستعت حدقتيها ..."أش ماصار ...لا فطرنا احكيتس ...بس لا تتحمسين مو قايله لتس كل شيء ...يمه يا أبوتس ..."
عضت ماريا على شفتيها ..."طلع ابوي مو هين ..وربي فله ..طيب قولي لي يوم شافك .."
هزت رأسها بأستفهام .."اش كانت ردة فعله .."
تحسرت مرادي ..."هو أنا كنت ادري عن عمري ...بس دخل بلمت فيه ..والله حسبته ذيب ولا شاهر داخل ...قلت كنت بغرفة الرجال بالغلط ..هذا مو رجلي ..انتي ليه ماقلتوا لي انه ابوكم كذا ..ماشاء الله عليه ربي يزيده صحه وعافيه ويخليه ويحميه ويعطيه العافيه"
هزت ماريا رأسها بدراميه ..."أيوه ..أيوه ,,أشتغلينا ..أشتغلينا ..بدري ياختي .."
رفعت تلك حاجبها ..تصطنع الغنج .."رجلي ..بدعي له من اليوم حتى اخر يوم بعمري .."
قلدتها ماريا .."رجلي ...رجلي ..بالله عروسة بكرة دخلتها تدخل المطبخ وربي انك مفوته "
::::::
:::::::::::::
أقترب موعد صلاة المغرب ومر الوقت بسرعه عليهن في المطبخ بعدما انضمت لهن أواز للمره الاولى ..التي انبهرت بتمرسهن وحاولت ان تتعلم من خطواتهن.
‎..تركت مرادي مابيدها .."بطلع اتشطف سريع واغير واجي ...."
أبتسمت لها ماريا ..."اطلعي أطلعي وربي معذوره ......"
فردن السفره في الصاله الكبيره بطريقتهن المعتاده
أما مدين واواز اختارا ان يفطرا مع عمتهما في الاعلى ..
جلس الجميع على السفره ..
أذن وأبتدوا في تناول الطعام ..غرفت ماريا من الطبق امامها لأبيها ..."هاذي الشربه شغل مرادي ..."
راقب الجميع ردة فعل ابيها ..انه رزين للغايه فلم يبدر منه ما بدواخله ..
دخلت تلك متأخره ألقت السلام مبتسمه ..
بجلابيه زرعيه مذهبه و فخمه ضيقه مفتوحه من جانبي ساقها ..وتترك شعرها مسترسلا على جانب كتفها الايسر ورسمت عينيها بالكحل ..
ما أن رفع عينيها على صوتها ..حتى شرق بالماء ..وارتبك ..
أبتسمت ماريا على رد فعله ..بينما رد الذيب لها السلام بأدب وابتسامه ..
لازال شاهر يحاول تجميع انفاسه ..وضع يده على فمه وقد صد بوجهه جهة أمه ..يحاول أستيعاب هذه الجميله التى افتتن المكان بها ..
لربما هي مدين أو مضاوي ..
أي شيء إلا ان تكون زوجة ابي الجديده ..
توجهت لها أمه بأسمها ..."تسلم يدياتس يامرادي على الشربه ..."
لا زالت ماريا تراقب شاهر وهي تحاول محاربة ضحكتها ...صدرت منه كحه كتمها بيده ..حتى دمعت عينيه ..يالحظ ابيه الذي يكسر الصخر ..
تمالك نفسه حتى يقيم المؤذن الصلاه و يتجهون الى المسجد ..
عندما اقام المؤذن للصلاه ..وقف زايد وابناءه ..راقبت ذيب يرفع محمد وينظف ثوبه وبيده الاخرى رفع ذيب بخفه وهو يأمرهم بسبقه ..وقفت هي لوقوف زوجها ..شاهر غريب الملامح لازال يحاول تجاهلها ..بينما وقع احترام ذيب في قلبها مسرعا لأنه نسخة أبيه ..الا ان نظراته احد وشعره اشيب ..
أخذت غترته وعقاله ثم أتجهت معه للمغاسل القريبه ..راقبته يتوضأ مبتسمه ..
ما أن انهى وضوءه حتى مدته بها ...توجه لها بالأمتنان .."الله يعطيتس العافيه ..."
تأمل جمالها وابتسامتها لوهله ...لم يستوعبها بعد انها كحلم لاتريد الاستيقاض منه ابدا ..
وقفت تسند نفسها على ظهر السرير ..بادرتها أواز بأهتمام "ارتاحي عمه أش تبغين انا اجيبه لك ......."
هزت رأسها بالنفي .."لأ حبيبتي ارتاحي أنا ابي أتحرك ..قايمه اتحمم كرهت نفسي ...."
الالم بدأ يخف تدريجيا بعد الأدويه التي جلبها لها ذيب العصر ..
اعني يا الله على تفسير هذا الرجل ..
بعد وقوفها الطويل تحت الماء ألمها ظهرا مجددا واسفل بطنها ..عادت الى سريرها متعبه وتدثرت بغطاءها الدافيء وخلدت الى النوم ...باغية الراحه والنسيان ..
دخل من باب المنزل الخلفي سمع ضحكاتهن في المطبخ ..كل يوم يزيد عدد النساء في هذا البيت عن الذي قبله ..
النساء
لعنة الرجال ..نقمة الرجال..جحيم الرجال..عار الرجال و كسرة ظهروهم ..
تعويذة الرجال ..نعمة الرجال ..نعيم الرجال ..عزة الرجال ورفعة رؤوسهم ..
قابلته ماريا الصغرى في طريق صعوده ..سألها .."أمتس عندها أحد .."
جاوبته مكمله طريقه .."لأ بس نايمه .."
كان متجها الى غرفته الا انه توقف قليلا عن بابها ..
الذي يمر كل يوما متجاهله ..
تردد في فتحه ..

:

....
..
..
..

:::::::

انتهى البارت دمتم بود

::::
::::::::

تعليق / رايكم

تصويت للبارت

هن لباس لكم /  للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن