سخريه القدر

93 15 27
                                    

ف منزل (عهد)

كانت "عهد" تطرق باب منزلها بعد ان تلقت من امها اتصالاً ... تخبرها ان ابيها لن يعود للمنزل ليومين
لتستغل "عهد" تلك الفرصه لتجمع اشيائها لتذهب بلا رجعه

شريفه بحزن:حقاً ستذهبى وتتركينى

عهد بسخريه :مُنذُ متى وانتِ تهتمى ياامى .... تهتمى بى بعد ثمان وعشرون عاما اليوم فقط يهمك امرى

شريفه بتلعثم: انا .... انا لم اقصد .... انا كنت اريدك قويه ابنتى ... كنت امتنع عن الاهتمام بكِ والاستماع لكِ لكى تبقى قويه ... ان يبقى اعتمادك الكلى ع نفسك وليس ع احد .... انا... انا لم ارد لكِ ان تعيشى مثلما عشت مع اباكِ .... كُنتُ ادفعك للاستقلال عسى ان يساعدك هذا ... ان لاتحتاجى لابيكِ .. ان لا تحتاجى لاحد

عهد بحده: ثمان وعشرون عاماً كل مااردته ان تشعروا بى .... ان اشعر بأهتمامك .... ان اشعر بدفء حضنك ... ان اشعر ان لى اهل .. ان لى ام .. اب ... ان لى احداً يخاف ان يصيبنى مكروه .... انتم لم تهتموا ابداً الا بعملى .... او بالاصح ابى لم يهتم ابداً الا بعملى وان يزوجنى لمن يكبرنى ب ثلاثون عام فقط لاجل ان يحظى بالمال .... اى اهل انتم ....

شريفه:  نحن مهما فعلنا اهلك .... ستسامحينا

عهد بحده:ابداً لن يحصل .... ابداً لن اسامحكم .... انتم شوهتوا داخلى ياامى .... اتعلمى ما المؤسف حقاً انى لم اشعر بحضن الامومه الا ف حضن امى "جميله"

شريفه بصدمه: امك؟؟؟؟

عهد ببرود:نعم اقول لها امى ... اعطتنى الكثير والكثير تعاملنى كما لو انى ابنتها ... عوضتنى عن حضن وحنان وقلب الام الذى لم احظى بهِ ابداً وكنت اتطوق شوقاً لقول كلمه امى لها وقد فعلت .... شعرت معهم ما لم اشعر بهِ معكم ... وبعد كل هذا ابى يريد تزويجى من كهل عجوز .... لما صدمتك انتم زرعتم بى كل شئ سئ لما انتِ مصدومه الان يا .... ياامى العزيزه

لتشهق "شريفه" من بين دموعها فحديث "عهد" صحيح

و"عهد" لم تكترث ببكاء امها ولا شهقاتها العاليه .... اليوم امها تحصد ما زرعته سنين ف ابنتها ... لتذهب بداخل غرفتها تلملم اشيائها من هنا وهناك .... لم تترك لهم شئ يخصها ابداً لتخرج من غرفتها بعد وقت طويل ومعها حقائبها ... تنظر لامها طويلاً ثم تقول بصوت هادئ مهزوز بعض الشئ:

-اتعلمى حقاً كان لابد ان اظل بقسوتى لمماتى .... ولكن  امى "جميله" حاولت معى كثيراً وكثيراً ان تمحو ما زرعتيه انتِ بداخلى من خوف ،، كره ،، قسوه ،، ذل ،، خذلان ... ونجحت حقاً ... انا خاليه من كل مازرعتيه بداخلى الان .... حتى انى سأعطيكى شئ  ليبقى ذكرى بيننا .... سأسامحك ذات يوم اعلم ... ولكن لااعلم متى بالتحديد

لتمد يدها بكتاب صغير وتقول بحزن:
-كُنت ادون كل شئ هنا ... كل ماتفعلوه وكل مااريد ان اشعر بهِ معكم .... كنت اتخيلكم تفعلوا اشياء لم تقوموا بها ابداً .... كنت اعيش ف خيالى و ادون كل شئ واقرأه عندما ايأس من حياتى ....

مُثلث الحُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن