رجاء

72 11 27
                                    

ف شركه (فهد الضرغامى)

كان "فهد" يجوب مكتبه ذهاباً و اياباً مُنذُ ان اخذ ذلك المريض "روميس" وهو كالصنم بلا روح ... جميع رجاله يبحثون عنها .... كم يريد اقتحام ذلك المكان واصطحابها للخارج لتبقى بأحضانه مدى العمر ... ولكن دائماً تأتى الرياح معاكسه ...

يلتقط هاتفه بضعف ويجيب بصوت متحشرج مبحوح:
-قل انها معك

جاسر : تبقى القليل بعد

فهد بخوف: لن يحدث لها شئ ؟؟؟ الى الان لم يصل لك اى اخبار عن حالها

جاسر بتلعثم : لقد وصل ....

فهد بأندفاع: ما الذى وصل اخبرنى

جاسر بتردد: كان هذا خارج مخططنا .... اقسم ان هذا لم يكن ف مخططنا ابداً

فهد بعصبيه : اخبرنى ماذا حدث لها قبل ان انتشل روحك من جسدك

جاسر بتلعثم: تت .... لقد تتت ... لقد تزوجها

**********************************
ف منزل (روميساء)

كانت "عهد" و "جميله" يجلسان مع ذلك الدخيل الجديد .... فهو يحمل ملامح من "روميس" الطفوليه البريئه .. عيناه البنيه المائله للسواد ..

جميله بتردد: كيف حالك يابُنى؟؟؟

عامر : بخير خالتى

جميله يتساؤل: هل تريد اى شئ ؟؟؟ هل ينقصك شيئاً!!!

عامر بفرحه: ابداً خالتى .... فقط اريدك سالمه

جميله بدهشه و حزن : سأكون بخير عندما تعود اختك .... اقصد "روميساء" ابنتى

لتتحدث "عهد" لتنقذ ذلك الوضع

عهد بهدوء: ستعود .... وحينما تعود هناك الكثير سيتغير

جميله بتفهم: نعم .... سيتغير الكثير

عامر بأبتسامه : ستعود .... لكى اراها

عهد بمزاح : اشتقت لتلك العدوانيه .... عندما تعود يا"عامر" ستجعلك تفر هارباً من افعالها ... حتى انا اعلم انها الان تفتعل الكثير و الكثير من الكوارث

**********************************
ف منزل "عطيه المهندس"

ناديه بتفكير: لما لا تتحدث مع "طه" ؟؟

عطيه: اشك بأنه ع علم بكل افعال ابنه صدقينى .... بل انتقامه منى لن ينتهى بعد

ناديه بحزن: لن يفعل هذا ابداً .... انت لا تعرفه كما اعرفهُ انا

عطيه بضعف: لقد نلتُ عقابى وفقدت الفتاتان ... ماذا يريد منى بعد !!!!

ناديه : كان فتى صغير ياعطيه ... فتى صغير انت من جعلته هكذا الان .... كان لا يفقه شيئاً واصبح معهُ المال
جعلته يُدمن و دفعتهُ ليغتصب تلك الفتاه المؤجوره وايضاً اصبح قاتلها بعد ذلك .... قتل الفتاتان واخفى الحقائق ولم يحترق قلبك حتى .... واليوم يريد احراقك شخصياً
وانت تسأل ماذا يريد؟؟؟؟
هذا حصاد مازرعته انت ..... وجزاء خيانتى لاخى حينها ..

عطيه بنفاذ صبر : حسناً ماذا افعل ؟؟؟ علي انقاذ ابنتى ولا اعلم اين ابنى ماذا افعل اخبرينى ؟؟!

ناديه بتصميم: تحدث مع اخى "طه" واخبره بما فعله "راشد" للتوأم اولاً ثم اخبره بما فعله مؤخراً ب"روميساء"

عطيه بقله حيله :هل سيستمع لى؟؟؟

ناديه : اسوء انتقام تقدمه الايام يا "عطيه" ان يسقى كل ساق بما سقى صدقنى ..... اخى سيستمع لك وجيداً فما يطلبه من اللّٰه قد ناله ..

ليذهب "عطيه" مقرراً اخيراً ان يتحدث مع "طه علوى" صديقه الاحمق الذى صدقه مُنذُ زمن ... تزوج اخته "ناديه" وذهبوا من المحافظه بأكملها بعد ذلك ... ليأتى ابنه "راشد" بعد كل هذه السنوات ويقتل ابنتيه التوأم عمداً ف حادث سير .... واليوم يختطف ابنته الكبرى .... وبعد كل هذه الاحداث يشعر اليوم ولأول مره مُنذُ زمن بالعار من نفسه ..... بالخوف ع ابنته وابنه الباقيين لهُ .... يشفق ع حاله كثيراً فهو يعلم ان نهايته قد اوشكت !!!

**********************************
.. ع الطريق السريع ...

كان يسوق سيارته بطريقه جنونيه مُنذُ علمه بأمر زواجها من ذلك المريض
ليضغط ع مكابح السياره ويفقد سيطرته عليها لتلتف السياره حول نفسها عده مرات وتصطدم بعمود اناره ...

ليفيق "فهد" بعد مده ليس قصيره .... ويصرخ بصوت عالٍ لاعناً كل شئ حوله ..... الجحيم الذى يشتعل ف صدره الان يأكل الاخصر واليابس ... فحبيبته اليوم اصبحت لشخصاً اخر .... اصبحت لاخر وبعد اعترافها بحبها لهُ .... هو يعلم ان كل هذا بغير ارادتها
ولكن ان يصبح ما كان ملكك لغيرك ذلك اسوء شعور يمكنك الشعور بهِ ف العالم .... ان تحب وتعشق وتتنفس احدهم لسبع سنوات دون ملل ... دون توقف
وف لحظه ما بعد كل هذا العناء يبادلك الشعور اخيراً ويعترف لك .... و ف لحظه سوداء يأتى احدهم ويسلُب منك كل هذا بغير ارادتك .... بدون حتى علمك
ان تشعر بعده طعنات ف قلبك بسكين غير مشحوذ .... ان تُنتزع منك روحك وانت خائر القوى ،،، منهك الجسد ..

ليتعالى صوت صراخه وسط ذلك الهدوء الذى يعُم المكان

(يااللّٰه ...... فقدت عائلتى مُنذُ الصغر .... تعودت ع الفقدان ...تعودت ع الوداع الدائم ... ولكن .... ولكنها مختلفه ... انا اتنفس لاجلها ... انا اعافر كل ليله لابقى من اجلها هى فقط .... احببتها لسنوات ولم ابالى بأعتراضها كُنت اعلم انها تبادلنى نفس الشعور .... انها تحبنى ... لما تتركنى الان .... لمااااااا
لم اتمنى شيئاً مثلما تمنيتُها .... قالت لى احبك ... لقد نطقتها بعد كل هذه السنوات .... نطقتها وهى تعلم ان كلانا سنتعذب بعدها ..... ياااا اللّٰه
اتوسل اليك ... هى كل ما املك ... هى كل مااريد واتمنى
لاتحرمنى منها .... صفعات القدر انهكت جسدى ... لم اعد احتمل ..

ليبكى .... يبكى بحرقه ع كل ما حدث ويحدث لهُ ... لم يبكى هكذا عندما فقد عائلته (والديه واخيه ) عندما غرقت بهم ( العبّاره ) وهم عائدين من اداء مناسك الحج ....

ظل هكذا كثيراً ... حتى جفت دموعه

ليحملق ف الفراغ بشده وقد تذكر الان امر ما قد تناساه !!!!

"نديم" ..... لقد وصل لهُ ان "نديم" يريد قتلها ايضاً
بالتأكيد هو يبحث عنها الان .... سيصل لها ولكن لن يعطيه الفرصه ابداً .... او يعطيه تلك الفرصه ويستفيد منها هو !!!!!

رآيكم ؟؟؟!
توقعاتكم؟؟؟!

مُثلث الحُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن