وداع

58 10 38
                                    

ع طريق (اسكندريه الصحراوى )

ظل يحملق ف ظلها الذى يختفى من امامه ولا يتردد ف عقله سوى جملتها الاخيره

(هذا يعتبر وداعنا الاخير) ... وداعنا الاخير ... وداعنا ...

لتلتفت لهُ تنظر بداخل عينيه بتركيز كأنها تحفظ ملامحه للمره الاخيره ونظراتها تحمل معاني كثيره حب ... عشق.. خذلان... ضعف ... نفور ،، ثم تكمل طريقها لتجلس ف السياره بجانب ذلك المدعو "اشرف" لينطلق بها من امام ذلك الفهد الذى ينظر لها نظرات مفترسه

ليغلق عيناه ويفتحها عده مرات حتى يتأكد حقاً من انه لا يحلم وانها  ليست امامه بالفعل .... لقد قامت بتوديعه مُنذُ عده دقائق ... ليضع يديه فوق رأسه ويغمض عينيه ليجمع شتات تفكيره
احبها حد الجنون .... واعترف لها اخيراً ولكن تم اختطافها وتزوجها ذلك الحقير .... ذهب لها واعترفت لهُ انها تعشقه مُنذُ لقائهم الاول ،،، تركها وحيده هناك وذهب ... والان هى تركته وذهبت ،،، لم تتركه بل ودعته وداعهم الاخير ...

ليفتح عينيه الذى يتطاير منهم الشرار ...   ويلتقط هاتفه ليطلب رقماً ما ... ثم يغلق الهاتف ويبتسم ابتسامه جانبيه ماكره
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
ف منزل (روميساء)

جلست "جميله" تنتظرهم فى شرفه منزلها وتتذكر كلمات ابنتها لتدعو اللّٰه ان يحميها ... الصبر دائماً حليفها عند مصائبها التى لا تُحتمل لتستودع ابنتها عند اللّٰه فعنده لا تضيع الودائع

لتفيق بعد ذلك ع صوت "عهد" وهى تدخل من باب المنزل لترى معها "عامر" و "مالك" الذى يعود بجسده ليذهب لتوقفه "جميله" :
-"مالك"

مالك: نعم خالتى ؟؟؟ هل تريدي شيئاً

جميله: نعم ... "عهد" اذهبى لعمل القهوه لي انا و "مالك" حبيبتى

لتنظر لها "عهد" وتقلب نظرها حولهم لتذهب من امامهم لعمل القهوه كما قالت لها "جميله"

مالك بخوف: ماذا هناك ياخالتى ؟؟؟ نظراتك لا تريحنى!!!

جميله : سأخبرك بشئ ما ... وعلينا الاسراع ف اتخاذ القرار

مالك بتركيز: هل "روميس" قامت بمكالمتك ؟؟؟ هل حدث لكِ شئ ونحن ف الخارج؟؟

جميله بهدوء: "مالك" ... والد "عهد" يريد ان يزوجها من رجل عجوز ... يريد ان يزوجها بدون ان تعلم هي
والدتها اتصلت بي وانتم في الخارج ... اخبرتنى بذلك
يجب عليك ان تقرر الان اذا كُنت تريدها ام لا
"عهد" ليست قاصر  وبالطبع هى تحبك وانت تعلم بذلك ... عليك ان تقرر ماذا تريد
مصير تلك الفتاه ف يدك اثبت لها حبك

مالك بتلعثم: كيف ...  كيف يريد ان يزوجها احداً اخر ؟؟؟ هى لا تعلم وايضاً لا تريد ... 

جميله بهدوء: هذا ليس وقت تحقيق يا بنى ... انا تركت تفكيرى ف ابنتى المختطفه وافكر بكم ... وانت تحلل موقف والدها الحقير هذا ؟؟؟؟؟
عليك ان تتخذ قرارك والان يا"مالك"
(ثم اكملت بحده ماكره) تريدها ام اقرر ان زواجها من  اخر

مالك بغضب: اخر من ؟؟؟ انا من سيتزوجها والان

جميله بتركيز: ستتزوجها ولكن بالنسبه لى ولكم هى مجرد خطبه هل تفهمنى ؟؟؟؟ حتى لا يرسم لك عقلك احلام ورديه اللون .... مجرد خطبه

مالك بأمتعاض: ماذا يعنى مجرد خطبه ؟؟؟؟ أتزوجها حتى تبقى بعيده عنى ؟؟؟

جميله بهدوء: لا ستتزوجها حتى تضمن انها لك وان حبكم لن يمسه احد
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
ف مخزن (راشد)

وصل لباب المخزن وهو يلعن بداخله كل شئ حوله .... اليوم ستكون لهُ قولاً وفعلاً حتى لو بغير ارادتها .. يريد قتلها نعم ولكن قلبه يأبى ذلك ... قلبه يريد ان يعيش معها ولو دقائق معدوده ... تباً لذلك القلب العاصى عندما يتمرد ع صاحبه ...

**يفتح اخيراً باب المخزن يبحث بعينه عنها ... ولكن صوت تنفسها لا يصله ... يذهب مسرعاً لمكان مفتاح الكهرباء لينير المخزن .... ليرى ان المكان خالى
لم تترك لهُ الا ملابسها المتهالكه ... ليجوب المخزن كالمجنون ذهاباً واياباً يتطاير من عيناه الشرار
ليقف عند كومه ملابسها ويلتقط منها تلك الكنزه الصوفيه ليحتضنها ويصرخ بصوت غاضب :
-سأقتلك يا "روميساااء" مهما كلفنى الامر ... سأفصل رأسك عن جسدك .... سأذيقك مرار حبي لكِ ..... (ثم يردف من بين دموعه) سأقتلك
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
ف فيلا (طه علوى)

بعد خروج "راشد" ظل "عطيه" شارد الذهن حتى قاطع شروده ذلك "طه" وهو يسأل بلهفه :
-اخبرنى كيف حال شقيقتى ؟؟

عطيه : لازالت ع قيد الحياه

طه بتصميم: خذنى اليها

عطيه بذهول: اخذك لمن ؟؟؟ هل ... هل نسيت مافعلناه بك في  الماضى؟؟؟

طه :هذه شقيقتى الوحيده ... انا من قمتُ بزراعه ذلك النفور بداخلها ... انا قطعت اتصالها بالعالم الخارجى قديماً حتى اصبحت غرفتها ملاذها الوحيد ... عندما تعرفت عليك  كُنت لها كمفتاح باب سجنها الافترادى
و اول من تمردت عليه  هو انا .... اريد ان اراها ... اريد ذلك يا "عطيه"

توقعاااتكم؟؟؟

مُثلث الحُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن