ترقصين معي

7K 354 46
                                    

أغلقت باب المكتب بأحكام وإصرار لتضرب الأرض بكعب حذائها مفتعلة بأنتقامها ، تنزل من على سلم المؤسسة وكيدها يعدو خلفها ، رفعت هاتفها تمثل هدوئها .

- مرحباً سيد حسام  السيد يحيى قد أوصاني بأن أخبرك أن تنتظره في منزله لاداعي من مجيئك إلى الشركة لأنه قد خرج .

تعجب حسام ليسأل بتردد.

- كيف يعني منزله أتقصدين قصره الذي يسكنه مع أبيه أم شقته التي ببنايتكم فأي منزل منهما ياحسنا .

داعبتها حيرتها لتسرع بأدعائها .

- أووه بصراحة على ما أعتقد بأنه قد قصد قصر أبيه .

صمت حسام حين أستماعه لها بتمعن والشك يحاوط له أفكاره ليجزم الأمر بقوله .

- شكراً لكِ ياحسنا سأتصرف وسأعلم أين هو الأن .

وقفت أمام بناية المؤسسة لتقابل سائق يحيى ، تبسمت له بود وببراءة وجه تخبره .

- السيد يحيى يبلغك بأنك تستطيع الأنصراف الأن لأنه سيذهب برفقة السيد حسام .

يخفض رأسه وبلهجة مطيعة يقول .

- علم أنستي وتحياتي للسيد يحيى وسأكون تحت أمره في أية وقت .

تتبسم بلئم دفين لتلتف بجسدها متوجه نحو وجهتها فظل الطريق يصاحبها بأسترجاع ماجرى بينهما، ضاق صدرها وتكدرت أحاسيسها ، صعدت سلم بنايتها ووقفت أمام شقة حسام ويحيى ورمت بكيس ملابسه أمام عتبة الباب، أخذت بشهيق مسموع وراحت تطرق باب شقتها ، فتحت نادية الباب ببسمتها وحسنا تقابلها بشرود ذهنها وسرحانها ، تنظر نادية لها ولتلبدها فتقول سائلة .

- مابك حسنا ، هل جرى شيئاً لك يا أختاه ؟

استفاقت حسنا من ضياعها لتجلس على المائدة بتبسم وتصنع بردودها .

- لاشيء نادية فأنا مرهقة وتعبة هذا كل شيء .

تركض نادية إلى المطبخ برفقة أقوالها .

- ثواني والطعام سيكون أمامك .

ظلت حسنا على جلستها وتاهت بين مهجة تضحك ودمعة عين تدمع ،اختبأت خلف دموعها وترددت بأستمرار انتقامها ، تراجعت عن ما صنعته يداها فنهضت من جلستها بسرعة قرارها ، تحمل شقيقتها الطعام لتنادي بعلو صوتها .

- حسنا إلى أين ياحسنا ؟ حسنا طعامك .

صفقت حسنا الباب خلفها والتقطت كيس ملابس يحيى وراحت بهرولتها ، وصلت إلى المؤسسة بخطواتها السريعة لمكتب يحيى قامت بفتح باب المكتب بعين مترقبة وأنفاس مضطربة ، شهقت بأنفاسها حينما وضعت يد شخص ما على فمها ليكتم لها أنفاسها ، تتسع عينها من شدة صدمتها ليبعد يده من على فمها فتلتف برأسها لتتعانق عينهما بلحظتها ، بقيا على ذاك الصمت وتلك النظرة الساكنة ، شعرت بقرب أنفاسه الحارقة لتتذكرمن بعدها كيس ملابسه ، رفعت بالكيس مشيرة به بعد سماحها .

عرابي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن