موافقة

6.1K 332 117
                                    

تصارع داخلها على أن يصمد أمام صدمتها ، تكتم أنفاسها المخدوعة بحرقة ليأتيها صوته من بين تعجبه .

- حسنا منذ متى وأنت هنا !

تنظر لوقفته الحميمة بين أحضان فاتن مرتمياً ، ترسم بسمتها لتخمد جرحها فتنظر لهما بثوانيها المعدودة وتشعر بها وكأنها ملاين من من الأعوام التي تمضي بها  .

يسبقها سليم بفرش ذراعيه معلناً .

- أنا من الذي أستدعى حسنا لهذا اليوم وأنا من الذي طلب منها أن تهتم بطلباتي وتشرف على إعداد هذه الأمسية ولم تخيب ظني ابداً أشكرك يايحيى بأنك عرفتني على حسنا المواظبة .

يلتفت سليم إليها ببسمته الممتنة ليثني على عملها .

- أشكركِ يا حسنا ، شكري لكِ من القلب .

اكتفت حسنا على هز رأسها بهزات متتالية لتلتفت بجسدها متحججة بتوضيب المشروبات ، تقف لتصف الكؤوس عن بعد من جلستهم   وداخلها يرغب ببكائه على حالها ، صفعت ذاتها وصرخت على فؤادها لترضخهما وتعيدهما إلى واقعها إلى تلك الحياة التي خاضت آلمها وعاشت بحسرتها من دون يحياها ، تحاور نفسها بين توضيبها للكؤوس لترشف عليها دمعتها ،سقطت دمعتها لتسرع بمسحها فتنصت إلى طلب سليم داعياً  لهم .

- هيا يحيى ، هيا فاتن،  تفضلا قد أعددنا لكم أصنافكم المفضلة .

يخطو يحيى بإقدامه المثقلة بأفكاره وتحسباته ، يسير وعيناه لاتفارق وقفة حسنا المستعدة ، تراقب فاتن نظراته لوقفة حسنا لتجلس على المائدة وتعم الحضور بقولها المغيض .

- ارأيت ياعمي سليم كيف عدت بوتينك فلا شخص منكم يستطيع أن يقضي على زعل يحيى إلا أنا  ، فأنا نصف قلبه الثاني من بعدك ياعمي .

يسرع يحيى بلفتة رأسه ليتفحص ردود حسنا ، تستمع حسنا بصمت عجيب ، تستمع بين عملها لملئ الكؤوس ليثني على كلامها سليم .

- منذ ان كنتما صغار كنتما تشكلان ثنائي ولا أجمل وليس هناك  أمرأة سلبت عقل يحيى مثلكِ أنتِ يافاتن ، فأنت تعرفين أطباعه جيداً.

تفتتت جزيائتها من داخلها وتخدش سمعها لتسقط العصير من الكأس الذي كان بين يدها ليسرع يحيى إليها بقوله الخاشي .

- حسنا ، هل تألمت يداكِ.

يسرع بمسك يدها وأنظارسليم وفاتن خنقت عتبها له لتسجن دموعها وهي تنظر له بتحديقها والكلام يخرج من مقلة عينها بحرقة ، ظل واقفاً ممسكاً بيدها ليناظرها بعينه مستشفاً المها، سحبت يدها لتجيب بتكلفة بالغة .

عرابي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن