انتهينا

5.4K 377 219
                                    

تستعد لما هو مجهول بثقل أنفاسها المحبوسة ، تلتقط وشاحها بصحبة حقيبتها لتسرع بخطوتها إلى رصيف الشارع ، تنظر لهاتفها بعينان من نار لتقرأ تلك الكلمات .

( أقتربي أكثر فالسيارة أمامك بخطوات ، سيارة سوداء مع سائقها )

تعتصرهاتفها بقوة إصرارها وزحفها وراء الحقيقة لتقتل تلك الشكوك التي بدورها خنقتها ، تسير بنزف دمعها، تذرف دموعها لتستقوي على مقاومتها بمسحها بإناملها ، وجدت السيارة المطابقة للمواصفات المذكورة لتجلس خلف السائق إمرة بقولها المخنوق .

- أمضي بخطوتك .

تسير السيارة والانكسار يسكنها بجلستها فقهرها أصبح لايفهم داخلها من شتاته لتسابق أضواء الشوارع بتخيلها لما هومسود بلونه فتدمي مقلتيها ببكائها مرة أخرى .

يقف بسيارته أمام منزله العريق الذي بداخل مزرعته ليلتف يحيى بنظرته المتوعدة له ولكل ماينتمي لشره فينزلون رجال يحيى محيطين لمنزل القطان بحلقة من استعداداتهم ، يترجل يحيى من سيارته بنفساً محبوس وتأهب مدروس، يعتدل بوقفته بأحاطة رجاله ليتفقد سلاحه المخفي خلف بنطاله ومن درعه الذي غلف له صدره بصلابه ، يرفع يحيى بيده مشيراً بين أوامره .

- توزعوا هنا ولن يدخل معي أي شخص منكم ، انتظروا أوامري .

يسرع يحيى بخطوته الرشيقة ليقف خلف باب منزله بطرقاته القوية فيسرع أحد الرجال بفتح الباب بعد أن علم سعد بمجيء يحيى واستعداده له ، يفتح أحد رجاله الباب مرحباً بدخول يحيى المهيب  .

- تفضل سيدي وأهلا وسهلاً بحضورك  .

يبعده يحيى بضربه من يده على صدره ليتخطاه ويدخل بجرأته المعهودة ، يتوسط منزله بوقفته الشجاعة والتي صاحبت صياحه.

- سعد القطاااان ، سعد أين أنت؟ تعال لمواجهتي .

تجدح عينان يحيى بشرهما ليأتي سعد بكيانه البارد وبسمته المستفزة فيقف أمامه بترحيبه .

- اهلاً وسهلاً بوتين سليم الباروني .

تتوسع عينان يحيى بحدقيتهما ليهدد بصوته المزمجر .

- تحدث معي بجدية وإلا تعلم بيحيى سليم الباروني بما فاعل .

يوسع سعد بسمته ليمتص غضبه بلئمه .

- تفضل يايحيى لما أنت غاضب إلى الحد ، أنت بالنسبة إلي الغالي ولد الغالي لما تحدثني وكأني عدو ولست بصديق ، أنسيت ليالينا وسهراتنا والنساء اللاواتي لهونا بهن وبرقصهن ياولد الغالي .

عرابي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن