تقوم بلم كل مايخصها من فوق مكتبها بتذمر، تلملم بتذمر على ما أتاها من متاعب في دنياها ، في كل مرة تقف لتشد عزمه فتتعثر بخطواتها من جديد ، كتمت حسرتها لما فعله يحيى بها ولكن الحزن يحيط هالة عينها، لم تحظى إلا بالحيرة بعد تلك الألاعيب التي تاهت بها ، تحمل أشيائها بملل لتستوقفها أمرأة شقراء بمعطف من الفراء الطبيعي ، تقف أمامها بأستعراض وقفتها المرنة التي تشهد لها رشاقتها المتناسقة ، تنظر لها بتدقيق و فضول فراحت بقولها تجول .
- من أنت ؟
ترفع حسنا رأسها بين انشغالها بأستغراب شديد لتقول لها .
- من تحدثيني أنا !
تعاود النظر بتفحص لتؤكد على قولها بصوتها الحاد .
- نعم أنت .
رفعت حسنا بحاجبها لتجيبها بمشاكسة .
- يقولون بأني موظفة هنا ولاأعلم قد أكون متوهمة أسألي حولك لنتأكد من أنا .
ذهلت تلك الفتاة الشقراء من ردة فعل حسنا الغير متوقعة لتنظر لها بفم فاغر ولسان مشلول فيقطع لها يحيى صدمتها بفتح باب مكتبه وترحيبه بها .
- أووه فاتن عزيزتي كيف حالك ؟
سرعان ماغيرت فاتن ملامح وجهها من ملامح شرسة إلى ملامح ودودة لتقول له مستعرضة .
- يحياي لم تسأل عني فقلت أسأل عنك أيها الماكر .
يشير بيده مرحباً ومتغزلاً بها .
- تفضلي يافاتنة النساء .
تلتفت على حسنا لتسرق البعض من ثوانيها قبل توجهها فقالت لها بتحدي مسبوق .
- من المؤكد بأننا سنلتقي من جديد ياصاحبة اللسان السليط .
تتركها فاتن بطرقها للأرض على صوت كعب حذائها بأنوثة مدروسة والتي أشعلت غيرة حسنا ، دست حسنا على شفاهها بغضب دفين فحاولت اللحاق بها بوعي مسلوب لتمسك ذراعها يداً معترضة عن عملها فيعود بها لأرض واقعها .
- حسنا هذه فاتن ، فاتن صديقة الطفولة ليحيى أي من أعز الأشخاص إلى قلبه فحذاري من التهور ، تنظر لحسام بأنفاسها الملتهبة ، أخمدت نيرانها وأطلقت السراح لأنفاسها من جديد لتكتفي بهزة من رأسها فيؤكد عليها ببسمة خفيفة.
- انتهيتي من جمع أشياءكِ .
تكتفي بأيمائة من رأسها لتأخذ كل مايخصها هاربة من جحيم يحيى وإدارته التي تسير حسب شروط رجولته الغير مدروسة، تضع ملفاتها وأغراضها على مكتبها الجديد بزفير مسموع لتركض وفاء ببسمتها المرحبة وهي تصفق بيدها معلنة .
أنت تقرأ
عرابي
Romantizmهو عرابي هوالمعنى العميق للأبوة الروحية هو جذوري ووتدي وأنا له وتينهُ ،فكم منا ولد من صلب والد ولكنهُ ليس بوالد . - وانا ياوتين ، اذا كان هو لك كل شيء اذن انا ماذا ؟ - هو كل شيء وانت لست بشيء ، بل انت ياحسنا تلك الروح التي كسرت لها اضلع صدري ل...