أصمت

4.3K 255 83
                                    

ضاعت نظرته بنفورشكوكه ليهمهم بصوت غيرمبالي .

- لايهم الأن أين ذهب قل لي ماهي مشاكل المعمل لكي أحلها بنفسي لا بعرابي وهو مقبل بتلك الأيام على الزواج .

يجفل حسام بنظرته وقوله .

- أنت جاد ! وكيف سيتزوج حسنا ! كيف لم تقل له حتى الأن ؟

يطلق يحيى حسرة مسموعة ليجيب بصوت ضعيف.

- الجبن تملكني وأنا أرى سعادته بحبها وزواجه منها،  لاأستطيع ياحسام لاأستطيع أن أكون له الجلاد وأعجه بحكايه انتقامنا لبعضنا ، أتفقنا أنا وهي على التضحية ولعلها تصدق بقولها .

يهز حسام رأسه بأسى ليقول بصوت مستنكر .

- الذي تفعلانه أنتما قمة المأساة ، لا أنت ولاهي ولا السيد سليم تستحقون ذلك .

يغمض يحيى عينه بعجز أفعاله .

- لاترهقني أكثر ياحسام فلو قلت لعرابي سينكر وجودي من حياته وأنا أعلم بطباعه القاسية لن يرحم سكوتي كل تلك المدة وسأخسره اي بوحي لن ينفعنا بشيء بل على العكس سيتبرئ مني وسيرمي حسنا في الشارع وسيعيش مع قهره وأوهامه أي إذ علم عرابي سيضربنا بأعصاره ياحسام أنتم لاتعلمون بطباع عرابي .

ينظر حسام بنظرة مشفقة ليربت على كتفه مواسياً .

- أنت أعلم ولاعليك الأن فموقفك وأنت من بينهم أصعب من ما يتخيلون وأنا أشعر بك ياصديقي .

يكتفي يحيى بكبت آهاته الهوجاء ليهز رأسه ببطئ فيقول بجزم للأمور .

- كل شيء محسوم ومكتوب والأن سأذهب لأتمام عملي والتحري عن عمل عرابي وواكبني بأهم الأخبار .

يومأ حسام له برأسه ليسحب يحيى خطواته متوجهاً إلى سيارته ، ينزل من سلم المنزل الخارجي ليصعد سيارته ، تقدم بسيارته إلى بوابة المنزل ليدهش بنظرته لولد صغير ذو خمسة أعوام يرتدي ملابس رثة للغاية ، متسخ الجلد ومهجرمن أصله وجذوره ، انعصر قلب يحيى برؤيته مذلولاً ليأخذ ركن منزلهم راحة لجسده المتسخ ،  ينزل يحيى ببعثرته بين ذكرياته ليضع يده على كتف الطفل مستيقظاً له .
- أستيقظ يا صغيري ، أنت ياولد ،أستيقظ .

يفتح الطفل عينه بجفن مثقل بالهم والحزن ، مسح إهدابه ليوجه نظرته البريئة والمحاطة بهالة سوداء لوقوف يحيى وسؤاله  .

- نعم ياسيد .

ينحي يحيى بجسده ليجلس أمامه برجوع ذكراه وكأنما يرى ذاته منذ سنين وأعوام فينطق من ماضيه بهذيان  .

عرابي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن