عرابي

ملككِ أنتِ

يحكم على رقبتها بقسوة بين نظرته المشتعلة لتعلو أنفاس صدرها بأرتجاف ، تضع يدها فوق يده لتتوسل بصوتها المرتعش .

- يحيى اختنقت أرجوك .

تناسى آلمها وترجيها ، لم يتحرك إحساسه اتجاهها ولو لشعرة واحدة بل زاد على قسوته وتحديقه ليكمل على كلامه بصيغة مرعبة .

- أنتِ لم ترين غير حبي واهتمامي الذي يأتيك بمزاجي أما وجهي الثاني والذئب الذي يخمد بداخلي لم تلمسي احتياله حتى الأن ، إذا ثرت وسكنني جنوني لن تردعيني حتى وأن شربت من دمائك ياحسنا ، أنتِ لم ترين بعيني غيرحبي والآن لا تنتظري مني غير لئمي.
يبعد يده من جيدها لتنظرله بصدمة ورعشة يد تتراقص بين انفعالها فيرتجف فمها بنطق أحرفها .

- أنت تعي بما حدثتني به للتو ، أنت ثمل أو أنك قد فقدت وعيك أو بأنك لست بيحيى الرجل الذي أحببته، من انت ! وكيف تحدثني هكذا انت لست بيحيى أنا اشك بذلك .

يتقدم إليها ليقترب منها بشرارة عينه وصرخة صوته الحادة لترتعب وتعود إلى الوراء بذعر ملحوظ .

- بل الذي أمامك هو هذا يحيى سليم ولن أجعلك تشكين فقط بل ستشكين في شكوك بأمري وسلوكي ، أحببتك وكلما زاد ترفقي بك كلما استكبرتي واستخفيتي بي ونسيتي بأن الذي تتلاعبين معه هو يحيى إيتها الحمقاء ، يحيى الذي يكشف أمركِ وأمر قبيلة من النساء كأمثالك تماماً أفهمتي ياصغيرة، أفهمتي مع من تتلاعبين .

تستمع له وكل جزء بجسدها ينتفض جرحاً ولاتعلم بما هي فاعلة لاتستطيع البكاء ولا الصراخ ولا المجادلة والعراك ، عندما أقول لكم اختنقت كلماتها هنا حقيقة اختنقت كلماتها وتحجرت بين أحبال صوتها ، شلت حركتها بالكامل واكتفت بذرف دمعها الذي جرى رغماً عنها ولم تشعر بيدها إلا وهي ترفع بها مشيرة له بصراخها وتكرار كلماتها.

- أسكت ، أسكت ، كفى ، هل تستطيع أن تصمت ، أنت لاتعلم بالذي يسقط من فمك فحصاد حبي لك الان هو خذلان وأستخفاف ونكران ، أصمت ولاتقل المزيد ، أنت لست بحبيب أنت مرض منتشر بجسدي .
تمسح وجهها بشهقة صوتها لتناظرعينه بنظراتها المصدومة فيبتعد بنظرته عنها عمداً ، يبعد عن حركتها كل البعد لتعيد النظرالى عينه بسؤالها .
- ألم تخجل من نفسك وأنت تحدثني بأقسى الكلمات ، مالذي تريده مني الأن مالذي تود أن تقوله بعد كل الذي فعلته بي من ألم روحي إلى جسدي ، ماذا أفعل معك بعد سقوط كل تلك الأقنعة ، ألم تخجل من ذنبك بعد خداعك لي وأنت بهذا التناقض ، لن أقول لك بأني كرهتك لأني لست مثلك كاذبة ومخادعة بل سأقول لك بأني سأكون ناكرة لك وسترى لئم النساء لأنك لم تشهد امرأة في حياتك وحسنا ستلقنك الدرس جيداً ودرسي الأول لك ولرجولتك بأن كل مابيننا قد إنتهى ، إنتهى وتلاشى كقدرك عندي تماماً .