جفاك

6.3K 373 41
                                    

رحلت مع نظرة عينه الموقدة ، ترحل النظرات بشوقها بينهما ليتحدثا بلغتهما المفضلة والتي أفصح كلاً منهما عن ما اعترى أيامه من دون نبض الأخر ، طالت النظرة بأصرارعلى بوحها بالكلمة المنتظرة والتي توجب بأعتراف إحداهما للأخر بها وبعذوبة نطقها وهي أحبكَ أو أحبكِ ، ينهي يحيى نظرتهما بأطلاق حسرة طويلة مع بسمة معبرة لما يشعر به من غيض الذي سكنه بعد أسباب هروبها العقيمة ، شعرت حسنا بكل ما رغب ببوحه من مشاعر إلى شكواه ومعاناته ، جذبها بقوة ماسكاً يدها لتلتصق بجسده واضعة جانب من رأسها مستسلمة لصدره العريض ليحيط خصرها بأحكام وكأنه يعلن الحظرعن ممتلاكته فظلت تستمع لضربات قلبه الرصينة بتملكه لها حين مراقصتها بحركات خفيفة وتموج هادئ لترفع رأسها من على صدره كالمسحورة لتصل الى مستوى أذنه فتبوح بصوتها وببحة هامسة تعثرت بنطقها .

- أحبكَ .
أستمرعلى مراقصتها وكأنه لم يسمع شيء ليشل لسانه وكأن الكلام قد تبرى منه كلياً، أبعدت رأسها لتنظر إلى عيناه بحيره لتختلج مشاعرها بعينيها الملتهبتين بشوقه وأحاسيسه المكبوتة وفي الوقت ذاته ببروده وإتقانه لدور الذي لم يرى ولم يسمع ولن يتكلم ، تعالى صوت كبريائها على صوت حبها لتقف بصرامة وتقول بصوت حازم .
- على ما أعتقد بأن هناك عمل ينتظرني فشكراً لأهتمامك.

استدارت بغيض دفين لتلفح وجه خصلات شعرها المتمردة فظل يتبع خطوتها بنظرته وبصمته العقيم إلا أن اضمحلت نظرته بجفلة عينه وهو يلتف برأسه متفقداً عن هوية اليد التي استقرت على كتفه ليبقى على صمته وأكمل عليه بسكوت أعمق ولكن بنظرة حادة وتحديق قاسي ، يتبسم أمامه ببرود وهدوء ليعلن خسارته بصيغة ونبرة صوت ماكرة غلفت له قوله .

- على ما أعتقد يا سيناتور يحيى بأن مارأيته أمامي هي رسالة لكي أفهم ماهي حدودي وكم تماديت بطموحي بالأقتراب من ممتلاكتك مع أني لم أسمع لكلام فكل مارأيته هي مشاهد شفوية ولكن الحليم تكفيه الإشارة وعلى ما أعتقد بأني حليم بمايكفي ، لن أتمنى لك السعادة لأن السعادة قد خلقت لنا ولكن سأقول ياليتها تكون خاتمة نسائك .
احتدت نظرة يحيى والبرود غلف له وقوفه وترقبه ليخرج صوت يحيى بصوته العميق وبكلماته المحسوبة .

- حتى وأن لم تكن خاتمتي فقد أصبحت من ماضي يحيى ونقش ماضيَ يتصفحه يحيى فقط لاغيره .

تطافرت شرارة التحدي من عينان سعد القطان ليتركه يحيى ويتجاوز كتفه ببسمه خفيفة ولكنها معنية بمقصد لئيم ، مضت ساعات الحفل المعدودة بتجنب حسنا لوجود يحيى ، ركزت بعملها واكتفت بأتمام مهمتها فقط ، تنظر بمسحة سريعة على الحضور لترى بأن أغلبية الحاضرين قد أعلنوا امتنانهم من ثم رحليهم ، أصبحت القاعة شبه خالية ولم يتبقى إلا حسنا وحسام والبعض من الموظفين الذين يشرفون مع حسنا على تفاصيل الحفل  ، تقف حسنا مع حسام وباقي الموظفين والفضول يتزاحم بين أسئلتها لتسأل بين إرشادات حسام قبل رحيله .

عرابي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن