الفصل الثانى ....
منذما يزيد على الثمانى سنوات .........
منى والدة ناردين توقظها بفرحة : نيمو نيمو اصحى يا حبيبة مامى اصحى
ناردين بتكاسل تشيح عنها فراشها قائلاً : ماما سيبينى عايزة أنام شوية كمان احنا في أجازة ...
منى : يا بت قومى خالك أحمد برا رجع من السفر وجه يسلم علينا ..
لتقفز من سريرها فرحة : بجد حبيبى يا خالو وتهرول من غرفتها لغرفة استقبالهم حيث خالها ..
تدلف الغرفة فترى خالها العزيز فيحتضنها قائلاً : نيمو حبيبتى
ناردين بحبور : خالو وحشتنى أوى حمد الله عالسلامة
الخال أحمد : الله يسلمك يا حبيبة خالو أخبارك أنتِ إيه ؟ سمعت إن نتيجة الثانوية العامة قربت عايزك ترفعى رأسنا تمام
ناردين : ربنا يستر يا خالو أصلاً أختك متحلفالى قالتلى لو مجموعك صغير هدبحك هههههههههههه
ليتضاحك الخال وابنة الأخت ...
وقتها تدلف عليهما تحمل بيدها أقداح القهوة الساخنة : البت دى جايبة في سيرتى مش كدا يا أحمد ؟
أحمد : لا يا أختى يا حبيبتى ههههههه وينظر لناردين ويبتسم
منى : ما أنا عارفاها مبيضحكهاش غير لما تجيب سيرتى مغلبانى هى وأبوها طول اليوم
أحمد : إلا بالحق هو فين مشفتوش يعنى ؟
منى بابتسامة باهتة : دلوقتى يرجع من ساعة معاشه المبكر والسكر وهو نفسيته بقت وحشة أوى تلاقيه عالقهوة مع أصحابه ...
أحمد : دا قدر يا أختى مفيش منه مفر ...
لتقاطعه ناردين : مقولتليش جبتلى إيه يا خالو معاك ؟
ليشير أحمد لحقيبة كبيرة موضوعة ناحية باب المنزل : شايفة الشنطة اللى هناك دى
ناردين : أها
أحمد : دى كلها ليكى أنتِ يا نيمو
ناردين بحبور وتقفز من مكانها وتقبل وجنة خالها الحبيب : ربنا يخليك ليا
منى : وليه دا كله يا أحمد بتكلف نفسك أوى
أحمد : ناردين زى ميار بنتى الاتنين جبتلهم نفس الحاجة
يحرك مفتاحه بالباب ويدلف فيرى ابنته منكبة على الحقيبة تنبش بمحتوياتها فيتعجب قائلاً : نيمو بتعملى إيه يا حبيبتى ؟
ناردين : بابا شوف خالى أحمد جبلى إيه معاه من السفر
محمدوالد ناردين : أب مصرى موظف أحيل للمعاش المبكر يعانى ويلات مرض السكرى وأعراضه الجانبيه التى نالت من جسده حظها الوفير رجل طيب القلب بشوش يعشق زوجته منى واختارها من بين العشرات فهى زوجته وأم أبنائه ناردين وحوده وابنة عمه أيضاً
يدلف للصالون مرحباً بأحمد : أهلاً أهلاً حمد الله عالسلامة يا أبو نسب
أحمد بترحاب : أهلاً بجوز أختى الغالى أزيك يا محمد عامل إيه ؟
محمد ويجلس على أحدى المقاعد وينظر بأسى لقدمه : هكون عامل إيه الحمد لله دا نصيب
أحمد محاولاً التخفيف عنه : أحمد ربنا أنها جات على أد الرجل بس السكر وحش يا محمد وأنتَ الحمد لله انكتبلك عمر جديد
عانى محمد الكثير من أعراض السكرى ونزيف بقدمه أودى ببترها في النهاية
......................................
كانت تنبش بمحتويات الحقيبة قطع عليها صوت أغنيتها المفضلة ...
صدقني خلاص من بين الناس
حبيتك واخترتك ليا
طول ما انا وياك قدامي ملاك
خليتني ما اغمضش عنيا
الله يا سلام في عنيك احلى كلام
قرب مني شويه شويه قلبي وقلبك سوا يتلاقوا
الدنيا انت مليتها عليا دا الحب اللي ماحدش داقه
يا أرق الناس في عنيك احساس
بياخدني معاه انسى الدنيا
ضمني بايديك لو غالي عليك
ما تضيعش ياريت ولا ثانيه
الله يا سلام في عنيك احلى كلام
لتقول منى بغضب مكبوت من داخل الصالون : سى زفت دا مش هيتأدب أبداً قلنا هيكبر ويعقل وقال بقى مهندس وأهو لسه بيقف بالكاسيت في بلكونتهم يشغلنا أغانى والله الواد دا ...........
ليضحك محمد قائلاً : هههههههه شباب بقى يا منى مالنا بيه
أحمد : ابن مين هو دا ؟
محمد : دا عمر و ابن جارنا ولد مؤدب بس أختك مبتحبهوش متعرفش ليه
لينتبه أحمد من الأغنية : لا وبينله حبيب مشغل عمرو دياب كمان
............................
يقف في شرفته يستمع لأغنيتهما التى اتفقا عليها إن أرادا أن يريا بعضهما يشغلاها ويخرجا للقاء بشرفتيهما ...
بتوتر أن تلمحها والدتها تدلف الشرفة خلسة
لتقول : يا بنى بس أمى هتطين عيشتك اطفى الكاسيت بقى
عمرو في شرفته الناحية الأخرى : هههههههه أعمل إيه مشفتكيش النهارده وحشتينى
ناردين : وأنتَ كمان بس اقفل الكاسيت ماما متحلفالك
عمرو : مش مهم سيبك من أمك الخنيقة دى
ناردين : بس بقى متقولش على ماما كدا
عمرو : يا لهوووى على مزتى بموت في اللى جابوكى يا بت ...
ناردين بخجل : اخرس يا عمرو ...
لتخرج من شرفتهم والدته وتنظر بابتسامة صوب ناردين قائلة : صباح الخير علىالناس الحلوين
ناردين : صباح الخير يا طنط عاملة إيه ؟
نادية والدة عمرو : الحمد لله يا قمرة أنتِ عاملة إيه ؟ سمعت النتيجة كمان يومين
ناردين : أه وأنا متوترة وخايفة أوى يا طنط
نادية : متقلقيش ربنا هيديكى تعبك إن شاء الله
لتخجل ناردين وتستأذن وتدلف منزلهم
فيلوم والدته : ماما أنتِ ليه جيتى دلوقتى ؟
نادية : مالك يا ولا قطعت عليكم الجو ولا إيه ؟
عمرو : أوووف منك يا نادية طب ليكى جوز يترد عليه ودلف منزلهم ودلفت والدته خلفه
كان والده يطالع أحدى الجرائد عندما حدثه عمرو : وبعدين يا حاج في مراتك دى ؟
ليخلع عنه نظارته الطبية ويترك الجريدة من يده قائلاً : مالك أنتَ نسيت أنها أمك ولا إيه ؟
عمرو بتأفف : لا منسيتش بس دايما بتيجى في أوقات مش مناسبة خالص طب يرضيك أكون بكلم مزتى تدخل علينا كدا
ليقهقه والده : هههههههههههههه محسسنى أنها دخلت عليكم أوضة النوم ما تتلم يا عمرو
عمرو : لا ناردين خطيبتى وبحبها وهتجوزها
نادية بمزح : وأمتى خطبتها دى البنت لسه ثانوية عامة إيه يا سى عمرو خطبت من ورانا ولا إيه ؟
عمرو : ندووش خفى عنى ها
ليتدخل الأب : بس يا وله متدلعش مراتى أنا بس اللى ادلعها
عمرو : والله هتجننى أنتَ وهى دى أمى يا حاج على فكرة
الوالد : أه أمك بس مراتى أنا وأنا بس اللى ادلعها
ورث عمرو أغلب صفات والده الشهامة والمروءة وأيضاً الغيرة المفرطة وقد يكون السبب الرئيسى لأنانية عمرو هو أنه وحيد والديه فلا أخوه له
بعدها بعدة أيام ......
تجاوزت ناردين الثانوية بنجاح باهر ولكن .....
ناردين بضيق : يعنى إيه كلامك دا ؟
عمرو : يعنى هتكتبى في التنسيق الكلية اللى أنا اختارتهالك
ناردين : بس أنا مش حابة مجال التدريس دا
عمرو : مش بمزاجك على فكرة ....
لتصمت وتنفذ أوامره الصارمة وتمر السنوات بحبهما في الظلام حتى جاء يوم ....................................
كان عائداً لمنزلهم عندما أوقفته احدى الجارات : حوده حوده ...
الجارة : عامل إيه ؟
حودة : الحمد لله يا طنط
الجارة : وأخبار ماما ونيرمين إيه ؟
حودة : تمام بيسلموا عليكى
الجارة : اه سلملى على ماما أوى وقول لناردين أنا زعلانة منها امبارح كانت في المواصلات هى وعمرو وعملت نفسها مش شايفانى
حودة بغضب مكتوم : أنتى شفتى ناردين أختى ؟
الجارة بلؤم : أه شفتها هى وعمرو ابن نادية جارتنا كانوا سوا في المواصلة امبارح ونازلين ضحك مسخسخين أوى دى حتى عملوا نفسهم مش شايفنى ....
بقهر وعنفوان المراهقة والرجولة
ذهب إليه ليثأر لشرفه
حودة بلغة غاضبة ونظرات نارية : عمرو اللى سمعته دا حقيقى
عمرو بتوتر : سمعت .. سمعت إيه ؟
حودة : أختى ناردين كانت معاك امبارح
عمرو : حودة اسمعنى كويس قبل ما تحكم عليها أو علّى أنا بحب ناردين وعايز اتقدملها
حودة : طب واللى بيحب واحدة يروح يتقدملها ولا يمشى معاها يا صديقى العزيز
عمرو : أنا والله عايز اتقدم رسمى بس مستنيها تخلص الترم دا أخر ترم ليها وتتخرج
وعد عمرو حودة ليلتها بخطبة ناردين ممما أسكت حودة عنهما ولكن خبث الجارة لم يتوقف عند ذلك الحد ....
فقصت على والدة ناردين ما رأت فاشتعل الغضب برأسها
دلفت منى منزلها بغضب عارم وما إن رأت ابنتها ناردين حتى انهالت عليها بالسب ولقنتها صفعات متتالية افقدتها توازنها تماماً ...
كان صوت صياحهما يتردد وبقوة فانتبه لصوتهما وخرج لشرفته فسمع مشاجرتها مع والدتها ....
كانت ببكاها ونحيبها المستمر حتى طرقت جارتهم نادية باب منزل ناردين
منى بغضب مكتوم ما إن رات نادية بالباب ...
منى بضيق : نادية
نادية بابتسامة : ازيك يا منى عاملة إيه ؟
منى بتوتر من نظرات منى النارية : الحمد لله اتفضلى
جلست منى وتجاذبت أطراف الحديت مع منى حتى .... منى أنا جاية أفاتحك في موضوع عمرو وناردين
منى وزمت شفتيها ضيقاً وجحظت عيناها غضباً و...
منى بغضب : متجبليش سيرة ابنك لو سمحتى أنا لو أطوله قدامى هأكله باسنانى بيشوه سمعة بنتى وبيضحك عليها ...
نادية بضيق من كلمات منى ولكنها حاولت التماسك والاتزان : اهدى بس كدا واسمعينى ...
منى بضيق وغضب عارم : اهدى إيه بقى ابنك الصايع بيضحك على بنتى كلنا عارفينه صايع وبتاع بنات اشمعنا ناردين بنتى يعنى كانت البنات خلصت ملقاش غيرها يعاكسوها ...
منى بريبة وضيق مكتوم من كلمات منى الجارحة : اسمعينى بس الولاد بيحبوا بعضهم وأنا جاية أشوف رأيك وأبو عمرو هيكلم محمد جوزك اننا حابين نخطب ناردين لعمرو رسمى
منى ولم تظهر أى رد فعل لتكمل نادية : انا جيت أقولك يا ريت متقسيش على نيمو تانى أنا بعتبرها بنتى وقريباً مرات ابنى مكانش في داعى انك تضربيها وتبهدليها هى ما أجرمتش عشان تعملى فيها كدا
منى بضيق : .......بنتى وبربيها
نادية : هى فين حابة أشوفها واطمن عليها ؟
منى بضيق : ناردين نامت من بدرى
نادية بإحراج : بجد ااااااااه طيب استأذن أنا وابقى سلميلى عليها لما تصحى
منى وهى تزم شفتيها ضيقاً : إن شاء الله
غادرت نادية لمنزلها وما إن رأها تدلف حتى هرول ناحيتها : ها يا ماما حصل إيه ؟
نادية : طب استريح من طلعة السلم الأول وبعدين احكيلك
عمرو بلهفة : ماما اخلصى شفتيها عاملة ايه ؟ امها الحيوانة دى عملت فيها ايه ؟شفتيها هى كويسة ؟
نادية : لا مشفتهاش أمها قالتلى نايمة
عمرو بضيق وغضب مكتوم : أأأخ منها الست دى في واحدة تضرب بنتها كدا
وترك والدته واتجه للشرفة لعلها تفتح شرفتها ويطمئن عليها بعد شجارها مع والدتها والتى سمع بها الجيران جميعاً ....
كانت قابعة بغرفتها تبكى بحرارة من صفعة والدتها لها لأول مرة ....
رن هاتفها عدة مرات حتى قررت أخيراً أن تجيب ....
بصمتٍ فتحت الهاتف ووضعت أذنها عليه ولم تتفوه بكلمة ...
عمرو بقلق : نيمو أنتِ كويسة ؟
بشهقات متتالية :.......
عمرو : حبيبتى خلاص عشان خاطرى بطلى عياط
ناردين :........
عمرو بإلحاح : افتحى الشباك عايز اطمن عليكى
ناردين بصوت متحشرش باكى : لا مش دلوقتى أنا مش قادرة أتكلم دلوقتى بعدين يا عمرو
عمرو محاولاً تهدئتها : طب وحياة مورى لتفتحى الشباك ...
ناردين بابتسامة باهتة : عمرو لا مش هقدر سيبنى دلوقتى بعدين هكلمك
عمرو : طب يا رب أموت لو مفتحتيش الشباك دلوقتى ...يالا يا مزتى وحياة مورى عندك ....حابب اطمن عليكى ...
ناردين باستسلام نهضت من فراشها وتناولت منديلاً لتجفف عنها دمعاتها نظرت بالمرأة فرأت وجهها متورماً من كثرة البكاء ومن صفعات والدتها وفتحت نافذتها لتراه أمامها بشرفته ..
رأها ولأول مرة باكية بعيون منتفخة ووجه محمر من كثرة البكاء ..
عمرو : جاتها قطع ايدها منى دى ...
ناردين : بس بقى دى أمى متدعييش عليها ...
عمرو : أمك دى مدت إيدها على حبيبتى والله لولا عيب لأروح أتخانق معاها دلوقتى ...
ناردين : طب اسكت هى أصلاً مش طايقاك خالص ولو شافتك قدامها هت...
عمرو : هتعمل إيه يعنى ؟
ناردين بابتسامة ساخرة : بلاش لتزعل ..
عمرو : أيوا كدا والنبى تبسم يا قمرى ...
ناردين بابتسامة خفيفة : اضحك اضحك ما هو مش أنتَ اللى تروقت من شوية
عمرو بمزح : ليه هى أمك أيدها تقيلة أوى
ناردين وتضع يدها على وجنتها : أوى أوى
عمرو : معلش يا قلبى بكرا تبقى خطيبتى وخلى مخلوق يقرب منك ...
لتبتسم له ابتسامة عشق ساحرة ..
...................................
في منزل رنا مساءً ...
يقف خارج منزل رنا وبيده باقة زهور اشترتها والدته وأعطته له بعد إلحاح كبير منها وبيده الأخرى يحمل علبه بها قالب حلوى ...
بتأفف ينظر لوالدته : ما ترنى الجرس ولا هنفضل واقفين كدا كتير ...
والدة سليم : طب مش لما تفرد وشك الأول ...
سليم بغضب وضيق مكتوم : ماما رنى الجرس بدل ما والله أرجع وأغير رأيى ..
لتطرق الأم باب منزل أختها ....
من داخل المنزل تجرى ناحية غرفة ابنتها وتدلفها بلهفة : ها جهزتى خالتك وسليم بيرنوا الجرس لتصعق من رؤية ابنتها ...
لتجحظ عينيها بغضب وتقترب من ابنتها الممدة بفراشها : قومى فزى يالا أنتِ لسه متنيلتيش لبستى
رنا : ماما أنا مش عايزة أتجوز سليم .... ماما دا بتاع بنات وصايع وأنتِ عارفة كدا كويس ...
والدة رنا : طب قومى أحسنلك ألبسى خلينى أروح أفتحلهم الباب بقالهم ساعة بيرنوا الجرس أخلصى قومى
لتستسلم للأمر الواقع وتنهض لتبدل ملابسها ...
خارج المنزل
سليم محدثاً والدته : يالا بينا باينلهم مش جوا الحمد لله
والدة سليم بخفوت وصوت غاضب : اخرس بلا نمشى خالتك جوا أنا لسه مكلماها
سليم بخفوت وهو يلوى فمه : طبعاً هتلاقى فين عريس لقطة زيى لبنتها الهبلة ...
لتفتح والدة رنا الباب بترحاب : أهلا أهلاً وتحتضن شقيقتها وتبسط يدها لتصافح سليم فيمازحها .... ايدى مش فاضية يا خالتى كنت خدتك بالأحضان والله ...
والدة رنا : طب وليه التعب دا يا ابنى ..
سليم بغيظ مكتوم : ولا كتير ولا حاجة دى حاجة بسيطة ليكى وللجاموسة أأأأأأأأأ قصدى العروسة ...
يدلف ووالدته المنزل ويجلسا يتجاذبان اطراف الحديث مع خالته التى تنتظر خروج ابنتها عليهم بفارغ الصبر لتمر حوالى ربع ساعة فتقول والدة سليم : أمال رنا فين ولا بتدلل علينا
سليم محدثاً ذاته : جتها قطيعة يكش تولع البعيدة ...
لتخرج عليهما رنا بجمالها الساحر
رنا : فتاة شقراء ممشوقة القوام كانت ترتدى ليلتها فستان باللون البيج وحجابها يزين وجهها ...
لم يعرها اهتمام فقد رأى وعاشر من أجمل منها وأكثر إثارة ...
جلست بجوار خالتها شاردة حزينة بعالم أخر حتى أنها لم تستمع عما يتحدثوا غير كلمة والدتها : رنا بنقرأ الفاتحة ها ..
استسلمت للأمر الواقع وقريت فاتحتها على زير النساء "سليم " وليتها تمردت ليلتها ...
..................................
وتمضى عدة أيام على ناردين وعمرو ويتقدم لخطبتها بشكل رسمى ...
رفضت والدتها وبشكل قاطع موضوع خطبتها من عمرو فبرأى منى عمرو شاب مستهتر ولعوب لا يصلح زوج لابنتها ...
فاقترحت ناردين على عمرو أن يفاتح خالها أحمد بموضوعهما فخالها أقرب شخص لوالدتها ويستطيع إقناعها ....
وافق الخال أحمد على مقابلة عمرو وسماعه ..
...........................
في أحد المقاهى بعينان صغيرتان يحدق بعمرو القابع بخجل كتلميذ بامتحان
لينطق أحمد أخيراً : قربت منها ...
عمرو بتوتر ملحوظ يتناول منديلاً يخرجه من جيبه ويمسح قطرات العرق المتصببة عنه ويجيب بتردد وريبة : قصدك إيه يا عمى ؟ مش فاهم قصدك ؟
أحمد : يعنى قربت من خدها .... لمست ايدها ... فهمنى
ليفهم عمرو مغزى كلام الخال
ويجيب بثقة وثبات بعد أن يريح ظهره على المقعد وينظر بعين ثابتة ناحية الخال المراقب لتعابير وجه عمرو جيداً : ... ناردين حبيبتى واللى يحب ميأذيش وأنا مستنى الحلال ولو كنت بضحك عليها مكنتش عملت المستحيل عشان أخطبها ونتجوز كنت أخدت غرضى منها ورميتها ....والفرصة كانت قدامى كتير بس أنا عاشق والعاشق ميأذيش حبيبته
نيمو أنا بخاف عليها حتى من نفسى ....
أحمد وهو يراقب ردود أفعال عمرو قبل كلماته : أنتِ إيه اللى حببك في ناردين على حد علمى أنتَ مهندس ووحيد أبوك ومستقبلك قدامك اشمعنى ناردين ما البنات كتير ...
عمرو : معرفش بس أنا من صغرى بشوف نيرمين بتاعتى أنا مش متخيل نفسى مع حد غيرها ولا هسمح لحد يأخدها غيرى
أحمد بابتسامة ساخرة : إيه يعنى بتهددنا لو جوزناها لحد غيرك ؟
ليصمت عمرو ....
ليلتها وعد أحمد عمرو بأن يقنع أخته منى أن توافق على خطبة ابنتها ناردين من عمرو ...
ويتقدم عمرو بشكل رسمى لناردين وأُجلت الخطبة حتى تخرجها من الجامعة ....
يوم خطبة ناردين وعمرو قبل خمس سنوات ....
في صالون التجميل ....
ناردين بقلق : يا لهوى يا رتنى ما سمعت كلامك يا سها الفستان عريان أوى دا عمرو ممكن يقتلنى ....
سها قريبة عمرو : يا بت ولا يهمك يعنى هتعملى خطوبة كل يوم وبعدين دا أنتى طالعة مزة
ناردين بقلق تنظر بمرأة الصالون ولفستانها العارى الكتفيين تترقب رد فعل عمرو عندما يراها .....
وصل لصالون التجميل وخرجت هى وما إن رأها حتى تبدلت معالم وجهه من السعادة إلى العبوس والغضب
اقترب منها وبحزم وغيرة واضحة ووجه مقتضب حدثها بخفوت : هى
الهانم هتروح القاعة كدا ؟
ناردين بتردد وقلق ورعب من نظراته الفاحصة وعيونها الجاحظة : أصلى أصل....
ليرتفع صوته عليها : أنتِ اتجننتى عايزانى أخدك الفرح لأصحابى يتفرجوا على جسمك ...إيه اللى أنتِ لابساه دا ؟
لتصدم بردة فعله وتحبس العبرات بعيناها وتتوجس خيفة من حديثه الصارم فيقترب والده بلهجة حازمة : عمرو أخرس خالص وينظر لناردين بعطف أبوى : طالعة قمر يا بنتى ربنا يحميكى ويقترب ليقبل جبينها فيقف عمرو بينهما بغيرة : إيه يا بابا مش كفاية فستانها كمان هتبوسها ...
والد عمرو : ابنى مجنون أقول إيه ؟
أخلص يالا الزفة مستنياكم ...ويبتسم لناردين ابتسامة أبوية ساحرة ..
خرجا وهو يلف معصمه حول معصمهما وما إن رأها أصدقائه حتى انبهروا بجمالها فتغزل صديقه مجدى بها : وواوووووو إيه القمر دا يا بختك يا عمرو ....
لينظر له عمرو بتوعد وغضب ...
وصلا القاعة
ودلفا العروسان وهى تتأبط حول ذراعه ...
كانت تخرج كملاكٍ بفستانها الأحمر العارى الكتفين انبهر الجميع بجمالها ...
وكثر القيل والقال بين المدعوات فمنهن من انبهرت بجمالها ومنهن من سخرت من وزنها ومنهن من لام عمرو على خطبتها ....
كانت محط للأنظار من الرجال والنساء ...
كان الغضب سيد الموقف لديه يرى العيون تأكلها ...
فناردين خرجت جميلة للغاية ليلة خطبتهما ولكن ذلك الغيور حتى من ذاته عليها لم يتقبل ذلك الوضع فخلع عنه سترته وألبسها إياها ليمنع العيون عن أملاكه الشخصية كما يعتقد ....
ومنعها حتى من النهوض من مكانها من نظرات أصدقائه عليها وتفحص العيون بها .........
الواقع ....
لتكمل ناردين بخواطرها ....
ليلتها برغم ضيقى من غيرته إلا أنى شعرت بالأمان كان لأول مرة يقترب منى ونرقص سوياً قبل رأسى قائلاً : أعشقكى ....
عند اقترابه لتقبيل رأسى اندفع الدم بقوة في عروقى وتشنجت أعصابى لا أدرى أخجل هو أم فرحة دبت بأوصالى ...
كل ما تمنيته ليلتها أن نظل سوياً لأخر وهلة بحياتنا ....
تمر السنوات القليلة بنا بين غيرة وشك وغضب وحنو
كان تجهيز مسكن الزوجية شاق علينا ....
فعمرو لم يتقبل مساعدة والديه أراد أن نبنى سوياً عُشنا بأيدنا ....
كان عمرو بتلك السنوات الأمر الناهى بى لا أجرأ على مخالفته كلمته أمرة ونافذة علىّ : لا تصادقى – لا تخرجى – لا تعملى
ظل الاكتئاب بالتدريج رفيقى وما يصبرنى عشقه وعشقى له
فازداد وزنى وشحبت بشرتى لا أعلم لمَ كان يحدث كل ذلك ....هل هى الفرحة واطمئنانى أنه سيكون لى أم قهره وكبته لى ؟
حتى جاء اليوم المشئوم ليلة عيد ميلاد عمرو ....
......................
أنت تقرأ
رواية "على قيد عشقك" للكاتبة بسمة محمود أحمد
Romanceهل للحب درجات ؟ تختلف العقول .. تختلف الوجوه .. تختلف الأذواق والألوان ولا يبقى سوى ..العشق الأول تلك الكلمة التى جالت بخاطرى كثيراً ولم أعى معناً لها للأن .... كيف يكون ذاك العشق ؟ كنت أسخر من العشق والعاشقين حتى وقعت بذلك الفخ ؟ هل الحب...